مفهوم التبرُّج في القرآن الكريم

1- مفهوم التبرُّج

التبرج هو إظهار ما يجب إخفاؤه في المرأة. وقد أستعمل في خروج المرأة من الحشمة وإظهار مفاتنها وإبراز محاسنها أمام غرباء عنها غير محرمين عليها.

ومن الألفاظ القريبة التي تُطلَق على التبرّج  الأن العُرْي، والتّهتُّك، والتكشُّف، والانْحِلال الأخلاقيّ، والإخلال بناموس الحياة، والإباحيّة .

2- التبرج

     في

 القرآن الكريم

لقد ورد التبرج في موضعين في القرآن ..

قال الله تعالى:

( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

النور: 60

( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )

الأحزاب:33

وقد جاء أمر تنظيم التبرج حفاظا على المرأة. ولا سيما وأن الغريزة الجنسية هي أقوى الغرائز الإنسانية. لذلك وضع هذا الحد من أجل الحفاظ على كرامة المرأة.

3- حُكم التبرُّج

      في

 القرآن الكريم

ورد تحريم التبرُّج في القرآن الكريم ، بل إنَّ الله تعالى قد قرَن التبرّج بالجاهليّة الأولى أي أنّه ليس من أفعال المؤمنين والمؤمنات .

قال الله تعالى:

( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

الأحزاب:32-33

4 – تبرج الجاهلية الأولى

قال الله تعالى:

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾

الأحزاب : 33

ﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻫﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺧﺮﺟﻦ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯﻟﻬﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﺟﻦ أي ﻳﺒﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺯﻳﻨﺘﻬﻦ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﻦ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﺜل ﻣﺍ ﻛﺍﻧت ﺘﻓﻌل ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ في الجاهلية الأولى ، ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ أي  ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ .فالمرأة يجب ألا تخرج إلا لمعنى، كأن تذهب للعمل أو لشراء طلبات المنزل كالأكل والشرب، أو الخروج للنزهة مع الزوج، وكل ما هو مفيد، أما الخروج الذي لا فائدة منه لا ينبغي أن يكون.

– في قصة شعيب عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾

القصص: 23

لا نستطيع مزاحمة الرجال، ولا نسقي حتى يسقي الناس، وأبونا شيخ كبير، لا يستطيع أن يسقي ماشيته؛ لضعفه وكبره.

وهذا يبين بأن الشرع أباح خروج المرأة للعمل الذي يتناسب مع طبيعتها طالما التزمت بما شرعه الله من آداب تخص المرأة من جهة اللباس والحديث مع الأجانب ومخالطتهم.

5 – مظاهر التبرُّج

ولتبرُّج المرأة مظاهر كثيرة، ربما تتعلّق أحياناً بملابسها، وربما تتعلّق أحياناً أُخرى بتصرُّفاتها وسلوكها، وتتلخّص مظاهر تبرّج المرأة بأهمّ المظاهر الآتية:

أ- إبداء المرأة مفاتِنَها، وإظهارها شيئاً من جسدها أمام الرّجال الأجانب عنها .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾

النور:31

ب – تثنّي المرأة وتكسُّرها في مشيتها أمام الرّجال

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾

النور: 31

ت – الخضوع بالقول، واللين في الكلام مع الرّجال الأجانب عنهنّ.

قال الله تعالى:

﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾

الأحزاب: 32

ث – الاختلاط بالرّجال من غير حاجة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾

الأحزاب: 33

Share This