1- مفهوم الجنة

الجنة هي ما يصير إليه المسلمون في الآخرة ويخلدون فيها أبدًا ، جزاء لهم على إيمانهم الصادق وعملهم الصالح ، وهو ثواب مستور عنهم اليوم .

2- كلمة الجنّة

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة الجنة وصيغها في القرآن الكريم (١٤٧) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– المفرد

ورد  ٧٠ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾

البقرة: ٣٥

– المثنى

ورد  ٨ مرات

قَال الله تعالى:

﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا ﴾

الكهف: ٣٣

– الجمع

ورد  ٦٩ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾

التوبة: ٧٢

وجاءت لفظة الجنّة في الاستعمال القرآني على وجهين:

1- البستان في الدنيا

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ﴾

القلم: ١٧

أي : أصحاب البستان.

2- دار الثواب

قَال الله تعالى:

﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾

الشعراء: ٩٠

3- الجنة دار الله أعدها لعباده

أ- وعد بها عباده المؤمنين

أن الله تعالى قد أعد الجنة ووعد بها عباده المؤمنين، وبشر بها من أطاعه فيما أمر، وانتهى عما نهى عنه

قَال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا  ﴾

النساء: ٥٧

ب – بقاء الجنة وأبديتها

وذكرت الآيات القرآنية فضلًا عن وجود الجنة بقاءها وأبديتها ودوام نعيمها وخلود أهلها .

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا . خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾

الكهف: ١٠٧- ١٠٨

أن المتقين في الجنة خالدون، لا يذوقون فيها الموت، ولا يخرجون منها أبدًا.

– دخولها بالإيمان والعمل الصالح

قَال الله تعالى:

﴿ أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

الأعراف: ٤٣

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾

النور:21

أن تلكم الجنة أورثكم الله إياها برحمته، وبما قدَّمتموه من الإيمان والعمل الصالح.

ويتضح مما تقدم أن الجنة دار الله تعالى أعدها لعباده المؤمنين، وجعل فيها النعيم الدائم غير المنقطع، والخلود لأهلها وعدم فنائها، وأن العمل الصالح لا يكفي لدخول الجنة؛ لأن دخولها برحمة الله عز وجل .

4- آدم عليه السلام والجنة

عن الجنة التي كان فيها آدم وزوجه عليهما السلام

قَال الله تعالى:

﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾

البقرة: ٣١

إن الله تعالى أباح لآدم الجنة يسكن منها حيث يشاء،

قَال الله تعالى:

﴿ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

البقرة: ٣١

أن ذلك الإسكان مشتمل على ما هو إباحة، وعلى ما هو تكليف، أما الإباحة فهو أنه عليه السلام كان مأذونًا في الانتفاع بجميع نعم الجنة، وأما التكليف فهو أن المنهي عنه كان حاضرًا وهو كان ممنوعًا عن تناوله .

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴾

الأعراف : 24

و الجنة التي أسكنها آدم كانت في الأرض والإهباط كان إنتقال من بقعة إلى بقعة  كما في الأتى

قَال الله تعالى:

﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾

البقرة: ٦١

لأن هذه الجنة لو كانت هي دار الثواب لكان من دخلها لا يخرج منها

قَال الله تعالى:

﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾

الحجر: ٤٨

وأن هذه الجنة لو كانت هي دار الثواب لما لحقه الغرور من إبليس

قَال الله تعالى:

﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴾

طه: ١٢٠

وأن هذه الجنة لو كانت هي دار الثواب لكان العطاء غير مقطوع عن من دخلها

قَال الله تعالى:

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾

هود: ١٠٨

أي: غير مقطوع

5- أسماء الجنة ودرجاتها

وردت في القرآن الكريم أسماء كثيرة للجنة اقترنت بعدة صفات، ولها درجات يتفاوت بها أهل الجنة على قدر إيمانهم وأعمالهم الصالحة، لذا سنبين بعض أسماء الجنة ومعانيها ودرجاتها من خلال ما يأتي:

أولًا: أسماء الجنة

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الجنة بعدة أسماء، منها:

1- دار السلام

قال الله تعالى:

﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام: ١٢٧

ودار السلام لأن أهلها سالمون من كل مكروه من الآفات والبلايا والهموم، ومشاق الحياة الدنيا، لذلك وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين والصالحين.

