1- مفهوم السحاب

هوتجمّع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معًا ، تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مُختلفة كما تبدو بأشكالٍ وأحجامٍ وألوانٍ مُتباينة .

وتوجد السحب فى المنطقة بين السماء الدنيا والأرض وهو ما يسمى بالجو

قال الله تعالى:

( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )

البقرة : 164

2- كلٍمة السّحاب

       في

   القرآن الكريم

وردت كلٍمة السحاب وصيغها في القرآن الكريم (٩) مرات . والصيغ التي وردت، هي:

– اسم جمع

ورد 9 مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

البقرة:١٦٤

وجاء السّحاب في الاستعمال القرآني بمعني الغيم المعروف.

قال الله تعالى:

﴿ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

الرعد: ١٢

أي: الغيم.

3- مسميات السحب

         في

    القرآن الكريم

ورد في القرآن كثير من مسميات السحب ، كما ورد تفصيل لهذه المسميات ، وهي على النحو التالي :

1- السحاب الثقال

قال الله تعالى :

( وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ )

الرعد 12

وبقدرته سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم.

2- الكسف

السحب المتفرقة

قال الله تعالى :

( وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ )

الروم 48

ويجعله قطعًا متفرقة، فترى المطر يخرج من بين السحاب

3- المزن

وهي سحب ممطرة .

قال الله تعالى :

﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾

الواقعة 69

أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحْيَوا به، أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض، أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم .

4- الجبال

وهي سحب يرتبط بها سقوط البَرَد ، ويصاحبها حدوث ظاهرة البرق ،

قال الله تعالى :

( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ )

النور 43

ويتدرج التكاثف من السحاب للركام ، ثم الجبال ، وفي الحالتين الأولى والثانية يكون سبباً في نزول المطر ، وفي الحالة الثالثة يكون سبباً في نزول البَرَد

5- الصَّيب

السحب المصحوبة بالصوت الشديد .

قال الله تعالى :

( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ )

البقرة 19

فينزل عليهم من السحاب مطر شديد، تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض، مع قصف الرعد، ولمعان البرق، والصواعق المحرقة .

6- الغمام

شيء يكسو السحاب سوادًا ساعة نزول المطر.

قال الله تعالى :

﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ﴾

البقرة 57

إذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حَرِّ الشمس  .

7- السماء

قال الله تعالى :

 ( وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )

النحل 65

والله أنزل من السحاب مطرًا، فأخرج به النبات من الأرض بعد أن كانت قاحلة يابسة .

8- العارض

الذي يكون محمولًا على السحاب خارجًا عنه

قال الله تعالى :

﴿ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾

الأحقاف 24

قالوا: هذا سحاب ممطر لنا .

9- المعصرات

كل سحاب ملئت بالماء الذي يعتصر فيصبح مطرًا.

قال الله تعالى :

﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾

النبأ 14

وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة .

10- المطر

كل ماء ينزل من السحاب، بقدر الله تعالى، سواء أكان للرحمة أو العذاب.

قال الله تعالى :

﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾

النمل 58

4 – أنواع السحب

السحب في الجوّ نوعان:

1- سحب بساطية

تنمو أفقياً وتمتد كالبساط

قال الله تعالى:

( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )

الروم 48

الله – سبحانه – هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا مثقلا بالماء، فينشره الله في السماء كيف يشاء، ويجعله قطعًا متفرقة، فترى المطر يخرج من بين السحاب، فإذا ساقه الله إلى عباده إذا هم يستبشرون ويفرحون بأن الله صرف ذلك إليهم.

2- سحب ركامية

فتنمو رأسياً وترتفع طبقاتها فوق بعضها حتى تصبح شامخة كالجبال

قال الله تعالى:

 ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )

النور 43

ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب برفق إلى حيث يشاء ، ثم يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة ، ثم يجعله متراكمًا أي بعضه فوق بعض ، فينزل مِن بينه المطر؟ فترى المطر ينزل مِن بينه وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره، يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.

