1- مفهوم السّعة

تطلق السعة على الكثرة في الشيء فيقال : لكثير العلم واسع العلم .

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة268

و السعة كلمة تدلّ على خلاف الضيق والعسر، و تقال في الأمكنة، وفي الحال، وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك ، ففي

– المكان

قال الله تعالى:

﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ﴾

العنكبوت56

﴿  أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً ﴾

النساء97

﴿ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ﴾

الزمر10

– وفي الحال

قال الله تعالى:

﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾

الطلاق7

﴿ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ﴾

البقرة236

– والوسع من القدرة

قال الله تعالى:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾

البقرة : 286

تنبيها أنه يكلف عبده ما لا ينوء به قدرته

2- السعة

   في

الاستعمال القرآني

وردت كلمة ﴿السعة) وصيغها في القرآن الكريم 32 مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

وردت 6مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا )

الأعراف:٨٩

– المصدر

وردت 11 مرة

قال الله تعالى:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )

البقرة:٢٨٦

– اسم الفاعل

وردت ١٥ مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ )

النجم:٣٢

ووردت السعة في الاستعمال القرآني بمعني ما هو خلاف الضيق والعسر.

3- السّعة في حق الله تعالى

في حق الله تعالى تنقسم السّعة إلى قسمين ،هما

أولا – السّعة في الصفات

الله تعالى واسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها ، فلا حدود لمدلول أسمائه وصفاته،  فهو

أ – واسع العلم

إن علم الله واسع وشامل، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، وهو بكل شيء عليم، والآيات الدالة على سعة علم الله بكل شيء كثيرة في كتاب الله العزيز .

قال الله تعالى:

﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

الأنعام:٨٠

﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

الأعراف:٨٩

﴿ إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

طه:٩٨

﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة:٢٦١

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

الطلاق : 12

ب – واسع الرحمة

فهو الذي وسعت رحمته كل شيء.

قال الله تعالى:

﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

الأعراف156

﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً ﴾

غافر 7

﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ﴾

الأنعام:١٤٧

ت – واسع المغفرة

وهو سبحانه و تعالى واسع المغفرة يغفر الذنوب جميعا.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾

سورة النجم 32

ث –  واسع الفضل

الذي وسع رزقه وعطاؤه جميع خلقه.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾

النحل 18

ج – واسع الحكمه

فهو واسع الحكمه فيما يقضي به بين عباده ، و فيما دبره لهم.

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾

النساء130

إذن فالسعه في حق الله تشمل جميع الصفات والنعوت، فهو الواسع في علمه، وهو الواسع في غناه، وهو الواسع في فضله وإنعامه وجوده، وهو الواسع في قوته وعظمته وجبروته، وهو الواسع في قدرته، الواسع في حكمته، وهو الواسع في مغفرته ورحمته.

ثانيًا- واسع الملك

أثبت القرآن الكريم سعة المكان الدالة على عظمة الله جل وعلا والغنى المطلق له سبحانه من خلال ما يأتي:

١ – سعة كرسي الله تعالى

أثبت الله سبحانه وتعالى سعة كرسيه في أعظم آية من كتابه الكريم.

قال الله تعالى:

﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾

البقرة: ٢٥٥

وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه .

٢ – سعة السموات

يخبر الله تعالى بأنه بنى السماء بأيدٍ، أي: بقوة وقدرة تتناسب مع عظم هذا المخلوق، وأن السماء في اتساع دائم.

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾

الذاريات:٤٧

وفي الآية إشارة إلى امتداد السماء واتساعها، كما يبدو ذلك لأي ناظر ينظر إليها، حيث لا يبلغ الإنسان لها حداً، فحيث كان من عالم الأرض، فإن السماء تظله على امتداد الآفاق حوله .

