1- مفهوم الشيطان

لفظ الشيطان قد يراد به إبليس خاصة، كما في قصة آدم وإبليس

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾

البقرة: ٣٦

وقد يراد بالشيطان كل شرير مفسد داع للغي والفساد من الجن والإنس .

قَال الله تعالى:

﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾

الأنعام:١١٢

2- كلمة الشيطان

      في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الشيطان وصيغها في القرآن الكريم(٨٨) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الاسم (مفردًا)

ورد ٧٠ مرة

قَال الله تعالى:

( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ )

البقرة:٣٦

– الاسم (جمعًا)

ورد ١٨ مرة

قَال الله تعالى:

( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ )

البقرة:١٠٢

وجاءت كلمة (الشيطان) في  القرآن الكريم بمعني المتمرد الطاغي من الجن والإنس.

3- خلق الشيطان

أن الشيطان إذا أطلق فيراد به إبليس خاصة ، وهو

أ – كان من الجن

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ﴾

الكهف: ٥٠

واذكر حين أمرنا الملائكة بالسجود لآدم، تحية له لا عبادة، وأمرنا إبليس بما أُمِروا به، فسجد الملائكة جميعًا، لكن إبليس الذي كان من الجن خرج عن طاعة ربه .

ب – خلق من نار

أن أصل خلق إبليس من نار

قال الله تعالى:

﴿ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴾

الحجر: ٢٧

وخلقنا أبا الجن، وهو إبليس مِن قَبْل خلق آدم من نار شديدة الحرارة لا دخان لها.

ت – لا يُرى

وطبيعة خلق الشيطان أنه لا يُرى .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾

الأعراف: ٢٧

إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم.

ج – قبح صورته

ومما جُبِل عليه الشيطان خاصة دون سائر الجن، قبح صورته، والتي تحمل في مضمونها قبح أفعاله، وقد شبه الله ثمار شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم برؤوس الشياطين، لما عُلِم من قبح صورهم وأشكالهم.

قال الله تعالى:

﴿ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ . إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ . طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾

الصافات: ٦2- ٦٥

4 – قصة الشيطان

   مع الأنسان

خلق الله إبليس وهو أكبر الشياطين، وكان يعبد الله مع جملة الملائكة ، و يقص لنا الله تعالى كيف كانت بداية قصة الشيطان مع الأنسان .

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ ﴾

البقرة: ٣٤

فكان بداية كفر إبليس، إذ رفض طاعة الله عز وجل، وكان سبب رفضه السجود لآدم عليه السلام هو الاستكبار

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾

الأعراف: ١٢

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴾

الإسراء: ٦١

لذلك عاقب الله عز وجل إبليس على تمرده وعصيانه بالهبوط من ملكوت السموات إلى دركات الأرض.

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾

الأعراف: ١٣

وكان هذا سببًا لكراهية إبليس لآدم وذريته، وعداوته لهم، فتوعد إبليس آدم وذريته من بعده بالعداوة والإغواء، كي تكون نهايتهم كنهايته جهنم، وبئس المصير.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

الإسراء: ٦٢

وأمر الله عز وجل آدم وزوجه حواء أن يسكنا الجنة

قَال الله تعالى:

﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

البقرة: ٣٥

كما وحذَره سبحانه وتعالى وحذر حواء من عدوهما إبليس

قَال الله تعالى:

﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴾

طه: ١١٧

وقتها استغل الشيطان هذا الأمر في الانتقام من آدم عليه السلام .

قَال الله تعالى:

﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴾

طه: ١٢٠

و أقسم لهما أنه يريد لهما النصح

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾

الأعراف: ٢١

وكانت بداية معصية آدم .

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ  وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴾

طه : 121

فكانت النتيجة هي الخروج من الجنة

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴾

البقرة: ٣٦

وبذلك استطاع إبليس أن يقنع آدم أن الله قد منعه من الأكل من الشجرة؛ لأنه لا يريد له الخير، وذلك حتى نفطن إلى طريق إبليس في الغواية، فلا خير في خير يؤدي إلى النار والمعصية، ولا شر في شر يؤدي إلى رضوان الله والجنة.

5- صفات الشيطان

فقد نسبت إلى إبليس صفات الخيلاء والتكبر والعصيان والتمرد والكراهية والحسد والباطل والغواية والخبث والخداع وغيرها

1- الباطل

قَال الله تعالى:

﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء : 60

ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق، بعدًا شديدًا.

