1- مفهوم البيت

البيت هو المأوى الذي يتخذه الانسان مستقرا له ومنزلا ينزل إليه . .فهو البناء الخارجي الذي يحمي أصحابه من عيون الآخرين . ..لذلك يكون مغلق من جميع الجهات و له باب يمكن الدخول منه

قال الله تعالى:

﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾

البقرة: 189

و لكل بيت جدران و سقف

قال الله تعالى:

﴿ لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ ﴾

الزخرف: 33

لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقُفا من فضة

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ﴾

البقرة: 127

ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام يعيدان بناء الجدران الخارجية .

2- كلمة بيت

        في

  القرآن الكريم

وردت كلمة بيت وصيغها في القرآن الكريم (46) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– مفرد

ورد 19مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾

البقرة: 125

﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾

آل عمران: 96

– جمع

ورد 27مرة

قال الله تعالى:

﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ﴾

النور: 29

أن الاستعمال القرآني يعطي للكلمة دلالات قد تتعدد دلالاتها من سياق لآخر، فهي دالة على

1- مأوى الانسان

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ﴾

الحجر: 82

جرت الآية في سياق الحديث عن مكانة عاد الذين عظمت قوتهم فبنوا مساكنهم التي تِويهم في الجبال .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ﴾

الطلاق: 1

فنسب البيوت إلى الزوجات لأنها موضع سترها ومستقر زوجيتها

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا  ﴾

النور:27

2-  مأوى لمطلق المخلوقات

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾

العنكبوت : 41

فأطلق الى مساكنها ومآويها باعتبار تحقّق الاستراحة والسكنى لمطلق الحيوان ليلا فيها .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾

النحل: 68

3- الكعبة

أنﹼ الكعبة هي أول مسجد بني للناس

قال الله تعالى:

( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ )

آل عمران : 96

ومصداقه ما جاء دعاء من إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾

إبراهيم: 37

فخرجت نسبة البيت إلى ما دلت عليه كاف الخطاب وهو اﷲ سبحانه ، إذ بيت اﷲ هو الكعبة التي يأوي إليها المسلمون لا للمبيت فيها بل لتأكيد إيمانهم .

قال الله تعالى:

 ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )

الحج : 29

ونال إبراهيم عليه السلام شرف رفع قواعده وإبرازها بعد انمحاء وبنائها بعد اندراس

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

البقرة: 127

فاستحقا بذلك أن تكون لهما المزية العظمى بما قاما به من تطهير للبيت لمن يأتيه راكعا وطائفا وسائلا المثابة والأمن .

4- المساجد

إنﹼ المساجد التي يبنيها المسلمون لإقامة شعائر الصلاة وإعلان عقيدة التوحيد وتتخذ من الكعبة قبلة لها فتسمى هي أيضا بيوت .

قال الله تعالى:

﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾

النور36

والبيوت المقصودة هي المساجد

5- بيوت النبوة

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

يونس :87

وأوحينا إلى موسى وأخيه هارون أن اتخذا لقومكما بيوتًا في “مصر” تكون مساكن وملاجئ تعتصمون بها، واجعلوا بيوتكم أماكن تصلُّون فيها عند الخوف، وأدُّوا الصلاة المفروضة في أوقاتها.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾

الأحزاب 33 – 34

إنما أوصاكن الله بهذا يا أهل بيت النبي ؛ ليزكيكنَّ، ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر ، ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة. واذكرن ما يتلى في بيوتكن من القرآن ، واعملن به، واقدُرْنه حقَّ قَدْره، فهو من نِعَم الله عليكن

6- البيوت غير مسكونة

قال الله تعالى:

﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ﴾

النور: 29

وضح الله للمسلمين أن ليس عليهم جناح أى عقاب أن يدخلوا بيوتا غير مسكونة دون استئذان والمراد أن يلجوا مساكنا أى بيوتا غير مخصصة لسكن العائلات فيها متاع لهم أى نفع لهم وهى الأماكن العامة كالمكتبات والدكاكين والمدرسة ونقطة الشرطة والمحكمة وغيرها .

3- نعمة البيت

يسبح الإنسان في بحر من النعم التي لا تُعد ولا تحصى، ومقتضى الايمان بالله عز وجل المنعِم علينا أن نعترف بفضله ونشكره على نعمة المسكن والبيت الذي جعله لنا.

1- البيت سكن

مهما كان مكان عمل الإنسان مريحا مكيفا، فإن المرء لا يشعر بالراحة إلا حينما يعود إلى بيته، ومهما كان مكان استضافة المرء جميلا فاخرا، فإن الإنسان يشتاق للعودة إلى بيته وسكنه، فقد جعل الله في البيت سكنا لا نجده في غيره .

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾

النحل: 80

ولعل هذه النعمة هي أظهر فوائد البيت للإنسان، حتى إن لفظ السكن تحل في الاستعمال محل كلمة البيت أو المنزل في كثير من الأحيان. فالسكن هو بمعنى الاستقرار والسكون والاطمئنان .

2- البيت ملجئ آمن

يتخذ الإنسان البيوت طلبا للأمان .

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ﴾

الحجر: 82

فأمان الإنسان في سكنه

3- البيت حصن الخصوصية

الإنسان مخلوق اجتماعي، يألف ويؤلف، لكنه يجب أن تكون له خصوصياته، ونعمة البيت التي نحمدها اليوم توفر الخصوصية، والقرآن يربي الناس على ذلك

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

النور: 27

4- البيت محراب عبادة

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾

يونس :87

وأوحينا إلى موسى وأخيه هارون أن اتخذا لقومكما بيوتًا في “مصر” تكون مساكن وملاجئ تعتصمون بها، واجعلوا بيوتكم أماكن تصلُّون فيها عند الخوف، وأدُّوا الصلاة المفروضة في أوقاتها.