٣ – سعة الأرض

قال الله تعالى:

﴿ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ﴾

الزمر 10

﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ﴾

العنكبوت 56

﴿ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً ﴾

النساء 97

وفي الآيات إشارة إلى أرض الله الواسعة

4- السّعة نعمة إلهية

إن السعة نعمة من نعم الله تعالى التي ينعم بها على من يشاء من خلقه، ويمنعها على من يشاء من خلقه ، و منها

1- السعة في المال

إن السعة في المال نعمة إلهية يمنحها الله تعالى لمن يشاء، ويمنعها عمن يشاء.

قال الله تعالى   :

﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾

الرعد:٢٦

﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾

الإسراء:٣٠

﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾

سبأ:٣٦

فالله سبحانه وتعالى يبسط لهذا في رزقه، ويضيق ويقتر على هذا في رزقه، وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركها غيره، والبسطة  هي الزيادة في كل شيء، من بسط الشيء بسطاً إذا نشره ووسعه .

قال الله تعالى   :

﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾

الشورى:٢٧

أي: لو وسعه عليهم لبغوا

قال الله تعالى:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾

الإسراء:٢١

أي: كما هم متفاوتون في الدنيا فهذا فقير، وهذا غني موسع عليه، فكذلك هم في الآخرة هذا في الغرفات في أعلى الدرجات، وهذا في الغمرات في أسفل الدركات .

وليس المال بدال على رضا الله عن صاحبه، فإن الله يعطي ويمنع ويضيق ويوسع ويخفض ويرفع، وله الحكمة التامة والحجة البالغة، فقد أوسع الله على قارون بالمال الكثير مع كفره وعصيانه.

قال الله تعالى   :

﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾

القصص:٧٦

و يجب علي من أنعم الله تعالى عليه بسعة في الرزق ، ما يلي

أ- شكر الله

قال الله تعالى   :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ﴾

البقرة 172

واشكروا لله نعمه العظيمة عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم،

ب – عدم الطغيان فيه

قال الله تعالى   :

﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾

طه 81

كلوا من رزقنا الطيب، ولا تعتدوا فيه بأن يظلم بعضكم بعضًا، فينزل بكم غضبي

ج – بذلها لمن هو محتاج إليها

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾

المنافقون 10

﴿ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾

الرعد 22

﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾

البقرة 273

وأنفقوا بعض ما أعطيناكم في طرق الخير، وهو

قال الله تعالى:

﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾

البقرة 215

يسألك أصحابك -أيها النبي- أي شيء ينفقون من أصناف أموالهم تقربًا إلى الله تعالى، وعلى مَن ينفقون؟ قل لهم: أنفقوا أيَّ خير يتيسر لكم من أصناف المال الحلال الطيب، واجعلوا نفقتكم للوالدين، والأقربين من أهلكم وذوي أرحامكم، واليتامى، والفقراء، والمسافر المحتاج الذي بَعُدَ عن أهله وماله. وما تفعلوا من خير فإن الله تعالى به عليم.

قال الله تعالى:

﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾

الطلاق :٧

فلينفق ذو السَعَة مما وسَّع الله عليه من الرزق ، وينفق الفقير ما يقدر عليه ، ولا يُكَلَّف الله تعالى الفقير مثل ما يُكَلَّف الغني .

2- السعة في العلم

جعل الله تعالى السعة في العلم من نعمه على عباده التي يمن بها على من يشاء .

– عن يوسف عليه السلام

قال الله تعالى   :

﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾

يوسف 22

– عن لوط عليه السلام

قال الله تعالى   :

﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾

الأنبياء 74

– عن العبد الصالح

قال الله تعالى   :

﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾

الكهف 65

– عن داوود وسليمان عليهما السلام

قال الله تعالى   :

﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ﴾

النمل 15

– عن موسى عليه السلام

قال الله تعالى   :

﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾

القصص 14

– عن طالوت

قال الله تعالى   :

﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾

البقرة:٢٤٧

والبسطة  هي الزيادة في كل شيء، من بسط الشيء بسطاً إذا نشره ووسعه.

