1- مفهوم الفقه

الفقه هو العلم بالشيء والفهم له .

قَال الله تعالى:

﴿ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾

الأنعام: 98

قد بينا الحجج وميزنا الأدلة، وأحكمناها لقوم يفهمون مواقع الحجج ومواضع العبر.

والفقه قد يزيد وينقص وينعدم

قَال الله تعالى:

﴿ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

الفتح : 15

﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾

الكهف : 93

 ﴿ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

الإسراء : 44

2- كلمة الفقه

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (فقه) و صيغها في القرآن الكريم (٢٠) مرة . والصيغ التي وردت هي:

– الفعل المضارع

ورد 20 مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾

طه:٢٧-٢٨

وجاء الفقه في القرآن الكريم بمعني إدراك الشيء والعلم به.

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة الفقه

– العلم

العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع ، نقيض الجهل

قَال الله تعالى:

﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ﴾

الأنفال: 66

– الفهم

العلم بالشيء ومعرفته.

قَال الله تعالى:

﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ﴾

الأنبياء: 79

– الإدراك

الإدراك هو الإحاطة وتصورالشيء بكماله على الوجه الصحيح

قَال الله تعالى:

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾

الأنعام: 103

– الاستنباط

هو استخراج ما خفي من النص بطريق صحيح.

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ  ﴾

النساء: 83

– الجهل

أن تعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه ، وهو نقيض العلم .

قَال الله تعالى:

﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ﴾

البقرة : 273

4 – الفقه نعمة ربانية

صحة الفهم وحسن القصد من اعظم نعم الله التي أنعم بها على عباده ، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده بحسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ﴾

البقرة: 251

﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾

الكهف: 65

يبين المولى عز وجل في هذه الآيات كيف أمدعباده بالعلم و ملكة الفهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾

الإسراء: ٤٦

يبين المولى عز وجل في هذه الآية كيف حرم الكفار من نعمة الفهم بسبب كفرهم بالله، وعدم إيمانهم .

5- نسبة الفقه للقلوب

لقد نسب الله الفقه للقلوب في أكثر من آية ، ليدلل على أن محل الفقه والفهم والتدبر هي القلوب ، ومنها

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

الأعراف:١٧٩

في هذه الآية يستدل على أن محل العلم هو القلب؛ لأنه تعالى نفى الفقه والفهم عن قلوبهم في معرض الذم، مما يدل على أن محل الفهم والفقه هو القلب.

قال الله تعالى:

﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

المنافقون:٣

المنافقين آمنوا في الظاهر، ثم كفروا في الباطن، فختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم، فهم لا يفهمون ما فيه صلاحهم.

6 – مجالات الفقه

       في

    القرآن الكريم

إن مجالات الفقه في القرآن الكريم متعددة ومتنوعة، ومن هذه المجالات:

أولًا – عظمة الله والإيمان به

لا شك أن من أعظم مجالات الفهم والمعرفة التفكر في عظمة الله تعالى وتقديسه وتنزيهه عن كل ما لايليق به سبحانه، والإيمان به.

قال الله تعالى :

﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

الإسراء:٤٤

ففي هذه الآية ينزه الله عز وجل نفسه عما وصفه به المشركون من خلال بيان أن السماوات السبع والأرض ومن فيهن من المؤمنين به من الملائكة والإنس والجن، يعظمون الله ويجلونه، وأنتم أيها المشركون مع إنعامه عليكم، وجميل أياديه عندكم، تفترون عليه بما تفترون، وأنه ما من شيء من خلقه إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ما عدا تسبيح من كان يسبح بمثل ألسنتكم.

قال الله تعالى     :

﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ  وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ  وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾

البقرة:٢٥٥

الله هو الذى يستحق أن يعبد دون سواه، وهو الباقى القائم على شئون خلقه دائمًا، الذى لا يغفل أبدًا، فلا يصيبه فتور ولا نوم ولا ما يشبه ذلك لأنه لا يتصف بالنقص فى شئ، وهو المختص بملك السموات والأرض لا يشاركه فى ذلك أحد، وبهذا لا يستطيع أى مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله، وهو سبحانه وتعالى محيط بكل شئ عالم بما كان وما سيكون، ولا يستطيع أحد أن يدرك شيئًا من علم الله إلا ما أراد أن يعلم به من يرتضيه، وسلطانه واسع يشمل السموات والأرض، ولا يصعب عليه تدبير ذلك لأنه المتعالى عن النقص والعجز، العظيم بجلاله وسلطانه.

ثانيًا – القرآن

يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول والمرجع الأساس في الفقه والعلم والمعرفة؛ لأنه كلام الله الذي لا يدانيه كلام. ولهذا نجد أن المولى عز وجل عاقب الكفار والمشركين بأن جعل على قلوبهم أغطية حتى لا تفقه القرآن؛ لأنهم لا يستحقون هذه النعمة .

