1- مفهوم الضلال

الضلال هو الحياد والعدول عن طريق الحق ، ويضاده الهداية .

قال الله تعالى:

( فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا )

الزمر: 41

2- كلمة الضلال

        في

   القرآن الكريم

وردت كلمة الضلال وصيغها في القرآن الكريم (١٩١) مرة.  والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد ٥٨ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ ﴾

المائدة:٧٧

– الفعل المضارع

ورد ٥٩ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ﴾

النساء:١١٣

– المصدر

ورد ٤٨ مرة

قال الله تعالى:

﴿ فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾

يونس:٣٢

– اسم الفاعل

ورد ١٧ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾

الشعراء:٨٦

– أفعل التفضيل

ورد ٩ مرات

قال الله تعالى:

﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾

الفرقان:٤٤

أن كلمة الضلال وما اشتق منها ورد في القرآن الكريم على عشرة أوجه

1- الغفلة

قال الله تعالى:

 ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ )

الضحى:7

أي: غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك: أي أرشدك.

2- الجهل

قال الله تعالى:

( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ  )

الشعراء:20

أي: أنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من الله وحي بتحريم قتله علي، فنفى عن نفسه الكفر، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل.

قال الله تعالى:

( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )

الجمعة :2

أي: في جهالة جهلاء، وفي حيرة عن الهدى عمياء، لا يعرفون حقاً، ولا يبطلون باطلاً، ولا يهتدون سبيلاً.

3- الهلاك

قال الله تعالى:

( وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )

السجدة :10

يعني: هلكنا وصرنا ترابا.

4- النسيان

قال الله تعالى:

( أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ  )

البقرة:182

الضلال هنا بمعنى النسيان

5- الخطأ

قال الله تعالى:

( فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ )

القلم :26

يعني: أخطأنا الطريق إلى البستان.

قال الله تعالى:

( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا )

النساء:176

أي: لئلا تجوروا عن الحق في ذلك، وتخطئوا الحكم فيه، فتضلوا عن قصد السبيل

6- إحباط العمل وإبطاله

قال الله تعالى:

( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )

محمد :1

أي: أبطلها وأحبطها.

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ )

محمد:4

أي: لن يبطل سبحانه أعمال عباده الصالحين، بل يجازيهم عليها أحسن الجزاء

7- البعد عن الحق

قال الله تعالى:

( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ)

الملك:9

أي: في ذهاب عن الحق بعيد.

قال الله تعالى:

( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ )

النساء:113

أي: يميلون بك عن طريق الحق

8- الخسران

قال الله تعالى:

( وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )

غافر:25

أي: في خسران وهلاك.

قال الله تعالى:

( تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )

الشعراء:97

أي: لقد كنا في خسار وتبار وحيرة عن الحق بينة؛ إذ اتخذنا مع الله آلهة، فعبدناها كما يُعبد.

9- الصد عن الهدى

قال الله تعالى:

( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ )

النساء  :119

أي: ولأصدن النصيب المفروض الذي أتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال، ومن الإسلام إلى الكفر.

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ )

يس:62

أي: ولقد صد الشيطان منكم خلقاً كثيراً عن طاعتي، وإفرادي بالألوهة حتى عبدوه، واتخذوا من دوني آلهة يعبدونها.

10- الضلال الذي هو ضد الهدى

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا )

الأنعام:125

ومن أراد الله أن يضله يجعل صدره في حال شديدة من الانقباض عن قَبول الهدى .

قال الله تعالى:

( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ )

البقرة:26

( وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ )

الصافات:71

إن لفظ الضلال ومشتقاته ورد في القرآن على عدة معان؛ وأكثر ما ورد بمعنى الضلال المقابل للهدى، وأقل ما ورد بمعنى النسيان، وجاء بين هذا وذاك بمعنى الصد عن الهدى، والخسران، والذهاب عن طريق الحق، وإحباط العمل، والخطأ، والهلاك، والجهل، والغفلة، والنسيان. وهذه المعاني كلها -عند التحقيق والتدقيق- ترجع إلى أصل هو: ضياع الشيء، وذهابه في غير حقه.

3- الضلال والهداية

      بيد الله تعالى

من الأمور المسلم بها أن الضلال والهداية بيد الله تعالى؛ فلا يضل أحدٌ إلا بعلمه، ولا يهتدي أحدٌ إلا بإذنه .

أولا – الضلال والهداية بمشيئة الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

الأنعام: ٣٩

من يشأ الله إضلاله يضلله، ومن يشأ هدايته يجعله على صراط مستقيم.

