1- مفهوم العصمة

العصمة هي ملكة إجتناب المعاصي والخطأ.

2- كلمة العصمة

      في

  القرآن الكريم

وردت كلمة (العصمة) وصيغها في القرآن الكريم (13) مرة . والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد 3 مرات

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ ﴾

النساء: 175

– الفعل المضارع

ورد 4 مرات

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

آل عمران: 101

– فعل الأمر

ورد  مرتين

قَال الله تعالى:

( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ )

الحج: 78

– إسِم فاعل

ورد 3 مرات

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾

هود: 43

– إسِم

ورد  مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾

الممتحنة: 10

وجاءت (العصمة) في القرآن الكريم بمعني :

1- المنع

﴿ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ﴾

هود: 43

أي: يمنعني من الغرق .

2- الحِفْظ

﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾

المائدة:

أي: يحفظك من القتْل

3- أنواع العصمة

      في

  القرآن الكريم

أولا – عصمة الأنبياء

أ- العصمة من الذنوب والمعاصي

القرآن الكريم لم يذكروجودعصمة لأحد من النَّاسِ

– عن آدم عليه السلام

قَال الله تعالى:

 ﴿ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ )

طه:  ‏‏121

وخالف آدم أمر ربه، فغوى بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاقتراب منها.

– عن موسى عليه السلام

قَال الله تعالى:

﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ. قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

القصص: 15-16

فموسى – عليه الصلاة والسلام – اعترف ‏بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .

– عن داود عليه السلام

قَال الله تعالى:

﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ . فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ  وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾

‏‏ص: 24-25

وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم ‏الثاني .

– عن سليمان عليه السلام

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ . قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ﴾

ص: 34- 35

رجع سليمان إلى ربه وتاب، قال: رب اغفر لي ذنبي

-عن يونس عليه السلام

قَال الله تعالى:

﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنبياء: 87- 88

– عن النبي عليه السلام

قَال الله تعالى:

 ﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي ‏مرضات أزواجك والله غفور رحيم ﴾

التحريم: 1

وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم

قَال الله تعالى:

﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

الأنفال: 67- 68

﴿ عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾

التوبة: 43

إثِنْتان فعلَهُما النبيُّ – صلَّى الله عليْه وسلَّم – ولم يؤْمَر بهما: إِذْنه لطائفة من المنافقين في التخلُّف عنه، ولم يكن له أن يُمضي شيئًا إلا بوحي، وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون

إِذا ..هل الأنبياء والرسل يخطئون ؟

نعم ، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم  .

ب – العصمة في التَّبليغ

الانبياء والرسل لا يخطئون في تبليغ دين الله وشريعته في شيء البتة لا كبير ولا قليل. فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم ولايكتمون منها شيئاً، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم وبذلك لا يضيع شيء من الوحي.

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾

المائدة: 67

ولو حدث شيء من الكتمان أو التغْيير فإنَّ عقاب الله يحل به

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ  . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾

الحاقة: 44 – 46

وممَّا يدل على العصمة في التَّبليغ

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى  .إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

النَّجم:  3 – 4

وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه ، ما القرآن إلا وحي من الله إليه

ج – العصمة من النَّاسِ

وقد جاءت العصمة بمعنى المنع من القتْل كما وعد الله تعالى النبيُّ – صلَّى الله عليْه وسلَّم – بذلك .

قَال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾

المائدة67

أي: من القتْل

ثانيا- عصمة الملائكة

الملائكة معصومين جميعهم من دون استثناء، لأن ليس لهم شأن إلاّ إجراء الأمر الإلهي في مجراه وتقريره في مستقرّه، فهم مجبورون على الطاعة

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾

التحريم:  6

﴿ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾

الأنبياء: 27

﴿ وَمَنْ عِندَهُۥ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾

الأنبياء: 19

ثالثا – عصمة القرآن

ضمن اللّه عصمة القرآن من كلّ خطأ وتحريف الألفاظ من الزيادة أو النقصان أو التبديل .

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾

الحجر: 9

﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾

فصلت: 42

﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾

لإسراء: 9

فهذه الأوصاف ونظائرها تنص على عصمة القرآن من كلّ خطأ وضلال وأنّه يتصدر المرتبة العليا من العصمة والنزاهة.

Share This