مفهوم الفجور في القرآن الكريم

1- مفهوم الفجور

الفجور هو الانهماك في الشهوات، والاستكثار منها، والتوفر على اللذات، والإدمان عليها، وارتكاب الفواحش، والمجاهرة بها، وبالجملة هو السرف في جميع الشهوات .

قَال الله تعالى:

( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )

الشمس: 8

2- كلمة الفجور 

      في

القرآن الكريم

وردت كلمة (الفجور) في القرآن الكريم (7) مرات . والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل المضارع

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾

القيامة:  5

–   إسم  جمع

ورد  4 مرات

قَال الله تعالى:

﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾

المطففين: 7

– إسم مفرد

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾

نوح: 27

–  صفة

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

الشمس: 8

وجاء الفجور في القرآن الكريم بمعني الانبعاث في المعاصي والتوسع فيها .

3- كلمات ذات الصلة

     بكلمة الفجور

– الفسق

الفسق هو خروج الإنسان عن حدود الشرع وانتهاك قوانينه بالسيئات وارتكاب المحرمات .

قَال الله تعالى:

﴿ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾

الكهف: 50

خرج من طاعة ربه

– المعصية

المعصية هي خلاف الطاعة، وعصى العبد ربه إذا خالف أمره .

قَال الله تعالى:

﴿ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴾

طه: 121

وخالف آدم أمر ربه، فغوى بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاقتراب منها.

4 – انواع الفجور

الفُجُورهو الميْل إلى الفساد، والانطلاق إلى المعاصي، مثل مايلي

1- الزنا

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾

الإسراء: 32

ولا تقربوا الزنى ودواعيه؛ كي لا تقعوا فيه، إنه كان فعلا بالغ القبح، وبئس الطريق طريقه.

2- اللواط

قَال الله تعالى:

﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾

العنكبوت:  28- 29

واذكر -أيها الرسول- لوطًا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الفعلة القبيحة، ما تَقَدَّمكم بفعلها أحد من العالمين، أإنكم لتأتون الرجال في أدبارهم، وتقطعون على المسافرين طرقهم بفعلكم الخبيث، وتأتون في مجالسكم الأعمال المنكرة كالسخرية من الناس، وحذف المارة، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال؟

3- شرب الخمر

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾

المائدة :91

إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء، بسبب شرب الخمر ولعب الميسر، ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر، والاشتغال باللهو في لعب الميسر، فانتهوا عن ذلك.

4- الميسر

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

المائدة : 90

5 – علامات الفجور

من علامات الفجور؛ مايلي

1- الانحراف عن شرع الله

قَال الله تعالى:

﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾

ص: 28

أنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، أم نجعل أهل التقوى المؤمنين كأصحاب الفجور الكافرين؟

2- الاستهانة بتعاليمه

قَال الله تعالى:

﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ . أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾

عبس: 40- 42

ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة، تغشاها ذلَّة. أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته، وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

3- عدم الاكتراث بالمعاصي

قَال الله تعالى:

﴿ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾

القيامة: 5

يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره،

6 – مصير الفجار

      في

القرآن الكريم

1- طريق موصل إلى النار

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾

الانفطار: 14

وإن الفُجَّار الذين قَصَّروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم، يصيبهم لهبها يوم الجزاء .

2-  سبب لسوء الخاتمة ووخيم العاقبة

قَال الله تعالى:

﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾

المطففين: 7

حقا إن مصير الفُجَّار ومأواهم لفي ضيق، وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب أليم، وهو ما كتب لهم المصير إليه، مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه ولا يُنقص.

 

Share This