قال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾

الأنعام: ١٢٥

فمن يشأ الله أن يوفقه لقَبول الحق يشرح صدره للتوحيد والإيمان، ومن يشأ أن يضله يجعل صدره في حال شديدة من الانقباض عن قَبول الهدى، كحال مَن يصعد في طبقات الجو العليا، فيصاب بضيق شديد في التنفس.

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾

الكهف: ١٧

من يوفقه الله للاهتداء بآياته فهو الموفَّق إلى الحق، ومن لم يوفقه لذلك فلن تجد له معينًا يرشده لإصابة الحق؛ لأن التوفيق والخِذْلان بيد الله وحده.

وقد وضع القرآن الكريم عدة معالم في هذا الموضوع، منها:

١ – لا هادي لمن أضله الله تعالى

قد ورد معنى كون الهداية والإضلال بيده سبحانه

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ﴾

الإسراء: ٩٧

ومن يهده الله فهو المهتدي إلى الحق، ومن يضلله فيخذلْه ويَكِلْه إلى نفسه فلا هادي له من دون الله .

أن الهداية هنا هداية إلى الإيمان، والضلال فهو استحباب الكفر على الإيمان

٢-  عِلْم الله تعالى بالضالين

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾

القلم: ٧

﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾

الأنعام: ١١٧

إن ربك هو أعلم بالضالين عن سبيل الرشاد، وهو أعلم منكم ومنهم بمن كان على استقامة وسداد، لا يخفى عليه منهم أحد.

٣ – الإضلال بعد إقامة الحجة بالرسل

قد ورد ذكر الإضلال بعد إقامة الحجة جليًا

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

إبراهيم: ٤

وما أرسلنا مِن رسولٍ قبلك -أيها النبي- إلا بلُغة قومه؛ ليوضِّح لهم شريعة الله، فيضل الله من يشاء عن الهدى، ويهدي من يشاء إلى الحق، وهو العزيز في ملكه، الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها وَفْق الحكمة.

ثانيًا: نسبة الضلال إلى الإنسان

قد ورد ذكر نسب الضلال إلى الإنسان جليًا

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾

سبأ: ٥٠

قل- يا محمد صلى الله عليه وسلم – إن إن مِلْت عن الحق فإثم ضلالي على نفسي، وإن استقمت عليه فبوحي الله الذي يوحيه إليَّ، إن ربي سميع لما أقول لكم، قريب ممن دعاه وسأله.

5- شراء الضلالة

ورد شراء الضلالة في موضعين من القرآن الكريم، وهما:

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾

البقرة: ١٦

أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة، فأخذوا الكفر، وتركوا الإيمان، فما كسبوا شيئًا، بل خَسِروا الهداية. وهذا هو الخسران المبين.

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾

البقرة: ١٧٥

حيث وردت هذه الآية في معرض الحديث عن اليهود عامة، وعلمائهم خاصة الذين استبدلوا الضلالة بالهدى وعذاب الله بمغفرته، فما أشد جراءتهم على النار بعملهم أعمال أهل النار!! يعجب الله من إقدامهم على ذلك ، ومن صبرهم على النار ومكثهم فيها.

6 – صفات الضلال

       في

  القرآن الكريم

وصف الله تعالى في القرآن الكريم الضلال بأنه بعيدٌ تارةً، وبأنه مبين تارةً أخرى .

1- وصف الضلال بالمبين

وصف قوم نوحٍ نوحًا عليه السلام بالضلال بالمبين

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

الأعراف: ٦٠

كما وصف الكافرين بالضلال المبين

قال الله تعالى:

﴿َٰ لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

مريم: ٣٨

كما وصف قوم إبراهيم عليه السلام بالضلال المبين

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

الأنبياء: ٥٤

الضلال المبين يعني الضلال الظاهر الواضح الذي لا يخفى على عاقل ، و لا شبهة فيه.

2- وصف الضلال البعيد

وصف الله تعالى الكافرين بالضلال البعيد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء: ١٦٧

أي: إن الذين كفروا بالله تعالى صدوا عن سبيله قد بعدوا عن المنهج بعدًا عظيمًا شاسعًا.

