1- مفهوم العذاب

العذاب هو ألمٌ جسديٌ أو نفسيٌ شديد

قال الله تعالى:

﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾

الأحزاب: ٣٠

العذاب هنا بمعنى العقاب ، وكل ما شق على النفس.

2- كلمة العذاب

      في

  القرآن الكريم

وردت كلمة العذاب وصيغها في القرآن الكريم (٣٧١) مرة. والصيغ التي وردت عليها هي:

– الفعل الماضي

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾

التوبة:٢٦

– الفعل المضارع

ورد ٣٧ مرة

قال الله تعالى:

﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ﴾

العنكبوت:٢١

– اسم الفاعل

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾

الإسراء:١٥

– اسم المفعول

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾

الشعراء:٢١٣

– الاسم

ورد  ٣٢٢ مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾

آل عمران : 178

ذكر (العذاب) في القرآن بمعني النكال والعقوبة ، أو اسمٌ لما استمر ألمه.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾

المؤمنون: ٧٦

أي: ولقد أخذنا هؤلاء المشركين بعذابنا، وأنزلنا بهم بأسنا وسخطنا، وضيقنا عليهم معايشهم وأجدبنا بلادهم، فما خضعوا لربهم وما دعوه خاشعين عند نزولها.

3- كلمات ذات صلة

    بكلمة العذاب

– الألم

هو الوجع الذي يلحق بالجسد، وينتج عن عقاب، أو مرض وما شابه.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾

الفرقان 37

– العقاب

هو ما يلحق الإنسان بعد الذنب من المحنة.

قال الله تعالى:

﴿ إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴾

ص 14

– التنكيل

هو العقاب بما يروع ويردع ويجعله عبرةً ودرسًا لغيره.

قال الله تعالى:

﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ ﴾

النازعات 25

– الجزاء

الجزاء هو ما يناله الإنسان على عمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ﴾

يونس : 27

4- أنواع العذاب

       في

 القرآن الكريم

يمكن تقسيم العذاب في القرآن الكريم إلى نوعين رئيسين:

أولًا: عذاب حسي

ذكر القرآن الكريم صورًا من العذاب الحسي الذي لحق وسيلحق بالكفار والعصاة، ومن تلك الصور:

1- الغرق والطوفان

الذين عذبوا بالغرق والطوفان كثر، أذكر بعضًا منهم على سبيل المثال لا الحصر:

– قوم نوح.

فقوم نوح عليه السلام هم أول قوم من الأقوام ينزل بهم هذا النوع من العذاب.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾

العنكبوت:١٤

ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك، فلم يستجيبوا له، فأهلكهم الله بالطوفان، وهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم وطغيانهم.

– فرعون وجنوده

قال الله تعالى:

﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾

القصص: ٤٠

أي: فأخذنا فرعون وجنوده بالعقاب الأليم أخذًا سريعًا حاسمًا، فأغرقناه هو وجنوده في البحر فكانت عاقبتهم الإغراق الذي أزهق أرواحهم واستأصل باطلهم.

– مملكة سبأ

قال تعالى:

﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ . ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾

سبأ: ١٦-١٧

فأعرضوا عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل، فأرسلنا عليهم السيل الجارف الشديد الذي خرَّب السد وأغرق البساتين، وبدَّلناهم بجنتيهم التي كانوا يعيشون فيها، بساتين أخرى قد ذهبت ثمارها الطيبة اللذيذة، وحلت محلها ثمار مرة لا تؤكل، وتناثرت في أماكنهم الأشجار التي لا تسمن ولا تغنى من جوع، بدلا من تلك الأشجار التي كانت تحمل لهم ما لذ وطاب، وعظم نفعه. ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب كفرهم، وعدم شكرهم نِعَمَ الله، وما نعاقب بهذا العقاب الشديد إلا الجَحود المبالغ في الكفر، يجازى بفعله مثلا بمثل.

2- الريح

وهذا النوع من العذاب لحق بقوم عاد لما كفروا بربهم.

قال الله تعالى:

﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ . فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾

فصلت:١٥-١٦

أي: فأرسلنا على قوم عاد ريحًا شديدة الهبوب والصوت، وشديدة البرودة أو الحرارة في أيام نحسات أو مشؤومات نكدات عليهم بسبب إصرارهم على كفرهم وفعلنا ذلك معهم لنذيقهم العذاب المخزي لهم في الحياة الدنيا.

3- الحاصب

الذين عذبوا بهذا النوع من العذاب

– قوم لوط

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ﴾

القمر:٣٤

﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا ﴾

العنكبوت:٤٠

أي: فمن هؤلاء الكافرين من أهلكناه، بأن أرسلنا عليه ريحًا شديدة رمته بالحصباء فأهلكته. الحاصب ريح يأتى بالحصباء، وهي الحصى الصغار، وتستعمل في كل عذاب.

