1- مفهوم البصر  

البصر هو تلك القوة الربانية التي أوجدها الله في عيني الإنسان ليدرك بها ما حوله، وأودعها في قلبه وعقله ليميز بين الخبيث والطيب، ويختار لنفسه الطريق الصحيح.

والبصر جمعها أبصار وهو عمل العين

قال الله تعالى:

 ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ  لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

النحل 78

أما بصيرة فجمعها بصائر وهي عمل القلب

قال الله تعالى:

 ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ )

القيامة 14- 15

2- كلمة البصر

      في

القرآن الكريم

وردت كلمة (بصر) وصيغها في القرآن الكريم (١٤٨) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ )

الأنعام:١٠٤

– الفعل المضارع

ورد ٢٥ مرة

قال الله تعالى:

( مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ )

هود:٢٠

– فعل الأمر

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾

الصافات:١٧٥

– المصدر

ورد  مرة  واحدة

قال الله تعالى:

﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾   

ق:٨

– اسم الفاعل

ورد  ٨ مرات

قال الله تعالى:

﴿  فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾   

النمل:١٣

– الصفة المشبهة

ورد  ٥١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

فصلت:٤٠

– اسم

ورد  ٥٥ مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء:٣٦

وجاء البصر في القرآن الكريم على ثلاثة وجوه:

1- بصر العين

قال الله تعالى:

 ﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ﴾

يوسف:٩٦

2- بصر القلب

قال الله تعالى:

( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ )

آل عمران 13

إن في هذا الذي حدث لَعِظة عظيمة لأصحاب البصائر الذين يهتدون إلى حكم الله وأفعاله .

3- بصر الحجة والبرهان

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾ 

طه:١٢٥

يعني: بصيرًا بالحجة.

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة البصر

1- النظر

النظرهو  أمعان الفكر فيما يقع عليه البصر لإدراك الشيء  ليحدد ما يُريد.

قال الله تعالى:

( انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

الأنعام 99

بمعنى تأملوا للاعتبار والفهم .

2- الرؤية

الرؤية هي إدراك الشيء المرئي و العِلم به .

قال الله تعالى:

( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً . وَنَرَاهُ قَرِيباً )

المعارج 6- 7

إن الكافرين يستبعدون العذاب ويرونه غير واقع، ونحن نَعلمُه واقعًا قريبًا لا محالة.

– العمى

العمى هو ذهاب البصر، وهو ضد البصر والبصيرة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾

الحج: 46

4- البصر في

    حق الله تعالى

تقررت صفة البصر لله تعالى فيما يقارب المائة آية، حيث ختمت كثير من الآيات بها

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

البقرة: ١١٠

أولا- البصر من

صفات الله تعالى

أثبت الله تعالى لنفسه صفه البصر، وأوجب علينا الإيمان بجميع صفاته عز وجل كالسمع والخبرة وغير ذلك.

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

آل عمران: ١٥٦

﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾

الأحزاب: ٩

والله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه، وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين، يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا .

قال الله تعالى:

﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

الشورى: ١١

ثانيًا – البصر نعمة إلهية

نعم الله تعالى عظيمة، من أهمها نعمة البصر، ومن كمال الشكر الاعتناء بهذه الحاسة، واستعمالها فيما يرضي خالقها، وسنتحدث عن هذا فيما يلي

أ – نعمة الإيجاد

أوجد الله تعالى لنا نعمة من أجل وأعظم النعم وهى نعمة البصر ، وقد ذكر الله عباده بهذه النعمة العظيمة في عدة مواضع ، منها

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾

الملك: ٢٣

ب – شكر نعمة البصر

أن القرآن الكريم يذكرنا دائمًا بضرورة استثمار نعمة البصر في التعرف على الله الخالق

قال الله تعالى:

 ( وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )

الذاريات :20-21

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ  أَفَلَا يُبصْرُونَ ﴾

السجدة 27

ويوجب ذلك القيام بما يقتضيه من الذكر والشكر. والشكر يكون بالقلب إقرارًا بالنعم واعترافًا، وباللسان ذكرًا وثناءً، وبالجوارح طاعةً لله وانقيادًا لأمره واجتنابًا لنهيه .

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

النحل: ٧٨

ثالثا – ذم الله تعالى

فقد البصيرة

كلمة العمى في القرآن الكريم تأتي بمعنيين هما ..