2- الخبث

قَال الله تعالى:

﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ﴾

المجادلة19

غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته وذلك بخبثه .

3- الخداع

قَال الله تعالى:

﴿ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾

الأعراف27

يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان، فيزين لكم المعصية، كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء، فأخرجهما بسببها من الجنة .

4- التكبر

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة34

قال سبحانه للملائكة: اسجدوا لآدم إكرامًا له وإظهارًا لفضله، فأطاعوا جميعًا إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرًا وحسدًا، فصار من الجاحدين بالله، العاصين لأمره.

5- الغواية

قَال الله تعالى:

( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )

الحجر39

قال إبليس: ربِّ بسبب ما أغويتني وأضللتني لأزيِّنَنَّ لذرية آدم المعاصي في الأرض، ولأضلنهم أجمعين .

6- الكفر

قَال الله تعالى:

( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)

الإسراء 27

وكان الشيطان كثير الكفران شديدَ الجحود لنعمة ربه.

7- العصيان

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا )

مريم44

إن الشيطان كان للرحمن كثير العصيان .

8 – الخيلاء

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾

ص 76

قال إبليس معارضًا لربه: لم أسجد له؛ لأنني أفضل منه، حيث خلقتني من نارٍ، وخلقته من طين. والنار خير من الطين .

9 – التمرد

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى ﴾

طه 116

واذكر – أيها الرسول – إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم سجود تحية وإكرام، فأطاعوا، وسجدوا، لكن إبليس امتنع من السجود.

10- الكراهية

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾

الإسراء :53

إن الشيطان يلقى بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.

6- مداخُل الشَّيْطَانِ

    إلي قلب المؤمن

الشيطان له مداخل كثيرة في قلب الإنسان ، منها

1 – الغضب

إن الغضب غول العقل وإِذّا ضعف العقل هجم جند الشيطان

قال الله تعالى:

﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾

القصص 15

قال موسى حين قتله: هذا من نزغ الشيطان، بأن هيَّج غضبي، حتى ضربت هذا فهلك، إن الشيطان عدو لابن آدم، مضل عن سبيل الرشاد، ظاهر العداوة

2- التبَذير

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾

الإسراء 27

فُيحبب الشيطان للانسان حب التَزُين من الَثِياب والدار والأثِاثِ حتي يحب الإنسان ذلك فَيسخرفَيها طَول عمره .

3- نسيان ذكر الله

قَال الله تعالى:

﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ﴾

المجادلة 19

غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته .

4- الأثِام وَالْمنكَرِ

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾

النور 21

يا أيها الذين آمنوا لا تسلكوا طرق الشيطان، ومَن يسلك طرق الشيطان فإنه يأمره بقبيح الأفعال ومنكراتها .

قَال الله تعالى:

﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ .  تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾

الشعراء 221-222

هل أخبركم- أيها الناس- على مَن تنـزَّل الشياطين؟ تتنزل على كل كذَّاب كثير الآثام

5- التعصب للمَذِّاهب والأهواء

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ ﴾

الإسراء 53

إن الشيطان يلقى  بينهم العداوة والفساد والخصام .

قَال الله تعالى:

﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام 43

وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يأتون من الشرك.

6- البخل و الخوْفَ من الْفَقْرَ

قَال الله تعالى:

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾

البقرة 268

الشيطان يغريكم بعدم الإنفاق والتصدق ويدعوالي كنز الأموال خوفا من الفقر، والظَّن بِربِكم ظَّن السوء .

7- التفكير في

ذِّات اللَّهِ

قَال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾

الحج 3

أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك في أصل الدين نظراً لأن ذلك كثيراً ما يسوق الإنسان إلى الافتراء على الله وإلى أنواع من الانحراف العقائدي .

8 – الخمر والميسر

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾

المائدة 91

إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء، بسبب شرب الخمر ولعب الميسر، ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر، والاشتغال باللهو في لعب الميسر، فانتهوا عن ذلك.

