1- مفهوم الصلاة

الصلاة المفروضة عِبادةٌ يجتمع فيها الدعاء والاستغفار والتعظيم لله تعالى، وتقتضي التزامًا ونظامًا، وأثرها في تليين القلب وتقويم السلوك واضح وثابت في القرآن الكريم.

2- الصلاة مشروعة

  في  الأمم السابقة

الصلاة لا تقتصر على هذه الأمة فقط، فقد ورد أنها مشروعة في الأمم السابقة .

– عن إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ )

إبراهيم 37

– عن عِيسَى عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾

مريم 31

– عن إسماعيل عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾

مريم 55

– عن موسى عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

طه 14

– عن مريم عليها السلام

قال الله تعالى:

( يا مَريَمُ اقنُتي لِرَبِّكِ وَاسجُدي وَاركَعي مَعَ الرّاكِعينَ )

آل عمران 43

3- الصلاة

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة الصلاة  وصيغها في القرآن الكريم (٩٩) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد ٣ مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ﴾

القيامة:٣١

– الفعل المضارع

ورد  ٦ مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ﴾

آل عمران:٣٩

– الفعل الأمر

ورد  3 مرات

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾

الأحزاب:٥٦

– المصدر

ورد  ٨٣ مرة

قال الله تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ﴾

البقرة:٢٣٨

– اسم الفاعل

ورد  3 مرات

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾

المدثر:٤٣

– اسم مكان

ورد  مرة وا حدة

قال الله تعالى:

﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾

البقرة:١٢٥

وجاءت الصلاة في القرآن على أربعة وجوه:

1- بمعنى الدعاء والاستغفار

قال الله تعالى:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ  وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

التوبة:١٠٣

يعني: ادع واستغفر لهم.

2- بمعنى المغفرة والرحمة

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾

البقرة:١٥٧

﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾

الأحزاب:٤٣

3- الصلاة بمعناها الشرعي

قال الله تعالى:

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾

الإسراء:٧٨

وهي الغالب في الاستعمال القرآني.

4- موضع الصلاة

قال الله تعالى:

﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾

البقرة:١٢٥

يعني: بيوت الصلاة ومواضعها.

4 – الألفاظ ذات الصلة

– الدعاء

هو سؤال العبد ربه حاجته. و الدعاء والصلاة مفردتان متقاربتان في المعنى، فالصلاة أصلها دعاء وابتهال إلى الله ليغفر الذنوب، وفريضة الصلاة تتضمن الدعاء في تفاصيلها ولا تقوم دونه.

– العبادة

هي طاعه الله ، والأنقياد والخضوع له، والتزام شرائع دينه، وأداء فرائضه.  و العبادة أعم من الصلاة، فالصلاة نوع من أنواع العبادات التي شرعها الله تعالى.

5 – الصلاة عباده

   جميع المخلوقات

كل المخلوقات في هذا الكون عباد لله تعالى ، وإن اختلفت طرائق عباداتهم.

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾

النور :٤١

أن كل مسبح ومصل منهم قد علم صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه الله، وعلى هذا فالصلاة والتسبيح غير مقصورين على أحد.

قال الله تعالى:

﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾

الإسراء:٤٤

أن جميع مخلوقات الله من الملائكة في أقطار السموات، والحيوانات في جميع الجهات، من الإنس والجن والدواب والطير، تسجد لله تبارك وتعالى

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ  وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ  إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ  ﴾

الحج:١٨

6 – مقاصد الصلاة

الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله، ولعل من أسباب أهمية الصلاة ما تتضمنه من مقاصد شرعية عظيمة، ومن تلك المقاصد ما يأتي:

1- الخضوع والانقياد لله تعالى

الصلاة وما تشتمل عليه من أحكام تعبدية مثل الطهارة والقيام والركوع والسجود والأوقات وعدد الركعات، تعلم المسلم الخضوع والانقياد لأمر الله تعالى سواء علم الحكمة من الأمر أم لم يعلمها.

قال الله تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾

البقرة 238

حافظوا -أيها المسلمون- على الصلوات الخمس المفروضة بالمداومة على أدائها في أوقاتها بشروطها وأركانها وواجباتها .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾

النساء:١٠٣

أي: هي مفروضة علينا حسب الأوقات التي حددها الشارع الحكيم .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾

المائدة 6

﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾

البقرة 144

2- تهذيب الأخلاق

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾

العنكبوت: ٤٥

أن أقوال الصلاة وأفعالها تعمل كمذكرات بالله تعالى وتكون للمصلي كالواعظ المذكر بالله تعالى إذ ينهى سامعه عن ارتكاب ما لا يرضي الله.

