1- مفهوم الشرك

الشرك هو جعل مع الله ندًا أو مثيلًا فيما يخص الله من معتقد، أو عبادة، أو طاعة .

2- كلمة الشرك

      في

القرآن الكريم

وردت كلمة الشرك وصيغها في القرآن الكريم (١٦3) مرة، والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد ١٨ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ ﴾

الأعراف:١٧٣

– الفعل المضارع

ورد ٥٢ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾

الحج:٢٦

– المصدر

ورد ٥ مرات

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  ﴾

لقمان:١٣

– الصفة المشبهة

ورد  ٣مرات

قَال الله تعالى:

﴿ لَا شَرِيكَ لَهُ  وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾

الأنعام:١٦٣

– اسم

ورد ٣٦ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ﴾

الأنعام:١٠٠

– اسم فاعل

ورد ٤٩ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾

التوبة:٢٨

وجاء الشرك في الاستعمال القرآني على ثلاثة أوجه:

1- الإشراك بالله

وهو أن يعدل به غيره

قَال الله تعالى:

﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾

النساء: ٣٦

أي: لا تعدلوا به شيئًا سواه.

2- الشرك في الطاعة من غير عبادة

قَال الله تعالى:

﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

الأعراف: ١٩٠

أي: جعلا إبليس شريكًا مع الله سبحانه.

3- الرياء

قَال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾

الكهف:١١٠

يعني : ولا يرائي.

3- أنواع الشرك

الشرك ضد التوحيد، وقد قسّم إلى نوعين ، هما

أ- الشرك الأكبر

وهو صرف العبادة كليًا لغير الله ، أو اعتقاد صفات الأولوهية والربوبية بشيء غير الله. وهذا النوع مخرج عن ملة الإسلام، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك ولم يتب ، وهو على أنواع :

1- شرك في الربوبية

هو اعتقاد أن ثمة متصرف في الكون بالخلق والتدبير مع الله سبحانه  ، فقد ادعى شريكاً مع الله تعالى في ربوبيته .

قال الله تعالى :

( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

الأعراف : 54

ألا له سبحانه وتعالى الخلق كله وله الأمر كله، تعالى الله وتعاظم وتنزَّه عن كل نقص، رب الخلق أجمعين.

قال الله تعالى :

( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )

الأنعام : 164

قل – أيها الرسول – أغير الله أطلب ربا، وهو خالق كل شيء ومالكه ومدبره؟

2- شرك في الألوهية

وهو صرف العبادة أو نوع من أنواعها لغير الله ، ، بدعوى أنها تقرِّب من الله ، فكل هذا من صور الشرك في الألوهية ، والله لم يجعل بينه وبين عباده في عبادته واسطة من خلقه ، بل الواجب على العباد أن يتقربوا إليه وحده من غير واسطة فهو المستحق لجميع أنواع العبادة ، من الخوف والرجاء والحب والصلاة والزكاة وغيرها من العبادات القلبية والبدنية ، قال الله تعالى :

( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ  وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )

الأنعام : 162-163

3- شرك في الأسماء والصفات

وهو اعتقاد أن ثمة مخلوق متصف بصفات الله عز وجل كاتصاف الله بها ، كمن يعتقد أن بشراً يعلم من الغيب مثل علم الله عز وجلَّ ،

قال الله تعالى :

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴾

الجن :26

أو أن أحدا من الخلق أوتي من القدرة بحيث لا يستعصي عليه شيء ، فكل هذا من الشرك بالله ، وكل من يدعي ذلك فهو كاذب دجَّال .

قال الله تعالى :

﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾

المائدة : 17

ب – الشرك الأصغر

الشرك الأصغر في القلب، وهذا النوع غير مخرج من الملة، وإن كان محبطًا لثواب العمل المراءى فيه. وهنالك العديد من الأمثلة التي تبين هذا النوع والتي لها علاقة بصدق النية اتجاه الخالق، مثل:

1- الرياء

وهو أن يفعل الإنسان الأعمال الحسنة أو أن يقول القول الحسن من أجل الناس وليس من أجل الثواب من الله تعالى، كأن يتصدق المسلم على الفقراء من أجل أن يقول الناس عنه بأنه كريم معطاء لا من أجل أن يرضي الله تعالى وينال ثوابه، والرياء حرام شرعاً ويعاقب فاعله أشد العقاب، وهو يبطل الأعمال التي يقوم بها الشخص والتي يقصد بها مراءاة الناس .