4- الجوع والعطش وضيق الأرزاق

وهو ما عذب به قوم سبأ

قال الله تعالى:

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

النحل:١١٢

أي: وجعل الله قرية موصوفة بهذه الصفات مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم بهذه النعم، فكان موقف أهل هذه القرية من تلك النعم الجليلة، أنهم جحدوا هذه النعم، ولم يقابلوها بالشكر، وإنما قابلوها بالإشراك بالله تعالى مسدي هذه النعم، فأذاق سبحانه أهلها لباس الجوع والخوف، بسبب ما كانوا يصنعونه من الكفر والجحود والعتو عن أمر الله ورسله.

5- الخسف

وهو العذاب الذي لحق بقارون لما بغى وأفسد في الأرض

قال الله تعالى:

﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾

القصص:٨١

فخسفنا بقارون وبداره الأرض، فما كان له من جند ينصرونه من دون الله، وما كان ممتنعًا من الله إذا أحلَّ به نقمته.

6- المسخ

المسخ هو تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها ، وقد عذب الله عز وجل بني إسرائيل بهذا النوع من العذاب عندما اعتدوا في السبت .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ. فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾

البقرة:٦٥- 66

ولقد علمتم – يا معشر اليهود – ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله قردة منبوذين. فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى، يبلغهم خبرها وما حلَّ بها، وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب، وجعلناها تذكرة للصالحين؛ ليعلموا أنهم على الحق، فيثبتوا عليه.

7- الصيحة

وهي عذاب الله الذي عذب به قوم صالح

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ . وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾

هود:٦6- 67

والمعنى: وأخذ الذين ظلموا من قوم صالح عليه السلام عن طريق الصيحة الشديدة التي صيحت بهم بأمر الله عز وجل فأصبحوا بسببها في ديارهم جاثمين أي: هلكى صرعى، ساقطين على وجوههم، بدون حركة

8- القتل والصلب وتقطيع الأعضاء والنفي من الأرض

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

المائدة: ٣٣

إنما جزاء الذين يحاربون الله، ويبارزونه بالعداوة، ويعتدون على أحكامه، وعلى أحكام رسوله، ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس، وسلب الأموال، أن يُقَتَّلوا، أو يُصَلَّبوا مع القتل (والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة) أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى، فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه اليسرى ورجلُه اليمنى، أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم، ويُحبسوا في سجن ذلك البلد حتى تَظهر توبتُهم. وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا.

ثانيًا: العذاب المعنوي

وقد ذكر القرآن الكريم صورًا من العذاب المعنوي، والتي منها:

1- الخزي والصغار

الخزي والصغار بمعنى ذل وهان بمرأى من الناس

قال الله تعالى:

﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة:٨٥

ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.

2- الفضيحة

الفضيحة هي بيان نوايا المنافقين الخبيثة

قال الله تعالى:

﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾

التوبة: ٦٤

يخاف المنافقون أن تنزل في شأنهم سورة تخبرهم بما يضمرونه في قلوبهم من الكفر، قل لهم – أيها النبي-: استمروا على ما أنتم عليه من الاستهزاء والسخرية ، إن الله مظهر حقيقة ما تحذرون.

٣ – الإهانة

المهين هو العذاب الذي يقترن به الخزي والذل، وهو أنكى وأشد على المعذب .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾

آل عمران:١٧٨

أي: عذاب يوقعهم في الذل والمهانة والصغار في الدنيا والآخرة.

4- الذل

وهو العقاب الذي سيلحق بمن اتخذ آلهة أخرى غير الله عز وجل

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾

الأعراف: ١٥٢

والمعنى: إن الذين اتخذوا العجل معبودًا، واستمروا على ضلالتهم سيصيبهم ذل وهوان وصغار في الحياة الدنيا، وبمثل هذا الجزاء في الآخرة أيضًا.

