1- مفهوم الدُّعاء

الدعاءً هو طلب ورجِاءً المعونًةً من الله الواحد الأحد ، وذلك لجلب منفعة، أو دفع مضرة .

2- كلمة الدعاء

      في

القرآن الكريم

وردت كلمة الدعاء وصيغها في القرآن الكريم  ٢٠٥مرات. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٣٠ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾

فصلت:٣٣

– الفعل المضارع

ورد ١٠٦ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾

الطور:٢٨

– فعل الأمر

ورد ٣٢ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾

النحل:١٢٥

– اسم فاعل

ورد  ٧مرات

قَال الله تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ﴾

طه:١٠٨

– اسم

ورد ٢٠ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ﴾

الرعد:١٤

– مصدر

ورد  ١٠مرات

قَال الله تعالى:

﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ﴾

الرعد:١٤

ورد الدعاء في القرآن على خمسة أوجه:

1- القول

قَال الله تعالى:

﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾

يونس: ١٠

يعني : قولهم في الجنة.

2- العبادة

قَال الله تعالى:

﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا ﴾

الأنعام: ٧١

يعني : أنعبد من دون الله.

3- النداء

قَال الله تعالى:

﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾

القمر: ١٠

يعني:  فنادى ربه أني مغلوب.

4- الاستعانة

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ﴾

غافر: ٢٦

يعني: وليستعن بربه.

5-  السؤال

قَال الله تعالى:

﴿ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ﴾

البقرة: ٦١

يعني : سل ربك.

3- الحث على الدعاء

تعددت أساليب الدعاء في القرآن حثًّا عليه، وبيانًا لمنزلته، كما في الآيات

التالية .

قَال الله تعالى:

( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )

غافر60

( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )

الأعراف 55

‏‏(  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )

‏‏(‏البقرة‏:‏ 186‏

‏‏(  أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ  )

‏‏‏النمل‏:‏ 62‏

4- أداب

   الدعاءً

للدعاء آداب سوف نعرضها في النقاط الآتية:

1- الدعاء بأسماء الله الحسنى

من أعظم الثناء على الله عز وجل الدعاء بالأسماء الحسنى، والتوسل بها

قَال الله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

الأعراف ١٨٠

﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ﴾

الإسراء: ١١٠

ويستحضر الداعون حين يرفعون أكفهم بالدعاء عبوديتهم الخاضعة لله وحده، وتتجدد في وعيهم أبعاد وحدانية خالقهم المعطي سبحانه الذي يتوجهون إليه، وهم ينشدون تحقيق ما يرغبونه من جلب نفع، أو كشف ضر، أو طلب حاجة.

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

الأنعام : ١٧

﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

يونس : ١٠٧

وكل من دعا غير الله دعاء عبادة أو دعاء مسألة فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو  من المعذبين .

قَال الله تعالى:

﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾

الشعراء: ٢١٣

2- الخشوع واستحضار

القلب عند الدعاء

قَال الله تعالى:

( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )

الأعراف 55

( وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )

الأنبياء 90

ويدعوننا راغبين فيما عندنا، خائفين من عقوبتنا، وكانوا لنا خاضعين متواضعين.

وقد ذمّ الله الذين لا يتضرعون إليه

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾

المؤمنون:٧٦

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ. فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام: ٤٢-٤٣

3- تحري أوقات ومواطن الإجابة

من تأمل نصوص الكتاب الكريم يلاحظ أنّ الأوقات ليست كلّها سواء، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء، ولا يحجب فيها الدعاء، ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الأوقات والأحوال، والأماكن التي ترجى فيها الإجابة:

أ – جوف الليل ووقت السّحر.

وقد مدح الله المستغفرين بالأسحار

قَال الله تعالى:

﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

الذاريات: ١٧-١٨

ب – يوم الجمعة

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾

الجمعة : ٩

ت – رمضان

قَال الله تعالى:

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

البقرة: ١٨٥-١٨٦

فقد ذكر سبحانه إجابة الدعاء عقب ذكره فريضة الصيام

ث – ليلة القدر

وهي أكثر الليالي أهمية في استجابة الدعاء

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾

القدر: ١-٥

فعلى المؤمن أن يتحرى هذه الليلة، ويحييها بالصلاة والدعاء.