قال الله تعالى :

﴿ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾

البقرة: 264

2- العبادة من أجل كسب الدنيا

أي بأن يقوم المسلم بأداء كافة العبادات حتى ينال الخير بالدنيا متناسياً أجر وثواب الآخرة، كأن يتصدق من أجل أن يرزقه الله المزيد من الأموال دون أن يذكر الثواب العظيم في الآخرة، وهذا الأمر لن يبطل ما قام به من عبادات وأعمال صالحة، ولكنه سيقلل من شأن تلك الأعمال بالآخرة بحسب نيته.

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾

النساء: 142

3 – الاعتماد على الأسباب و

عدم الاعتماد على الله تعالى

كأن يعتمد برزقه على التجارة وحدها دون ذكر الله والاعتماد عليه والتوكل عليه، أو أن يطلب من غيره بأن يدعوا له بالصلاح والجنة، فيجب على المسلم أن يتكل على الله بكل أمر بشكل أولي ومن ثم يأخذ بالأسباب .

قال الله تعالى :

( وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ )

هود 123

4- التطير

أن التطير سوء ظن بالله تعالى، وتعلق بأسباب موهومة.. بحيث يتشاءم الشخص من أمر معين، كأن يتشاءم من يوم معين، وهذا الأمر محرم شرعاً ويُعتبر شركاً أصغر.

قال الله تعالى :

( أَلا إنَّمَا طَائِرُهُم عِندَ اللَّهِ ولَكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ )

الأعراف:131

ألا إنَّ ما يصيبهم من الجدب والقحط إنما هو بقضاء الله وقدره، وبسبب ذنوبهم وكفرهم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك؛ لانغمارهم في الجهل والضلال.

– التكبر

وهو بأن يستعظم المسلم نفسه وما يقوم به من الأعمال، وينسبها لنفسه دون ذكر الله تعالى وشكره على هذه النعم.

قال الله تعالى :

﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾

النحل 53

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾

فاطر 3

يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم، فلا خالق لكم غير الله يرزقكم من السماء بالمطر، ومن الأرض بالماء والمعادن وغير ذلك. لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فكيف تُصْرَفون عن توحيده وعبادته؟

4- الآثار المترتبة على الشرك

إن التوحيد ما فطر الله عليه الإنسان السوي، وهو الذي يستقيم به الكون وحياة الإنسان، بينما الشرك الذي يقع فيه الإنسان له آثاره الوبيلة في دنياه وآخرته، سواء أكان الواقع فيه فردًا أم جماعة، وفيما يلي تفصيل ذلك.

أولًا: الآثار المترتبة على الشرك في الدنيا:

1- الضلال في الدنيا والآخرة

قال الله تعالى:

﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾

النساء: 116

2- فقد الطمأنينة والأمن

فالمشرك لا يتمتع بالطمأنينة التي يتمتع بها المؤمن

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾

الرعد: ٢٨

فشركه أفقده طمأنينته.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

الأنعام: ٨٢

3- العقوبة العاجلة في الدنيا

فالمشرك قد تعجل له العقوبة في الدنيا .

قال الله تعالى:

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

النحل: ١١٢

4- الاضطراب والتشتت

فالمشرك يضطرب بين المعبودات وتتشتت به الأهواء بينما الموحد يعرف من يعبد، والطريق إليه طريق واحد.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ  ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

الأنعام: ١٥٣

5- القضاء على عزة النفس

فالمشرك يذل لجميع طواغيت الأرض كلها؛ لأنه يعتقد أنه لا معتصم له إلا هم، فيذل ويخضع لمن لا يسمع ولا يرى، ولا يعقل، فيعبد غير الله، ويذل له، وهذا غاية الإهانة، أما العزة الحقيقة هي التي تستمد من الإيمان بالله الواحد.