2- جنة الخلد

وهي الجنة التي لا ينقطع نعيمها، التي وعدها الله المتقين من عباده، التي أعدها لهم، وجعلها لهم جزاء على ما أطاعوه في الدنيا، وجعل مآلهم إليها

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ﴾

الفرقان: ١٥

3- دار المقامة

أن دار الإقامة هي الجنة التي وعدها الله تعالى لعباده المؤمنين،

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾

فاطر: ٣٥

4- جنات عدن

جنات عدن هي دار الإقامة و الاستقرار والخلود أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين .

قال الله تعالى:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾

الرعد: ٢٣

5- دار الحيوان

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾

العنكبوت: ٦٤

أي: ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها، فكأنها في ذاتها حياة .

6- جنة المأوى

لأنها المأوى والمسكن الحقيقي والدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة.

قال الله تعالى:

﴿ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

السجدة: ١٩

7- الفردوس

الفردوس هو البستان الذي جمع محاسن كل بستان

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾

الكهف: ١٠٧

ويتضح مما تقدم أن للجنة أسماء متعددة ذكرها القرآن الكريم لتنوع صفاتها، وكلها تدل على النعيم .

ثانيًا: درجات الجنة

لا شك أن الجنة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين لها درجات متفاوتة

قال الله تعالى:

﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾

آل عمران: ١٦٣

ولا تنال الدرجات العلى إلا بالإيمان والعمل الصالح .

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ ﴾

طه: ٧٥

نسبة التفاضل في درجات الآخرة إلى التفاضل في درجات الدنيا كنسبة الآخرة إلى الدنيا

قال الله تعالى:

﴿ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾

الإسراء: ٢١

فدرجات الجنة ومنازلها العالية متفاوته بعضها فوق بعض، أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين من أهل الجنة على قدر إيمانهم وأعمالهم وتوفيق الله تعالى لهم ، ولا تنال تلك الدرجات العلى إلا بالطاعة والإيمان والعمل الصالح، والتنافس والتسابق في الخيرات.

6- صفة الجنة ونعيمها

تحدث القرآن كثيرًا عن الجنة وصفاتها وما فيها من النعيم المقيم الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين، وسوف نستعرض في هذا المبحث بعض ما جاء فيها من خلال النقاط الآتية:

أولا – أبواب الجنة

ذكر القرآن الكريم في آياته أن للجنة أبوابًا يدخل منها المؤمنون إلى جنات الخلد.

قال الله تعالى:

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا  حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾

الزمر: ٧٣

ثانيا – الأنهار

بشّر الله تعالى عباده المؤمنين بأنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار في آيات عديدة ، منها

قال الله تعالى:

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾

البقرة: ٢٥

وعلى ذلك يتبين أن في الجنة أنهارًا كثيرة، جعلها الله تعالى نعيمًا لعباده المؤمنين وأوليائه الصالحين، وهي متنوعة الأشكال والألوان ، منها

١- أنهار من ماء

قال الله تعالى:

﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ﴾

محمد: ١٥

أي: أنهار من ماء غير متغير الريح

٢ – أنهار من اللبن

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ﴾

محمد: ١٥

أي: لم يحمض

٣- أنهار من خمر

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾

[محمد: ١٥

أي: وفيها أنهار من خمر لذيذة لهم

٤ – أنهار من عسل

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾

محمد: ١٥

أي: وفيها أنهار من عسل قد صفّى من القذى

ثالثًا: العيون

لم يكتف القرآن بذكر الأنهار الجارية في الجنة، بل تحدث عن العيون المتفجرة والمتنوعة في أرجائها، أعطاها الله تعالى لعباده المتقين

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾

الحجر: ٤٥

وذكرت عيون الجنة في آيات كثيرة، حيث بينت أسماء بعضها وميزتها، وهذا من فضل الله تعالى الذي أعده لعباده المتقين بحسب مراتبهم في الجنة، ومن تلك العيون ما يأتي:

١ – تسنيم

أخبر الله تعالى عن العين التي يشرب منها المقربون في الجنة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾

المطففين: ٢٧- ٢٨

وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تُعْرَف لعلوها بـ “تسنيم”، عين أعدت؛ ليشرب منها المقربون، ويتلذذوا بها.

٢ – سلسبيل

ذكر الله تعالى أن في الجنة عينًا تسمى السلسبيل.

قال الله تعالى:

﴿ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴾

الإنسان: ١٨

يشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى سلسبيلا؛ لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.