4- الفرق بين

البيت والمسكن

الفرق بين البيت المسكن أن المسكن يقسم داخليا إلى حجرات وممرات . بينما البيت هو عبارة عن مساحة واحدة مخصصة للعيش .

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ﴾

النحل: 80

وخير مثال على ذلك ما يسميه البادية بيوت الشعر وهي عبارة عن خيام وما هي سوى مساحة واحدة مغطاة

عندما تناول القرآن العظيم النحل وصف محل إقامتها بالبيوت

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾

النحل: 68

وعندما تحدث عن العناكب وصف مقرها أيضا بالبيت

قال الله تعالى:

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾

العنكبوت: 41

والنمل أمره عجيب ومقر سكناه هو بالفعل مسكن وليس بيت هو أن النمل يبنى مساكن فعلا متكونة من حجرات وممرات أسفل سطح الأرض. فهناك حجره للطعام و حجره للملكة و حجره للبيض وهكذا .

قال الله تعالى:

﴿ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾

النمل: 18

5- أهل البيت

أضيف أهل إلى البيت فقيل )أهل البيت (في موضعين ، هما

1- موضع ارتبط بإبراهيم عليه السلام

أهل البيت هم أهل ابراهيم من نسل اسحاق عليهما السلام .

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾

هود: 73

ومصداقه ما جاء خطابا من الملائكة لزوج إبراهيم عليه السلام في مشهد أخاذ بالألباب يوم ضحكت فبشرتها الملائكة بإسحاق ومن ورائه يعقوب عليهما السلام، فعجبت كيف تلد وقد صارت عجوزا عقيما

2- موضع ارتبط بمحمد صلى اﷲ عليه وسلم

ومصداقه قوله تعالى مخاطبا أمهات المؤمنين أزواج محمد صلى اﷲ عليه وسلم .

قال الله تعالى:

﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾

الأحزاب : 33

وبين من سياق الآية أنﹼ الخطاب موجه لنساء الرسول صلى اﷲ عليه وسلم، وقد تردد بين الأمر بالوقر وبالصلاة وبالزكاة وبالطاعة، والنهي عن التبرج، والإخبار بإذهاب الرجس، والتعيين بأنﹼ المخاطبين هن الزوجات أهل البيت.

6 – البيت في الْأَخرة

قال الله تعالى:

( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

التحريم : 11

نلاحظ ان امراة فرعون قد طلبت من الله تعالى ان يبني لها بيتا في الجنة … فهي بذلك تريد ان يحجز الله تعالى لها مكانا في الجنة بغض النظر عن مساحته او ماهيته .. فهي كلّ ما يهمها .. دخول الجنة لا غير ..

7- فقة البيوت

       في

القرآن الكريم

1- عدم دخول البيوت

بدون استئذان

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

النّور: 27- 28

يا أيها الذين آمنوا ، لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا أهلها في الدخول وتسلموا عليهم ، ذلكم الاستئذان خير لكم؛ لعلكم تتذكرون- بفعلكم له- أوامر الله، فتطيعوه. فإن لم تجدوا في بيوت الآخرين أحدًا فلا تدخلوها حتى يوجد مَن يأذن لكم، فإن لم يأذن، بل قال لكم: ارجعوا فارجعوا، ولا تُلحُّوا، فإن الرجوع عندئذ أطهر لكم؛ لأن للإنسان أحوالا يكره اطلاع أحد عليها. والله بما تعملون عليم، فيجازي كل عامل بعمله.

2-عدم إخراج المطلقات من البيوت

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾

الطلاق: 1

يا أيها النبي إذا أردتم- أنت والمؤمنون- أن تطلِّقوا نساءكم فطلقوهن مستقبلات لعدتهن -أي في طهر لم يقع فيه جماع، أو في حَمْل ظاهر- واحفظوا العدة؛ لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن، وخافوا الله ربكم، لا تخرجوا المطلقات من البيوت التي يسكنَّ فيها إلى أن تنقضي عدتهن، وهي ثلاث حيضات لغير الصغيرة والآيسة والحامل، ولا يجوز لهن الخروج منها بأنفسهن، إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة كالزنى،

3- مصير بيوت الظالمين

قال الله تعالى:

﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

النمل: 52

فتلك بيوتهم خالية ليس فيها منهم أحد، أهلكهم الله؛ بسبب ظلمهم لأنفسهم بالشرك، وتكذيب نبيهم. إن في ذلك التدمير والإهلاك لَعظة لقوم يعلمون ما فعلناه بهم، وهذه سنتنا فيمن يكذب المرسلين.

4- البيوت متاع الحياة الدنيا

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ. وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾

الزخرف: 33- 35

ولولا أن يكون الناس جماعة واحدة على الكفر، لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقُفا من فضة وسلالم عليها يصعدون. وجعلنا لبيوتهم أبوابًا من فضة، وجعلنا لهم سررًا عليها يتكئون، وجعلنا لهم ذهبًا، وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا، وهو متاع قليل زائل، ونعيم الآخرة مدَّخر عند ربك للمتقين ليس لغيرهم.

5- السلام عند دخول البيتً

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾

النور: 61

فإذا دخلتم بيوتًا مسكونة أو غير مسكونة فليسلِّم بعضكم على بعض بتحية الإسلام، وهي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، إذا لم يوجد أحد، وهذه التحية شرعها الله، وهي مباركة تُنْمِي المودة والمحبة، طيبة محبوبة للسامع .

Share This