1- مفهوم الذْكُرُ

التخلص من الغفلة والنسيان وذلك باستحضار عظمة الله تعالى في قلب العبد و الإتيان بها بالألفاظ وذلك في كلّ مشهد من مشاهد الحياة و الابتعاد عن سخطه و التقرّب لما يجلب رضاه .

2- كلمة الذكر

       في

القرآن الكريم

وردت كلمة (ذكر) وصيغها في القرآن الكريم (٢٤٢) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٢٧ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ﴾

الأعلى:١٥

– الفعل المضارع

ورد ٧١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ﴾

الأنبياء:٣٦

– فعل الأمر

ورد ٥٦ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾

آل عمران:٤١

– اسم فاعل

ورد  ١٠مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾

الأحزاب:٣٥

– اسم مفعول

ورد  مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾

الإنسان:١

– مصدر

ورد ٧٧ مرة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾

البقرة:٢٠٠

وجاء الذكر في القرآن على ثمانية أوجه:

1- الطاعة والعمل الصالح

قال الله تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾

البقرة: ١٥٢

يعني: اذكروني بالطاعة وأطيعوني، أذكركم بخير.

2- الحفظ

قال الله تعالى:

﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

البقرة:٦٣

يعني: احفظوا ما في التوراة.

3- التوحيد

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴾

طه: ١٢٤

يعني: عن توحيده سبحانه.

4 – الشرف

قال الله تعالى:

﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾

الأنبياء:١٠

يعني: شرفكم.

5- الوعظ

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

الأنعام:٤٤

يعني: ما وعظوا به.

6- الخبر

قال الله تعالى:

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾

الكهف:٨٣

يعني: خبرًا.

7- الوحي

قال الله تعالى:

﴿ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾

ص:٨

يعني: الوحي

8- البيان

قال الله تعالى:

﴿ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾

ص:١

يعني: ذي البيان.

3- الألفاظ ذات الصلة

– التسبيح

هو التنزيه والتعظيم لله تعالى ، والتبرئة من السوء

– الدعاء

هو سؤال العبد ربه حاجته

4 – الامر به

إنّ قيمة ذكر الله وأهميّته كبيرة جدّاً. والله تبارك وتعالى قد أ مر به في كتابه العزيز .

قَال الله تعالى:

( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا )

آل عمران 41

( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )

الكهف 24

( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )

الإنسان 25

( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ )

الأعراف 205

ذكر الله غاية الغايات، وعلة العبادات، ومآل الطاعات، لذلك جعله الله أكبر من كل عبادة، وأعظم من كل قربة، وغاية كل عمل

قَال الله تعالى:

( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )

العنكبوت 45

ذكر الله على حقيقته أكبر ما في الصلاة

قَال الله تعالى:

( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )

طه 14

5 – فضل الذكر

الذكر عبادة عظيمة، وله منزلة رفيعة، ودرجة سامية، وأهمية عظيمة، وفوائد جليلة، شاملة للدين والدنيا والآخرة، منها الأ تى

1– اطمئنان القلوب

قَال الله تعالى:

( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )

الرعد : 28

ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس. وليس أشقى على وجه هذه الأرض ممن يحرمون طمأنينة الأنس إلى الله، ليس أشقى ممن ينطلق في هذه الأرض مبتوت الصلة بما حوله في الكون؛ لأنه انفصم من العروة الوثقى التي تربطه بما حوله في الله خالق الكون، ليس أشقى ممن يعيش لا يدري لم جاء؟ ولم يذهب؟ ولم يعاني ما يعاني في الحياة؟ ليس أشقى ممن يسير في الأرض يوجس من كل شيء خيفة؛ لأنه لا يستشعر الصلة الخفية بينه وبين كل شيء في هذا الوجود، ليس أشقى في الحياة ممن يشق طريقه فريدًا وحيدًا شاردًا في فلاة، عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين، وإن هناك للحظات في الحياة لا يصمد لها بشر إلا أن يكون مرتكنًا إلى الله، مطمئنًا إلى حماه، مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد، ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله .

