1- معناه

الدِّين هو المنهج الإلهي الذي يشمل مجموعة واجبات أمربها الله  تعالى ، وهي واجبات الإنسان نحو الله، وواجباته نحو الجماعة، وواجباته نحو نفسه .

2- معنٍي كلمة الدِّين

         في

   القرآن الكريم

ومن تتبع كلمة (الدِّين) في القرآن الكريم يجد لها معاني كثيرة يحددها السياق. فأحيانا يُراد بها

1- الطاعة

قَال الله تعالى:

﴿ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ ﴾

النساء:146

﴿ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ﴾

النحل  52

وله وحده العبادة والطاعة والإخلاص دائمًا

2- الطريقة والمِلَّة

قَال الله تعالى:

( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )

الكافرون :6

العقيدة التي يدين بها قوم من الأقوام، وإن كانت باطلة

3- الحكم

قَال الله تعالى:

( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ )

الأنفال39

4- القانون

قَال الله تعالى:

( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ )

يوسف76

وما كان له أن يأخذ أخاه في حكم ملك مصر لأن جزاءه عنده الاسترقاق .

5- العقيدة

قَال الله تعالى:

( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ )

الشورى13

6- الجزاء

قَال الله تعالى:

( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )

الفاتحة4

أي: مالك يوم الجزاء والحساب.

قَال الله تعالى:

( وإن الدين لواقع )

الذاريات 6

الجزاء بعد الحساب

7- الإسلام خاصة

قَال الله تعالى:

( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ )

آل عمران:83

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ )

التوبة :33

8- الطريق

قَال الله تعالى:

( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )

التوبة 122

فالآية تعلم المؤمنون أن يرسلوا فرق استطلاعية لتتفقد الطريق قبل أن تتحرك الفرق العسكرية.

9- العقيدة

قَال الله تعالى:

( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )

البقرة 256

فكلمة الدين هنا تعني العقيدة أو المعتقد

3- الدين واحد

إن الدين هو الطريقة الإلهية التي لا تقبل أي تغيير أو تحويل مع مرور الزمن و تطوّر الأجيال ، و يجب على كل أبناء البشر إتباعها ، و هي تُعرض على البشرية في كل أدوار التاريخ بنحو واحد دون ما تناقض و تباين . و لذلك لا يستعمل القرآن لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً ، فلا يقول﴿ الأديان ﴾ و إنما يذكره بصيغة المفرد

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ﴾

آل عمران 19

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾

الروم 30

﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾

الحج 78

﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾

الشورى 13

في حين أن الشريعة و هي مجموعة التعاليم الاجتماعية و التي يمكن أن ينالها التغيير مع مرور الزمن و تطوّر المجتمعات ولذلك  فهو رغم تصريحه بوحدة الدين يُخبرنا القرآن عن وجود شريعة لكل أمة  .

قَال الله تعالى:

﴿  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا  ﴾

المائدة 48

و على هذا فان البشرية دُعيت في الحقيقة إلى دين واحد و هو الإسلام الذي كان متحد الأصول في كل الأدوار و الأزمنة ، و كانت الشرائع في كل زمن و ظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد ، و لم تكن الشرائع إلا طرقاً للأمم و الأقوام ، لكل قوم حسب مقتضيات عصره و مدى احتياجه .

أن الله سبحانه وتعالى، وهو الواحد الأحد، ما كان ليبعث لعباده أدياناً مختلفة يتصارع الناس عليها، حين يريد الله من عباده كلهم أن يؤمنوا إيماناً واحداً ليدخلوا جميعاً في طاعته ورحمته ما أطاعوا والتزموا.

4- الهدف من الدين

الدين هو المنهج وتطبيق مايحتويه هذا المنهج من تعاليم وقواعد وضوابط وتشريعات يقود الإنسان للوصول إلى الآتي ..

