1- مفهوم الرياء

هو القيام بالأعمال والإتيان بها في سبيل الحصول على إعجاب النّاس، لا في ثواب الله تعالى .

قال الله تعالى:

( يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )

النساء : 142

وإذا قام هؤلاء المنافقون لأداء الصلاة، قاموا إليها في فتور، يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة، ولا يذكرون الله تعالى إلا ذكرًا قليلا.

قال الله تعالى:

( كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )

البقرة: 264

كالذي يخرج ماله ليراه الناس، فيُثنوا عليه، وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾

الفرقان: 23

أي: الأعمال التي قُصِد بها غير الله تعالى بطَل ثوابُها، وصارتْ كالهباء المنثور

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ﴾

الإنسان: 9

فمدْحُ اللهِ – عزَّ وجلَّ – للمخلِصين يقتضي ذمَّه للمرائين، الذين لا يعملون العملَ إلا وهم يُريدون الثناءَ والشُّكر من الناس.

2- كلمة الرياء

       في

 القرآن الكريم

وردت كلمة الرياء وصيغها (٥) مرات في القرآن الكريم . والصيغ التي وردت هي:

– الفعل المضارع

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴾

الماعون: ٦

– المصدر

ورد 3مرات

قال الله تعالى:

﴿ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾

البقرة: ٢٦٤

وجاء الرياء في القرآن بمعني إظهار جميل الفعل رغبة في حمد الناس لا في ثواب الله تعالى.

3- الألفاظ ذات الصلة

– النفاق

إظهار الإيمان باللسان، وكتمان الكفر بالقلب. أي يخفي ما بداخله ويظهر خلافه .

– الكذب

الكذب هو خبر مخالف للواقع ، و هو خلاف الصدق .

– الإخلاص

هو القيام للعمل ابتغاء وجه الله تعالى ، وهو خلاف الرياء.

– الشرك

هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائصه سبحانه .

4- التحذير من الرياء

   وصية ربانية

إن الله حذرنا من الرياء في الأقوال والأفعال وذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، وبين لنا سبحانه أن الرياء يحبط الأعمال الصالحة.

قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾    

البقرة: 264

يا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى، فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس، فيُثنوا عليه، وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر، فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب، فتركه أملس لا شيء عليه، فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله، ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه. والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.

5- الفرق بين النفاق والرياء

يتمثل الفرق بين النفاق والرياء  أن الأصل في الرياء الإظهار ( في طلب ما عند الناس ) والأصل في النفاق الإخفاء ( يخفي ما بداخله ويظهر خلافه )

6- أقسام الرياء

ينقسم الرياء إلى الأمور التالية

أ- الرياء في العقيدة

بإظهار الإيمان وإسرار الكفر، وهذا هو النفاق .

قال الله تعالى:

﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

المنافقون 2

إنما جعلوا أيمانهم سترة ووقاية لهم من المؤاخذة والعذاب، ومنعوا أنفسهم، ومنعوا الناس عن طريق الله المستقيم، إنهم بئس ما كانوا يعملون؛ ذلك لأنهم آمنوا في الظاهر، ثم كفروا في الباطن .

ب – الرياء بالعبادة

وذلك بممارسة العبادات أمام ملأ الناس، مراءاة لهم، كالتظاهر بالصلاة، والصيام، والمرائي هنا أشد إثما من تارك العبادة، لاستخفافه بالله عزّ وجل، وتلبيسه على الناس.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

النساء142

إنَّ طريقة هؤلاء المنافقين مخادعة الله تعالى، بما يظهرونه من الإيمان وما يبطنونه من الكفر، ظنًّا أنه يخفى على الله، والحال أن الله خادعهم ومجازيهم بمثل عملهم، وإذا قام هؤلاء المنافقون لأداء الصلاة، قاموا إليها في فتور، يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة، ولا يذكرون الله تعالى إلا ذكرًا قليلا.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾

النساء: ٣٨

وأعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون أموالهم رياءً وسمعةً، ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة.

ت – الرياء بالأفعال

كالتظاهر بالخشوع، وتطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود…إلخ.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾

المنافقون 4

وإذا نظرت إلى هؤلاء تعجبك هيئاتهم ومناظرهم، وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم؛ لفصاحة ألسنتهم، وهم لفراغ قلوبهم من الإيمان، كالأخشاب الملقاة على الحائط، التي لا حياة فيها .

