1- مفهوم السمع

السمع هوالحاسة التي وهبها الله للإنسان؛ ليتمكن بها من إدراك الكلام والأصوات.

2- أهمية السمع

إن السمع أهم وسيلة من وسائل التعلم والإدراك

قال الله تعالى:

﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

النحل: 78

والله سبحانه وتعالى أخرجكم مِن بطون أمهاتكم بعد مدة الحمل، لا تدركون شيئًا مما حولكم، وجعل لكم وسائل الإدراك من السمع والبصر والقلوب؛ لعلكم تشكرون لله تعالى على تلك النعم، وتفردونه عز وجل بالعبادة.

3- كلمة السمع

       في

 القرآن الكريم

وردت كلمة (سمع) وصيغها في القرآن الكريم (١٨٥) مرة . والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد ٣٤ مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴾

الملك:٧

– الفعل المضارع

ورد ٦١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ﴾

الزخرف:٨٠

– الفعل الأمر

ورد ١٣ مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾

يس:٢٥

– المصدر

ورد ٢٢ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾

السجدة:٩

– اسم الفاعل

ورد   ٣ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾

فاطر:٢٢

– اسم المفعول

ورد  مرة  واحدة

قال الله تعالى:

﴿ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ﴾

النساء:٤٦

-الصفة المشبهة

وردت  ٤٧مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾

الشورى:١١

– صيغة المبالغة

وردت  ٤مرات

قال الله تعالى:

﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾

المائدة:٤٢

وجاء السمع في القرآن على ثلاثة أوجه:

1- سمع الصوت

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾

الفرقان: ١٢

2- سمع القلب وفهمه

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ﴾

الكهف: ١٠١

يعني: لا يستطيعون سمعًا بقلوبهم وفهمًا للحق.

3- الإجابة والقبول

قال الله تعالى:

﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾

آل عمران: ٣٨

يعني: مجيب الدعاء.

4 – الأمر بالسماع

قال الله تعالى:

 ﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ ﴾

المائدة 108

﴿ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا  ﴾

التغابن 16.

سماع يترتب عليه إدراك وفهم وقبول وإجابة لنداء الله

عن الجن لما سمعوا كلام الله

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾

سورة الجن 1-2.

أدركوا معنى ذلك القول فاتصل بسمعهم لكلام الله إيمان وإجابة، ويترتب على السمع كذلك الفهم لكلام الله سبحانه، هذا الفهم الذي حُرِمَه كثير من العصاة و الكفار، فشبههم الله  بالموتى

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء ﴾

الروم 52.

وهذا هو سماع الفهم

وأما سماع القبول والإجابة فإنه يتمثل في

قال الله تعالى:

﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾

البقرة 285.

فترتب على السماع طاعة الله ،

5- دلالة أفعال السمع

         في

   القرآن الكريم

فرّق القرآن الكريم بين كل ما تقوم به حاسة السمع بطريقة بليغة ودقيقة ومناسبة للموقف .

– السمع

يكون بقصد ومن دون قصد

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾

القصص: 55

– الاستماع

سماع الكلام بقصد، والإقبال عليه؛ للاستفادة منه

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ﴾

الأحقاف: 29

– الإصغاء

حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر

قال اللَّهِ تعالى:

 ﴿ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾

التحريم: 4

– الإنصات

هو ترك الأشغال والسكوت والتفرغ للاستماع

قال اللَّهِ تعالى:

 ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأعراف: 204

– الصمم

انعدام سماع الحق والخير والهدى على سبيل الاتباع والانتفاع.

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴾

يونس 42

– الوقر

ثقل عن فهم ما يتلى عليهم من القرآن، فهمًا ينفعهم.

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ﴾

لقمان 7

6 – اقتران السمع والبصر

قرن الله عز وجل في القرآن ذكر السمع مع البصر، وقد قدم القرآن ذكر السمع على البصر في أكثر الآيات، مما يدل على الأهمية الكبرى للعمل الذي يقوم به السمع في حياة الإنسان تعلّمًا وتعليمًا.

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

النحل:٧٨

﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾

السجدة:٩

﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء:٣٦

﴿ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴾

يونس:٣١

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾

المؤمنون:٧٨

وغيرها من مواضع.

ولتقديم السمع على البصر حِكَمًا عديدة، منها:

1- فضل السمع على البصر إذ تعتبر حاسة السمع أهم للإنسان من حاسة البصر؛ لأن الفرد الأعمى يعتبر معزولًا عن عالم الأشياء، أما الأصم فإنه يعتبر معزولًا عن عالم البشر.