ج – حال السجود

قَال الله تعالى:

﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ  ﴾

العلق: ١٩

أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء

ح – الحرم المكي

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

البقرة: ٢٠١

خ – المساجد

قال تعالى:

﴿ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾

الأعراف: ٢٩

﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾

النور: ٣٦

4- الدعاء وقت الشدة والضرورة

لابدّ للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجّه المضطر الذي لا يرجو غيره، فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم، وكان دعاؤه حقيقيًا صادقًا جادًا، تحقق قبول الدعاء .

قال الله تعالى:

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾

النمل: ٦٢

﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾

الإسراء: ٦٧

﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾

النحل: ٥٣

5- خفض الصوت في الدعاء

من آداب الدعاء خفض الصوت، وجعله بين المخافتة والجهر

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾

الأعراف: ٢٠٥

﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾

الإسراء: ١١٠

عن زكريا عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا . إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾

مريم: ٣

6- ألاَّ يستعجل الإجابة

إنَّ الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، وما من داعٍ إلا ويستجاب له بأن يعطى سؤاله، أو يصرف عنه من الشر مثله، أو يدَّخر له في الآخرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ﴾

يونس 88-89

وبعد أربعين سنة أذن الله بالتنفيذ فاغرق فرعون وجنوده ومكن لبني إسرائيل

7- اليقين وصدق

الرجِاءً بالإجابة

عن قول إبليس لله – جل وعلا- حينما يئس من رحمته

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ .  قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴾

الأعراف 14-15

إن الله تعالى أَجِابْ شرالمَخَلوقينَ إبليس .. فهَل يرد دعوة إِنْسَانَ يؤْمِنِ به

قَال الله تعالى:

( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )

غافر60

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )

البقرة 186

وقد أمرنا الله بالدعاء، ووعدنا الإجابة

8-عدم الاعتداء في الدعاء

ومن آداب الدعاء عدم الاعتداء فيه؛ فالاعتداء فيه من أسباب موانع إجابته، والاعتداء في الدعاء أي بتكلف السجع في عبارات الدعاء، أو التفصيل فيه بتكلف.

قال الله تعالى:

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾

الأعراف: ٥٥

ادعوا – أيها المؤمنون – ربكم متذللين له خفية وسرًّا، وليكن الدعاء بخشوع وبُعْدٍ عن الرياء.

5- عوامل إجابة

الدعاءً

للإستجابة للدعاء يجب أن تتوفر فيه صفات وشروط الدعاء المستجاب ، وهي الأمور التالية  :

1-عمل الطاعات

قَال الله تعالى:

( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )

الأنبياء 90

إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير، ويدعوننا راغبين فيما عندنا، خائفين من عقوبتنا، وكانوا لنا خاضعين متواضعين.

2 – الأيمان

قَال الله تعالى:

( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ )

الأنبياء88

فاستجبنا له دعاءه، وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة كذلك ننجي الْمُؤْمِنِينَ من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين .

3 – الإخلاص في

الدعاء

قَال الله تعالى:

( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )

غافر14

فأخلصوا- أيها المؤمنون- لله وحده العبادة والدعاء، وخالفوا المشركين في مسلكهم، ولو أغضبهم ذلك، فلا تبالوا بهم.

4-  الدعاء لِلَّهِ وحَده

قَال الله تعالى:

( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )

النمل 62

أي: من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه

قَال الله تعالى:

( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )

الجن 18

وأن المساجد لعبادة الله وحده، فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها

6 – أحوال الناس في الدعاء

والناس في الدعاء على ثلاثة أحوال

1- الدعاء عند الضرر والإعراض عند الرخاء

فهو يعرف ربه في الشدة، ولا يعرفه في الرخاء.

قَال الله تعالى:

( وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ )

يونس 12

وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا، على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء .

2 – نسي دعاءه لربه عند حاجته إليه، وأشرك معه غيره

قَال الله تعالى:

( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )

العنكبوت 65

فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدعاء، أي: لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هوفلما نجّاهم إلى البر إذا هم يشركون به.

3 – ومنهم المؤمنون الذين يعرفوا ربهم في الشدة، و في الرخاء

قَال الله تعالى:

( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )

الأنبياء 90

إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير، ويدعوننا راغبين فيما عندنا، خائفين من عقوبتنا، وكانوا لنا خاضعين متواضعين.

قَال الله تعالى:

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

البقرة201

ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه: ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقًا وعلمًا نافعًا، وعملا صالحًا، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا، وفي الآخرة الجنة، واصرف عنَّا عذاب النار.