قال الله تعالى:

﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

المنافقون: ٨

6- الشرك بالله أعظم الظلم

من عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها، وصرفها لغير مستحقها، وذلك ظلم عظيم ، فمن أشرك فقد ظلم نفسه.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾

لقمان: ١٣

بل وافترى إثمًا عظيمًا.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴾

النساء: ٤٨

7- أنَّ الشِّرك انحرافٌ عن الفِطرة السَّليمة

فقد خلق الله الإنس والجن للعبادة.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

الذاريات: ٥٦

ثانيًا: الآثار المترتبة على الشرك في الآخرة

1- خسارة الدنيا والآخرة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾

الحج: ١١

2- خسارة نفسه

قال الله تعالى:

﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾

الزمر: ١٥

3- الله تعالى بريء من المشركين

قال الله تعالى:

﴿ إنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾

التوبة: ٣

4- عدم المغفره

الشرك لا يغفره الله لمن لم يتب منه

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾

النساء: ٤٨

5- إحباط جميع الأعمال

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام: ٨٨

﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾

الفرقان: ٢٣

﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  ﴾

الزمر: ٦٥

6- الحرمان من الجنة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ﴾

المائدة: ٧٢

7- الخلود في النار

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

البينة: ٦

5- مظاهر الشرك بالله

أنَّ الشرك من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأنَّه محبطٌ للأعمال جميعها، لذلك توجَّب ذكر مظاهر الشرك بالله وخاصَّة المظاهر التي ابتُليَ بها أكثر النَّاس، وفيما يلي بعض مظاهر الشرك بالله:

1- التوسّل بقبور الأنبياء والصّالحين

فهناك من يتّخذ هذا الفعل عقيدةً له حيث تراه يشدّ الرّحال إلى قبور من يتوسّم فيهم الصّلاح ممّن وسدهم التراب فيسألهم حاجته، ويطلب منهم تفريج كربته. ويكون ذلك بالذهاب إلى أضرحة الصالحين والأولياء وسؤالهم والاستعانة بهم والذبح عند قبورهم، وقد بيَّن القرآن الكريم صورة ذلك الشرك .

قَال الله تعالى:

( وَيَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرٌّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُل أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي ألأَرضِ سُبحَانَه وَتَعَالى عَمَّا يُشرِكُونَ )

يونس: 18

2- الحلف بغير الله

فلا يجوز للمسلم أن يحلف بغير الله

قَال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

المجادلة  14

ألم تر إلى المنافقين الذين اتخذوا اليهود أصدقاء ووالوهم؟ والمنافقون في الحقيقة ليسوا من المسلمين ولا من اليهود، ويحلفون كذبًا أنهم مسلمون، وأنك رسول الله، وهم يعلمون أنهم كاذبون فيما حلفوا عليه.

3- الاعتقاد بأنّ أحداً من

النّاس يعلم الغيب

وهذا من مَظاهر الشّرك الأكبر التي تُدخل الإنسان في الكفر؛ فالله سبحانه وتعالى له صفاته التي لا ينبغي لأحدٍ من المخلوقات، ومن هذه الصّفات أنّه سُبحانَه علاّم الغيوب المطّلع على سرائر النّاس، والعالم بما كان وما هو كائن وما سوف يكون، ومن مَظاهر هذا الشّرك إتيان العرّافين المُدّعين لعِلم الغيب والإيمان بهم، فإنْ اعتقد الإنسان بذلك اعتقاداً جازماً دخل في الشّرك الأكبر.

قَال الله تعالى:

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴾

الجن:  26

﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾

الأنعام : 59

4- تحليل ما حرم الله أو

تحريم ما أحل الله

قَال الله تعالى:

( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أَربَاباً مِن دُونِ اللَّهِ )

التوبة: 31

اتخذ اليهودُ والنصارى العلماءَ والعُبَّادَ أربابًا يُشَرِّعون لهم الأحكام، فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله .

5- السحر

قَال الله تعالى:

( وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحرَ )

البقرة: 102

وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر، ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر؛ إفسادًا لدينهم.