2- النجاة من البلاء

ومن فوائد الذكر النجاة من البلاء

قال الله تعالى :

﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ . فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ . فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ . وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ﴾

الصافات: ١٣9-١٤6

وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين، إذ هرب من بلده غاضبًا على قومه، وركب سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة. وأحاطت بها الأمواج العظيمة، فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق، فكان يونس من المغلوبين. فأُلقي في البحر، فابتلعه الحوت، ويونس عليه السلام آتٍ بما يُلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه. فلولا ما تقدَّم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت، وتسبيحه، وهو في بطن الحوت ، لمكث في بطن الحوت، وصار له قبرًا إلى يوم القيامة. فطرحناه من بطن الحوت، وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء، وهو ضعيف البدن. وأنبتنا عليه شجرة من القَرْع تظلُّه، وينتفع بها.

والمقصود أن من فوائد الذكر النجاة من الكروب، كما ذكر الله من حال يونس عليه السلام أنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجاه.

3- مغفرة الذنوب

ومن فوائد الذكر مغفرة الذنوب.

قَال الله تعالى:

﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾

الأحزاب 35

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾

آل عمران: ١٣٥-١٣٦

والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا وعد الله ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم، وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب إلا الله، فهم لذلك لا يقيمون على معصية، وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب الله عليهم. أولئك الموصوفون بتلك الصفات العظيمة جزاؤهم أن يستر الله ذنوبهم، ولهم جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة، خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا. ونِعْمَ أجر العاملين المغفرة والجنة.

4 – الفلاح

الفلاح بمعنى الفوز بالمطلوب الأكبر

قَال الله تعالى:

 ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

الجمعة 10

واذكروا الله كثيرًا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

الأنفال: ٤٥

يا أيها الذين آمنوا ، إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر قد استعدوا لقتالكم، فاثبتوا ولا تنهزموا عنهم، واذكروا الله كثيرًا داعين مبتهلين لإنزال النصر عليكم والظَّفَر بعدوكم؛ لكي تفوزوا.

ما من شيء أحب إلى الله من الذكر؛ ألا ترون أنه قد أمر الناس بالذكر عند القتال .

5– ذكر الله تعالى لهم

قَال الله تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

البقرة 152

ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً.

6- تخشع له القلوب

قَال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾

الحديد 16

ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه، أن تلين قلوبهم عند ذكر الله .

6 – عاقبة عدم ذكر اللَّهِ

إنه لعل ما يعانيه الإنسان في الدنيا من هم وحزن هو بسبب نسيان الذكر، ومن قرأ القرآن وجده مليئا بالآيات المحذرة من الإعراض عن ذكر الله تعالى ، وما يترتب على ذلك من عقوبات شديدة في الدنيا والآخرة ،منها الأ تى ..

1- ملازمة الشيطان لهم

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾

الزخرف 36

ومن يُعْرِض عن ذكر الرحمن، وهو القرآن، فلم يَخَفْ عقابه، ولم يهتد بهدايته، نجعل له شيطانًا في الدنيا يغويه؛ جزاء له على إعراضه عن ذكر الله، فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال، ويبعثه على الحرام.

2- المعيشة الضنكا

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾

طه 124

ومن تولَّى عن ذكري الذي أذكِّره به فإن له في الحياة الأولى معيشة ضيِّقة شاقة وإن ظهر أنه من أهل الفضل واليسار.

3- الضلال

قَال الله تعالى:

﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أولئك في ضلال مبين ﴾

الزمر22

فويل وهلاك للذين قَسَتْ قلوبهم، وأعرضت عن ذكر الله أولئك في ضلال بيِّن عن الحق.

4- الهلاك

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَٰكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴾

الفرقان 18

ولكن متعتَ هؤلاء المشركين وآباءهم بالمال والعافية في الدنيا، حتى نسوا ذكرك فأشركوا بك، وكانوا قومًا هلكى غلب عليهم الشقاء والخِذْلان.

