1- مفهوم الرجولة

الرّجولة هي اتّصاف المرء بالجداره في تولي الأمور إذا أُسندت إليه مسئولية و هو الصبور على الشدائد و هو الجاد في العمل و هو القادر على الإحتواء .

2- كلمة الرجولة

       في

  القرآن الكريم

وردت كلمة (رجل) وصيغها في القرآن الكريم ٥٥ مرة.  والصيغ التي وردت هي:

– الإفراد

ورد ٢٤ مرة

قال الله تعالى:

﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾

هود: ٧٨

– التثنية

وردت ٥ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ ﴾

القصص: ١٥

– الجمع

ورد ٢٦ مرة

قال الله تعالى:

﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾

الأحزاب: ٤٠

وقد استعمل القرآن الكريم كلمة الرجال بمعني ذكور بني آدم دون إناثهم.

3- الكلمات ذات الصلة

   بكلمة الرجولة

– الذكورة

الذكورة هو بياناً للنوع و الذي يُكتب في شهادة الميلاد تبعا للتركيب الفسيولوجي . وإنه الجنس المقابل للأنوثة .

قال الله تعالى:

( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ )

النجم 45

– الفتوة

الفتوّة تعني الإحسان وكفّ الأذى عن الغير، واحتمال الأذى منهم، واستعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق.

– المروءة

الاتصاف بمحاسن الأخلاق وجميل العادات.

– الأنثى

خلاف الذكر من كل شيء.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ﴾

آل عمران 36

4- منزلة الرجولة

تظهر منزلة الرجولة من خلال النقاط الآتية

أولًا: الرجولة نعمة

إن الرجولة نعمة من نعم الله تعالى، يمتن بها الله عز وجل على من يشاء من عباده، ويدل على ذلك قول الرجل المؤمن الذي يعلّم صاحبه الكافر، موبخًا ومقرعًا، ومذكرًا له بنعم الله عز وجل عليه، وأن الرجولة نعمة من الله تستحق الشكر

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا

الكهف: ٣٧

فقد اعتبرت الآية أن الرجولة من نعمة الله تعالى يجب على الإنسان شكرها.

ثانيًا: النبوة والرجولة

ذكر القرآن الكريم أن رسل الله تعالى كلهم رجال

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ﴾

يوسف: ١٠٩

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

النحل: ٤٣

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

الأنبياء: ٧

كما يشير القرآن على أن النبوة مقصورة في الرجال وأن الله تعالى لو أرسل للبشر ملكًا لجعله رجلًا

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ﴾

الأنعام: ٩

فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسل إليهم منهم، بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه.

قال الله تعالى:

﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ﴾

الأنعام: ١٣٠

وجعل الله تعالى الرسل من الرجال ولم يرسل رسلًا من النساء؛ لأن طبيعة الرسول قائمة على المخالطة والمعاشرة لقومه، لأنه يظهر للجميع، ويتحدث إلى الجميع ويبلغ الدعوة ليلًا ونهارًا وفي كل الظروف والأحوال.

أن صفات الرجولة التي تحلى بها الأنبياء هي أعلى وأرقى صفات الرجولة الكاملة التي لا يمكن أن يصل إليها غيرهم من البشر، وذلك من الإيمان والتقوى والصلاح والمروءة وخشية الله تعالى، وتبليغ رسالته، والصبر على تحمل الشدائد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومكارم الأخلاق التي تحلى بها الأنبياء عليهم السلام.

5 – الفرق بين الرجل و الذكر

            في

    القران الكريم

ان الفرق بين الرجل و الذكر فرق كبير ولندع القران الكريم يبين لنا ذلك

أ- الذكر

الذكر هو بياناً للنوع و الذي يُكتب في شهادة الميلاد تبعا للتركيب الفسيولوجي . ولقد جاءت كلمة (ذكر) في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيهاالجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك،

قال الله تعالى:

 ( وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ )

النساء 176

( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ )

النجم 45

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )

الحجرات 13

هذه أمور تخص الخلقة وما ينتج عنها . أما الرجل ليست بياناً للنوع و لكنها خصائص إذا إكتسبها الذكر يصبح رجلاً .