٣ – الكافور

قال تعالى واصفًا عين الكافور

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴾

الإنسان: ٥-٦

هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله، يتصرفون فيها، يسوقونها إليهم سوقًا سهلًا إلى حيث يريدون، وينتفعون بها كما يشاءون، ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يحبون وصوله إليه .

رابعًا: القصور

إن من نعيم الجنة الذي وعد الله عز وجل به عباده من المؤمنين والمؤمنات أن جعل لهم قصورًا في الجنة.

قال الله تعالى:

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾

الفرقان: ١٠

ويخبر القرآن الكريم في آيات أخرى أن الجنّة ليست مجرد أشجار وثمار تجري من تحتها الأنهار الجارية وتتفجر منها العيون، بل فيها قصور ومساكن وبيوت وخيام يسكن داخلها المؤمنون في حياتهم الخالدة في الجنّة

قال الله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾

التوبة: ٧٢

وقد سمى الله تعالى في آيات أخرى هذه المساكن بالغرفات

قال الله تعالى:

﴿ لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾

الزمر: ٢٠

والغرف في الجنة هي القصور الشاهقة، طباق فوق طباق، مبنيات محكمات مزخرفات عاليات.

خامسًا: الأثاث

ذكر القرآن الكريم في بعض آياته أثاث أهل الجنة، ومنه ما يأتي:

1- السرر

وصف الله تعالى سرر أهل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ﴾

الطور: ٢٠

وهذه السرر قد صفّ بعضها إلى بعض

قال الله تعالى:

﴿ عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ﴾

الواقعة: ١٥

على سرر منسوجة بالذهب،

قال الله تعالى:

﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ﴾

الغاشية: ١٣

فيها سرر عالية

٢- الفرش

قال الله تعالى:

﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ﴾

الرحمن: ٥٤

فوصف الفرش بكونها مبطَّنة من غليظ الديباج والظهائر من السندس

قال الله تعالى:

﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾

الواقعة: ٣٤

وفرشٍ مرفوعة على السرر.

٣ –  النمارق

هي الوسادة التي يتكىء عليها الجالس والمضطجع،

قال الله تعالى:

﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴾

الغاشية: ١٥

ومصفوفة أي جعل بعضها قريبًا من بعض صفًّا، أي أينما أراد الجالس أن يجلس وجدها .

٤- الأرائك

قال الله تعالى:

﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ﴾

الكهف: ٣١

يتكئون فيها على الأسِرَّة المزدانة بالستائر الجميلة

٥ – الأكواب

وصف الله تعالى أكواب أهل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴾

الإنسان: ١٥

يطوف عليهم خدم الجنة بأواني الطعام، وهي من فضة خالصة، وبأكواب الشراب، وهي أيضًا من فضة، وقد جعلت هذه الأكواب جامعة بياض الفضة، وصفاء الزجاج وشفافيته.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴾

الغاشية: ١٤

أنها موضوعة على حافة العين الجارية، كلما أرادوا الشرب وجدوها ملأى من الشراب

٦ – الزرابي

الزرابي هي البسط التي يجلس عليها

قال الله تعالى:

﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾

الغاشية: ١٦

وبُسُط كثيرة مفروشة.

٧ – العبقري

العبقري أي الطنافس وهو ضرب من الفرش

قال الله تعالى:

 ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾

الرحمن: ٧٦

متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان.

ويتضح مما مضى أن في الجنة التي وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين أثاثًا لا يشبه أثاث الحياة الدنيا، فأثاث أهل الجنة متعدد الأنواع والأشكال، من سرر وأرائك وفرش وعبقري ونمارق وزرابي وغيرها.

سادسًا: أشجار الجنة وثمارها

لا شك أن الجنة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين قد خلق الله تعالى فيها الأشجار والثمار متنوعة الأشكال والأحجام دائمة العطاء، ولا تشبه أشجار الدنيا وثمارها وأن تشابهت في الأسماء، وقد ذكر الله تعالى في آياته الكريمة أنواعًا من أشجار وثمار الجنة، منها ما يأتي:

1- النخل

ووصف الله تعالى نخل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾

الرحمن: ١١

النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر

٢ – الرمان

ووصف الله تعالى الرمان بأنه من أشجار الجنة

قال الله تعالى:

﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾

الرحمن: ٦٨

٣ – السدر

ومن نعيم الجنة أشجار السدر التي ذكرها الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴾

الواقعة: ٢٨

السدر شجر النبق لا شوك فيه

وثمار الجنة لا يتشابه مع بعضه في اللون والمنظر والاسم

قال الله تعالى:

﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾

البقرة: ٢٥

كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل، فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته، وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم.