7- دعاء الأنبياء والصالحين

              في

      القرآن الكريم

وردت الكثير من أدعية الأنبياء والرسل في القرآن الكريم ، وفيما يأتي ذكر بعضها:

أولا – دعاءالأنبياء

اهتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بالدعاء، فاستجاب الله دعاءهم، وهذا كثير في القرآن ومن أمثلته:

1- آدم عليه السلام

ذكر القرآن الكريم ما كان من وسوسة الشيطان لآدم عليه السلام ؛ وما ترتب على ذلك من ندمه عليه السلام وزوجه؛ آنئذٍ اتجها إلى الله في ذل وانكسار واعتراف بالذنب .

قال الله تعالى:

﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الأعراف: ٢٣

كانت الاستجابة للدعاء والاستغفار؛ فغفر الله لهما

قال الله تعالى:

﴿ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾

البقرة: ٣٧

2- دعاء نوح عليه السلام

عن دعاء نوح

قال الله تعالى:

﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾

القمر: ١٠

واستجاب الله دعاء نوح عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾

الأنبياء: ٧٦

3- دعاء إبراهيم عليه السلام

طلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يبعث في أمته-   ذريتة – رسولًا

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

البقرة: ١٢٩

وقد استجاب الله دعاء إبراهيم

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

الجمعة: ٢

وقد جاء طلب الولد والذرية على لسان إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾

الصافات: ١٠٠

فأجاب الله له دعوته، وبشّره بغلام حليم، وهو إسماعيل.

قال الله تعالى:

﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾

الصافات: ١٠١

ثم أنعم الله على إبراهيم، فوهب له ابنه إسحاق حين دعاه، ووهب له من إسحاق يعقوب زيادة على ذلك .

قال الله تعالى:

﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾

الأنبياء: ٧٢

4- دعاء داود عليه السلام وقومه

عندما برزوا لجالوت وجنوده

قال الله تعالى:

( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )

البقرة: 250

وقد استجاب الله دعاءه

قال الله تعالى:

( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )

البقرة: 251

5- دعاء سليمان عليه السلام.

طلب سليمان عليه السلام من ربه أن يعطيه الملك

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾

ص: ٣٥

وقد استجاب الله دعاءه

قال الله تعالى:

﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ . وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴾

ص: ٣٦ – ٣7

فسخّر الله الشياطين له، يبنون ما يريد، ويغوصون له في البحر، يستخرجون الدر والحلي .

6- دعاءزكريا عليه السلام

وزكريا عليه السلام الذي تاقت نفسه إلى الولد ليرثه ويرث من آل يعقوب، فدعا ربه .

قال الله تعالى:

﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾

آل عمران: ٣٨

فاستجاب له دعاءه ووهب له على الكبر ابنه يحيى .

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾

الأنبياء: ٩٠

7- دعاء أيوب عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾

الأنبياء: ٨٣

واذكر – أيها الرسول – عبدنا أيوب، إذ ابتليناه بضر وسقم عظيم في جسده، وفقد أهله وماله وولده، فصبر واحتسب، ونادى ربه عز وجل أني قد أصابني الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاكشفه عني.

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴾

الأنبياء: ٨٤

فاستجبنا له دعاءه، ورفعنا عنه البلاء، ورددنا عليه ما فقده من أهل وولد ومال مضاعفًا، فَعَلْنا به ذلك رحمة منَّا، وليكون قدوة لكل صابر على البلاء، راجٍ رحمة ربه، عابد له.

8- دعاء يونس عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

الأنبياء: 87

واذكر قصة صاحب الحوت، وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام، أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا، ولم يصبر عليهم كما أمره الله، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم، ضائقًا صدره بعصيانهم، وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر، فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه؛ لتركه الصبر على قومه، قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنبياء: 88

فاستجبنا له دعاءه، وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة، وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.

10- يوسف عليه السلام

ودعا يوسف عليه السلام ربه حين استشعر وطأة البلاء

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ  وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ . قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ  ﴾

يوسف: ٣٢-٣٣

ثم استجاب الله دعاءه

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

يوسف: ٣٤

11- موسى عليه السلام

وقد دعا موسى عليه السلام ربه طالبًا عونه للقيام بمهمة التبليغ على أكمل وجه

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي . وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي . هَارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾

طه: ٢٥-٣٢

وقد استجاب الله له

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ﴾

طه: ٣٦

12- عيسى عليه السلام

وقد دعا عيسى عليه السلام ربّه أن ينزل المائدة على قومه كما طلبوا منه؛ لتكون دليلًا على نبوته .