ب – الرجل

لقد ذكر الله الرجل و صفات الرجولة في القران الكريم في أكثر من خمسين موضعًا. فالرجال في شريعة الإسلام ليس المال وليس الجاه وليس المنصب إنما الأعمال الفاضلة والأخلاق الحسنة والإيمان القوي .

قال الله تعالى:

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )

الأحزاب :23

6- صفات الرجولة

            في

    القران الكريم

تظهر صفات الرجولة في القران الكريم ، من خلال النقاط الآتية:

١- أنهم يخافون يوم الحساب

ذكر الله تعالى أن من صفات الرجولة الحقة الخوف من الله تعالى، لأن من أعلى صفات الرجولة الإيمان بالله، والخوف من عذاب الله .

قال الله تعالى:

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ  يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾

النور: ٣٧

وإن الخوف الذي مدح الله تعالى به المؤمنين، وحثهم عليه، هو الخوف الذي يراد به فعل الخيرات المأمور بها، فإن مخافة الله تكون بإقامة عباداته، واتباع أوامره واجتناب نواهيه، والكف عن المعاصي، ونهي النفس عن الهوى .

2- البعد عن  الذنوب والمعاصي

ذكر الله تعالى أن من صفات الرجال: الطهارة، وأن الله يحب هؤلاء الرجال الذين هذه صفتهم.

قال الله تعالى:

﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾

التوبة: ١٠٨

وهؤلاء الرجال الذين تميزوا بأعلى صفات الرجولة، وامتازوا عن غيرهم، هم رجال يحبون أن يتطهروا من الذنوب والمعاصي هم المؤثرين في القرب من الله تعالى، واستحقاق ثوابه ومدحه.

3- الصدق و الوفاء بالوعد

الرجال هم الذين يَصدُقون في عهودهم، ويوفون بوعودهم، ويثبتون على الطريق

قال الله تعالى:

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )

الأحزاب :23

4- الصمودٌ أمام الملهيات و المغريات

قال الله تعالى:

 ﴿ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾

النور:37

5- الثبات على الحق

فالرجولة قوةٌ في القول وثبات على الحق ، ولا يخافون في الله لومة لائم.

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾

غافر :28

وقال رجل مؤمن بالله من آل فرعون، يكتم إيمانه منكرًا على قومه: كيف تستحلون قَتْلَ رجل لا جرم له عندكم إلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبراهين القاطعة مِن ربكم على صِدْق ما يقول؟ فإن يك موسى كاذبًا فإنَّ وبالَ كذبه عائد عليه وحده، وإن يك صادقًا لحقكم بعض الذي يتوعَّدكم به، إن الله لا يوفق للحق مَن هو متجاوز للحد، بترك الحق والإقبال على الباطل، كذَّاب بنسبته ما أسرف فيه إلى الله.

4- هي رأيٌ سديد

قال الله تعالى:

﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ . فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ  ﴾

القصص: 20-22

وجاء رجل من آخر المدينة يسعى، قال يا موسى: إن أشراف قوم فرعون يتآمرون بقتلك، ويتشاورون، فاخرج من هذه المدينة، إني لك من الناصحين المشفقين عليك. فخرج موسى من مدينة فرعون خائفًا ينتظر الطلب أن يدركه فيأخذه، فدعا الله أن ينقذه من القوم الظالمين. ولما قصد موسى بلاد “مدين” وخرج من سلطان فرعون قال: عسى ربي أن يرشدني خير طريق إلى “مدين”.

5- هي تحمُّلُ المسئولية

فالرجولة قوامة على البيوت والأهل والعائلات

قال الله تعالى:

﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾

النساء: 34

فقد أوجب الله – تعالى- على الزوج بمقتضى القِوامة، رعاية زوجته التي ارتبط بها بعقد زواجٍ شرعيٍ .

