1- مفهوم الفُسُوقَ

الفُسُوقَ هو الإيمان القلبيّ مع عدم العمل بأحكام الشّريعة بالخروج عن طاعة الله وارتكاب المحرمات والإصرار عليها حتيّ الخروج الكلي بالكفر.

2- كلمة الفِسْق 

        في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الفِسْق وصيغها في القرآن الكريم (54) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى :

﴿ كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

يونس: 33

– بصيغة المضارع

ورد 6 مرات

قال الله تعالى :

﴿ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾

الأعراف: 163

– بصيغة  الصفة

ورد 3 مرات

قال الله تعالى :

﴿ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾

الأنعام: 121

– بصيغة منتهى الجموع

ورد 35 مرة

قال الله تعالى :

﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

التوبة: 80

﴿ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

النور: 55

– بصيغة اسم الفاعل

ورد مرتين

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾

الحجرات: 6

–  المصدر

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى :

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾

البقرة: 197

وجاء (فاسق) في القرآن الكريم على خمسة أوجه ، وهى

1- الكفر باﷲ

قال الله تعالى :

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾

السجدة :  20

وأما الذين خرجوا عن طاعة الله بالكفر والتكذيب وعملوا بمعاصيه فمستقرهم جهنم، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها، وقيل لهم -توبيخا وتقريعا-: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون في الدنيا.

2- المعصية والمخالفة من غير شرك

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ . قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾

المائدة:  25-26

توجَّه موسى إلى ربه داعيًا: إني لا أقدر إلا على نفسي وأخي، فاحكم بيننا وبين القوم الفاسقين. قال الله لنبيه موسى عليه السلام: إن الأرض المقدَّسة محرَّم على هؤلاء اليهود دخولها أربعين سنة، يتيهون في الأرض حائرين، فلا تأسف -يا موسى- على القوم الخارجين عن طاعتي.

3- الكذب

قال الله تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

النور: 4

والذين يتهمون بالفاحشة أنفسًا عفيفة من النساء والرجال مِن دون أن يشهد معهم أربعة شهود عدول، فاجلدوهم بالسوط ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا، وأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.

4- الإثم

قال الله تعالى :

﴿ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ﴾

البقرة: 282

ولا يجوز لصاحب الحق ومَن عليه الحق الإضرار بالكُتَّاب والشهود، وكذلك لا يجوز للكُتَّاب والشهود أن يضارُّوا بمن احتاج إلى كتابتهم أو شهادتهم، وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه خروج عن طاعة الله، وعاقبة ذلك حالَّة بكم.

5- السب والشتم

قال الله تعالى :

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾

البقرة: 197

فمن أوجب الحج على نفسه فيهن بالإحرام، فيحرم عليه الجماع ومقدماته القولية والفعلية، ويحرم عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي، والجدال في الحج الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية.

3- انواع الفِسْق

الفِسْق في الشّريعة الإسلاميّة نوعان، بيانهما على النحو الآتي:

ا – الفِسْق الأكبر

هذا النوع من الفِسْق مُخرَج من دين الإسلام، ومنفيّ لصفة الإيمان. وفسق الكفر هو المذكور في غالب آيات القرآن الكريم .

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ )

البقرة:  99

( إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )

التوبة: 84

  ( وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

النور: 55

( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ )

السجدة:  18

( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )

الكهف : 50

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

التوبة : 67

( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

المائدة : 47

ب – الفِسْق الأصغر

هذا النوع من الفِسْق لا ينفي أصل الإيمان، ولا يُخرِج من دين الإسلام وهويحصل بارتكاب الكبيرة ، أو الإصرار على الصغيرة . ، مثل

– الكذب

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )

الحجرات: 6

– الإثم

قال الله تعالى:

 ( وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ )

البقرة :  282

وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه خروج عن طاعة الله،

قال الله تعالى:

( وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ )

المائدة:  3

( إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )

الأنعام : 145

–  السيئات

قال الله تعالى:

( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )

البقرة: 197

فَهَو اخيرا العصيان والترك لأمر الله

  4- عاقُبهُ الفُسُوقَ

        في

   القرآن الكريم

بين القرآن الكريم عاقُبهُ الفُسُوقَ على النحو الآتي:

1- العذَٰاب

قال الله تعالى:

( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ )

السجدة: 20

( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )

الأنعام: 49

2- الضلَال

قال الله تعالى:

( وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

التوبة:80

( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )

الأحقاف: 35

3- إِنزال البلاء

قال الله تعالى:

( كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )

الأعراف: 163

4 – غضب الله عليَهم

قال الله تعالى:

( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )

التوبة: 96

5 – الخزي في الدنيا و الأخرة

قال الله تعالى:

 ( وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ )

الحشر: 5

6 – نسيانهم لأنفسهم

قال الله تعالى:

( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

الحشر: 19

ولا تكونوا كالذين  تركوا طاعه الله فأنساهم أن يقدموا لأنفسهم خيرا أولئك هم الفاسقون

5  – الفرق بين

 الفسوق والعصيان

هناك فرق بين الفسق والمعصية ، ولذلك صح عطف أحدهما على الآخر

قال الله تعالى:

( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ )

الحجرات: 7

جعلت الآية الكفر رتبة والفسوق رتبة ثانية والعصيان يلي الفسوق ، والفرق الصحيح بين الفسوق والعصيان، إنما هو من حيث الرتبة وعظمة الجرم وكبره، فالفسق أشد من مطلق المعصية، ولذلك فأن المراد بالفسوق الكبائر، وبالعصيان الصغائر .

6 – صفات الفاسق

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من صفات الفاسقين؛ والتي تشمل ما يلي:

1- معصية ما أمر به الله عز وجل

عن رفض إبليس السجود لآدم

قال الله تعالى:

( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )

الكهف:  50

2- كثرة ارتكاب المعاصي والمحرمات التي نهى عنها الله.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

النور: 4

3- نقض عهد الله بالكفر به وعدم الإيمان به كإله واحد

قال الله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

النور: 55

4 – نشر الفساد في الأرض

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ . الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

البقرة: 26- 27

5 – قطع المداومة على طاعة الله والإيمان به

قال الله تعالى :

(  إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )

التوبة : 84

وبالتالي ارتبط هذا اللفظ بوصف عصيان الله والكفر به وارتكاب الذنوب والمعاصي.

Share This