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾

الكهف:٥٧

﴿ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾

الأنعام:٢٥

إنا جعلنا على قلوبهم أغطية، فلم يفهموا القرآن، ولم يدركوا ما فيه من الخير، وجعلنا في آذانهم ما يشبه الصمم، فلم يسمعوه ولم ينتفعوا به

ثالثًا – كلام الرسل

إن كلام الرسل يعتبر من أعظم المجالات للفقه والفهم والاعتبار والاتعاظ كيف لا وهم خير خلق الله ، ولكن  الكفار والمشركين رفضوا الأستماع إليهم .

– عن قوم شعيب عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ ﴾

هود:٩١

في هذه الآية يحدثنا المولى عز وجل عن رد قوم شعيب عليه السلام عليه حين دعاهم للإيمان والتوحيد، فقالوا يا شعيب ما نفهم كثيرًا مما تقول كوجوب التوحيد، وحرمة البخس، وما ذكرت دليلًا عليهما، وذلك لقصور عقولهم وعدم تفكرهم، والاستهانة بكلامه .

– عن دعوة موسى عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾

طه : ٢٧-٢٨

فسأل الله أن يحل منه عقدة يفقهوا ما يقول فيحصل المقصود التام من المخاطبة والمراجعة، والبيان عن المعاني .

رابعًا – الآيات الكونية

النظر في الآيات الكونية والتفكر والتدبر فيها يعتبر من مجالات الفقه والمعرفة .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

آل عمران :١٩٠

وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الأيات  ليفهم الناس فيعتبروا .

قال الله تعالى:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾

الأنعام:٦٥

كيف نُنوِّع حججنا الواضحات لهؤلاء المشركين لعلهم يفهمون فيعتبروا؟

قال الله تعالى:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾

فصلت:٥٣

سَنُري هؤلاء المكذبين آياتنا في أقطار السماوات والأرض، وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمة، وفي أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب صنعه، حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك أن القرآن الكريم هو الحق الموحَى به من رب العالمين.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾

الأنعام :٩٨

والله سبحانه هو الذي ابتدأ خلقكم أيها الناس من آدم عليه السلام؛ إذ خلقه من طين، ثم كنتم سلالة ونسلا منه، فجعل لكم مستقَرًا تستقرون فيه، وهو أرحام النساء، ومُستودعًا تُحفَظُون فيه، وهو أصلاب الرجال، قد بينا الحجج وميزنا الأدلة، وأحكمناها لقوم يفهمون مواقع الحجج ومواضع العبر.

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

يونس:٥

الله هو الذي جعل الشمس ضياء، وجعل القمر نورًا، وقدَّر القمر منازل، فبالشمس تعرف الأيام، وبالقمر تعرف الشهور والأعوام، ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة، ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه، يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق.

خامسًا- الأحكام الشرعية

تعتبر الأحكام الشرعية مجال من مجالات الفقه والفهم والتدبر لما تضمنته من حكم وفوائد وعلل.

-عن فريضة الصلاة

قال الله تعالى:

﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾

العنكبوت:٤٥

أي: اتل ما أنزل إليك من هذا القرآن، واعمل به، وأد الصلاة بحدودها، إن المحافظة على الصلاة تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تنعدم رغبته في الشر، ولذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون من خيرٍ وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.

– عن فريضة الصيام

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

البقرة:١٨٣

أي:يا أيها الذين آمنوا فرض عليكم الصيام كما فرض على الذين من قبلكم حيث كان الصوم مفروضًا على من تقدمنا من الأمم لعلكم بسبب هذا الصيام تتقون الله تعالى، وتخشون غضبه، وتعملون بأوامره؛ ومن هذا يعلم أن الصيام يبعث على الإيمان الصادق، ويرقق القلب، ويصفي النفس، ويعين على خشية الله تعالى.

– عن حكم القصاص

قال الله تعالى:

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

البقرة:١٧٩

ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياة آمنة يا أصحاب العقول السليمة؛لأن القاتل إذا علم أنه يُقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله .

– عن تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

المائدة:٩٠

أي: يا أيها الذين  آمنوا ، إنما الخمر:وهي كل مسكر يغطي العقل، والميسر:وهو القمار، وذلك يشمل المراهنات ونحوها، مما فيه عوض من الجانبين، وصدٌ عن ذكر الله، والأنصاب:وهي الحجارة التي كان المشركون يذبحون عندها تعظيمًا لها، وما ينصب للعبادة تقربًا إليه، والأزلام:وهي القداح التي يستقسم بها الكفار قبل الإقدام على الشيء، أو الإحجام عنه، إن ذلك كله إثمٌ من تزيين الشيطان، فابتعدوا عن هذه الآثام، لعلكم تفوزون بالجنة.