أولا – في الآخُرة

1 – حياة الْخُلُودِ

قَال الله تعالى:

( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ)

ق 34

ادخلوا الجنة دخولا مقرونًا بالسلامة من الآفات والشرور ذلك هو يوم الخلود- الدوام في الجنة –

2- المشيئةً الكاملة

قَال الله تعالى:

( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا )

ق 35

لهؤلاء المؤمنين في الجنة ما يريدون . ذلك هووعد الرحمن للمؤمنون

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا  وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )

النساء 122

إن وعد الله حق لا ريب فيه

قَال الله تعالى:

( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ )

طه 120

فوسوس الشيطان لآدم وقال له: هل أدلك على شجرة إن أكلت منها خُلِّدتَ فلم تمت وملكت مُلْكًا لا ينقضي ولا ينقطع .

وهذا وعد الشيطان للكافرون .

قَال الله تعالى:

( وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )

الإسراء 64

وعِدْ آدم الوعود الكاذبة، فكل وعود الشيطان باطلة وغرور.

ثانيا – في الدنيا

تبدّت أهميّة الدّين في حياة الإنسان في ، الأتي

1- إشباع حاجات الإنسان الروحية

أهم  وظيفة يؤديها الدين في حياة الإنسان، فبه تسمو النفس وترتقي الروح ويتهذب الوجدان، ومن خلاله يدرك الإنسان فلسفة الحياة، ويعرف قيمتها، فالدين هو الذي يقدم للإنسان الإجابات المريحة لكل ما يدور في ذهنه وما يجول في خاطره من تساؤلات متعلقة بهذه الحياة وعن دوره فيها، وعن مآله ومصيره بعد انتهائها، وهذا بدوره يريح الإنسان ويخفف عنه عناء الحياة وصعوباتها، ويجعله يشعر بالسكينة والاستقرار فيتصالح مع الوجود، ويشعر بالانسجام والاتساق معه.

قَال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

الأنعام 125

﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾

التغابن 11

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ  ﴾

الفتح 4

2- تهذيب سلوك الإنسان

يعتبر الدين من أهم وسائل تهذيب سلوك الإنسان وضبط انفعالاته والتحكم في غرائزه ومتطلباته ؛ فالدين يحرم ويجرم ويمنع كلَ سلوك مَشين من قتل وكذب وسرقة وغيرها، ويندب إلى كل سلوك قويم من صدق وعدل وتسامح؛ ليس فقط مع الموافقين في الدين بل وحتى مع المخالفين .

قَال الله تعالى:

( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )

الممتحنة 8

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)

الإنسان 8

( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ )

الماعون 1-3

5- حرية الدين

إن الدين في أساسه قائماً على حرية الاعتقاد وحرية الدخول فيه دون إكراه مع احترامه الكامل للديانات السماوية الأخرى .

قَال الله تعالى:

( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )

البقرة 256

( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )

الكهف 29

﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾

يونس 99

6 – التدين

التدين هو التطبيق العملي لتعليمات الدين وفروضة ، فالدين نص إلهي مقدس والتدين التزام الإنسان بهذه النصوص وفق فهمه لها .

أولا- مشاكل التدين

التدين بمفهومه الصحيح هو تطبيقٌ عمليٌّ للدين وفق الفهم الصحيح، فلا يمكن أن تحدث مشاكل في التدين إذا ما كان التدين كاملًا وصحيحًا، ولكن تبدأ المشاكل عندما ينحرف التدين ويبدأ الإنسان بتطبيق أمور وترك أمور في الدين من باب التدين . والسبب في ذلك الأتي ..

أ- الزيادة في الدين

قال الله تعالى:

( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾

البقرة 79

( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾

الأعراف 37

( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

آل عمران 78

( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾

النحل 116

القران الكريم يحتوي بين دفتيه تعليمات الله تعالى كاملة مفصلة غير منقوصة اي شيئ.. الا ان الذي بين يدي الناس الكثير الذي لا يحتويه القرأن ..مما يجعل الدين فيه مشقة على المؤمن به .. ويجعل فيه نوع من التضارب وعدم الوضوح .