9- الحسد

إذاغطي الحسدعلي نورالبصيرة فان الشيطان يدفعه إلى الغيظَّ ثم الحقد ثم الشَرّ

قَال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾

الفلق 5

7- مصير من يتبع الشيطان

يلاحظ في القرآن الكريم أن الله تعالى كرر النهي عن اتباع خطوات الشيطان ، وذلك لأن الشيطان يريد دفع الناس إلى الأتي

1- الضلال

قَال الله تعالى:

﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء 60

يريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق، بعدًا شديدًا.

قَال الله تعالى:

﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ﴾

الحج 4

قضى الله وقدَّر على هذا الشيطان أنه يُضِل كل من اتبعه، ولا يهديه إلى الحق، بل يسوقه إلى عذاب جهنم الموقدة جزاء اتباعه إياه.

2- الخسران في الدنيا والأخرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾

النساء119

ومن يستجب للشيطان ويتخذه ناصرًا له من دون الله القوي العزيز، فقد هلك هلاكًا بيِّنًا.

قَال الله تعالى:

﴿ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾

لقمان 21

ولو كان الشيطان يدعوهم؛ بتزيينه لهم سوء أعمالهم، وكفرهم بالله إلى عذاب النار المستعرة؟

3- قسوة القلب

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام 43

وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصي فَاصرُّوا عليها و لم تلن للإيمان .

8- وسائل الشيطان

 للتَأَثِير علي الإنسان

وقد بسط الله سبحانه القول في الشيطان في آيات كثيرة، وأوضح طرائق إضلاله وإغوائه في بيان جلي أقام به الحجة على الخلق، وأزال به كل عذر لمعتذر. ومن تلك الطرائق الأتي

1- الوسوسة

قَال الله تعالى:

﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾

الأعراف 20

﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾

الأنفال 48

واذكروا حين حسَّن الشيطان للمشركين ما جاؤوا له وما همُّوا به،

قَال الله تعالى:

﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ﴾

العنكبوت 38

الوسوسة هي إِغواء الشيطان00 وهي إِغراء بإِرتكاب الشر بعد أن يزَيَّنَة للإنسان00 وأن يدبرلَهُ ما يفعلَهُ لتنفيذ المعصية .

2- المس

قَال الله تعالى:

﴿ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ﴾

الأعراف 201

﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾

البقرة 275

إن الشيطان قد مس التكوين الإنساني00مما أفسد إستقامة ملكاتة 00مما يسمي بِالأمراض النفسية .

3- النزغ

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

فصلت 36

النزغ من الشيطان هو أن يدخَل خَاَطَرا مهيجا إلَي نفسك فيثِيرفيها الغضَب ويجعَلكِ الغضَب تَتَصرف تَصرفا احمق00َّلايتَفق معِ العِقل أوالدين .

4- التزيين

وقد توعد إبليس بإغواء بني آدم من خلال التزيين .

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

الحجر: ٣٩

والتزيين الذي يعمد إليه الشيطان لإغواء البشر نوعان:

أ- تزيين القبيح

قَال الله تعالى:

﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام : 43

وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصي، فأصرُّوا عليها.

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ  فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾

المائدة: ٩٠-٩١

ب – تقبيح الحسن

قَال الله تعالى:

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا   وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة: ٢٦٨

فالشيطان يخوف الرجل أولًا بالفقر، ثم يتوصل بهذا التخويف إلى أن يأمره بالفحشاء، وهي البخل، وذلك لأن البخيل على صفة مذمومة عند كل أحد، فلا يستطيع الشيطان أن يحسِن له البخل إلا بتلك المقدمة، وهي التخويف من الفقر

5- الإنساء

النسيان المذموم يكون من الشيطان بالتسويف والتأجيل، وإلهاء العبد، وإشغاله عن الطاعة والعبادة.

قال الله تعالى:

﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ﴾

المجادلة: ١٩

وعلامة استحواذ الشيطان على العبد أن يشغله بعمارة ظاهره من المآكل والمشارب والملابس، ويشغل قلبه عن التفكر في آلاء الله ونعمائه والقيام بشكرها، ويشغل لسانه عن ذكر ربه بالكذب والغيبة والبهتان، ويشغل لبه عن التفكر والمراقبة بتدبير الدنيا وجمعها .

