مفهوم الفؤاد في القرآن الكريم

1- مفهوم الفؤاد

الفؤاد  هُوَ وِعَاءُ الحَاَضِرِ الَّذِيْ يَتَلَقَّىَ مَاَ يَلِجُ فِيِهِ مِنْ خِلَالِ الحَوَاسّ وَهُوُ مَنَاَطُ العَوَاطِفِ والشُّعور مِنْ خَوْفٍ وَحُبٍّ وَرَجَاءٍ وَبُغْضٍ وَحِقْدٍ وَرِضًىً وَشَهْوَةٍ وَسَعَادَةٍ وَحُزْنٍ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ المَشَاعِرِ البَشَريّة ، وَهُوُ مُتَعَلّقٌ بِكُلِّ فِعْلٍ قَبِيْحْ إذا اسْتَعْلَى عَلَىْ العَقْلْ وَتَقَدَّمَ عَلَيْه.

قال الله تعالى :

 ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  )

القصص: 10

الفؤاد هنا مركز المشاعر فأم موسى أنفطر فؤادها على وليدها الصغير وكان الربط وظيفة القلب بمعنى العقل الذي ضبط المشاعر و الأفعال .

2- كلمة الفؤاد

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة الفؤاد في القرآن الكريم (١٦) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفؤاد

ورد مرتين

قال الله تعالى :

﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾

النجم: 11

– فؤاد

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى :

﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ﴾

القصص: 10

– فؤادك

ورد مرتين

قال الله تعالى :

﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾

هود: 120

– أفئدة

ورد 3  مرات

قال الله تعالى :

﴿ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾

الأنعام: 113

– الأفئدة

ورد 5  مرات

قال الله تعالى :

﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾

الملك: 23

– أفئدتهم

ورد 3 مرات

قال الله تعالى :

﴿ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

الأحقاف: 26

وجاءت كلمة الفؤاد في القرآن الكريم بمعناها الدال على مركز الأحاسيس في الإنسان .

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة الفؤاد

– القَلْبْ

هُوَ جِمَاعُ العَقْلُ وَالفُؤَاد وقائدهما يُرَجِّحُ ويتبع العَقْل عندمَاَ يعتليْ عَلَى الشَّهْوَةِ (الفُؤَاَدْ) أو العَكْسْ ، وهو مَنَاطُ الإدْرَاكِ وَمَنْشَأ الفِعْلِ والقَرار.

قال الله تعالى :

( خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )

البقرة : 7

– العقل

هُوَ وِعَاَءُ الْفِطْرَةِ وَأدَاةُ ضَبْطِ السُّلُوك البَشَرِيّ المَبْنيّ عَلَى تَحْقِيْقِ فِهْمِ المُحِيْطِ المادّيّ ،وَالعَقْلُ السَّليم هُوَ مَنَاطُ كُلَّ فِعْلٍ حَسَنْ إذا اسْتَعْلَى فِيْهِ عَلَى الفُؤَادِ وضَبَطَ سُلُوكَه.

قال الله تعالى :

( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ )

الأنفال:22

– اللب

هو العقل الخالي من أي شوائب؛ فكل لب عقل والعكس غير صحيح.

قال الله تعالى :

﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

الزمر: 9

– الصدر

هو مستودع الأسرار والنيّة، والحالة النفسية

قال الله تعالى :

( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )

غافر: 19

( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ )

هود: 12

4- الفؤاد غير القلب

قال الله تعالى :

 ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

القصص : 10

الآية الوحيد التي جمعت بين القلب والفؤاد معًا، وكل منهما يحمل المعنى الخاص به .

– ورد القلب في القرآن الكريم على أنّه وسيلة للمعرفة

قال الله تعالى :

 ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )

الحج: 46

( لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا )

الأعراف: 179

– أمًا الفؤاد فهومحل للإحساس والشعور

قال الله تعالى :

( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )

إبراهيم: 37

فهذه الآية تشير الى أن منطقة العواطف في الفؤاد .

يتبين من ذلك أن القلب في القرآن الكريم يشير إلى العقل و الفؤا يشير إلى مركز الأحاسيس فينا .

5-  وظائف الفؤاد

         في

     القرآن الكريم

الفؤاد يشتعل عاطفة تجاه المواقف المختلفة بدرجة قد تصل للجور والتطرف والشطط حال تغييب القلب للعقل وتقديم الفؤاد عليه ،و لذالك نجد أن الفؤاد محلٌّ لمناطق المعاني التالية :

أ- الإدراك

قال الله تعالى :

  ( مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء )

إبراهيم : 34

فقوله ( هواء ) تعني خلو أفئدتهم من الإدراك من شدة الرعب والخوف .

ب – الذاكرة

قال الله تعالى :

 ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً )

القصص: 10

فارغا أي خاليا من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى !

ج – العواطف

قال الله تعالى :

( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )

إبراهيم: 37

تهوي إليهم أي  تحبهم  وتحب الموضع الذي هم ساكنون فيه

د – الغرائز

قال الله تعالى :

 ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ )

الأنعام :112-113

الإصغاء هو الميل الشديد  والميل الشديد يكون سبب في ثوران الغريزة .

ر- الإحساس

قال الله تعالى :

( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ . الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ )

الهمزة : 6-7

ان نار الله تصل الى الأفئدة لأنها أرق ما في الجسد حيث انها مكان الاحساس بالألم.. وهذه اشارة واضحة الى ان مكان الاحساس بالألم هو الفؤاد …

و- التأثر بما يري

قال الله تعالى :

( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )

النجم:11

ولما كان الفؤاد متعلق بالحواس فيتفاعل مع ما يرى ويسمع .

6 – الفؤاد و الحواس

السمع والبصر هما أعظم الحواس وأقوى آلات الإدراك ولذلك ذكرا قبل الفؤاد، وذكر الفؤاد بعدهما لأنه مقر الإدراك كله، فهو الذي تنقل إليه الحواس مدركاتها .

قال الله تعالى :

 ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )

الإسراء: 36

( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

النحل: 78

( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ )

المؤمنون: 78

إن ذكر الفؤاد في الآيات مقروناً بالسمع والبصر يشير تماماً الى أن معنى الفؤاد هنا هو إدراك الأشياء والاقتناع بها .

قال الله تعالى :

 ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )

النجم : 11

أي أن ما رآه محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك المشهد لم يكذبه فؤاده بل أصبح عنده قناعةٌ بصحته .

قال الله تعالى :

( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )

هود :120

أي أننا نقص عليك من أنباء الرسل ما يدعم ويعزز قناعتك بصحة ما أرسلناك به .

 

 

 

Share This