5- وقوع العذاب

    من اللَّهُ تَعَالَى 

العذاب يأتي من اللَّهُ تَعَالَى للعصاة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ )

الأحزاب 73

 ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا )

التوبة 85

6 – العَذَابُ يكون

فى الدنيا و الآخرة

والعصاة يلقون عذابا فى الدنيا ثم فى الآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ  وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

التوبة 74

جاء لفظ الأدنى، للتعبير عن العذاب الدنيوي . المراد به مصائب الدنيا وأسقامها وبلاؤها في الأنفس والأموال مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

السجدة 21

وقد يؤجل عذاب الدنيا إلى الآخرة؛ زيادة في النكال

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

الأنعام 176

7- المقارنة بين عذاب الدنيا

    و عذاب الآخرة

فى المقارنة بينهما إن عذاب الآخرة أشد وأشقّ وأكبر من عذاب الدنيا .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ )

الرعد 34

 (  إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ )

البقرة  85

(  وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ  وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ  )

طه 127

لهم عذاب فى الدنيا ، ولكن عذاب الآخرة أشد من حيث درجة الألم ، وهو خالد وأبقى .

8 – أصناف المعذبين

       فى

     الدنيا  و الآخرة

لنتقى عذاب الدنيا  وعذاب الآخرة علينا أن نتعرف على أصناف المعذبين

فى الدنيا  و الآخرة .

1ـ الكافر بالله

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

آل عمران 56

 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ  )

الانفال 36

2- الذين يصدون عن سبيل الله

والعذاب أيضا لمن يضل الناس عن سبيل الله و يصد غيره عن الدخول في دين الله .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيق )

الحج 9

3- المنافقين والمشركين

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ )

الأحزاب 73

ليعذب الله المنافقين الذين يُظهرون الإسلام ويُخفون الكفر، والمنافقات، والمشركين في عبادة الله غيره، والمشركات

4- الظالمين

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )

الطلاق 1

ومن يتجاوز أحكام الله فقد ظلم نفسه، وأوردها مورد الهلاك.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ )

الزخرف 65

5- الذين كفروا بآيات الله المنزلة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )

آل عمران 4

6- الذين لا يؤمنون بالآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)

الإسراء 10

9- استعجال العذاب

أخبر تعالى في آيات كثيرة من القرآن الكريم أن المشركين استعجلوا العذاب في الدنيا من باب الاستهزاء والسخرية فنزل بهم العذاب سريعًا.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾

العنكبوت: ٥٣

يخبر الله تعالى عن جهل المشركين وحماقتهم في استعجالهم إيقاع عذاب الله بهم، ولولا كون العذاب محددا بوقت معلوم، ولولا ما حتم الله من تأخير العذاب إلى يوم القيامة؛ لجاءهم العذاب قريبًا سريعا كما استعجلوه، وسوف يأتيهم بالتأكيد فجأة، وهم لا يحسون بمجيئه، بل يكونون في غفلة عنه .

10- موانع العذاب

يستطيع المرء أن يدفع العذاب عن نفسه من خلال أمور كثيرة، منها:

أولًا: التوبة

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾

الزمر: ٥٣ – 54

التوبة مانع شامل يمنع من إنفاذ وعيد جميع الذنوب، الكفر فما دونه من المعاصي، فليس شيء يغفر الله به جميع الذنوب إلا التوبة النصوح.

قال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

المائدة: ٣٩

أي: فمن تاب إلى الله عز وجل توبة صادقة من بعد ظلمه لنفسه بسبب إيقاعها في المعاصي وأصلح عمله بالطاعات التي تمحو السيئات فإن الله يتوب عليه أي: يقبل توبته ، إن الله واسع المغفرة والرحمة .

ثانيًا: الاستغفار

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

النساء: ١١٠

أي: ومن يعمل عملًا سيئًا يؤذي به غيره، أو يظلم نفسه بارتكاب الفواحش، التي يعود معظم ضررها على نفسه كشرب الخمر، وترك فرائض الله التي فرضها على عباده ثم بعد كل ذلك يستغفر الله، فيتوب إليه توبة صادقة نصوحًا يجد الله بفضله وكرمه غفورًا رحيمًا.

11- الحكمة من العذاب

لا يخلو شيء في الوجود من حكمة لله عز وجل منه، وكذلك العذاب له حكم جليلة، منها:

أولًا: الفتنة والامتحان للمؤمنين والمحق للكافرين

قال الله تعالى:

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ  فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾

العنكبوت: 2-٣

والمعنى: أظن الناس أن يتركوا بدون امتحان، واختبار، وابتلاء، وبدون نزول المصائب بهم؛ لأنهم نطقوا بكلمة الإيمان؟ إن ظنهم هذا ظن باطل، ووهم فاسد؛ لأن الإيمان ليس كلمة تقال باللسان فقط، بل هو عقيدة تكلف صاحبها الكثير من ألوان الابتلاء والاختبار، عن طريق التعرض لفقد الأموال والأنفس والثمرات، حتى يتميز قوي الإيمان من ضعيفه.

