1- مفهوم الخبيث

الخبيث هومطلق الأفعال المذمومة والمحرَّمة من الأشياء والأفعال والأ قوال و الخصال . وتأتى الخبائث نقيضا لمصطلح الطيبات .

قال اللّهِ تعالى:

﴿ قل لا يستوي الخبيث والطيب ﴾

المائدة100

﴿ ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ﴾

النساء 2

أي: الحرام بالحلال

2- كلمة الخبيث

     في

  القرآن الكريم

وردت كلمة ﴿ خبث) في القرآن الكريم بصيغ متعددة بلغت(١٦) مرة . والصيغ التي جاءت هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة واحدة

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾

الأعراف:٥٨

– الصفة المشبهة

ورد ١٣مرة

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾

البقرة:٢٦٧

– الجمع

ورد مرتين

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾

الأعراف:١٥7

وجاء الخبيث في القرآن الكريم بمعنى الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال.

3- الكلمات ذات الصلة

      بكلمة الخبيث

– الرديء

الرديء  هو الفاسد والمنكر والمكروه والوضيع والخسيس من كل شيء.

– الطيب

الطيب هو الأفضل من كل شيء، وكل ما خلا من الأذى ، وهو ضد الخبيث.

قال اللّهِ تعالى:

( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )

المائدة 4

– الفاسد

الفاسد هو مخالفة الفعل الشّرع ، وهو نقيض الصالح

قال اللّهِ تعالى:

( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )

الروم 41

– النجس

النجس هو الشيء القذر حتى من الناس

قال اللّهِ تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )

التوبة 28

– الحرام

هو ما طلب الشارع من المكلف تركه على وجه الإلزام، بحيث يعاقب فاعله ويثاب تاركه.

قال اللّهِ تعالى:

( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ )

النحل 116

4- ذَمُّ الخُبْث والنهي عنه

        في

    القرآن الكريم

قال اللّهِ تعالى:

(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ )

الأعراف :157

الْخَبَآئِثَ : أي ما لا يوافق النفس من المحظورات

قال اللّهِ تعالى:

 ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا )

الاعراف  ٥٨

والأرض الطيبة إذا نزل عليها المطر تُخْرج نباتًا -بإذن الله ومشيئته- طيبًا ميسرًا، ، أما الأرض الرديئة فإنها لا تُخرج النبات إلا عسرًا رديئا لا نفع فيه .

5- أنواع الخبيث

      فى

   القرآن الكريم

أنواع الخبائث يختلف المراد بها حسب السياق، وهي

أ – الخبيث فى الأموال

هناك مال مكتسب من الحرام . الله تعالى لا يقبل الصدقة من هذا المال الحرام .

قال اللّهِ تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾

البقرة ٢٦٧

يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من الحلال الطيب الذي كسبتموه ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تقصدوا الرديء منه لتعطوه الفقراء .

ب – الخبيث فى طعام البشر

الطعام الطيب هو الذى جعله رب العزة حلالا أما الخبيث فهو المحرمات المذكوره فى القرآن

قال اللّهِ تعالى:

 (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)

الأعراف: ١٥٧

ويُحِلُّ لهم الطيبات من المطاعم والمشارب ، ويُحرِّم عليهم الخبائث منها كلحم الخنزير، وما كانوا يستحلُّونه من المطاعم والمشارب التي حرَّمها الله

ت – الخبيث فى المشارب

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

المائدة: ٩٠

ث – الخبيث فى الكلام

قال اللّهِ تعالى:

( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ )

ابراهيم 26

فإشارة إلى كل كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك .

ج  – الخبيث فى الأعمال

عن العمل الخبيث لقوم لوط

قال اللّهِ تعالى:

( وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾

الأنبياء: ٧٤

وآتينا لوطًا النبوة وفصل القضاء بين الخصوم وعلمًا بأمر الله ودينه، ونجيناه من قريته سدوم التي كان يعمل أهلها الخبائث- اللواط –

د – الخبيث من الناس

قال اللّهِ تعالى:

( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾

النور 26

كل خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للخبيث وموافق له، وكل طيِّب من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب للطيب وموافق له .