6 – التغرير بالأماني

إن من مكائد الشيطان التي يستخدمها لإغواء المؤمن التغرير بطول الأمل، والحياة الدنيا، وتحسين الحرص عليها.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا . يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾

النساء:١١٩-١٢٠

يعد الشيطان أتباعه بالوعود الكاذبة، ويغريهم بالأماني الباطلة الخادعة، وذلك بإلقاء الأماني الباطلة في القلب، بطول البقاء في الدنيا ونعيمها ليؤثروها على الآخرة، أو بإدراك الجنة بالمعاصي، أو بتسويف التوبة وتأخيرها.

وقد وقع كثير من الناس في هذه الخطوة الشيطانية، فأحبوا الدنيا وعملوا لها، وتركوا في المقابل العمل لآخرتهم، وقد بين الحق سبحانه أن هذا التسويف والإملاء هو من فعل الشيطان.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴾

محمد: ٢٥

9- وسائل الحفظ من الشيطان

إن الشيطان للإنسان عدو مبين، وقد بيَن لنا المولى عز وجل عداوته في العديد من الآيات القرآنية.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾

فاطر: ٦

لذلك وجب على الإنسان أن يجد ويجتهد في محاربته، والتصدي لأسلحته، ومقاومتها، وذلك من خلال عدة أمور بينها لنا القرآن الكريم، وهي:

1- الإخلاص

أخبر الشيطان بنجاة المخلصين منه.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾

الحجر:39-40

قال إبليس: ربِّ بسبب ما أغويتني وأضللتني لأحسِّنَنَّ لذرية آدم معاصيك في الأرض، ولأضلنهم أجمعين عن طريق الهدى، إلا عبادك الذين هديتهم فأخلصوا لك العبادة وحدك دون سائر خلقك.

2- حسن العبودية لله

قال الله تعالى:

﴿  قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

الحجر : 42

قال الله: هذا طريق مستقيم معتدل موصل إليَّ وإلى دار كرامتي. إن عبادي الذين أخلصوا لي لا أجعل لك سلطانًا على قلوبهم تضلُّهم به عن الصراط المستقيم، لكن سلطانك على مَنِ اتبعك مِنَ الضالين المشركين الذين رضوا بولايتك وطاعتك بدلا من طاعتي.

3- تذكر عقاب الله وثوابه

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾

الأعراف: ٢٠١

إن الذين اتقوا الله مِن خلقه، فخافوا عقابه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه، إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكَّروا ما أوجب الله عليهم من طاعته، والتوبة إليه، فإذا هم منتهون عن معصية الله على بصيرة، آخذون بأمر الله، عاصون للشيطان.

4- اللجوء إلى الله

بالاستعاذة والدعاء

من أهم الوسائل للوقاية من الشيطان ووسوسته اللجوء إلى الله عز وجل بالاستعاذة والدعاء بأن يحصنه من هذا الخطر العظيم.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

فصلت: ٣٦

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

الأعراف: ٢٠٠

وإما يصيبنَّك -أيها النبي- من الشيطان غضب أو تُحِس منه بوسوسة وتثبيط عن الخير أو حث على الشرِّ، فالجأ إلى الله مستعيذًا به، إنه سميع لكل قول، عليم بكل فعل.

ومن خلال تتبع الآيات نجد أن الاستعاذة مشروعة في عدة مواطن منها:

أ- عند تلاوة القرآن الكريم.

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾

النحل: ٩٨

والاستعاذة قبل القراءة لنفي وساوس الشيطان عند القراءة.

ب – عند الغضب

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

الأعراف: ٢٠٠

ت – الاستعاذة عند تكاثر الوساوس على العبد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾

الأعراف: ٢٠١

ث – عند ولادة المولود

على لسان مريم بنت عمران رضي الله عنها

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾

آل عمران: ٣٦

5-  المداومة علي ذكر الله تعالى

والمبادرة إلى التوبة

فإذا أحس الإنسان في نفسه غفلة عن ذكر الله، فالشيطان يوسوس لابن آدم، فإذا ذكر الله عز وجل خنس وابتعد عنه. المبادرة إلى التوبة، فإذا وقع الإنسان في معصية أو ذنب تاب واستغفر، فهذا يغيظ الشيطان ويهدم عمله.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

آل عمران: ١٣٥

6- مجاهدة النفس

فإذا جاهد الإنسان نفسه، واستعان بالله على شيطانه، نصره الله عز وجل على شيطانه، وحماه من وساوسه.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

العنكبوت: ٦٩

7- عدم مخالطة رفقاء السوء

، ومجالس المعصية.