ومن كمال المتعة واللذه أن هذه الثمار دانية مذللة لا مشقة في التقاطها، بل هي في متناول أيدي أهل الجنة .

قال الله تعالى:

﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ  ﴾

الحاقة: ٢2- 23

ويتبين مما مضى أن الله تعالى خلق في الجنة أشجارًا كثيرة، منها: النخل والعنب والرمان والسدر والطلح والثمار، وغير ذلك ما لا يحصى، متنوعة ودانية الثمار ما تكمل به متعة أهل الجنة؛ ليتنعموا بها وهي باقية العطاء معهم بدوام نعيم الجنة الذي لا يفنى.

سابعًا: الطعام والشراب

إن أهل الجنة يأكلون ويشربون

قال الله تعالى:

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

الطور: ١٩

كلوا طعامًا هنيئًا، واشربوا شرابًا سائغًا؛ جزاء بما عملتم من أعمال صالحة في الدنيا.

ووصف الله تعالى أكل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ ﴾

الرعد: ٣٥

أي ما يؤكل فيها دائم لأهلها، لا ينقطع عنهم، ولا يزول ولا يبيد، ولكنه ثابتٌ إلى غير نهاية.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾

مريم: ٦٢

ولهم ما يشتهون من المطاعم فيها من الطعام والشراب دائمًا، كلما شاؤوا بكرة وعشيًا.

ومن طعام أهل الجنة الفاكهة واللحم

قال الله تعالى:

﴿ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾

الطور: ٢٢

ووصف شراب أهل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ. وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾

المطففين: ٢٥-٢٧

ويتضح مما تقدم: أن في الجنة التي وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين أشهى الطعام والشراب، ولا يكون طعامهم من جوع ولا شرابهم من عطش، بل من كمال نعيمهم ومتعتهم ولذتهم التي أعدها الله تعالى لهم جزاء بما كانوا يعملون.

ثامنًا: اللباس والحلي

ذكر الله تعالى في آياته أن الجنة لا عري فيها.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴾

طه: ١١٨

ووصف الله تعالى لباس أهل الجنة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾

الحج: ٢٣

يُزَيَّنون فيها بأساور الذهب وباللؤلؤ، ولباسهم المعتاد في الجنة الحرير رجالا ونساءً.

ووصف بعض ثياب أهل الجنة بأنها خضراء اللون

قال الله تعالى:

﴿ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾

الكهف: ٣١

لأن الخضرة أحسن الألوان والنفس تنبسط بها أكثر من غيرها .

ويتضح مما مضى: أن أهل الجنة ينعمون باللباس الفاخر من الحرير والسندس والإستبرق الذي لا يبلى ولا يتمزق، ولا يقتصر اللباس على ذلك بل لهم فيها ما يشتهون من الثياب ويحلون فيها بالذهب والفضة واللؤلؤ، ما لا تبلى ولا تفنى.

تاسعًا: نساء أهل الجنة

تحدث القرآن الكريم في بعض آياته عن نساء أهل الجنة كما يأتي:

١ – الحور العين

وهن زوجات المؤمنين في الجنة غير زوجاتهم في الدنيا

قال الله تعالى:

﴿ كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾

الدخان: ٥٤

أي: أكرمناهم بأن زوجناهم حورًا عينًا

ووصفت الحور العين

قال الله تعالى:

﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ . كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾

الصافات: ٤٨- ٤٩

وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات، لا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين، كأنهن بَيْض مصون لم تمسه الأيدي.

قال الله تعالى:

﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾

الرحمن: ٥٨

٢ – زوجات المؤمنين في الدنيا

أخبر الله تعالى أن زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة وصالحة.

قال الله تعالى:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾

الرعد: ٢٣

أي يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين؛ لتقر أعينهم بهم . ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا، فإنهن مطهرات من الحيض والنفاس والبصاق والمخاط والبول والغائط .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾

البقرة: ٢٥

وتلك نساء أهل الجنة خلقهن الله تعالى لعباده المؤمنين، منهن من كانت زوجاتهم في الحياة الدنيا، ومنهن الحور العين، وكلهن من النعيم الذي يتنعم به أهل الجنة في الآخرة.