ر – الخبث في الأماكن

وكما أن الخبث في الناس والأموال والأعمال فهناك أيضًا خبث في الأماكن.

قال الله تعالى:

﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾

الأعراف: ٥٨

والأرض النقية إذا نزل عليها المطر تُخْرج نباتًا – بإذن الله ومشيئته- طيبًا ميسرًا، وكذلك المؤمن إذا نزلت عليه آيات الله انتفع بها، وأثمرت فيه حياة صالحة، أما الأرض السَّبِخة الرديئة فإنها لا تُخرج النبات إلا عسرًا رديئا لا نفع فيه، ولا تُخرج نباتًا طيبًا، وكذلك الكافر لا ينتفع بآيات الله.

6 – الخبيث في المثل القرآني

إن اللّه سبحانه وتعالى يضرب الأمثال لعباده في العديد من آياته في كتابه العزيز .

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾

إبراهيم: ٢٥

وأمر بالاستماع إليها ودعا عباده إلى تعقلها، والتفكير فيها، والاعتبار منها. وضرب الله عز وجل المثل للخبيث

قال اللّهِ تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾

إبراهيم: ٢٤-٢٦

ألم تنظر كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بشجرة عظيمة، وهي النخلة، أصلها متمكن في الأرض، وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟تعطي ثمارها كل وقت بإذن ربها، وكذلك شجرة الإيمان أصلها ثابت في قلب المؤمن علمًا واعتقادًا، وفرعها من الأعمال الصالحة والأخلاق المرضية يُرفع إلى الله وينال ثوابه في كل وقت. ويضرب الله الأمثال للناس؛ ليتذكروا ويتعظوا، فيعتبروا. ومثل كلمة خبيثة -وهي كلمة الكفر- كشجرة خبيثة المأكل والمطعم، وهي شجرة الحنظل، اقتلعت من أعلى الأرض؛ لأن عروقها قريبة من سطح الأرض ما لها أصل ثابت، ولا فرع صاعد، وكذلك الكافر لا ثبات له ولا خير فيه، ولا يُرْفَع له عمل صالح إلى الله.

7- مصير الخبيث وأهله

لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد في هذه الحياة الطّيّب والخبيث؛ للاختبار والامتحان والتمايز، وليلقى كل منهما جزاءه المناسب فهم لا يستويان أبدًا.

– لقد جعل الله تعالى الجنة مأوى الطيبين ولا يدخلها إلا طيب

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٣٢

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾

الزمر: ٧٣

ولقد جعل الله سبحانه وتعالى جهنم دار الخبيث وأهله، فإذا كان يوم القيامة ميز الخبيث من الطيب، وجعل الخبيث بعضه على بعض ثم ألقاه وألقى أهله في جهنم، فلا يدخل النار طيب، ولا يدخل الجنة خبيث .

قال الله تعالى:

﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

الأنفال: ٣٧

8- بين الطيب والخبيث

          في

       القرآن الكريم

سنة الله لا تتخلّف، وهي سنّة التمييز والتمايز، فالله سبحانه وتعالى هو العليم بعباده وما في قلوبهم، هو الخبير بمن خلق، ولكن تحقّق سنة التمايز التي لا تظهر للناس إلا في حال الابتلاء والمحن، فيظهر وقتها المعدن الحقيقي للأشياء من حولنا.

أولًا: الله تعالى هو الذى

يميّز الخبيث من الطيب

إنّ هناك الطيب من الأفعال وخبيثها، ومن البشر كذلك قد يكون ظاهرًا وقد يكون مستترًا، وليس من سنة الله في أرضه أن تكون ظاهر الأعمال في كلّ الأحوال محل تعمية على الناس، فلا يستطيعون معها التفريق بين مؤمن ومنافق وبين طائعٍ وعاصٍ. لا بد أن يعقد الله سببًا من المحنة، يظهر فيه وليه، ويفتضح فيه عدوه، يعرف به المؤمن الصابر، والمنافق الفاجر،

قال الله تعالى:

﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾

آل عمران:١٧٩

ما كان الله ليَدَعَكم أيها المؤمنين على ما أنتم عليه من التباس المؤمن منكم بالمنافق حتى يَمِيزَ الخبيث من الطيب، فيُعرف المنافق من المؤمن الصادق.