فمن الوسائل التي يلجأ إليها الشيطان رفقاء السوء، فهو سلاح ذو أهمية عظيمة، فالرفقاء لهم دور كبير في التأثير على الإنسان ، وهذا ما يصوره لنا الحق سبحانه في مشهد واقعٍ لا محالة، تدور أحداثه يوم المحشر بين عبد بئيس وبين شيطان من شياطين الإنس -إن كان هذا العبد إنسيًا- أو الجن – إن كان هذا العبد جنيًا .

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾

الفرقان: ٢٧-٢٩

8- اتباع هدايات القرآن

لقد أرشدنا القرآن الكريم إلى ما فيه سعادة الإنسان في الدنيا، ونجاته في الآخرة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾

الإسراء: ٩

فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى الطريق الصواب، وهو الإيمان بالله عز وجل وتوحيده

10- عدم اتباع خطوات الشيطان

بعد أن بين لنا الله تعالى العداوة الكائنة بين الشيطان وآدم وذريته، ووضح لنا الوسائل والطرق التي ينتهجها الشيطان في غواية بني آدم وذريته، والانتقام منهم، نهانا بعد ذلك عن اتباع خطوات الشيطان ومكائده التي توقع العباد في حباله.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِۚ ﴾

النور: ٢١

و اتباع الخطوات يكون بالاقتداء، والاقتداء بالشيطان يكون بإرسال النفس على العمل بما يوسوسه لها من الخواطر الشريرة.

ومن خلال تتبع آيات الذكر الحكيم التي تنهى عن اتباع خطوات الشيطان، يمكننا استنباط الخطوات التي من يسلكها يكون قد سلك طريق الشيطان واتبع خطواته:

أ – أكل الحرام

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ  إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

البقرة: ١٦٨

يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض، وهو الطاهر غير النجس، النافع غير الضار، ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم، والبدع والمعاصي. إنه عدو لكم ظاهر العداوة.

ب – البخل والإسراف والرياء في الإنفاق

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾

الإسراء: ٢٧

إن المسرفين والمنفقين أموالهم في معاصي الله هم أشباه الشياطين في الشر والفساد والمعصية، وكان الشيطان كثير الكفران شديدَ الجحود لنعمة ربه.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴾

النساء: ٣٨

وأعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون أموالهم رياءً وسمعةً، ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة. وهذه الأعمال السيئة مما يدعو إليها الشيطان. ومن يكن الشيطان له ملازمًا فبئس الملازم والقرين.

ت – الدعوة إلى الارتداد عن

الدين والكفر بالله

قال الله تعالى:

﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾

الحشر: ١٦

كمثل الشيطان حين زيَّن للإنسان الكفر ودعاه إليه، فلما كفر قال: إني بريء منك، إني أخاف الله رب الخلق أجمعين.

وفي بيان خطوات الشيطان التي يزينها ليصل إلى مبتغاه

قال الله تعالى:

﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾

النمل: ٢٤

إن الذين ارتدُّوا عن الهدى والإيمان، ورجعوا على أعقابهم كفارًا بالله من بعد ما وَضَح لهم الحق، الشيطان زيَّن لهم خطاياهم، ومدَّ لهم في الأمل.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴾

محمد: ٢٥

ث – التحاكم إلى غير شرع الله

قال الله تعالى:

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء: ٦٠

فكل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت ، وكل من تحاكم للطاغوت فقد سار في خطوات الشيطان.

ج – الحديث والجدال في آيات الله من غيرعلم

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾

الحج: ٣

فالمقصود أن هناك صنفًا من الناس يخاصم ويتكلم في دين الله بلا حجة ولا علم .

فكل ما ورد يعدُ من خطوات الشيطان التي حذرنا ونهانا الله عز وجل من اتباعها، وبيَن لنا عاقبة السير وراء خطوات الشيطان في كل ما يوسوس به.

11- موقَف الشيطان

        في

    يوم القيامة

وفي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب وأنه لا لوم عليه وإنما الملامة على من اتبعه فيندم كل من اتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم .

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

إبراهيم 22

Share This