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾

المائدة: ١١٤

وقد استجاب الله دعاءه

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾

المائدة: ١١5

ثانيا- دعاء الملائكة

حتى الملائكة الأبرار فإنها لا تمل من الدعاء

قال الله تعالى:

( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )

غافر: 7

ثالثا – دعاء الصالحين والأولياء

الأولياء الصالحين هم الذين أنعم الله عليهم بالهداية والايمان واتباع الله ، فيتخذوهم العباد قدوة ويقدرونهم ويفعلون مثلهم .

– الذين آمنوا مع شعيب عليه السلام إلى الله

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾

الأعراف: ٨٩

– السحرة المؤمنون بموسى

واستمد السحرة المؤمنون بموسى الصبر من ربهم، مستمسكين بدينهم حتى انقضاء أجلهم

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾

الأعراف: ١٢٦

– أصحاب الكهف

وأيضًا استمد أصحاب الكهف من ربهم الرحمة والرشد؛ حين خافوا الافتتان في دينهم، فهربوا إلى الكهف، ودعوا الله ربهم قائلين

قال الله تعالى:

﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾

الكهف: ١٠

– الحواريون

الحواريون وهم أنصار عيسى عليه السلام وتلاميذه دعوا الله قائلين

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾

آل عمران: ٥٣

– رهبان النصارى

رهبان النصارى وهم الذين فاضت أعينهم بالدمع عند سماعهم القرآن لمعرفتهم بأنه الحق من ربهم

قال الله تعالى:

﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾

المائدة: ٨٣

– امرأة عمران

امرأة عمران – أم مريم البتول- ربها قائلةً أن يقي ابنتها وذريتها من الشيطان الرجيم

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾

آل عمران: ٣٦

– دعاء امرأة فرعون

دعت ربها وتضرعت إليه

قال الله تعالى:

﴿ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾

التحريم: ١١

– المؤمنين

يدعو المسلم ربه بهذا الدعاء في كل صلاة

قال الله تعالى:

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾

الفاتحة: ٦-٧

ومن دعاء المؤمنين وتضرعهم إلى خالقهم

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة: ٢٨٦

يطلب المؤمنون من الله وحده خير الدنيا وخير الآخرة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

البقرة: ٢٠١

أما في الآخرة فيشفق عباد الرحمن من النار، سائلين الله عز وجل أن يقيهم إياها

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان: ٦٥

و قد أمر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يلازم أهل الدعاء

قال الله تعالى:

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )

الكهف:28

واصبر نفسك – أيها النبي- مع أصحابك مِن فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه في الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا .

8- ثمرات الدعــــــــــــاء

إن العبد إذا داوم على دعاء مولاه -عز وجل- نالته البركات حيث اتصل برب الأرض والسموات، وإنا لا نستطيع حصر تلك البركات والثمرات، وإنما نقدم منها هذه النماذج:

1- الدعاء سبب النجاة من النار

فقد قصَّ علينا القرآن قول أهل الجنة

قال الله تعالى:

( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ )

الطور: 27-28

2- الدعاء يمنع نزول العذاب

قال الله تعالى:

( وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )

الأنفال:33

وما الاستغفار إلا دعاءً بالمغفرة.

3- يمنع البلاء أو يخففه

على لسان زكريا عليه السلام

قال الله تعالى :

( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )

مريم: 4

على لسان إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى :

( وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا )

مريم: 48

3- حسن الصلة بالله

فإن العبد إذا أدمن الطلب من ربه متذللًا متخشعًا متقربًا أثمر ذلك ودًا بين العبد وربه

قال الله تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )

مريم: 96

4- قضاء الحوائج

من سأل الله حوائجه فهو ينالها عاجلًا أو آجلًا فالله لا يبخل ولا يعجز ولا ينفذ ما عنده، ولا يضيع عنده الدعاء .

قال الله تعالى :

( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )

البقرة: 186

5- طمأنينة القلب وراحة البال

وهل يقلق أو يضطرب من يركن إلى القوي المتين الذي لا يستطيع أحد أن يؤذي من حماه .

قال الله تعالى :

( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ )

يونس: 107

6- التعفف عما في أيدي الخلق

وهل يتطلع إلى مخلوق من استغنى بالله تعالى ، فإذا اتصل العبد في الدعاء بربه علم وأدرك أنه الفعال لما يريد، وأن غيره عاجز قليل شحيح محتاج فقير، فتراه قد عف عما في أيدي الفقراء العاجزين، وابتغى ما عند الغني الكريم .

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ  وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾

فاطر: 15

 

Share This