3- الصلاة غذاء للروح

الأساس في الصلاة هو الذكر

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

طه:١٤

خلق الله الإنسان من جسد و روح وجعل لكل منها غذاء، ولما كان الجسد أصله من الأرض جعل الله غذاءه ما يخرج من الأرض، ولما كانت الروح من أمر الله،

قال الله تعالى:

( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ )

السجدة 9

جعل غذاءها في ذكره سبحانه والاتصال به.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾

الرعد:٢٨

4- الصلاة جلاء للهموم والأحزان

قال الله تعالى:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾

البقرة: 153

من ثمرات الصلاة أنها تجلي الهموم وتذهب الأحزان ، فقد شرعت الصلاة للغضبان والمصاب والمكروب وغيرهم .

5- الفلاح في الدنيا والآخرة

بالصلاة يتحقق الفلاح في الدنيا والآخرة، وقد ذكر الله تعالى الخشوع في الصلاة كأول صفة من صفات المؤمنين الفالحين.

قال الله تعالى:

﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾

المؤمنون:١-٢

والمفلحون هم الذين أدركوا البغية ووجدوا النعيم المقيم

7 – اقتران الصلاة بالأعمال الصالحة

اقترنت الصلاة ببعض أعمال البر، ومن تلك الأعمال:

أ – الزكاة

إن أغلب آيات الأمر بالزكاة جاءت بعد الأمر بالصلاة في نفس الآية.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾

البقرة:٤٣

﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ﴾

الحج 41

﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾

لقمان 4

إن الصلاة والزكاة تشتركان في مفهوم التحرر من العبودية؛ فالصلاة تحرر من العبودية للمخلوقات والمصالح إلى عبودية الله رب الأرباب، والزكاة تحرر من عبودية المال والشهوات، هذه العبودية التي تستذل النفوس، وتنكس الرؤوس، فيتحرر الإنسان بها من الحرص الذي يذل أعناق الرجال.

ب – الصبر

تكرر الأمر الإلهي بالإستعانة بالصبر والصلاة في أكثر من موضع في القرآن الكريم مما يشكّل لدينا انطباعاً بأن هناك نوعاً من التلازم بين الصبر والصلاة ، منها

قال الله تعالى:

﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾

البقرة:٤٥

﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾

الحج:٣٥

﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾

الرعد:٢٢

بتأمل بسيط ندرك جيداً أن الدين كله عبارة عن صبر، صبر على الطاعات، صبر على المعاصي، صبر على الشهوات، صبر على المكاره والابتلاءات وما إلى ذلك، ولعلّ تقدّم الصبر على الصلاة في الاستعانة لأن الصبر يهذّب النفس ويشذّبها ويحبسها عن المحرمات مما يُصفّي ساحة النفس من وساوس النفس الأمّارة ويعرج بها نحو عوالم الملكوت لتتجرّد من الأنانية والشهوات لتدخل حرم الصلاة بخشوع وحضور قلب لتكون بذلك الصلاة الحقيقية التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهكذا في سائر العبادات الأخرى.

8 – أساليب القرآن في

 الحث على الصلاة

قد تنوعت الأساليب القرآنية في الحث على إقامه الصلاة والالتزام بها، وخاطب الله تعالى عباده بأسلوب الأمر تارة، وبأسلوب الثناء تارة، وبأسلوب الذم للتاركين تارة، كما سيأتي:

1- أسلوب الأمر

جاء الخطاب القرآني الداعي إلي إقامة الصلاة بصيغة الأمر مرات كثيرة، من ذلك استخدام فعل الأمر .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾

البقرة:٤٣

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ  ﴾

البقرة:١١٠

﴿ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾

الأحزاب:٣٣

2- أسلوب الثناء على المقيمين لها

أثنى القرآن الكريم على المقيمين للصلاة في كثير من المواضع ووعدهم بالأجر الكبير؛ ليحث على إقامتها والالتزام بها

قال الله تعالى:

 ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا  لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾

الأنفال:٣-٤

فقد وصف الله تعالى المقيمين للصلاة المنفقين من مال الله بأنهم هم المؤمنون الذين لا شك في إيمانهم ، أولئك لهم الجنة يرتقونها بأعمالهم، والرزق الكريم الذي أعده الله لهم فيها.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

لقمان:٤-٥

الذين يؤدون الصلاة كاملة في أوقاتها ويؤتون الزكاة المفروضة عليهم لمستحقيها، وهم بالبعث والجزاء في الدار الآخرة يوقنون. أولئك المتصفون بالصفات السابقة على بيان مِن ربهم ونور، وأولئك هم الفائزون في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى :

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾

النور:٣٧-٣٨

رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها، يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟ . ليعطيهم الله ثواب أحسن أعمالهم، ويزيدهم من فضله بمضاعفة حسناتهم. والله يرزق مَن يشاء بغير حساب، بل يعطيه مِنَ الأجر ما لا يبلغه عمله، وبلا عدٍّ ولا كيل.