– تأكيد الدور الذي تقوم به الأذن؛ إذ إن الاحساسات الصوتية التي يسمعها الإنسان بأذنيه تصل مستوى الوعي أحسن من تلك التي تصله عن غير طريقهما كالبصر مثلًا، والذاكرة السمعية أرسخ من الذاكرة البصرية، وما أجمل الوصف القرآني للدور الإيجابي الذي تقوم به الأذن في وعي المؤمن

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾

الحاقة:١٢

7- درجات السماع

    فى

 القرآن الكريم

يتضمن السمع ثلاث درجات فى القرآن الكريم ، وهي

1- سماع دون فهم

الإحساس بالصوت دون فهم وذلك مثل الطفل الوليد الذي لا يفقه معنى الكلام وهو يحس بالصوت لكنه لا يفقه معناه .

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴾

مريم 29

فأشارت مريم إلى مولودها عيسى ليسألوه ويكلموه، فقالوا منكرين عليها: كيف نكلم مَن لا يزال في مهده طفلا رضيعًا؟

قال الله تعالى:

﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء ﴾

البقرة: 171

وصفة الذين كفروا وداعيهم إلى الهدى والإيمان كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها، وهي لا تفهم معاني كلامه، وإنما تسمع النداء ودَوِيَّ الصوت فقط.

2- سماع الفهم والإدراك

الإحساس بالصوت مع الفهم والإدراك

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

البقرة: 75

وقد كان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة، ثم يحرفونه بِصَرْفِه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته، أو بتحريف ألفاظه، وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا.

3- سماع القبول والإجابة

هي الإحساس بالصوت مع الفهم بالإضافة إلى الاقتناع والإيمان والطاعة وهي أعلى درجات السمع التي تُمنح للمؤمنين

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾

البقرة:285

﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾

الجن 1-2

8- السمع في حق الله تعالى

من صفات الله تعالى وأسمائه السميع

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

الشورى: 11

وقد جاء ذكر سمع الله تعالى مقترنًا بأمور هي:

1- العلم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة: 181

2- البصر

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾

الحج 61

3- القرب

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾

سبأ :٥٠

ولعل اقتران صفة السمع بصفات البصر والعلم والقرب للدلالة على حضور هذه الصفة في كل آن وفي كل مكان، فكما أن الله تعالى يرى ويعلم كل شيء، وهو قريب من كل شيء، فهو كذلك يسمع كل شيء، سبحانه ما أعظم شأنه وما أجل سلطانه.

إن السمع الذي اتصف به الله تعالى ينقسم إلى قسمين:

أ- سمع الإدراك

معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، و يُراد به ما يأتي

1- الإحاطة والشمول

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾

2- التهديد

قال الله تعالى:

﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾

آل عمران:181

3- التأييد

لموسى وهارون

قال الله تعالى:

﴿  قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴾

طه 46

فالمراد بالسمع هنا التأييد يعني: أسمعك وأؤيدك ، يعني أسمع ما تقولان وما يُقال لكما.

ب – سمع الإجابة

ورد الدعـــاء باسم الله تعالى السميـــع في أكثر من موضع من الكتـــاب و معناه أن الله يستجيب لمن دعاه ، منها:

-عن دعـــاء إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾

إبراهيم:39

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

البقرة:127

– عن امرأة عمران

قال الله تعالى:

﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

آل عمران:35

– عن دعاء زكريا عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾

آل عمران:38

9- مسؤولية السمع

إن الله تعالى وهبنا نعمًا كثيرة لا تحصى، ومنها نعمة السمع التي تستحق منا شكره عليها، ولكن قليلًا من الناس من يشكر الله على هذه النعم.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾

المؤمنون:٧٨

وقد حملنا الله مسؤولية تجاه هذه النعمة التي سيسألنا عنها

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء:٣٦

لذا فمسؤوليتنا تجاه السمع تكون بأن نستخدمه في الأمور النافعة لنا في دنيانا وأخرانا، وأن نصونه عما يضرنا في دنيانا وأخرانا.

قال الله تعالى:

( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

فصلت:19-20

وعلى لسان أهل النار, وهم بين طبقاتها يعذبون

قال الله تعالى:

( لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)

الملك:10

فليفقه المسلم هذه المعاني, وليبادر إلى استثمار حواسه في معرفة الله والقرب منه, حتى لا تتحول النعمة في حقه إلى نقمة, وتنقلب أعضاؤه يوم القيامة ضده, فتشهد عليه وتفضحه بين الخلائق .