قال الله تعالى:

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾

العنكبوت: ٢- ٣

أظَنَّ الناس إذ قالوا: آمنا، أن الله يتركهم بلا ابتلاء ولا اختبار؟ ، ولقداختبرنا الذين من قبلهم من الأمم ، ممن أرسلنا إليهم رسلنا، فليعلمنَّ الله علمًا ظاهرًا للخلق صدق الصادقين في إيمانهم، وكذب الكاذبين؛ ليميز كلَّ فريق من الآخر.

ثانيًا: الخلط بين الخبيث والطيب

فقد يخلط المرء بين الحرام والحلال وبين الصاح والطالح وبين الخبيث والطيب، ولكن ما يلبث الحق أن ينير بصيرة المؤمن ويوجهه إلى الصواب إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى.

قال الله تعالى:

﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

التوبة: ١٠٢

وآخرون من أهل (المدينة) وممن حولها، اعترفوا بذنوبهم وندموا عليها وتابوا منها، خلطوا العمل الصالح – وهو التوبة والندم والاعتراف بالذنب وغير ذلك من الأعمال الصالحة- بآخر من الأعمال السيئة عسى الله أن يوفقهم للتوبة ويقبلها منهم  ، إن الله غفور لعباده، رحيم بهم.

ثالثًا: نفي المساواة بين الخبيث والطيب

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

المائدة: ١٠٠

هذه الآية حكم عام في نفي المساواة عند الله عز وجل بين الرديء من الأشخاص والأعمال والأموال وبين جيّدها، قصد به الترغيب في جيد كل منها والتحذير عن الرديء منها.

فقد يكون الخبيث جذابًا وبراقًا ومثيرًا، ولكنه في جوهره خبيث، وفي أثره خبيث، ولن يقف الخبيث مع الطيب على قدم المساواة بأي وجه من الوجوه. وقد يكون الطيب قليلًا غير براق أو مثيرًا وأقل وزنًا وحظًّا في الدنيا من الخبيث، فالطيب أوزن منه في الآخرة.

– لا يمكن أن يستوي الإنسان الذي يعمل الخير والذي يعمل الشر

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ . أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾

السجدة: ١٨- 20

– وليس من يعمل الصالحات كمن يمشي فسادًا في الأرض

﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾

ص: ٢٨

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

الجاثية: ٢١

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾

القلم: ٣٥- ٣٦

– كما لا يستوي أصحاب الجنة وأصحاب النار

﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾

الحشر: ٢٠

– لا يستوي الخبيث والطيب من الأعمال

﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾

فصلت: ٣٤

– كذلك لا يستوي الخبيث والطيب من الأقوال

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾

إبراهيم: ٢٤- ٢٦

رابعا – الاغترار بكثرة الخبيث

لا يعني كثرة الشيء أنه هو الجيد دومًا وهو المطلوب، فقد ذم القرآن الكريم الكثرة في كثير من آياته وامتدح القلة، وهذه بعض الأمثلة على ذم الكثير وعدم اعتباره .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

الأنعام: ١١٦

﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾

يوسف: ١٠٣

﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

البقرة: ١٠٠

﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾

يوسف: ١٠٦

كما امتدح الله عز وجل القلة في كثير من الأشياء .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾

ص: ٢٤

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾

النساء: ٨٣

﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾

سبأ: ١٣

﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾

البقرة: ٢٤٦

فالخبيث والطيب لا يتساويان في ميزان العدل الإلهي في الدنيا وفي الآخرة، فقليل حلال طيب خير من كثير حرام ضار، لهذا لا يجوز الاغترار بالخبيث ولو كثر وعم، وفي هذا تثبيت للمؤمنين على ما ابتلوا به من كثرة الخبائث وانتشارها وسطوة أهله وتجبرهم. فمهما يكثر الخبيث وينتشر صيته فيبقى خبيثًا غير مستساغ لدى النفوس الطيبة الطاهرة، ولا تقبله الفطرة السليمة، وليس كل ما يلمع ذهبًا.

 

Share This