– عن آداب الاستئذان

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

النور:٢٧

النداء للذين آمنوا، وفي ذلك إشارة إلى ما يطلبه سبحانه من خواص أهل الإيمان، وهو من الأدب الذي يناسب إيمانكم وهو عدم التهجم على الأسر، وتكشف أستارها، وتحاشى إزعاجها، فعليكم أن تطلبوا الأنس بأهلها وتزيلوا الوحشة التي تحدثها المفاجأة .

وهكذا ما من أمرإلا لحكمة تستدعي العقل للتفكر والفقه .

7- وسائل تحصيل الفقه

وسائل تحصيل الفقه متعددة وكثيرة يمكن تلخيصها في الآتي:

1- التعلم

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

النمل: 15

ولقد آتينا داود وسليمان علمًا فعملا به، وقالا الحمد لله الذي فضَّلنا بهذا على كثير من عباده المؤمنين. وفي الآية دليل على شرف العلم، وارتفاع أهله.

قال الله تعالى:

﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾

الكهف:٦٥

فوجدا هناك عبدًا صالحًا من عبادنا ، آتيناه رحمة من عندنا، وعَلَّمْناه مِن لدنَّا علمًا عظيمًا.

قال الله تعالى:

﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾

الأنبياء: 74

وآتينا لوطًا النبوة وعلمًا بأمر الله ودينه .

٢ – التفكر والتدبر

قال الله تعالى:

﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

ص:٢٩

القرآن فيه خير كثير، وعلم غزير، فيه كل هدى من ضلالة، وكل حكم يحتاج إليه المكلفون، وفيه من الأدلة القطعية على كل مطلوب، أنزله الله ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه ، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره ، وأولو العقول الصحيحة، يتذكرون بتدبرهم لها كل علم ومطلوب، وعلى حسب عقل الإنسان يحصل له التذكر والانتفاع بهذا الكتاب.

٣ – الجد والاجتهاد

قال الله تعالى:

﴿ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾

مريم:١٢

أى: يا يحي خذ الكتاب بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب، فإن بركة العلم في العمل به، وأعطيناه بقدرتنا وفضلنا فهم الكتاب، والعمل بأحكامه.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

العنكبوت:٦٩

دلت الآية على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن من أحسن فيما أمر به أعانه الله ويسر له أسباب الهداية، وعلى أن من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي، فإنه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه أمور إلهية، خارجة عن مدرك اجتهاده .

٤-  الدعاء

قال الله تعالى:

﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾

طه:١١٤

أمر ربنا عز وجل نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة في العلم، والأمر لنبيّنا هو أمر لنا كذلك؛ فإنه الموصل إلى الترقّي في العلوم والمعارف والمنافع في الدنيا والآخرة، و لم يأمره سبحانه وتعالى بطلب الزيادة في الشيء إلا في العلم دلالة واضحة على فضيلة العلم .

٥ – التخلي عن الذنوب والمعاصي

قال الله تعالى:

﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

البقرة:٢٨٢

أي: واتقوا الله في جميع ما أمركم به ونهاكم عنه، وهو سبحانه يعلمكم ما فيه صلاح حالكم في الدارين ، ولولا هديه لكم لم تعلموا شيئا، وهو العليم بكل شىء، فإذا شرع شيئًا من الأحكام فإنما يشرعه عن علم محيط بأسباب درء المفاسد، وجلب المصالح لمن اتبع شرعه وهداه.

قال الله تعالى:

﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾

الأعراف:١٤٦

ولا ينال هذا العلم من كان في قلبه كبر أو ميل إلى المعاصي

8 – موانع الفقه

لا شك أن الفقه نعمة من الله عز وجل لا يعطاها إلا من أخلص العبادة لله والتزم الطاعات واجتنب المحرمات، ولهذا ينبغي لمن أراد الحصول على الفقه والفهم أن يبتعد عن كل أسباب وموانع الفقه وهي كثيرة ومتعددة يمكن أن نجملها في الأمور الآتية:

١ – الكفر

قال الله تعالى :

﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

الأنفال: ٦٥

فإن يكن منكم مائة مجاهدة صابرة يغلبوا ألفًا من الكفار؛ لأنهم قوم لا عِلْم ولا فهم عندهم ، لإن هناك فرق شاسع بين من يقاتل عن عقيدة ثابتة ونفس مطمئنة، وبين من يقاتل مكرها أو مأجورا أو لغرض دنيوى بسيط.

قال الله تعالى :

﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

المنافقون:٣

أنهم آمنوا في الظاهر، ثم كفروا في الباطن، فختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم، فهم لا يفهمون ما فيه صلاحهم.