6- عدم التلون والثبات على المبدأ

قال الله تعالى:

 ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )

الأحزاب 4

ومعنى القلبين يعني حبين في وقت واحد , أي يحب الله بقدر ما يحب فلان الفلاني ويعتبره هو السبب في رزقه.. او يحب القران والإحكام ويحب المحرمات التي نهى الله عنها بنفس القوة .

7- الصبر حين البأساء

إن الجهاد سنة ماضية في سبيل الله، لا يقوم به إلا الرجال الأقوياء الصادقون، الذين نذروا أنفسهم وأموالهم لله تعالى .

قال الله تعالى :

﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾

الأحزاب: ٢٣-٢٤

ما بدلوا ولا غيروا ولا انحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله تعالى أن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب مستقيمون عليه، لا يلوون على شيء إلا مرضاة ربهم عز وجل .

8- الحرص على مناصرة الحق وأهله

إن من صفات الرجولة الوقوف في الشدائد ونصرة الحق والدفاع عنه والتضحية في سبيله مهما يكن الثمن

قال الله تعالى:

﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ . اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ . وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾

يس: ٢٠- 22

في قصة مؤمن آل ياسين عليه السلام فقد جاء الرجل من أقصا المدينة إلى أقصاها لا يمنعه مانع، ليضرب لمجتمع المؤمنين المثل في كيفية الحرص على دعوة ربهم، والحرص على مناصرة الحق وأهله مهما كان الثمن، ومهما بلغ التعب في سبيل ذلك، فقد جاء ناصحًا ينصح لهم ويحثهم على اتباع الرسل، المرسلين إليهم، وأن يقبلوا ما يأتون به من عند مرسلهم .

9- إنكار المنكرات

ومن صفات الرجولة التي ذكرها القرآن الكريم الوقوف في وجه المنكر ومحاربته بكل صوره وأشكاله.

قال الله تعالى:

﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾

هود: ٧٨

وجاء قومُ لوط يسرعون المشي إليه لطلب الفاحشة، وكانوا مِن قبل مجيئهم يأتون الرجال شهوة دون النساء، فقال لوط لقومه: هؤلاء بناتي تَزَوَّجوهن فهنَّ أطهر لكم مما تريدون، ، فاخشوا الله واحذروا عقابه، ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي، أليس منكم رجل يهدي إلى الرشد والفضيلة ، فيحول بينهم وبين ذلك؟

10- لا يخافون إلا الله وعقابه

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

المائدة: ٢٣

قال رجلان من الذين يخشون الله تعالى، أنعم الله عليهما بطاعته وطاعة نبيِّه، لبني إسرائيل: ادخلوا على هؤلاء الجبارين باب مدينتهم، أخْذًا بالأسباب، فإذا دخلتم الباب غلبتموهم، وعلى الله وحده فتوكَّلوا، إن كنتم مُصدِّقين رسوله فيما جاءكم به، عاملين بشرعه.

والخلاصة أن الرجولة هي القيم والأخلاق والمبادئ، والعبادة والعمل، والصدق والوفاء، رسم ملامحها القرآن الكريم . ودائما تأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله تعالى .

7- عوامل ضياع الرجولة

يوجد عدة عوامل تؤدي إلى ضياع الرجولة وأهم هذه العوامل ما يأتي:

١- ضعف الإيمان

لأن الإيمان من أعلى صفات الرجولة

قال الله تعالى:

﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾

الأحزاب: ٢٣

2- عدم الخوف من يوم الحساب

قال الله تعالى:

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ  يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾

النور: ٣٦

رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها، يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟

٣ – إتيان المنكرات

مثلما كان يفعل قوم لوط

قال تعالى:

﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ  . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾

الأعراف: ٨0- 81

 

Share This