10-  استخدام السمع

         في

   القرآن الكريم

استخدام السمع في القرآن الكريم في الأمورالأتية

أولًا: استخدام السمع في الأمور النافعة

1- الاستماع للقرآن الكريم

حث المؤمنين على الاستماع للقرآن الكريم وطاعة أوامر الله .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأعراف:٢٠٤

مدح الله تعالى الذين استمعوا للقرآن

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

الزمر:١٨

وأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ﴾

المائدة:٨٣

وبالمقابل ذم الله تعالى الذين لا يستمعون للقرآن

قال الله تعالى:

﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

الجاثية :٧-٨

ومن سمات المؤمنين أنهم بمجرد سماع أوامر الله تعالى فإنهم يطيعون.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

النور:٥١

خلافًا للكافرين

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ﴾ 

البقرة:٩٣

2- الاستماع إلى آيات الله الكونية

أما المجال الرئيس الآخر لاستخدام السمع بعد الاستماع لكتاب الله المسطور، والأمر بالعمل به واتباعه، والخشوع له عند سماعه، فهو توجيهه نحو الاستماع إلى آيات كتاب الله المنظور في الكون؛ لتدبرها، وأخذ العبرة منها.

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾

يونس: ٦٧

المراد من الأية أن الذين يسمعون هذه الحجج، ويتفكرون فيها ؛ فيعتبرون بها ويتعظون، وذلك لإدراك عظمة الخالق سبحانه، والإذعان لقدرته وسلطانه .

3- الاستماع إلى قصص الماضين للاعتبار

إن الله تعالى قص علينا في كتابه العزيز كثيرًا من القصص؛ لأخذ العبرة منها والاتعاظ بكل ما فيها ؛ بعد سماع ما حل بهذه الأقوام من عقوبة إلهية؛ ولهذا استخدم السمع؛ للاعتبار بالأحداث في معرض الكلام عن الأمم السابقة

قال الله تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ﴾

السجدة: ٢٦

إن الله عز وجل قص علينا في كتابه العزيز أحسن القصص، وذكر كثيرًا من القصص؛ لأخذ العبرة منها

قال الله تعالى:

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾

يوسف: ١١١

فذكر الله لنا سننه في نصرة أنبيائه وعباده الصالحين، وتوفيقه لهم ، وكذلك قص القرآن علينا قصص الأقوام التي عاقبها الله تعالى، بعد أن عصوا وعتوا عن كل ذكر؛ لنعتبر ونستقيم على شرعه.

وهكذا نرى كيف اهتم الإسلام بحاسة السمع التي هي آلة مهمة في معرفة الحقائق في كل من الكتابين كتاب الله المسطور (القرآن) ، وكتاب الله المنظور (الكون ) .

ثانيًا: صيانة استخدام السمع في الأمور الضارة

1- صيانة السمع عن الغيبة

جعل الله عرض المسلم محرمًا على غيره من المسلمين، فلا يجوز قدح المؤمنين وذمهم وخصوصًا عند غيابهم.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾

الحجرات:١٢

فمن سمع الغيبة يشترك مع المغتاب في أكل لحم أخيه ميتًا.

– صيانة السمع عن الأخبار الكاذبة

ومن باب الحفاظ على عرض المسلم أن لا يتكلم المرء بكل ما ينقل له عن المسلمين، بل عليه أن يتأكد ويتحرى قبل أن ينقل أي كلام .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾

النور:١٦

معاتبًا الذين سمعوا حادثة الإفك وأشاعوها .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾

الحجرات :٦

وكذلك فإن المسلم عليه أن يتحرى كل ما ينقل إليه من الناس الفاسقين.

2- صيانة السمع عن الاستماع للخائضين في ذم الدين الإسلامي

نهى الله تعالى المؤمنين أن يجلسوا في مجلس فيه كفر بالله وآياته، أو فيه استهزاء بأي شيء متعلق بالإسلام،

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾

النساء:١٤٠

فالمسلم يصون سمعه عن مجالسة المفسدين في الأرض الذين يذمون الإسلام والمسلمين

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾

لقمان :٦

فيصد الناس عن دين الله وطاعته، وما يقرّب إليه من قراءة قرآن وذكر الله، وذلك بكل حديث ملهيا عن سبيل الله

11- السمع في الآخرة

ذكر القرآن أن السمع في الآخرة هو من وسائل التنعيم والتكريم للمؤمنين وأن الحرمان منه من أنواع العذاب المعدة للكافرين.

