1- مفهوم التسخير

التسخير يعنى إن الله تعالى أودع فى الشىء الذى خلقه إمكانية توظيفه لمصلحة الانسان . وبالتالى يمكن للعلم البشرى التعرف على إمكانيات ما سخره الله تعالى لهم للإستفادة به .

قَال الله تعالى:

( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )

لقمان :20

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ  وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾

إبراهيم: ٣٣

التسخير جعله منقادًا للانسان ، وسوقه إلى الغرض المختص به قهرًا.

2- كلمة التسخير

     في                           

   القرآن الكريم

وردت كلمة التسخير وصيغها في القرآن الكريم (٢٧) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٢٢ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا ﴾

النحل:١٤

– المصدر

ورد  مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾

الزخرف:٣٢

– اسم المفعول

ورد ٤ مرات

قَال الله تعالى:

﴿ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

البقرة:١٦٤

وجاء (التسخير) في القرآن الكريم بمعني السياقة إلى الغرض المختص قهرًا ؛ كتسخير الفلك للمخر في البحر بالريح، وتسخير السحاب للأمطار، وتسخير النهار للعمل، والليل للسكون، وتسخير الليل للسير في الصيف، والشمس للدفء في الشتاء، والظل للتبرد.

3- الألفاظ ذات الصلة

– التذليل

التذليل هو جعل الشيء منقادًا من غير صعوبة، وتسهيله على وجه ينتفع منه العباد .

قَال الله تعالى:

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ﴾

يس: ٧٢

أي: وصيرناها سهلة غير مستعصية عليهم في شيء مما يريدون بها.

﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ﴾

النحل: ٦٩

أي: منقادة غير متصعبة.

التذليل يخص الله كما يخص البشر، بينما التسخير فلا يسخر إلا الله.

– الانقياد

الانقيادهو الخضوع والطاعة والإذعان للآخر طوعًا أو كرهًا .

– التسليط

التحكم، والتمكين، والسيطرة، والقوة، والقهر، والغلبة

قَال الله تعالى:

﴿ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴾

النساء: ٩٠

أي: لم يجعل لكم عليهم قوة وقهرا

4- دلالات التسخير العقدية

إن تسخير هذا الكون بما فيه من المنافع لهذا الإنسان العاجز الضعيف، فيه دلالة على الربوبية والألوهية وصفات الله تعالى، كما أنها تدل على البعث والنشور، وبيان ذلك من خلال النقاط الآتية:

1- دلالاته على الربوبية والألوهية

لقد ذكر القرآن الكريم دلالة التسخير على الربوبية والألوهية.

قال الله تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

النحل: ١٢

يخبر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه سخر لخلقه خمسة أشياء عظام، وهي: الليل، والنهار، والشمس، والقمر، والنجوم، وفيها من عظيم نعمته ما لا يعلمه إلا هو، وفيها الدلالات الواضحات لأهل العقول: على أنه الواحد المستحق لأن يعبد وحده .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ  فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾

العنكبوت: ٦١

﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

الأعراف: ٥٤

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ﴾

إبراهيم: 32

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ . وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ . وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ  ﴾

يس: ٣6-٣٩

فقد بين سبحانه إلهيته وربوبيته: بأن هذا الكون وكل ما فيه من الخيرات الكثيرة والنعم العظيمة؛ فهي منه، وتحت تدبيره وتسخيره، فيجب على عباده أن يشكروه عليها، ويعبدوه دون غيره مما عبدوه معه وليس له من الخلق ولا من الأمر شيء.

2- دلالاته على أسماء الله وصفاته

لقد ذكر القرآن الكريم دلالة التسخير على أسماء الله وصفاته.

قال الله تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

الجاثية : 13

يخبر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من فضله وإنعامه أنه سخر لخلقه هذا الكون بما فيه، فلا يوجد شيء في هذا الكون إلا وللإنسان به انتفاع من وجوه، و في ذلك دلٌاله على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنعة وحسن الخلقة دالٌ على كمال حكمته وعلمه، وما فيها من السعة والعظمة والكثرة دالٌ على سعة ملكه وسلطانه، وما فيها من التخصيصات والأشياء المتضادات دليل على أنه الفعال لما يريد، وما فيها من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية دليل على سعة رحمته، وشمول فضله وإحسانه، وبديع لطفه وبره، وكل ذلك دالٌ على أنه وحده المألوه المعبود الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له.

3- دلالاته على البعث

لقد ذكر القرآن الكريم دلالة التسخير على البعث.