وينتج عن نعمة السعة في العلم ، ما يلي

– العلم بالله

فهم العلماءُ به توحيده تعالى ، وصفاته، وشرعه، وقدرته على كل شيء .

قال الله تعالى   :

﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

آل عمران 18

﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾

العنكبوت 43

– خشيه اللهَ

و الْعُلَمَاءُ هم من يخشى اللهَ ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته .

قال الله تعالى   :

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

فاطر 28

3- السعة في الخلق والقوة

بين الله تعالى في كتابه الكريم أن الزيادة في خلق وقوة المخلوقات من نعمه تعالى التي يمن بها على من يشاء .

– عن الْمَلَائِكَةِ

قال الله تعالى:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

فاطر:١

– عن عاد قوم هود عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

الأعراف:٦٩

أي: زادكم بسطةً في خلق أبدانكم؛ إذ كانوا طوال الأجسام أقوياء الأبدان. و قد نص القرآن على قوتهم وجبروتهم

قال الله تعالى:

﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾

هود:٥٢

﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾

فصلت:١٥

و يجب علي من أنعم الله تعالى عليه بسعة في القوة ، ما يلي

أ- عدم الطغيانَ

قال الله تعالى:

﴿ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴾

طه 24

قد تجاوز قدره وتمرَّد على ربه

ب – عدم الأستكبار

قال الله تعالى:

﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾

فصلت:١٥

استعلَوا في الأرض على العباد بغير حق .

ت – عدم الأعتداء

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾

البقرة 190

4- السعة في الذرية

إن السعة في الذرية من نعمة الله تعالى الواسعة على عباده يهبها لمن يشاء، ويمنع الذرية عمن يشاء .

قال الله تعالى :

﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ . أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا  إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾

الشورى:٤٩-٥٠

والذرية أصلها: الصغار من الأولاد، وإن كان قد يقع على الصغار والكبار معاً في التعارف، ويستعمل للواحد والجمع، وأصله الجمع.

قال الله تعالى:

﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

آل عمران:٣٤

وقد بين الله تعالى أنه بسط ذرية آدم، ومن حمل مع نوح، ومن ذرية إبراهيم وجعل فيها النبوة.

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا  ﴾

مريم:٥٨

ويلاحظ أن من أسباب البسط في الذرية العبادة والشكر حيث علل سبحانه وتعالى بقاء ذرية نوح بكونه عبدًا شكورًا.

قال الله تعالى:

﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾

الإسراء:٣

و يجب علي من أنعم الله تعالى عليه بسعة في الذرية ، أن يعلم ، ما يلي

أ- الأولاد يمكن أن يكونوا سبب للضلال

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴾

نوح 21

الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقابًا في الآخرة

ب – أن الأولاد اختبار من الله لعباده

قال الله تعالى:

﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾

الأنفال 28

واعلموا أن أموالكم التي استخلفكم الله فيها، وأولادكم الذين وهبهم الله لكم اختبار من الله وابتلاء لعباده؛ ليعلم أيشكرونه عليها ويطيعونه فيها، أو ينشغلون بها عنه؟

ت – أن الأولاد لن تدفع مِن عذاب الله شيئًا

قال الله تعالى:

﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾

المجادلة 17

لن تدفع عن المنافقين أموالهم ولا أولادهم مِن عذاب الله شيئًا،

ث – التكاثر بالعدد في الأولاد ليس

إلا مادة للتفاخر في الدنيا

قال الله تعالى:

﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾

الحديد 20

اعلموا – أيها الناس- أنما الحياة الدنيا لعب ولهو، تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وزينة تتزينون بها، وتفاخر بينكم بمتاعها، وتكاثر بالعدد في الأموال والأولاد .

ج – مادة يدخل بها الشيطان

إلي ذرية آدم

قال الله تعالى:

﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾

الإسراء 64

واجعل لنفسك شِرْكة في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام، وشِرْكة في الأولاد بمخالفة أوامر الله حتى يكثر الفساد .

Share This