5- السحاب والرياح

وردت كلمة الرياح في القرآن الكريم عشر مرات، وفي كل مواضع ورودها كانت مرتبطةً بالسحاب سواء من خلال بيان لفظتها، أو من خلال إظهار آثارها، وتوضيح ذلك فيما يأتي:

قال الله تعالى:

﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾

الحجر: 22

﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

الجاثية:٥

﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

البقرة:١٦٤

تبيَّن علميًّا أن للرياح عملين ،هما

1- البسط والانتشار

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ عِبَادِهِ ﴾

الروم: 48

الله – سبحانه – هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا مثقلا بالماء، فينشره الله في السماء كيف يشاء.

2- تقل السحاب

وهي المسؤولة عن عملية الرفع للسحب

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾

الأعراف: 57

والله تعالى هو الذي يرسل الرياح الطيبة اللينة مبشرات بالغيث الذي تثيره بإذن الله، فيستبشر الخلق برحمة الله، حتى إذا حملت الريح السحاب المحمل بالمطر ساقه الله بها لإحياء بلد، قد أجدبت أرضه، ويَبِست أشجاره وزرعه، فأنزل الله به المطر، فأخرج به الكلأ والأشجار والزروع، فعادت أشجاره محملة بأنواع الثمرات.

6- طريقة عمل السحب عند الإمطار

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾

النبأ 14

تعمل السحب كمعصرات أى ضاغطات لطبقاتها فهى تعصر أى تصغط على بعضها البعض فينزل منها الماء بطريقة الثج وهى التتابع المستمر لمدد محددة .

7- أوصاف السحاب

      في

  القرآن الكريم

ورد السحاب في في القرآن الكريم بأوصاف عديدة ظاهرة، ومنها:

1- المسخر

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  ﴾

البقرة:١٦٤

والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في ذلك دلائل على وحدانية الله، وجليل نعمه، لقوم يعقلون مواضع الحجج، ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته، واستحقاقه وحده للعبادة.

2- الثقل

قال الله تعالى:

﴿ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

الرعد:١٢

وبقدرته سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم.

٣- التراكم

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾

النور:٤٣

ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا أي مجتمعًا كثيفًا ، فينزل مِن بينه المطر؟

4- السير

السحب وهى تجمعات الثلج فى جو السماء تمر أى تسير بسرعة وببطء على حسب أمر الله لها .

قال الله تعالى:

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

النمل: 88

وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب والهدف من مرور السحب على مناطق مختلفة هو إسقاط المطر على المناطق التى يأمر الله بإنزال المطر فيها

5- الحركة

عندما تحدث حركة بين السحب وبعضها أو داخل السحابة الواحدة ينتج من ذلك البرق وهو نار أى صاعقة وصوت قوى نتيجة التصادم أو نتيجة تساقط الطبقات على بعضها

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

الرعد 12

8- منافع السحاب

إن الآيات القرآنية التي أوردت السحاب قد بيّنت في أكثر من موضع أنّ منه ما هو مثقلٌ بما يحمله من ماء تصرفه الرياح حيث يشاء الله تعالى؛ لمنافع عديدة، منها:

1- الشرب

الماء النازل من السحب هو ماء الشرب أى الماء العذب

قال الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ. لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾

الواقعة: 68 – 70

﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾

الحجر: ٢٢

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا. لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾

الفرقان:٤٨- 49

وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛ لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام والناس.

2- إنبات الثمار

السحاب نتائج نزوله نفع للناس حيث تنبت بالماء النازل منه ثمار النباتات

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾

الأعراف 57

﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا . لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾

النبأ:١٤-١٦

3- التطهير

قال الله تعالى:

﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ﴾

الأنفال:١١

حيث إن هذه الآية تبين بعضًا من مظاهر امتنان الله تعالى على عباده المؤمنين: أنه أنزل عليهم من السحاب ماء طهورًا، ليطهرهم به من الأحداث الظاهرة، ويزيل عنهم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره .

4- إحياء الأرض اليابسة

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾

فاطر:٩

هذه الآية تبين أنّ الله تعالى قدّر إرسال الرياح، فتحرك السحاب ؛ فيساق بأمر الله تعالى إلى بلدٍ مجدب لا نبت فيه ولا زرع، فينزل الماء فيحيي به الأرض بعد يُبْسها فتخضر بالنبات .