قال الله تعالى:

﴿  وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾

آل عمران: ١٤0-141

لكي يطهر المؤمنين ويصفيهم من الذنوب، ويخلصهم من المنافقين المندسين بينهم، ولكي يهلك الكافرين ويمحقهم بسبب بغيهم وبطرهم.

ثانيًا: تكفير الذنوب ورفع الدرجات للمؤمنين

الابتلاء عندما ينزل يكون للكفار محق وعذاب، وللمؤمنين الصابرين المحتسبين تكفير لذنوبهم ورفعة لدرجاتهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾

محمد: ٣١

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾

البقرة: ١٥٥

ولنصيبنكم بشيء من الخوف وبشيء من الجوع، وبشيء من النقص في الأنفس والأموال والثمرات، ليظهر هل تصبرون أو لا تصبرون، فنرتب الثواب ورفع الدرجات على الصبر والثبات على الطاعة، ونرتب العقاب على الجزع وعدم التسليم لأمر الله عز وجل

ثالثًا: التحذير من التمادي في المعصية

فتأتي مصائب الدنيا بمثابة إشارات وتنبيهات من الله تعالى للعبد أنه غارق في معصيته ويجب الرجوع قبل فوات الأوان

قال الله تعالى:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

السجدة: ٢١

أي: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى الأهون والأقرب والأقل وهو عذاب الدنيا، عن طريق ما ننزله بهم من أمراض وأسقام ومصائب متنوعة، دون العذاب الأكبر أي: الأشد والأعظم والأبقى، وهو عذاب الآخرة، لعلهم يرجعون عما هم فيه من شرك وكفر وفسوق وعصيان.

رابعًا: العبرة والعظة

قد يأتي العذاب عقوبة لصاحب المعصية أو لأهلها ليكونوا عبرة وعظة لمن بعدهم كما فعل الله بالأمم السابقة

قال الله تعالى:

﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ  وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ﴾

محمد: ١٠

أفلم يَسِرْ هؤلاء الكفار في أرض الله معتبرين بما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من العقاب؟ دمَّر الله عليهم ديارهم، وللكافرين أمثال تلك العاقبة التي حلت بتلك الأمم.

12- وصف العذاب

الوصف القرآنى للعذاب فى الدنيا وفى الآخرة

1- العذاب الأليم

العذاب الأليم هو صيغة مبالغة من الألم ويأتى وصفا للعذاب فى الدنيا والآخرة معا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

النور  19

(  فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ  وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )

التوبة 74

2- العذاب المهين

هوإقتران العذاب الجسدى بعذاب نفسى هو الخزى .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )

الحج 57

( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )

المجادلة 16

فلهم عذاب مُذلٌّ في النار

3- العذاب العظيم

عذاب قوي دائم فى الدنيا وفى الآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(  خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

البقرة 7

( ولا تكونوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

آل عمران 105

4- العذاب الشديد

يأتى وصفا لعذاب الدنيا و الآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ).

آل عمران 56

(  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )

آل عمران 4

5- العَذابٌ الواصِبٌ

هو العَذابٌ الدائم الذي  لا ينقطع

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ )

الصافات: 9

6- عَذاباً صَعَداً

أي شاقّـا يعلوه و يَغلبُـه فلا يُطيقه

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً )

الجن: 17

(سلك) بمعنى دخل وأدخل

7- عذاب الخزي

هو عَذابٌ الذّلّ و الهوان

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ )

فصلت 16

( ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا  وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  )

المائدة 33

أن الخلود فى جهنم يعنى الخزى العظيم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(   أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ )

التوبة 63

8- عذاب السّموم

عذاب السّموم هو عذاب  رياح حارة من حَرِّ نار جهنم تأخذ بأنفاسهم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾

الطور:27

﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ . فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ  ﴾

الواقعة 41-42

9- عذاب غليظ

هو عذاب شديد لا يُـفـَـتـّـرُ عنهم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ

هود 58

﴿ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ

فصلت:50

13- تذوق العذاب

النفس هى التى ( تُحسُّ ) بما يصل اليها من مشاعر اللذة أو الألم ، والسعادة أو الحزن

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )

العنكبوت 57

والتذوق هنا يعني إن النفس خبرته وعرفت حقيقتَه وعانت منه .

– تذوق العذاب فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )

فصلت 16

 ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

الروم 41

إن اللَّهُ تَعَالَى يصيب بعض الناس بعذاب بسبب أعمالهم التي عملوها في الدنيا؛ كي يتوبوا إليه ويرجعوا عن المعاصي، فتصلح أحوالهم، وتستقيم أمورهم.