٢ – النفاق

قال الله تعالى :

﴿ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

المنافقون:٧

ولله وحده خزائن السموات والأرض وما فيهما من أرزاق، يعطيها من يشاء ويمنعها عمَّن يشاء، ولكن المنافقين ليس لديهم فقه ولا ينفعهم ذلك.

قال الله تعالى :

﴿ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

التوبة:١٢٧

صرف الله قلوبهم عن الإيمان؛ بسبب أنهم لا يفهمون ولا يتدبرون.

قال الله تعالى:

﴿ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

التوبة:٨٧

وختم الله على قلوبهم؛ بسبب نفاقهم ، فهم لا يفقهون ما فيه صلاحهم ورشادهم.

٣ – الطبع على القلوب

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا  وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾

الأنعام :٢٥

ومن هؤلاء المشركين من يستمع إلي القرآن ، فلا يصل إلى قلوبهم؛ لأنهم بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية؛ لئلا يفقهوا القرآن، وجعلنا في آذانهم ثقلا وصممًا فلا تسمع ولا تعي شيئًا، وإن يروا الآيات الكثيرة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصدقوا بها .

قال الله تعالى                                                                            :

﴿ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴾

الإسراء:٤٦

وجعلنا على قلوب المشركين أغطية؛ لئلا يفهموا القرآن، وجعلنا في آذانهم صممًا؛ لئلا يسمعوه، وإذا ذَكَرْتَ ربك في القرآن داعيًا لتوحيده ناهيًا عن الشرك به رجعوا على أعقابهم نافرين من قولك؛ استكبارًا واستعظامًا من أن يوحِّدوا الله تعالى في عبادته.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴾

الكهف :٥٧

ولا أحد أشد ظلمًا ممن وُعِظ بآيات ربه الواضحة، فانصرف عنها إلى باطله، ونسي ما قدَّمته يداه من الأفعال القبيحة فلم يرجع عنها، إنَّا جعلنا على قلوبهم أغطية، فلم يفهموا القرآن، ولم يدركوا ما فيه من الخير، وجعلنا في آذانهم ما يشبه الصمم، فلم يسمعوه ولم ينتفعوا به، وإن تَدْعُهم إلى الإيمان فلن يستجيبوا لك، ولن يهتدوا إليه أبدًا.

٤-  إختلاف اللسان

قال الله تعالى:

﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾

الكهف:٩٣

حتى إذا وصل إلى ما بين الجبلين الحاجزين لما وراءهما، وجد من دونهما قومًا، لا يكادون يعرفون كلام غيرهم.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

الإسراء:٤٤

تُسَبِّح له – سبحانه – السموات السبع والأرضون، ومَن فيهن مِن جميع المخلوقات، وكل شيء في هذا الوجود ينزه الله تعالى تنزيهًا مقرونًا بالثناء والحمد له سبحانه، ولكن لا تفقهون تسبيحهم -أيها الناس- لأنه ليس بلغتكم.

9 – أثر الفقه الصحيح

      على الْإِنْسَانَ

ما من شك في أن للفقه الصحيح أثرًا كبيرًا وفعالًا على الْإِنْسَانَ ، ولهذا نجد أن أول آيات القرآن نزولًا، كانت دعوة صريحة للقراءة والعلم والتعلم

قال الله تعالى:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾

العلق:١-٥

ويتبع العلم و الفقه تطبيق ما نتعلمه ونتوصل إليه  آثار علينا ، ومن هذه الآثار:

1- الاستقامة

قال الله تعالى:

﴿ مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾

الإسراء:١٥

2- معرفة حقيقة الحياة الدنيا

وذلك بعدم الاغترار بالدنيا والركون إليها

قال الله تعالى:

﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾

الحديد:٢٠

3- التمسك بالدين

قال الله تعالى:

﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

الإسراء:٤٤

الفقه الصحيح يشعر الإنسان أن الكون كله مسبح لله مما يدفعه إلى التمسك بهذا الدين .

4- معرفة أن كل شيء بيد الله

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ  قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ  فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾

النساء:٧٨

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾

التوبة:٥١

الفقه الصحيح يشعر الإنسان أن ما أخطأه لم يكن يصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطؤه فلا يجزع .

5- الفقه الصحيح يرسخ مفهوم المساواة

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ

الأنعام:٩٨

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾

النساء:١

الفقه الصحيح يرسخ مفهوم المساواة بين الشعوب من حيث الإنسانية فكلنا خلقنا من آدم عليه السلام

6 – البذل والعطاء بلا خوف ولا وجل

قال الله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ  ﴾

المنافقون:٧

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة:٢٦١

الفقه الصحيح يدفع صاحبه إلى البذل والعطاء في سبيل الله دون خشية من فقر أو عوز

7 – الفقه الصحيح يدعو إلى العلم والتعلم

وذلك ببيان فضل العلماء وعظيم أجرهم عند الله

قال الله تعالى:

﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾

المجادلة:١١

 

 

Share This