قَال الله تعالى:

( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )

البقرة: 102

ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه.

قَال الله تعالى:

( قُل أفرأيتم مَا تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِن أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ, هَل هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَو أَرَادَنِي بِرَحمَةٍ, هَل هُنَّ مُمسِكَاتُ رَحمَتِهِ قُل حَسبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ )

الزمر: 38

ولذلك يجب أن لا يلجأ للسحرة لفك السحر الذي عمله ساحر آخر، بل الواجب طلب الشفاء واللجوء إلى الله .

6- الغلو في محبة المخلوقين

فمن أحب إنسانا, أو نظاما, أو غيره حتى أصبح يذل له ويقدم طاعته وحبه على حب الله  تعالى وطاعته، ويقدم أمره ونهيه على أمر الله ونهيه، وقع في هذا النوع من الشرك بدون أن يشعر.

قَال الله تعالى:

 ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبٌّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدٌّ حُبّاً لِلَّهِ )

البقرة: 165

7- الشرك في الدعاء

ويمكن القول بأن شرك الدعاء هو سؤال العبد غير الله؛ من الأنبياء، والأولياء، وغيرهم، فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل؛ ويدخل في ذلك الاستغاثة، والاستعانة، والاستعاذة، بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ من طلب رزق، أو شفاء مريض، أو غير ذلك؛ فقد أشرك مع الله غيره، سواء أكان ذلك الغير نبيا، أو وليا، أو جنيا، أو غير ذلك من المخلوقات.

قَال الله تعالى:

﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

فاطر: ١٣-١٤

8- نسبة النعم لغير الله تعالى

إن من تمام التوحيد نسبة النعم إلى الله عزوجل، فمن نسب النعمة إلى غيره تعالى، فقد كفر ؛ لأنه جعل شريكًا مع الله في الإنعام.

قَال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

الأعراف: ١٩٠

أنعم الله عليهم بالأولاد، وكمل الله النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم، وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم، فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه، وأن لا يعبدوا أولادهم لغير الله، أو يضيفوا النعم لغير الله، فإن ذلك كفران للنعم مناف للتوحيد.

قَال الله تعالى:

﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾

النحل: ٨٣

6- تنزيه الله تعالى

   نفسه عن الشركاء

لقد نزه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز نفسه عن الشركاء، وبين أنه الواحد الأحد، الذي يستحق من عباده الإيمان به، فهو المعبود الحق، الذي يجب أن نتوجه إليه بالعبادة، فلا يستحقها أحد غيره، ويمكن بيان ذلك فيما يأتي:

1- تنزيه الله نفسه عن الأنداد

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

التوبة: ٣١

﴿ أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

الطور: ٤٣

وقد نزه الله تعالى نفسه عن وجود الشريك ،مثل

أ- الجن

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ  ﴾

الأنعام: ١٠٠

وجعل هؤلاء المشركون الجن شركاء لله تعالى في العبادة؛ اعتقادًا منهم أنهم ينفعون أو يضرون، وقد خلقهم الله تعالى وما يعبدون من العدم، فهو المستقل بالخلق وحده، فيجب أن يستقل بالعبادة وحده لا شريك له.

ب – الشمس

قال الله تعالى:

﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾

النمل: 24

وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله،

ج – الملائكة

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾

سبأ: ٤٠-٤١

فهذه الآية تبين أن الملائكة الكرام يتبرؤون يوم القيامة من المشركين، ومن عبادتهم إياهم .

د – الرسل

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ  ﴾

المائدة: ١١6

واذكر إذ قال الله تعالى يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟

2-  تنزيه الله نفسه عن الشفعاء

قال الله تعالى :

﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

يونس: ١٨

ويعبد هؤلاء المشركون من دون الله ما لا يضرهم شيئًا، ولا ينفعهم في الدنيا والآخرة، ويقولون: إنما نعبدهم ليشفعوا لنا عند الله، قل لهم -أيها الرسول-: أتخبرون الله تعالى بشيء لا يعلمه مِن أمر هؤلاء الشفعاء في السموات أو في الأرض؟ فإنه لو كان فيهما شفعاء يشفعون لكم عنده لكان أعلم بهم منكم، فالله تعالى منزَّه عما يفعله هؤلاء المشركون من إشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع.