3- ذم المضيعين لها

ذم الله تعالى تضييع الصلاة والتهاون في أدائها،

قال الله تعالى:

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾

مريم: ٥٩

وقد ذمهم الحق عندما وصفهم بتضييعها، وقد ذكر تضييع الصلاة ثم أعقبه باتباع الشهوات، فهذا ما يتبع تضييعها عادةً، ثم توعدهم الله بالضياع والهلاك.

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ . وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾

الماعون:٤- 7

فعذاب شديد للمصلين الذين هم غافلون عن الغرض منها ، فلا يقيمونها على وجهها، بل يتظاهرون بذلك مراءاة للناس. ويمنعون مدٍ يدٍ الخير و المساعدة لغيرهم ، فلا هم أحسنوا عبادة ربهم، ولا هم أحسنوا إلى خلقه.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

النساء:١٤٢

فهم يقيمون الصلاة تظاهرًا أمام الناس ليخدعوا المسلمين وليشاهدهم الناس وينخدعوا بهم .

9 – أحوال الناس مع

   الصلاة في القرآن

ذكر القرآن الكريم حالات للناس مع الصلاة، ومن تلك الحالات ما يأتي:

1- المقيمون للصلاة

إقامة الصلاة هي ما يأمر به الدين

قال الله تعالى:

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾

الإسراء:٧٨

وامتدح عباده المؤمنين بإقامة الصلاة

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾

الحج:٤١

﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾

الأنفال:٢-٣

وإقامة الصلاة تعني أداءها بشكل كامل، يحقق آثارها المذكورة في الأية الأتية  .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾

العنكبوت :٤٥

في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله، فمن لم تنهه صلاته عن المعاصي لم يزدد إلا بعدًا عن الدين .

2- التاركون للصلاة

ذكر القرآن الكريم صنفًا آخر من الناس، وهم الذين يتركون إقامة الصلاة . قال الله تعالى:

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾

مريم:٥٩

فأتى مِن بعد هؤلاء المنعَم عليهم أتباع سَوْء تركوا الصلاة كلها، أو فوتوا وقتها، أو تركوا أركانها وواجباتها، واتبعوا ما يوافق شهواتهم ويلائمها، فسوف يلقون شرًا وضلالا وخيبة في جهنم.

قال الله تعالى:

﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

المدثر:٤٢-٤٣

وصور لنا المولى عز وجل موقف العذاب في نار جهنم للضالين، وبدأ أسباب العذاب بترك الصلاة ثم أورد عدم الإطعام، والخوض والتكذيب بيوم الدين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الصلاة ومنزلتها عند الله تعالى فقد ذكرها قبل كل شيء.

3- الساهون عن الصلاة

يعد السهو في الصلاة سببًا رئيسًا لاستحقاق العذاب يوم القيامة .

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ . وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾

الماعون:٤- 7

فعذاب شديد للمصلين الذين هم غافلون عن الغرض منها ، فلا يقيمونها على وجهها، بل يتظاهرون بذلك مراءاة للناس. ويمنعون مدٍ يدٍ الخير و المساعدة لغيرهم ، فلا هم أحسنوا عبادة ربهم، ولا هم أحسنوا إلى خلقه.

قال الله تعالى:

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ  يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ  ﴾

النور:٣٧

وهذا وصف المؤمنين المخلصين الذين لا تشغلهم معاملاتهم الرابحة من بيع وشراء عن إقامة الصلاة، ، رغم ما تستثيره من حب للدنيا وأرباحها، كل هذا لا يمنع المسلم الحق من إقامة الصلاة وتأدية الزكاة، فعلاقتهم بالله أولى وأوثق.

4- المتكاسلون عن الصلاة

جاء ذكر المتكاسلين في القيام إلى الصلاة في معرض الحديث عن صفات المنافقين .

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

النساء:١٤٢

كان إتيانهم إلى الصلاة إتيان المتكاسل المتذمر المستاء منها، الذي لا يؤمن بوجوبها ولا بالثواب المترتب عليها ولا بالعقاب المترتب على تركها ، على خلاف المؤمن الذي تتوق نفسه إلى مناجاة خالقه ولا ينتظر من صلاته شكرًا من البشر.

10- الصلوات المذكورة في القرآن

خص الله تعالى بعض الصلوات بالذكر في القرآن الكريم، من تلك الصلوات ما يأتي:

1- الصلوات الخمس

الصلوات الخمس هن فرض الله تعالى على عباده، وعماد هذا الدين، وقد ذكرت الصلوات المفروضة في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وقد أمر بالمحافظة على إقامة تلك الصلوات .