ث – الرياء بالأقوال

كالمراء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بالثواب والعقاب خداعا ومدجاة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾

البقرة 204

وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام، وفي هذا غاية الجرأة على الله، وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.

قال الله تعالى:

﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾

آل عمران 167

لأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. والله أعلم بما يُخفون في صدورهم.

7- مجالات الرياء

الرياء خلق ذميم يتصف به ضعاف الإيمان، وقد حذر الإسلام من هذه الصفة الذميمة، وبين عواقبها، ونفَّر منها في جميع مجالاتها، سواء كانت في العبادات أو الصدقات أو الجهاد في سبيل الله، فكل ذلك منهي عنه ويبطل الأعمال .

1- الرياء في العبادات

خلق الله عز وجل الإنسان لغاية كريمة، واستخلفه في الأرض، وكرمه على سائر مخلوقاته بالعقل؛ ليقوم بهذا الهدف الأسمى، وهو العبادة .

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

الذاريات: ٥٦

وحتى تقبل العبادة من العبد ينبغي أن يكون مخلصًا فيها لله عز وجل، بعيدًا عن الرياء، فالإخلاص واجب في الطاعات حتى تقبل .

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾

البينة: ٥

والرياء ينافي الإخلاص لله عز وجل، فالرياء شعبة من شعب النفاق؛ وصفة ملازمة للمنافقين.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

النساء: ١٤٢

فمن صفاتهم، أنهم يأخذون من الدين ما سهـل عليهم، أو ما فيه مصلحتهم، ولا يفعلون ذلك لوجه الله بل رياءً للمؤمنين، وإذا أدّوا شيئًا من العبادات فإنما يستكرهون أنفسهم عليه، ويؤدونه بتكاسل وتثاقل، هذا ديدنهم؛ لذا عبر الله عز وجل عن ريائهم بالفعل المضارع (يراؤون) الذي يفيد الاستمرار، فأعمالهم كلها رياء وسمعة، لا لمرضاة الله عز وجل.

2- الرياء في الصدقات

قد ينفق الإنسان في سبيل عز وجل ، لكنه لا ينال الأجر والثواب من الله تعالى، فهذا هو المرائي الذي يريد بظاهر عمله غير الباطن.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة: ٢٦٤

يا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى، فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس، فيُثنوا عليه، وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر، فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب، فتركه أملس لا شيء عليه، فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله، ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه. والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴾

النساء: ٣٨

وأعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون أموالهم رياءً وسمعةً، ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة. وهذه الأعمال السيئة مما يدعو إليها الشيطان. ومن يكن الشيطان له ملازمًا فبئس الملازم والقرين.

قال الله تعالى:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ  وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

البقرة: ٢٧١

إن تظهروا ما تتصدقون به لله فنِعْمَ ما تصدقتم به، وإن تسرُّوا بها، وتعطوها الفقراء فهذا أفضل لكم؛ لأنه أبعد عن الرياء، وفي الصدقة -مع الإخلاص- محو لذنوبكم. والله الذي يعلم دقائق الأمور، لا يخفى عليه شيء من أحوالكم، وسيجازي كلا بعمله.

3- الرياء في الجهاد

إن الإخلاص في العمل شرط من شروط قبول العمل، ونيل الأجر والثواب من الله عز وجل، ومن الطاعات التي يتقرب بها العبد من خالقه تبارك وتعالى الجهاد في سبيله، وقد عبر عنه بالقول (في سبيله(  دليل على أن أساس قبوله النية الخالصة، وهناك من الآيات التي جاءت تنهى عن الرياء في الجهاد، وتبين ذهاب أجر المرائي.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

الأنفال: ٤٧

ولا تكونوا مثل المشركين الذين خرجوا من بلدهم كبرًا ورياءً؛ ليمنعوا الناس عن الدخول في دين الله. والله بما يعملون محيط لا يغيب عنه شيء.

8 – عاقبة الرياء

الرياء صفة ذميمة تَذهب بالإنسان إلى المعصية والإثم، وتمنعه من الأجر والمثوبة من الله تعالى؛ لأنه لم يقصد بعمله وجه الله، وإنما فعل ما فعل وعينه على الناس، يلتمس منهم الرضا، ويتطلع إلى إعجابهم.. فكان جزاؤه العادل أن يأخذ أجره ممن تطلع إليهم، أي من الناس، وليس من الله تعالى.