– للمؤمنين

فلما كان المؤمن هو المستفيد بسمعه في الدنيا وهبه الله أفضل السماع بالآخرة

قال الله تعالى:

﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً. إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً ﴾

الواقعة: 25-26

– للكافرين

ولما عطّل الكافرُ سَمَعَه بالدنيا حرمه الله السمع في الآخرة

قال الله تعالى:

﴿ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ﴾

الأنبياء: 100

12- السمع والصم

        في

ضوء القرآن الكريم

فإذا وقف الإنسان بسمعه عند الأشياء المادية, ولم يتجاوزها إلى المعقولات والمدركات فهو في نظر القرآن أصم, وإن تمتع بسمع يدرك أدق الأصوات وأخفتها.

– في شأن المنافقين

قال الله تعالى :

 (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ )

البقرة :18

– في حق الكفار

قال الله تعالى :

(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )

البقرة :171

– لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قال الله تعالى :

 ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ )

النمل :80

والصمم هنا ينصب على من أغلقوا آذانهم عن سماع الحق,

13- أساليب ذكر السمع

       في

  القرآن الكريم

تنّوعت أساليب القرآن الكريم في الحديث عن السمع، وسوف نتناول ذلك بالبيان فيما يأتي:

1- أسلوب المدح

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

الزمر: ١٨

فقد مدح الله تعالى أصحاب العقول ، الذين يستمعون القول، ويفهمون ما سمعوه، ويستثمرون فهمهم في العمل الصالح، ويتبعون أرشده وأهداه .

– الإجابة لحكم الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

النور: ٥١

– التأثر والخشوع عند سماع القرآن الكريم

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ﴾

المائدة: ٨٣

2- أسلوب الذم

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ  أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾

الأعراف: ١٧٩

ذم القرآن أولئك الذين لا يعملون بما سمعوه من حق، وجعلهم كالصم ، بل في درجة أدنى من الحيوان .

3- أسلوب الأمر

عن بني إسرائيل

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ﴾

البقرة: ٩٣

ففي هذه الآية أمر الله تعالى بني إسرائيل بالأخذ بما نزل في كتابهم بثبات وعزم وفاعلية، ثم أمرهم بالسمع الذي يفيد الطاعة المباشرة .

– عن المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

التغابن: ١٦

– عن الاستماع والإنصات إلى آيات الله عند ما تتلى

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأعراف: ٢٠٤

– عن الاستماع لمثل بما يضربه الله تعالى في القرآن

قال الله تعالى:

﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ  ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾

الحـج: ٧٣

4- أسلوب النهي

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾

الأنفال: ٢١

فجاء النهي عن أن يكون المؤمن مثل أولئك الذين أنعم الله عليهم بنعمة السمع، بيد أنهم عطلوها؛ بعدم اتباعهم للحق؛ فكأنهم لا سمع لهم أصلًا؛

5- أسلوب التوكيد

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء: ٣٦

أكد كلامه عن وسائل المعرفة الإنسانية السمع والبصر والفؤاد بـ(إن)، و(كل)، والجملة الاسمية؛ وذلك لتمكين المعنى في نفوس المخاطبين، وهو أن وسائل المعرفة والإدراك العظيمة هذه سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة.

6- أسلوب الاستفهام الإنكاري

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾

القصص: ٧١

فهنا أنكر على المشركين عدم استثمارهم لنعمة السمع في إدراك الحقائق الكونية والتفكر فيها، ومعرفة السنن الإلهية؛ كي يتعظوا بها .

7- أسلوب القصر بـ(إنما﴾

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾

الأنعام: ٣٦

فهنا استخدم أسلوب القصر بإنما؛ لحصر الاستجابة لأوامر الله تعالى في الذين يستفيدون من نعمة السمع حق الاستفادة، ويوظفونها في معرفة المعبود جل جلاله وعبادته كما شرع، أما الكفار الذين حرص النبي على هداهم؛ فلا وسيلة كي يستجيبوا ويؤمنوا به؛ لأنهم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون .

8- أسلوب النفي

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ  أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾

الأعراف: ١٧٩

نفى الحق سبحانه وتعالى عن أن يكون للكافرين سمع يرشدهم لمعرفة الحق، واتباعه، وجاءت صيغة الفعل بالمضارع للدلالة على تجدد هذا الأمر، وحدوثه عند هذا الصنف من الناس الذين ستروا نعمة الله بالكفر.

Share This