ب – تفريق الدين

قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾

الأنعام 159

( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾

الروم 31-32

( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة 85

( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾

آل عمران 19

( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾

الشورى 13

بين القران الكريم ان اصحاب كل ملة قد تفرقوا فيها الى شيعا ..كل فئة تعتقد انها على الصواب ..او يأخذوا جزءا من الدين يوافق هواهم مما يجعل الدين منهج ناقص لا ينتج منه الا انسان غير صالح .

ج- الغلو في الدين

الغلو هو المبالغة في الشيئ و التشديد فيه بتجاوز الحد .

قال الله تعالى:

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ﴾

النساء 171

( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾

المائدة 77

يبين القران الكريم ان الله سبحانه وتعالى قد حذر السابقين من الغلو في الدين. مثل غلوهم  في الأتي..

1-غلو في الشعائر

قال الله تعالى:

( رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾

الحديد 27

وابتدعوا رهبانية بالغلوِّ في العبادة ما فرضناها عليهم، بل هم الذين التزموا بها من تلقاء أنفسهم، قَصْدُهم بذلك رضا الله، فما قاموا بها حق القيام .

2-غلو في التراث

قال الله تعالى:

( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾

المائدة 77

قل – أيها الرسول- للنصارى: لا تتجاوزوا الحقَّ فيما تعتقدونه من أمر المسيح، ولا تتبعوا أهواءكم، كما اتَّبع اليهود أهواءهم في أمر الدين، فوقعوا في الضلال، وحملوا كثيرًا من الناس على الكفر بالله، وخرجوا عن طريق الاستقامة الى طريق الغَواية والضلال.

3-غلو في التحريم

قال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ﴾

المائدة  87

يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات أحلَّها الله لكم من المطاعم والمشارب ونكاح النساء، فتضيقوا ما وسَّع الله عليكم، ولا تتجاوزوا حدود ما حرَّم الله. إن الله لا يحب المعتدين.

4-غلو في رجال الدين

قال الله تعالى:

( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾

التوبة 31

اتخذ اليهودُ والنصارى العلماءَ والعُبَّادَ أربابًا يُشَرِّعون لهم الأحكام، فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله .

5-غلو في انبيائهم

قال الله تعالى:

( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾

التوبة 30

لقد زعم اليهود أن عزيرًا ابن الله. و النصارى ادَّعوا أن المسيح ابن الله وهذا القول اختلقوه من عند أنفسهم .

ثانيا – أقسام المتدينين

إن التدين الصحيح هو ما اتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولو نظرنا إلى الناس بمنظار الفطرة نرى أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام

أ- قسم يتّبع الفطرة

واتباع الفطرة هي

– عدم الإشراك بالله تعالى

أي أن يؤمن بـ  ( لا إله إلا الله )

قَال الله تعالى:

( وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ )

المائدة 73

( إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ )

النساء 171

( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ )

النساء 87

– عباده الله وحده

العبادة هي الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها

قَال الله تعالى:

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )

الذاريات 56

العبادة معناها الإنقياد لله سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه

قال الله تعالى:

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ  )

الانبياء 25

ب – الذين يخالفون الفطرة

وهم أقسام

1- منهم من يدعي عدم وجود الله

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

الزمر 63

2- منهم من اشرك بالله

قال الله تعالى:

 ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ )

يوسف 106

إن أكثر الناس مشركون لأنهم يخالفون الفطرة.

3- منهم من لا يطيعوا الله في أوامره ونهيه

قال الله تعالى:

 ( أفرأيت من اتخذ إلهَ هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديهِ من بعد الله أفلا تذكُّرون )

الجاثية 23

4- ومنهم من يجعل أوامر الله أقساما يقبل بعضا منها ويرفض البعض الآخر.

قال الله تعالى:

 ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ )

البقرة 85

ج – المترددون

وهم الذين يتبعون الدِّين من أجل مصالحهم الدنيوية. وإذا سيئ بهم الحال انقلبوا على أعقابهم وغيروا الإتجاه.

قال الله تعالى:

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ  ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )

الحج 11

Share This