– تذوق العذاب فى الْحَيَاةِ الآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً )

الفرقان 19

 ( فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً )

فصلت 27

( فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ )

الاعراف 39

14- سنن اللَّهُ تَعَالَى

 فى عذاب

فى الدنيا والآخرة

أ- اللَّهُ تَعَالَى لا يظلم أحدا

إن رب العالمين لا يظلم أحدا فى عذاب الدنيا والآخرة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ )

آل عمران 108

( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ )

غافر 31

وبالتالى فلا يظلم ربك أحدا ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

العنكبوت 40

 ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )

هود 101

ب –  العذاب بسبب العمل

يتعذب المجرمون فى جهنم بما كانوا فى الدنيا يعملون

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

النمل 90

( فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

يس 54

و ليس هناك ظُلم  فى اليوم الآخر وأن كل نفس ستُجزى بما كسبت

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ )

غافر 17

ت – اليوم الآخر

هو

يوم الحقَ

والحقَ هوأساس الحساب فى هذا اليوم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ )

الاعراف 8

حيث يجمع الله تَعَالَى البشر فى اليوم الآخر الذى هو أيضا( يوم التغابن ) أى يوم رفع المظالم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ )

التغابن 9

و فى هذا اليوم الذي لا شك فيه تأخذ كل نفس جزاءَ ما اكتسبت، و لا تظلم شيئا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(  فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

آل عمران 25

لا فارق هنا بين نبى وبشر عادى ، فالنبى إذا  (غلّ ) أى وقع فى الظلم سينال جزاءه شأن أى فرد من البشر

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(  وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

آل عمران 161

ولا نجاة لأي ملة إلا بالعمل الصالح ومن يعمل سوءًا يُجز به إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )

النساء 123

والكل سوف يحاسب

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ )

الأعراف 6

فلنسألن الأمم الذي أرسل إليهم المرسلون: ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟ ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم، وعمَّا أجابتهم به أممهم.

ج – كل مايعمل يكتب

في كتاب الأعمال يتم تدوين وكتابة ونسخ كل أفعالنا وأقوالنا فى هذه الدنيا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

الجاثية 29

ح – الأعمال تحصى و توزن

بدقَة تامة

فكتاب الأعمال قد أحصى عليهم كل شىء وما ترك من شىء

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(  وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )

الكهف 49

وكل عمل سوف يوزن مهما كان صغيرا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )

الانبياء 47

 ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ )

النساء 40

د – كل إنسان سيتسلم

كتاب أعماله

كل نفس ستستلم كتاب أعمالها ، وسيكون كل فرد حسيبا على نفسه بما يراه فى كتاب أعماله

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) 

الاسراء 13-14

ومع هذا فلكل نفس الحق فى أن تدافع عن نفسها ، ثم يتم توفيتها أعمالها بلا ظلم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

النحل 111

– رحمة الله تَعَالَى

ورحمة الله تَعَالَى وسعت كلَّ خلقه

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )

الاعراف 156

ولذلك لا يؤاخذ اللَّهُ تَعَالَى الناس باللغو فى ايمانهم ولكن بما قصدَتْه قلوبهم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )

البقرة 225

وإن اللَّهُ تَعَالَى لا يؤاخذ الفرد على خطأ لم يتعمده

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )

الأحزاب 5

ويعفو عن الخطأ غير المقصود والنسيان

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )

البقرة 286

وتتجلى رحمه اللَّهُ تَعَالَى فى  أنه لا يعجّل العذاب لمستحقّيه فى الدنيا ، بل يعطى فرصة التوبة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً ).

الكهف 58

وأنه لو آخذ البشر بذنوبهم ما ترك دابة فى الأرض

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً )

فاطر 45

وتتجلى رحمته فى الآخرة أنه لا يظلم مثقال ذرة ، ويضاعف الحسنة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً )

النساء 40

وفى كل الأحوال فإن رحمه الله تَعَالَى تتجلى فى التشريع ، أنه تَعَالَى لا يكلف نفسا إلا وسعها

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )

الاعراف 42

وكل نفس كانت فى حياتها الدنيا تتمتع بالحرية فى الطاعة أو المعصية ، وتم تسجيل أعمالها فى كتاب ينطق بالحق

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

المؤمنون 62

فى كل الأحوال يقول رب العزة إنه مستغن عن عذاب الناس  لو آمنوا وشكروا ربهم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ  وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )

النساء 147

لذا فالسيئة بمثلها يكون العذاب عدلا ، أما الحسنة فبأكثر منها فضلا ورحمة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

القصص 84

 (  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ . وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

النمل 89-90

وجزاء الحسنة بعشر أمثالها

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 (   مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ  )

الانعام 160

واحيانا اكثر من ذلك

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

البقرة 261

Share This