كما وصف الذين يصدوا عن سبيله الله

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

إبراهيم: ٣

كما وصف الله تعالى قرين السوء بالضلال البعيد

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

ق: ٢٧

الضلال البعيد يعني البعد عن الحق والطريق المستقيم بعدًا عظيمًا

8 – أسباب الضلال

ورد في القرآن الكريم ما يبين أسباب الضلالة، ومنها:

1- الكفر

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾

البقرة:108

2- الشرك

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء:116

3- الشيطان

لقد اعتبر القرآن الكريم في الآيات التي تحدّثت عن عوامل الضلال انّ أحد هذه العوامل هو (الشيطان) الذي يكون سبباً للانحراف، والضلال

قال الله تعالى:

﴿ كُتِبَ عَليهِ أَنّهُ مَنْ تَوَلاّهُ فَأَنَّهُ يُضِلّهُ وَيَهْديهِ إِلى عَذابِ السَّعيرِ﴾

سورة الحج : 4

﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبلاًّ كَثِيراً  أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾

سورة يس : 62

4- إتباع الهوى

وفقاً للنظرية القرآنية انّ الّذين يضعون زمام أُمورهم في قبضة النفس والغرائز غير المهذبة وغير المتّزنة هم عبدة الهوى وأتباع الميول والغرائز .

قال الله تعالى:

﴿ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ ﴾

ص: 26

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾

الجاثية : 23

5- صحبة رفيق السوء والبيئة الفاسدة

يصرح القرآن الكريم أنّ من أسباب الضلال ما هو إلاّ اختيار للصديق المنحرف

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَني اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبيلاً . يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّني عَنِ الذِّكْرِ بَعدَ  إِذْ جاءَني ﴾

الفرقان: 27ـ 29

6- الاقتداء والتأسّي غير المتّزن بالقادة

يعتبر القرآن الكريم من عوامل الانحراف والضلال الاقتداء والتأسّي برؤساء وقادة القبائل والعشائر، وقد أشار  إلى اعتراف هؤلاء المضلّلين والمنحرفين بأنّ سبب انحرافهم وضلالهم هو الاقتداء والتأسّي غير المدروس وغير المتّزن برؤسائهم وشيوخهم

قال الله تعالى:

 ﴿ وَقالُوا رَبّنا انّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبرائَنا فَأَضَلُّونَا السَّبيلا ﴾

الأحزاب: 67

7- الاقتداء والتأسّي بالآباء بلا وعي ولا اتّزان

اعتبر القرآن الكريم الانقياد الأعمى والتأسّي اللاّموزون بالآباء والأجداد سبباً للانحراف والضلال، ولذلك انتقد هذا النوع من التفكير، بل هذا التعصّب الأعمى

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا  أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾

المائدة : 104

﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾

الزخرف : 22

7- المجرمون

يعتبر المجرمون من عوامل الضلال والانحراف التي تميل بالإنسان من جادة الصواب والطريق المستقيم .

قال الله تعالى:

﴿ وَما أَضَلّنا إِلاَّ المُجْرِمُونَ ﴾

الشعراء: 99

ومن الممكن أن يكون المراد من هذه الطائفة هم ساسة القبائل ورؤساء العشائر أو رفاق السوء، أو شخص آخر

8- اقتفاء أثر الأكثرية الجاهلة

اعتبر القرآن الكريم اقتفاء أثر الأكثرية الجاهلة سبباً من أسباب انحراف الإنسان وضياعه وضلاله

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبيلِ اللّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ ﴾

الأنعام: 116

9ـ التعصب

قال الله تعالى:

 ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )

البقرة: 113

قال تعالى مبيناً تعصب كل من طائفتي اليهود والنصارى لنفسها وزعم كل طائفة منهما أنها على الحق دون غيرها، فكفر اليهود بعيسى عليه السلام رغم أنه منهم، وقد كانوا ينتظرونه لإعادة مجدهم وعزهم تعصباً وقالت النصارى: أن اليهود ليسوا على شيء حقيقي من الدين لإنكارهم المسيح المتمم لشريعتهم.

قال الله تعالى:

( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )

البقرة: 111

ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته لا يدخلها غيرهم، تلك أوهامهم الفاسدة. قل لهم -أيها الرسول-: أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم.

10ـ الغفلة

من أسباب الضلال غفلة الناس عن الأدلة الموصلة إلى الحق والهدى وعدم النظر فيها

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ . إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )

يونس: 6 – 8

 ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ . لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ )

الأنبياء: 1 ـ 3

10 – المعصية

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )

الأحزاب:36

11ـ عدم استخدام الإنسان مداركه

في التفكر في آيات الله

قال الله تعالى:

 ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )

الفرقان: 44

فالله سبحانه شبه أكثر هؤلاء بالأنعام والجامع بين النوعين التساوي في عدم قبول الهدى والانقياد له وجعل الأكثرين أضل سبيلاً من الأنعام، لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريق فلا تحيد عنها يميناً ولا شمالاً والأكثرون يدعوهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا يستجيبون، ولا يهتدون ولا يفرقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم والأنعام تفرق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره.

