1- مفهوم الخيانة

الخيانة تعني التفريط في الأمانة .

2- كلمة الخيانة 

      في

القرآن الكريم

وردت  كلمة الخيانة وصيغها في القرآن الكريم ١٦مرة.والصيغ التي وردت هي:

1- الفعل الماضي

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ﴾

الأنفال:٧١

2- الفعل المضارع

ورد 5 مرات

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

الأنفال:٢٧

3- اسم فاعل

ورد 5 مرات

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال:٥٨

4- مصدر

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ﴾

الأنفال:٥٨

5- صيغة المبالغة

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾

الحج:٣٨

وقد وردت الخيانة في خمسة معانٍ في القرآن:

1- في الدِّين

قال الله تعالى:

 ( وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ )

الأنفال: 27

ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه من الدين وغيره .

2- في المال

قال الله تعالى:

 ( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا )

النساء: 105

3- في الشرع

قال الله تعالى:

 ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ )

الأنفال: 71

وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك،

4- في الزِّنى

قال الله تعالى:

 ( وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )

يوسف: 52

5- في نَقْض العهد

قال الله تعالى:

 ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً )

الأنفال: 58

3- الألفاظ ذات الصلة

1- المكر

إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر .

قال الله تعالى:

﴿ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ﴾

الرعد 33

2- الكيد

تدبير خطة عملية (مكيدة) للإيقاع بالهدف في مصيدة تصيبه بالضرر المباشر .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾

يوسف 142

3- النفاق

هو إظهار المرء خلاف ما يبطن، وإيهام الغير بغير الواقع

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾

النساء 142

 4- النهى عن الخيانة 

وقد نهى الله عنها في مواضع كثيرة، منها:

قال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)

الحج 38

لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته.

قال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )

الأنفال 58

إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.

قال الله تعالى:

( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا )

النساء 105

فلا تكن للذين يخونون أنفسهم – بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.

قال الله تعالى:

( وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )

يوسف 52

فإنَّ كلَّ خائن، لا بدَّ أن تعود خيانته ومكره على نفسه، ولا بد أن يتبين أمره.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾

النساء 107

إن الله تعالى لا يحب من كان كثير الخيانة ، وكثر ذنبه.

5- أنواع الخيانة في القرآن

الراصد لآيات القرآن الكريم يجد أنه بين أنواعًا للخيانة متعددة، تحدثت عنها الآيات بوضوح وجلاء، وفي النقاط الآتية نتناول تلك الأنواع على النحو الآتي:

1- خيانة الله ورسوله

قال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )

الأنفال 27

يا أيها الذين آمنوا  لا تخونوا الله ورسوله بترك ما أوجبه الله عليكم وفِعْل ما نهاكم عنه، ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه، وأنتم تعلمون أنه أمانة يجب الوفاء بها.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

الأنفال: ٧١

أن المقصود بخيانة الله تعالى هي كفرهم به وعدم إيمانهم بما بعث به رسوله ، وعدم توحيدهم إياه ، أ ما خيانتهم للرسول ، هي الغدر به والمكر والخداع له بإظهارهم له بالقول خلاف ما في أنفسهم .

2- خيانة الدين

قد رصد القرآن الكريم صورة من أشد صور الخيانة للدين؛ لأنها كانت في بيئة يفترض أن تكون هي الناصر والمعين لنشر الدين ورفع رايته والدعوة إليه، وتلك الصورة كانت في شخص امرأة نبي الله نوح وامرأة نبي الله لوط .

قال الله تعالى:

﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾

التحريم: ١٠

ضرب الله مثلا لحال الكفرة – في مخالطتهم المسلمين وقربهم منهم ومعاشرتهم لهم، وأن ذلك لا ينفعهم لكفرهم بالله- بحال زوجة نبي الله نوح، وزوجة نبي الله لوط: حيث كانتا في عصمة عبدَين من عبادنا صالحين، فوقعت منهما الخيانة لهما في الدين، فقد كانتا كافرتين، فلم يدفع هذان الرسولان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئًا، وقيل للزوجتين: ادخلا النار مع الداخلين فيها. وفي ضرب هذا المثل دليل على أن القرب من الأنبياء، والصالحين، لا يفيد شيئا مع العمل السيِّئ.

3- خيانة العرض

جاء الإسلام ليضع منهاجًا سليمًا لصيانة الإنسان، يحفظه من خيانة العرض واختلاس ما ليس له بحق، بداية من الدعوة إلى غض البصر، ومرورًا بالنهي عن الاقتراب من الفاحشة، ووصولًا إلى بيان بشاعة الوقوع فيها، ووصفها بأنها فاحشة ومقت وساءت سبيلًا .

فقال الله تعالى:

﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾

يوسف: ٥1- 52

قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟ قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه، عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه، فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع، وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه، ولم تقع مني الفاحشة، وأنني راودته، واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته، وأن الله لا يوفق أهل الخيانة، ولا يرشدهم في خيانتهم.

4- خيانة النفس والجوارح

وهي فعل الذنوب بالخفاء.

قال الله تعالى :

 ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )

غافر 19

يعلم الله سبحانه ما تختلسه العيون من نظرات محرَّمة ، وما يضمره الإنسان في نفسه من خير أو شر.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾

النساء:١٠٧

نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدفاع عن الذين يختانون أنفسهم بالسرقة واتهام الغير ظلمًا وعدوانًا .