1- عدم قبول أعمالهم

قال الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾

البقرة 264

أنّ الرّياء محرّم وأنّ العمل المصاحب للرّياء مردود وغير مقبول

2- عذاب النار

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ  وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاس ﴾

النساء  142

وجعَل مُراءاةَ الناسِ بالأعمال من أخصِّ صِفات أهل النِّفاق .

قال الله تعالى:

﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾

النساء 138

بشّر – أيها الرسول- المنافقين – وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر- بأن لهم عذابًا موجعًا.

3- الويل والهلاك

وقد توعَّد الله صنفًا مِن الناس يُراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك

قال الله تعالى :

﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ.الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾

الماعون 4 – 7

وجعَل مُراءاةَ الناسِ بالأعمال من أخصِّ صِفات أهل النِّفاق

9- علاج الرياء

الرياء خلق ذميم حذر منه الله تعالى ، وبين عاقبته، وبين لنا طرق علاجه، و هي

1- الصِلة بالله

أنَّ عِلاج القلْب من مرض الرِّياء ، متوقِّف على صِلة القلب بالله ، ونوْع هذه الصِّلة ، والشُّعور بخشيته خشية تدفع إلى كلِّ صلاح ، وتنهى عن كلِّ انحراف .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾

الزمر: 38

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنفال: 64

ومَن كفاه الخالق فلا يحتاج إلى غيرِه، ولا يكون هذا إلا إذا تَعلَّق القلْب بالله – جل جلاله – وأيقن أنَّه هو الغني والناس كلهم مفتقِرون إلى الله؛

قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾

فاطر: 15

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

هود: 123

2- إخلاص العمل والعباده لله تعالى

جعل الله تعالى أساس الأعمال والعبادات وذلك بصفاء النيّة لله تعالى، وعدم التظاهر والتفاخر فيها بين النّاس .

قال الله تعالى:

( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )

البينة 5

( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ )

الزمر11

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ  وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

البقرة: ٢٧١

إن تظهروا ما تتصدقون به لله فنِعْمَ ما تصدقتم به، وإن تسرُّوا بها، وتعطوها الفقراء فهذا أفضل لكم؛ لأنه أبعد عن الرياء، وفي الصدقة – مع الإخلاص- محو لذنوبكم. والله الذي يعلم دقائق الأمور، لا يخفى عليه شيء من أحوالكم، وسيجازي كلا بعمله.

3- التمسك بما جاء به

القرآن الكريم

اعلمْ أنَّ علاج القلْب مِن جميع أمراضه قد تضمَّنه القرآن الكريم .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

يونس: 57

 ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا ﴾

الإسراء: 82

4- المجاهدة الدائمة للنفس

إنَّ الله – سبحانه – امتحن العبدَ بنفسه وهواه، وأوْجب عليه جهادَهما في الله، فهو في كلِّ وقت في مجاهدةِ نفسه

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

العنكبوت: 69

5- استحضار مراقبةِ

الله تعالى للعَبْد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾

النساء: 1

﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾

الأحزاب: 52

﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾

ق: 18

6- استحضار أنّ الله تعالى

مُطّلعٌ على السرائر

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾

النحل 19

والله سبحانه يعلم كل أعمالكم، سواء ما تخفونه منها في نفوسكم وما تظهرونه لغيركم، وسيجازيكم عليها.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾

الملك 13

وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه، فهما عند الله سواء، إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور، فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟

7- استحضار أنّ الله لا

يقبل عمل المرائي

قال الله تعالى:

 ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ﴾

الفرقان 23

وقَدِمْنا إلى ما عملوه مِن مظاهر الخير والبر، فجعلناه باطلا مضمحلا لا ينفعهم كالهباء المنثور، وهو ما يُرى في ضوء الشمس من خفيف الغبار؛ وذلك أن العمل لا ينفع في الآخرة إلا إذا توفر في صاحبه: الإيمان بالله، والإخلاص له،

10- الدعوة إلى الإخلاص

جعل الله تعالى أساس الأعمال والعبادات الإخلاص فيها وصفاء النيّة لله تعالى، وعدم التظاهر والتفاخر فيها بين النّاس، والإخلاص في العبادات شرط لصحّتها ولقبولها عند الله تعالى .

قال الله تعالى:

( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )

البينة 5

( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ )

الزمر11

Share This