5- العذاب الشديدً

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾

الجن 17

ومن يُعرض عن طاعة ربه واستماع القرآن وتدبره، والعمل به يدخله عذابًا شديدًا شاقًّا.

6- نسيانهم أنفسهم

قَال الله تعالى:

﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾

التوبة 67

نسوا الله فلا يذكرونه، فنسيهم من رحمته

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

الحشر19

ولا تكونوا كالذين تركوا طاعته فأنساهم أنفسهم- أن يقدموا لها خيرا

7- أسباب الإعراض

 عن ذكر الله تعالى

تتعدّد الأسباب التي تؤدّي بالمسلم أن يصل إلى مرحلة الغفلة عن ذكر الله تعالى، ومن هذه الأسباب ما يأتي

1 – الأمْوَالُ والأوْلَاد

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

المنافقون 9

يا أيها الذين آمنوا ، لا تَشْغَلْكم أموالكم ولا أولادكم عن عن ذكر الله ، ومن تشغَله أمواله وأولاده عن ذلك، فأولئك هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته.

2- التجارة

قَال الله تعالى:

( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ )

النور 37

رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله

3- إتباع الهوي

قَال الله تعالى:

( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )

الكهف 28

ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.

4- حب الدنيا

قَال الله تعالى:

( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )

النجم 29

فأعْرِضْ عمَّن تولى عن ذكرنا، وهو القرآن، ولم يُرِدْ إلا الحياة الدنيا. ذلك الذي هم عليه هو منتهى علمهم وغايتهم.

5- الشيطان

قَال الله تعالى:

( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

المجادلة 19

غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته، أولئك حزب الشيطان وأتباعه. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.

7- أَثارذكر الله

– البعد عن المنكر

قَال الله تعالى:

( إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )

العنكبوت 45

ولَذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء

– التوبةً

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ )

آل عمران135

والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا وعد الله ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم،

8 – أنواع الذكر

ذكر الله تعالى ثلاثه أنواع ، وهي

أولا ـ الذكر اللساني

و الذكر باللسان يتم بالأ تى

1- أن تذكر اسم الله عز وجل

قَال الله تعالى:

( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ )

الإنسان 25

2- التسبيح

من أنواع الذكر أن تسبحه

قَال الله تعالى:

( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )

الواقعة 74

أن تقول: سبحان الله

3- الحمد

ومن أنواع الذكر أن تحمده

قَال الله تعالى:

( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )

العنكبوت 63

أن تقول: الحمد لله

4- التوحيد

ومن أنواع الذكر أن توحده

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ )

القصص 88

أن تقول: لا إله إلا الله

5- التكبير

ومن أنواع الذكر أن تكبره

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ0 قُمْ فَأَنْذِرْ0 وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾

المدثر1 -3

أن تقول: الله أكبر

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تلك هي الباقيات الصالحات

قَال الله تعالى:

( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا )

الكهف 46

ثانيا ـ الذكر القلبي

ذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها

1- ذكره تعالى بمعنى التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية.

قَال الله تعالى:

( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )

الأنعام 11

ومن الذكر أن تذكر آياته الكونية، فالمؤمنون الصادقون يتفكرون في خلق السماوات والأرض

قَال الله تعالى:

( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

آل عمران 191

ومن الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل، والتي بثها الله في الآفاق هذا الكون الذي بين أيدينا

2- ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ )

آل عمران 135

والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا وعد الله ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم  .

ثالثا ـ الذكر العملي

وهو ذكر الله عند الطاعة والمعصية، فإن كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها .

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )

الأعراف 201

إن الذين اتقوا الله مِن خلقه، فخافوا عقابه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه، إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكَّروا ما أوجب الله عليهم من طاعته، والتوبة إليه، فإذا هم منتهون عن معصية الله على بصيرة، آخذون بأمر الله، عاصون للشيطان.

Share This