10- مظاهر الضلال

إن الضلال بكل جوانب معناه الشامل تتحدد له مظاهر، يحكم من خلالها على أن هذا المظهر دالٌ على الضلال، وسيتم هنا توضيح لكل مظهرٍ على حدة، من خلال الآتي:

1- الكفر

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء: 136

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾

إبراهيم : 18

2- الشرك

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء : 116

﴿ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴾

الحج : 12

3- الصدعن سبيل الله

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء : 167

4- تفضيل الحياة الدنيا على الآخرة

يختارون الحياة الدنيا الفانية ويتركون الآخرة الباقية

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

إبراهيم : 3

5- لايؤمنون بالآخرة

قال الله تعالى:

( بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ )

سبأ : 8

والذين لا يصدقون بالبعث ولا يعملون من أجله في العذاب الدائم في الآخرة، والضلال البعيد عن الصواب في الدنيا.

قال الله تعالى:

( أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ )

الشورى :  18

ألا إن الذين يجادلون في قيام الساعة لفي ضلال بعيد عن الحق.

6- عدم تنفيذ أوامر الله

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾

المائدة : 12

7- الكفر بعد الإيمان

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ )

البقرة : 108

أن من يختر الكفر ويترك الإيمان فقد خرج عن صراط الله المستقيم إلى الجهل والضَّلال.

8- الغلو بالدين

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾

المائدة : 77

9 – تولي أعداء الله

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ  وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾

الممتحنة : 1

10- عبادة غير الله

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ . إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

يس : 22 – 24

11- عصيان أوامر الله

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾

الأحزاب : 36

12- اتباع تعليمات الآباء الضالين

قال الله تعالى:

( قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ . قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

الأنبياء : 53- 54

( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ . فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ . وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴾

الصافات : 69- 71

13- تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ  زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾

التوبة: ٣٧

11- جزاء الضلال

إن للضلال جزاء يحل بكل ضالٍ في الدنيا والآخرة ؛ إذ إن الله تعالى قد يمهلهم، لكنه قطعًا لا يهملهم ، ومنه الآتي

1- العذاب الأليم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾

ص: 26

إن الذين يَضِلُّون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار؛ بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب

2- لا هادي لهم

قال الله تعالى:

﴿ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ  وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾

الأعراف: 186

مَن يضلله الله عن طريق الرشاد فلا هادي له، ويتركُهم في كفرهم يتحيرون ويترددون

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

القصص: 50

لا أحد أكثر ضلالا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. إن الله لا يوفِّق لإصابة الحق القوم الظالمين الذين خالفوا أمر الله، وتجاوزوا حدوده.

3- مصيرهم إلى نار جهنم

قال الله تعالى:

﴿ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ  كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾

الإسراء: 97

ومن يضلله فيخذلْه ويَكِلْه إلى نفسه فلا هادي له من دون الله، وهؤلاء الضُّلال يبعثهم الله يوم القيامة، ويحشرهم على وجوههم، وهم لا يرون ولا ينطقون ولا يسمعون، مصيرهم إلى نار جهنم الملتهبة، كلما سكن لهيبها، وخمدت نارها، زدناهم نارًا ملتهبة متأججة

4- يأسهم من رحمة الله

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾

الحجر: 56

قال: لا ييئس من رحمة ربه إلا الخاطئون المنصرفون عن طريق الحق.

5- خسران ثواب أعمالهم

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

الكهف: 103-104

قل -أيها الرسول- للناس محذرًا: هل نُخبركم بأخسر الناس أعمالا؟ إنهم الذين ضلَّ عملهم في الحياة الدنيا -وهم مشركو قومك وغيرهم ممن ضلَّ سواء السبيل، فلم يكن على هدى ولا صواب- وهم يظنون أنهم محسنون في أعمالهم

٦ – تمكن الشيطان من الضالين

قال الله تعالى:

﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾

الحج: ٤

فإن من جعل الشيطان وليًا له من دون الله تعالى فشأنه أن يضله ذلك الشيطان عن طريق الجنة، أو طريق الحق.

 

Share This