قال الله تعالى:

﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ  ﴾

البقرة:١٨٧

أباح الله لكم في ليالي شهر رمضان جماعَ نسائكم، هنَّ ستر وحفظ لكم، وأنتم ستر وحفظ لهن. علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم؛ بمخالفة ما حرَّمه الله عليكم من مجامعة النساء بعد العشاء في ليالي الصيام -وكان ذلك في أول الإسلام-، فتاب الله عليكم ووسَّع لكم في الأمر، فالآن جامعوهن

5- خيانة العهد

وصي القرآن الكريم على الوفاء بالعهد والبعد عن خيانته،

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء: ٣٤

وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال: ٥٨

وإن خفت – أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم، كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.

قال الله تعالى:

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

المائدة: ١٣

فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا، وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان، يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة، وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به، فلم يعملوا به. ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا، فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم، فاعف عن سوء معاملتهم لك، واصفح عنهم، فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه.

6- عاقبة الخائنين

لله عز وجل في الخائنين سنن ثابتة لا تتحوّل ولا تتبدّل، نصّت عليها آيات القرآن الكريم، ويمكننا أن نتناول تلك العاقبة في النقاط الآتية:

1- حرمان محبة الله تعالى

ومن أقسى عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يحرمهم محبته، ويمنعهم مودته، تلك المحبة التي هي سبب كل خير، وعدمها سبب كل بلاء وضر.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال: ٥٨

﴿ إإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾

الحج: ٣٨

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾

النساء: ١٠٧

2- إبطال كيدهم

ومن عقوبات القرآن الكريم للخائنين أن الله تعالى يبطل كيدهم، ولا ينيلهم مبتغاهم، حتى وإن بدا للناظر المتعجل أنهم وصلوا إلى غايتهم، وظفروا بمنيتهم، ونالوا ما يصبون إليه .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾

يوسف: ٥٢

فكل خائن بهذه الصورة لا يصل إلى مبتغاه، ويبطل الله كيده، وتلك سنة الله الماضية، وقانونه الدائم في الخلق.

3- الإهلاك

ومن عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يعاجلهم بالهلكة، ويمكّن منهم من نقضوا عهده وخانوه .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾

الأنفال: ٧١

وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك، فنصرك الله عليهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.

7 – صفات وأفعال الخائنين

         في

   القرآن الكريم

1- الكفر أو النِّفاق

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

الأنفال: ٧١

وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل بكفرهم ومكرهم بك وقتالهم لك وحاربوك، فأمكن منهم المؤمنين ببدر حتى قتلوهم وأسروهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.

قال الله تعالى:

﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾

التحريم: ١٠

وخيانتهما كانت في الكفر وعدم الإيمان، فلم يوافقاهما على الإيمان، ولا صدقاهما في الرسالة، فلم يُجْد ذلك كلَّه شيئًا، ولا دفع عنهما محذورًا؛ وذلك لكفرهما.

2- المعصية

قال الله تعالى:

 ﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾

البقرة: ١٨٧

أي: تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظِّها من الثواب، وقد كانت اختيانهم لأنفسهم جماعَهم للنِّساء والأكلَ والشربَ بعد النوم في ليالي الصيام من شهر رمضان، والاختيان أبلغ من الخيانة .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

الأنفال: ٢٧

وهو خطاب من الله تعالى للمؤمنين يحذّرهم فيه من العصيان الخفي، بعد أن أمرهم بالطاعة والاستجابة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم -، حذَّرهم من أن يُظهروا الطاعة والاستجابة في ظاهر أمرهم، ويبطنوا المعصية والخلاف في باطنه .

3- نقض العهد

قال الله تعالى:

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾

المائدة: ١٣

أي: أن الخيانة والغدر من عادتهم وعادة أسلافهم، وهم على مكان أسلافهم من خيانة الرسل وقتل الأنبياء، فهم لا يزالون يخونونك وينكثون عهودك، ويظاهرون عليك أعداءك ، ويهمون بقتلك .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال: ٥٨

أي: إذا كان بينك وبين قوم معاهدة ولاحت لك أمارات نقضهم للعهود والمواثيق التي بينك وبينهم، فاطرح إليهم عهدهم، وأعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم، حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك، وما دامت الخيانة قد لاحت منهم فلا تستمرَّ على عهدهم فتكون معاهداً لمن لا يحبّهم الله ولا يرضى فعلهم.

4- عدم الأمانة

سواء كان ذلك بالسرقة، أو جحد الحقوق، أو الخيانة، أو غير ذلك،

قال الله تعالى:

 ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾

النساء: ١٠٥

إنا أنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن مشتملا على الحق؛ لتفصل بين الناس جميعًا بما أوحى الله إليك، وبَصَّرك به، فلا تكن للذين يخونون أنفسهم -بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾

النساء: ١٠٧

ولا تدافع عن الذين يخونون أنفسهم بمعصية الله. إن الله -سبحانه- لا يحب مَن عَظُمَتْ خيانته، وكثر ذنبه.

5- الكذب

قال الله تعالى:

﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾

يوسف: ٥٢

أي: أقررت بالصدق واعترفت به ليعلم يوسف أني لم أخنه في غيبته بالكذب عليه، ولم أذكره بسوء وهو غائب، بل صدقتُ وحِدت عن الخيانة

 

Share This