قال الله تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾

البقرة:٢٣٨

وقد نص القرآن الكريم على صلاة العشاء والفجر

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ  مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ﴾

النور: ٥٨

وجاء الأمر بإقامة الصلاة لدلوك الشمس وغسق الليل والفجر

قال الله تعالى:

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْر إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾

الإسراء: ٧٨

أقم الصلاة تامة من وقت زوال الشمس عند الظهيرة إلى وقت ظلمة الليل، ويدخل في هذا صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأقم صلاة الفجر، وأَطِلِ القراءة فيها؛ إن صلاة الفجر تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.

2- صلاة الجمعة

ليوم الجمعة وصلاتها خصوصية وفضل عظيم، وقد أمر الله عباده بالامتناع عن البيع والشراء والانشغال بالدنيا إذا بدأت صلاة الجمعة وذلك حتى انتهائها.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

الجمعة :٩

يا أيها الذين آمنوا ، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة، فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم عنها، ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك. وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة.

3- صلاة الجماعة

أمر القرآن الكريم بصلاة الجماعة في عدة مواضع، منها

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ﴾

النساء:١٠٢

فقد تحدثت الآية الكريمة عن صلاة الخوف، وتضمنت أمرا مباشرا بتأدية صلاة الجماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء الأمر له بالصلاة مع فئة من المجاهدين، بحيث يكون باقي الجيش في حراستهم، وبعد الانتهاء يأتي من كان في الحراسة للصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يعني أهمية صلاة الجماعة، ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب.

4- الصلاة على الميت

من الدلالات القرآنية على صلاة الميت

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾

التوبة: ٨٤

فقد تحدثت الآيات الكريمة عن المنافقين الذين تخلفوا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم للقتال، وأمر الله نبيه عليه السلام ألا يصلي على من مات منهم وألا يتولى وضعه في القبر أو تكفينه ، وبمفهوم المخالفة هناك دلالة على لزوم الصلاة على المسلم .

5- صلاة الخوف

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ﴾

النساء:١٠٢

وإذا كنت -أيها النبي- في ساحة القتال، فأردت أن تصلي بهم، فلتقم جماعة منهم معك للصلاة، وليأخذوا سلاحهم، فإذا سجد هؤلاء فلتكن الجماعة الأخرى من خلفكم في مواجهة عدوكم، وتتم الجماعة الأولى ركعتهم الثانية ويُسلِّمون، ثم تأتي الجماعة الأخرى التي لم تبدأ الصلاة فليأتموا بك في ركعتهم الأولى، ثم يكملوا بأنفسهم ركعتهم الثانية، وليحذروا مِن عدوهم وليأخذوا أسلحتهم.

6- صلاة السفر

ذكرت صلاة السفر في مواضع عدة من القرآن الكريم، من ذلك

قال الله تعالى:

( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا )

النساء: 101

وإذا سافرتم – أيها المؤمنون – في أرض الله، فلا حرج ولا إثم عليكم في قصر الصلاة إن خفتم من عدوان الكفار عليكم في حال صلاتكم، وكانت غالب أسفار المسلمين في بدء الإسلام مخوفة، والقصر رخصة في السفر حال الأمن أو الخوف. إن الكافرين مجاهرون لكم بعداوتهم، فاحذروهم.

والقصر في السفر في الظهر والعصر والعشاء؛ لأن القصر عبارة عن سقوط شطر الصلاة.

7- صلاة المريض

أمر المولى عز وجل بإقامة الصلاة في حال المرض الذي لا يزول معه العقل، أما ما كان معه زوال العقل أو الإغماء فلا صلاة فيه ، ودل على وجوب إقامة الصلاة للمريض.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا  وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ  مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

المائدة:٦

وقد أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام له أن يصلي جالسًا، فإن عجز عن الصلاة جالسًا فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيًا .

قال الله تعالى:

( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )

آل عمران:191

( فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم )

النساء:103

إنما يعني بهذا الصلاة المكتوبة، إن لم تستطع قائماً فقاعداً، وإن لم تستطع فصلِّ على جنبك. فالمراد الصلاة نفسها؛ لأن الصلاة ذكر الله تعالى، وقد اشتملت على الأذكار المفروضة والمسنونة .

8- ركعتا الطواف

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾

البقرة:١٢٥

وقلنا: اتخِذوا من مقام إبراهيم مكانًا للصلاة فيه، وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة. بأن تصلوا خلفه ركعتي الطواف.

9- صلاة العيد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾

الكوثر: 1-2

صلاة الأضحى هى الصلاة المذكورة قبل النحر .

 

Share This