قال الله تعالى :

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾

الرعد: ٢

الله تعالى هو الذي رفع السموات السبع بقدرته من غير عمد كما ترونها، ثم استوى – أي علا وارتفع- على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته، وذلَّل الشمس والقمر لمنافع العباد، كلٌّ منهما يدور في فلكه إلى يوم القيامة. يدبِّر سبحانه أمور الدنيا والآخرة، يوضح لكم الآيات الدالة على قدرته وأنه لا إله إلا هو؛ لتوقنوا بالله والمعاد إليه، فتصدقوا بوعده ووعيده وتُخْلصوا العبادة له وحده.

5- الحكمة من

    التسخير

القرآن الكريم يحدد لنا هذا التلازم بين مبدأ الخلق وظاهرة الحكمة والتسخير فيه ، بآيات غاية في الدقة والدلالة على أن الخلق لم يوجد على وجه العبث أو اللهو والاتفاق العفوي ، وإنما يقرر القرآن بأن المخلوق وجد لغاية وهدف سام وأجل مسمى تتحدد عنده تلك الغاية ويتبين له حينه وجه الحكمة منه.

قَال الله تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ﴾

الروم 8

وإمعان نظر الانسان فى كل ماسخره الله له من نعم يستوجب الأ تي ..

أ- الإيمان بالله تعالى

أن ما نشاهده في هذا الكون الرحيب من مظاهر الإتقان والتنظيم لا يتصور عاقل وقوعها على هذا الحال على وجه المصادفة أو العشوائية، فلا يجد الإ التسليم والإقرار بوجود خالق قدير عليم قام بتسخير وتدبير هذا الكون ..

قَال الله تعالى:

( أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

النحل  79

( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ )

فاطر  13

( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

الأعراف  54

وسخَّر لكم كل ما في السموات من شمس وقمر ونجوم، وكل ما في الأرض من دابة وشجر وسفن وغير ذلك لمنافعكم، جميع هذه النعم منة من الله وحده أنعم بها عليكم، وفضل منه تَفضَّل به، فإياه فاعبدوا، ولا تجعلوا له شريكًا. إنَّ فيما سخره الله لكم لعلامات ودلالات على وحدانية الله لقوم يتفكرون في آيات الله وحججه وأدلته، فيعتبرون بها فيؤمنون .

ب – معرفة  الله تعالى

التَفَكَّير هو ما يقود الانسان إلى معرفة  الله تعالى من خلال  قدرة الله وعلمة وحكمتة في مظاهر الإتقان والتنظيم في هذا الكون العظيم .

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

الجاثية 13

ج – تعظيم الله تعالى

من آثار التسخير الإيمانية التي ذكرها القرآن الكريم: تعظيم الله تعالى.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ . لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾

الزخرف: ١٢-١٣

والذي خلق الأصناف كلها من حيوان ونبات، وجعل لكم من السفن ما تركبون في البحر، ومن البهائم كالإبل والخيل والبغال والحمير ما تركبون في البر. لكي تستووا على ظهور ما تركبون، ثم تذكروا نعمة ربكم إذا ركبتم عليه، وتقولوا: الحمد لله الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مطيقين

د – شكر الله تعالى

الشكر هو الثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان. و هو الله تعالى ..

قَال الله تعالى:

( كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

الحج : 36

﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

الجاثية: ١٢

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ . وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ . وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾

يس: ٧١-٧٣

﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾

النحل : 114

وفي الآيات تسخير الله تعالى لهذا الكون دون مقابل يستوجب الشكر، وهذا هو الأدب الواجب في حق المنعم، يوجهنا الله إليه، لنذكره كلما استمتعنا بنعمة من نعمه التي تغمرنا، والتي نتقلب بين أعطافها ثم ننساه.

ر – أستثمار ثروات الكون

الكون مبنى على قوانين ونحن خلقنا قادرين على تفهم هذه القوانين ، هذه القوانين قابلة للفهم والتعقل ومن خلال هذا الفهم والتعقل والاستنباط استطعنا أن نصنع كل هذه التكنولوجيا والحضارة ومصادر القوى الرهيبة الموجودة حاليا في عصرنا الراهن .. فالتسخير الكوني يعنى أن الله جل وعلا بني خطة الكون على أساس هذه القوانين التي جعلها الله تعالى متاحة في متناول العقل والفهم .

قَال الله تعالى:

﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾

هود: 61

هو الذي بدأ خَلْقكم من الأرض و جعلكم عمارا تسكنون بها . وعندما طلب الله تعالى من الإنسان أن يعمر الأرض لم يتركه تائها، بل وفر له أهم المقومات وتتمثل في أمرين ..