عاشرًا: خدم أهل الجنة

ذكر الله تعالى أن في الجنة خدما ولدانًا أو غلمانًا خلقهم الله تعالى لخدمة أهل الجنة، يطوفون عليهم بآنية الشراب

قَال الله تعالى:

﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾

الواقعة: ١٧-١٨

وهم في غاية الجمال كأنهم اللؤلؤ المكنون

قَال الله تعالى:

﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴾

الطور: ٢٤

7- صفة أهل الجنة وأخلاقهم

أخلاق أهل الجنة فتتمثل في محبة بعضهم بعضًا كما وصفهم الله تعالى

قَال الله تعالى:

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾

الحجر: ٤٧

أي وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وصف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة، ما فيها من حقد وغلّ وعداوة كان من بعضهم في الدنيا على بعض، فجعلهم في الجنة إذا أدخلهموها على سرر متقابلين، لا يحسد بعضهم بعضًا على شيء خصّ الله به بعضهم وفضّله من كرامته عليه

8- الأسباب الموجبة لدخول الجنة

تتفاوت درجات الجنة بحسب الأعمال، ويتنافس العباد في ذلك على قدر سعيهم وهمتهم للوصول إلى جنات الخلد، وتحدث القرآن الكريم عن ذلك في آيات كثيرة، وهذا ما سوف نوضحه من خلال النقاط الآتية:

1- الإيمان والعمل الصالح

إن دوام الإيمان والعمل الصالح سبب لدخول الجنة

قَال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

البقرة: ٨٢

وأما الذين صدقوا الله ورسله، وآمنوا باليوم الآخر، وعملوا صالح الأعمال فأدّوا الواجبات، وانتهوا عن المعاصي فأولئك جديرون بدخول الجنة .

2- طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

إن من موجبات دخول الجنة طاعة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

النساء: ١٣

وطاعة الله هي ما شرعه من الدين على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وطاعة الرسول هي اتباع ما جاء به من الدين عن ربه، فطاعته هي بعينها طاعة الله .

3- التقوى

إن التقوى سبب من أسباب دخول الجنة وشرط لحصول الرحمة من الله

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾

القلم: ٣٤

4- الاستقامة على دين الله

إن من استقام على دين الله فإن الملائكة تنزل عليه وتبشره بالجنة

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾

فصلت: ٣٠

5- الجهاد في سبيل الله تعالى

جعل الله تعالى الجنة ثمنًا لمن جاهد في سبيله بنفسه وأمواله جزاءً له على إيمانه وإخلاصه في طاعة الله ورسوله

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾

التوبة: ١١١

6- الصبر على الابتلاء

إن طلب الجنة ودخولها لا يتم ولا يكمل إلا بالصبر على الابتلاء واحتمال الشدائد في التكليف وإقامة الحق

قَال الله تعالى:

﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾

آل عمران: ١٤٢

7- الإخبات

ذكر الله تعالى في آياته الكريم صفة من صفات أهل الجنة وهي الإخبات

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

هود: ٢٣

أي إن الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا فى الدنيا الأعمال الصالحة، فأتوا بالطاعات وتركوا المنكرات، وخشعت نفوسهم واطمأنت إلى ربهم أولئك هم قطّان الجنة الذين لا يخرجون منها ولا يموتون، بل هم ما كثون فيها أبدًا.

9- من حرّم عليه الجنة

لقد ذكر القرآن الكريم الذين يدخلون الجنة وصفاتهم، وكذلك ذكر أن هناك أصنافًا حرمت من الجنة وهم كثير، وجاءت النصوص بشأنهم ، منها ما يأتي:

١ – إبليس

هو أول من حرم من الجنة وطرد منها ولا يمكن له أبدًا دخولها

قَال الله تعالى:

﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ﴾

الأعراف: ١٨

٢ – الكافرون

وهم الذين حرموا من الجنة

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا . إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾

النساء: ١٦٨- ١٦٩

٣ – المبتغون غير الإسلام دينًا

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

آل عمران: ٨٥

أي: ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين

٤ – المنافقون

قَال الله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ  وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾

التوبة: ٦٨

أي وعد الله هؤلاء جميعًا نار جهنم يصلونها ماكثين فيها أبدًا، وقدم المنافقين في الوعيد على الكفار للإيذان بأنهم وإن أظهروا الإيمان وعملوا أعمال الإسلام شر من الكفار

٥ – أكلة أموال اليتامى

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا  وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾

النساء: ١٠

٦ – المتكبرون

قَال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

الأعراف: ٣٦

 

Share This