9- السحاب من دلائل

   القدرة الإلهية

إن المتأمل في آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن السحاب، يظهر له جليًّا عظمة الله تعالى، وعظمة قدرته؛ فقد بيّنت تلك الآيات القرآنية عناوين عظيمة لقدرة الله تعالى، ومنها:

1- إنزال المطر

قال الله تعالى:

﴿ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾

الأعراف 57

فأنزل الله بالرياح المطر، فأخرج به الكلأ والأشجار والزروع، فعادت أشجاره محملة بأنواع الثمرات.

قال الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾

الواقعة 68 – 69

أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحْيَوا به، أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض، أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم؟

2- إيجاد السحاب المحمَّل بالماء

قال الله تعالى:

﴿ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

الرعد: 12

وبقدرته سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم.

3- إرسال  الرياح للسحاب بشرى ورحمة

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا. لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾

الفرقان:٤٨- 49

وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛ لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام والناس.

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾

الروم: 48

الله – سبحانه – هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا مثقلا بالماء، فينشره الله في السماء كيف يشاء، ويجعله قطعًا متفرقة، فترى المطر يخرج من بين السحاب،

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾

فاطر: 9

واللهُ هو الذي أرسل الرياح فتحرك سحابًا، فسقناه إلى بلد جدب، فينزل الماء فأحيينا به الأرض بعد يُبْسها فتخضر بالنبات

4- خلق مراحل تكوين

السحاب الممطر

حيث يكون السحاب عبارة عن قطع، قطعة هنا وقطعة هناك، فيأتي هواء خفيف فيدفع هذه السحب شيئًا فشيئًا فيجعله متراكمًا فينزل مِن بينه المطر .

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾

النور:٤٣

ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟

5- إنتاج البرق والرعد

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾

الرعد 12

هو الذي يريكم من آياته البرق – وهو النور اللامع من خلال السحاب- فتخافون أن تنزل عليكم منه الصواعق المحرقة، وتطمعون أن ينزل معه المطر، وبقدرته سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم.

قال الله تعالى:

﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾

البقرة : 19

ينصب عليهم مطر شديد، تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض، مع قصف الرعد، ولمعان البرق، والصواعق المحرقة

6 –  إقامة الحجة على الناس

قال الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ. لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾

الواقعة:٦٨-٧٠

حيث وردت هذه الآيات في سياق مخاطبة الله تعالى للضالين المكذبين؛ فبعد أن عرضت تلك الآيات كثيرًا من الحجج الدالة على وحدانية الله تعالى، تستأنف هذه الآيات ذكر حججٍ أخرى، ومنها الماء الصالح للشرب الذي يراه الناس جميعًا، فهل أنزل هؤلاء المكذبون الضالون ذلك الماء من السحاب إلى قرار الأرض؟ أم إن الله تعالى هو الذي أنزله بتقديره وعلمه؟! لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة، لا يُنتفع به في شرب ولا زرع، فهلا تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنفعكم.

7- إحياء الأرض

من الرياح ما يكون مبشّرًا باقتراب نزول الغيث من السحاب وما يترتب عليه من إحياء الأرض وإنبات الزرع بعد أن كانت الأرض كلها ميتة.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

الأعراف:٥٧

فيكون إرسال الرياح من نشر السحاب في السماء؛ تهيئةً لنزول المطر ، فهي بشارةٌ كبيرة لكل الخلق .

10- السحاب في المثل القرآني

ضرب الله تعالى مثلًا لظلمة قلب الكافر

فقال الله تعالى:

﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾

النور:٤٠

فقد شبّهت الآية الكريمة الظلمات الكثيفة على قلب الكافر بظلمات في بحرٍ عميق يعلوه موج، من فوق الموج موج آخر، ومِن فوقه سحاب كثيف، ظلمات شديدة بعضها فوق بعض، إذا أخرج الناظر يده لم يقارب رؤيتها من شدة الظلمات، فالكفار تراكمت عليهم ظلمات الشرك والضلال وفساد الأعمال. ومن لم يجعل الله له نورًا من كتابه يهتدي به فما له مِن هاد.

Share This