1- تسخير الكون للإنسان

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ )

الجاثية: 13

2- القدرات العقلية التي تجعله قادرا على الاستفادة من هذا التسخير.

قَال الله تعالى:

( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

النحل :78

( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ )

المؤمنون:  78

6- مظاهر التسخير

إن الله تعالى سخر كل ما في هذا الكون لخدمة العباد واستخراج جميع ما فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية، فسخر الشمس والقمر والأرض وسخر ما يركب ويؤكل ويلبس، وبيان ذلك من خلال النقاط الآتية:

أ- تسخير الأرض

وما عليها من كائنات

أن الله تعالى هيأ في الأرض نظامًا متكاملًا متوازنًا يعج بالحياة بكافة أنواعها حتى تكون في استعداد تام لحياة الإنسان. وهذه نماذج من المخلوقات التي سخرها الله  للبشر …

1-  السحاب

قَال الله تعالى:

 ( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )

البقرة 164

2- السفن

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ )

إبراهيم 32

3- الْأَنْهَار

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ)

إبراهيم 32

4-  الليل والنهار

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )

إبراهيم 33

5-  البحر

قَال الله تعالى:

 ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

النحل 14

6- الطيور

قَال الله تعالى:

( أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

النحل 79

7- الجبال

قَال الله تعالى:

( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ )

ص 18

8- الأ نعام

قَال الله تعالى:

( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ )

الحج 37

 ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )

غافر 79

( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ . لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ )

الزخرف 12-13

9- مخلوقات الْبَحْرَ

هو الذي سخر ما في البحر من منافع للناس، وهذه نعمة عظيمة من الله؛ حيث جعل البحر مستودعًا لا ينضب لمادة غذائية تعتبر شيئًا أساسيًا في حياة معظم الشعوب، يتناولونها من البحر دون أن يخسروا مالًا وجهدًا في تربيتها،

قَال الله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا )

النحل 13

ب – تسخير الكون

جميعًا لنا

المطلع على علم الفلك يعلم بأن التسخير يشمل

– دوران الأرض حول الشمس في مدار مناسب تمامًا وما يترتب عليه من إمداد الأرض بالطاقة وتنظيم الليل والنهار، وذلك بحيث أن هذا المدار لو اتسع قليلًا لتجمَّدت الأرض ومن عليها ولو انكمش قليلًا احترقت الأرض وقاطنيها.

– ويعلم أن دوران القمر حول الأرض له أهمية بالغة في استقرار الأرض ودرجة حرارتها حتى تكون مستعدة لاستقرار الحياة فيها.

– أما النجوم فلها دور عظيم في الملاحة بأنواعها على مستوى الأرض ودور أعظم في الحفاظ على استقرار الكون وموازنة التوسع المستمر بتجاذبها المتبادل بعضها لبعض . والتسخير في الكون يشمل الأتي …

1- جميع ما في السماء والأرض

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ )

الجاثية13

2- النُّجُومُ

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ )

النحل12

3-  الشمس والقمر

قَال الله تعالى:

( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ  مُسَمّىً )

الرعد 2

( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ )

إبراهيم 33

وذلَّل الشمس والقمر لمنافع العباد كلٌّ منهما يدور في فلكه إلى يوم القيامة .

7- المحافظة على التسخير

  ( قيومية الله تعالى )

– هل فكَّرت يومًا ماذا يحدث لو صحوت من النوم صباح فلم تجد هناك جاذبية أرضية ولم يحدث مرة في حياتك أن انقطعت خدمة الجاذبية عن منزلك كما تنقطع خدمة  الكهرباء بسبب الأعطال الفنية في شركة الكهرباء

– هل فكَّرت يومًا ماذا يحدث لو أن ثابت الجذب العام إزداد فجأة .. .. ستجدت نفسك ملقىً على الأرض لا تستطيع حِراكًا

– هل فكَّرت يومًا ماذا لو أن القمر قد اقترب إلينا بحيث يجرُّ معه مياه البحار والمحيطات جرًّا ليُصبح المدُّ رهيبًا .. ستغرق المدن الساحلية  طبعا ..

– هل فكَّرت يومًا ماذا لو أن الأرض قد اقتربت من الشمس.. ستزداد حرارة الأرض لتصبح فوق احتمالنا

واترك للقارئ الكريم أن يُطلقَ عنان خياله في ( ماذا لو ؟ )

قال اللَّهَ تعالى:

( إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا )

فاطر41

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ  ﴾

الملك 30

( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾

الحج 65

وهذة أمثلة على قيومية الله تعالى .. فالله تعالى لم يخلق فقط ولكنه قائم على حفظ ورعاية  ما خلق.

 

 

Share This