3-  تنزيه الله نفسه عن البنات والبنين

قال الله تعالى :

﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴾

النحل: ٥٧

ويجعل المشركون لله البنات، فيقولون: الملائكة بنات الله، تنزَّه الله عن قولهم، ويجعلون لأنفسهم ما يحبون من البنين.

قال الله تعالى :

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ  ﴾

التوبة: ٣٠

﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾

البقرة: ١١٦

وقالت اليهود والنصارى والمشركون: اتخذ الله لنفسه ولدًا، تنزَّه الله -سبحانه- عن هذا القول الباطل، بل كل مَن في السموات والأرض ملكه وعبيده، وهم جميعًا خاضعون له، مسخَّرون تحت تدبيره.

7- أسباب الشرك

للانحراف عن عقيدة التوحيد أسباب كثيرة، تتعلق بتفكير الفرد والجماعة، أو طبيعة التربية التي نشأ عليها الفرد، حتى غدا لهذه التربية نوع من القداسة في نفسه، وفي هذا البحث سنقف على بعض هذه الأسباب التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ، ويمكن بيان ذلك فيما يأتي:

1- طاعة الشيطان

قَال الله تعالى:

﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾

النمل 24

وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله، وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها، فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده، فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.

2- التقليد

ميز الله تعالى الإنسان بالفكر، ليعرف به الخير من الشر في الاعتقاد، والصدق من الكذب ، وأكرمه بالعلم والإرادة، ومنحه نعمة العقل، التي بها يقوى على الاختيار، والتمييز بين ما يضر وينفع، فأبى كثير من الناس إلا تعطيل هذه النعمة، ورفض هذه الكرامة، فحجروا على عقولهم، وأبوا إلا التقليد والتبعية العمياء للمورث من الأقدمين، آباء وقادة.

قَال الله تعالى:

﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾

الأعراف 70

﴿ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾

هود 109

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾

المائدة: ١٠٤

3- اتباع الهوى

فكل من استباح لنفسه كل ما تهواه، سواء كان مباحًا أو غير مباح، فكأنه يعبد هواه، كما يعبد الرجل إلهه، فإن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله تعالى، فمن صرف ذلك لهواه فقد جعل للهوى ما هو من خصائص الله ؟!

قَال الله تعالى:

﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾

الفرقان: ٤٣

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾

الجاثية: ٢٣

﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴾

النجم: ٢٣

فجعل هوى نفسه مطاعًا، حتى غدا هواه إلهًا يعبد دون الله، ويشتهى فيطاع.

4- تعظيم المخلوقين

دأب كثير من الناس على احترام وحب أصحاب المكانة من الناس، من مسؤولين، ورؤساء قبائل وعشائر، وحكام، وقادة وخلافه، حتى غدا حبهم يملأ القلوب، وليس العيب هنا، ولكن بالغت فئة في هذا الحب، حتى غدا شكلًا من أشكال التبعية العمياء، التي قادت إلى نوع من التقديس والصد عن سبيل الإيمان.

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾

الأحزاب: ٦٧

5- إهمال العقل وعدم

التفكير في آيات الله

إن الله تعالى جعل لكل عضو من أعضاء الإنسان وظيفة، لأجلها خلق، فإن عجز عن أداء دوره، كان سقيمًا مريضًا، والعقل إنما خلق للتفكر والتدبر، وقيادة البدن نحو معرفة الله، وإلزام الجوارح هديه، فإن ضل العقل عن معرفة ربه، كان سقيمًا وقاد صاحبه نحو الضلال والغواية. لذلك فإننا نرى أن الكثير من الآيات الكريمة التي تعدد آيات الله ونعمه في هذا الكون، غالبًا ما يعقبها الآيات التي تدعو الناس إلى عقيدة التوحيد ، وتندد بالمشركين.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

البقرة: ١٦٤

Share This