1- فقد البصر

وهو عائقًا عن رؤية الأشياء

قال الله تعالى:

( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )

النور61

ليس على أصحاب الأعذار من العُمْيان وذوي العرج والمرضى إثم في ترك الأمور الواجبة التي لا يقدرون على القيام بها، كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض.

2- فقد البصيرة

القرآن الكريم يعلمنا أن العمى الحقيقي ليس في عدم رؤية الأشياء بسبب فقد البصر, وإنما هو غفلة القلب عن الله بسبب فقد البصيرة.

قال الله تعالى:

 ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )

الحج:46

عن قوم نوح:

قال الله تعالى:

 ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ )

الأعراف:64

عن ثمود قوم صالح

قال الله تعالى:

( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى )

فصلت :17

و يؤكد القرآن الكريم أن عاقبة فقد البصيرة في الآخرة هي المعاملة بجزاء من جنس عملهم, فيحشرون عميًا كما كانوا في الدنيا.

قال الله تعالى:

 ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا)

الإسراء : 72

إن عمى العينين بحيث لا يرى صاحبهما شيئًا يمكن أن يستعيض الإنسان عنه بأشياء أخرى, كالحواس السليمة, فضلًا عما يكتب لصاحبه من الأجر لقاء صبره واحتسابه, أما عمى القلب فلا يعوضه شيء, ولا يستعاض عنه بحواس أخرى, وهو طريق الهلاك في الدنيا والآخرة, والحرمان في العاجلة والآجلة.

رابعا – جعل البصر

طريَق إلى الهداية

من كمال حكمة الله تعالى أن جعل العين البشرية تدرك بعض الأمور؛ لغاية الاهتداء والعبادة ؛ منها

1- الآيات في الآفاق

من حكمة الله جل وعلا أن تدرك العين البشرية جزءًا من قدرات الله المطلقة في آيات الكون؛ حتى تذعن وتستسلم للخالق العظيم الذي ليس له ندٌ، ومن آياته التي تتجلى

– خلق السماء بلا عمد

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾

الرعد : ٢

– حفظ السماء

فالله هو الذي يمسكها بقدرته وفضله

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ﴾

الأنبياء: ٣٢

– نزول الغيث من السماء

والنزول على هيئة ماء صافٍ عذب يشربه الناس ويسقي الزرع؛ فيخرج الثمر بإذنه

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾

البقرة: ٢٢

– تسخير الشمس والقمر

قال الله تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾

إبراهيم: ٣٣

– الأرض وما فيها وعليها

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ ﴾

الحج: ٦٥

وهذه النعم المسخرة للإنسان عبرة لمن له عين تبصر وقلب يدرك.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

النحل: ١٣

2- الآيات في الأنفس

أجل النعم التي أنعمها الله تعالى علينا هي خلقنا، فقد أبدع تعالى في تكوين الإنسان، ابتداءً بإخراجنا من ذلك الماء المهين ، ثم تطور مراحل الخلق مرورًا بمرحلة النطفة والعلقة والمضغة ثم خلق العظم واللحم واكتمال جميع الحواس.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾

المؤمنون: ١٢-١٤

وكذلك تفضل الله تعالى علينا بإبداع الخلق في أجسامنا، والمطلع بقليل من التفكر في خلق الإنسان يدرك أن هذا التكامل بين أجهزة جسم الإنسان، وتوافق عملها بهذه الآلية لابد وأنه من صنع خبير قدير، وليتأمل جهازه البصري.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾

الإنسان: ٢

ذلك الجهاز فائق الدقة الذي ينقل له كل ما يدور حوله بكل التفاصيل الشكلية واللونية ، إنه التفكر، ما يلزمنا للارتقاء بعقولنا وزيادة إيماننا بالله عز وجل، فقد وجهنا ربنا إلى ذلك

قال الله تعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾

الطارق: ٥-٧

3- آثار إهلاك الأمم السابقة

من الأمور التي ندركها بأبصارنا أيضًا آثار إهلاك الأمم الماضية، فالكثير منها باقٍ إلى يومنا هذا، ولا يأخذ العبرة منها إلا من يعتبر .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

الأنعام: ١١

أي سافروا في الأرض فانظروا وتأملوا ماذا حل بالمكذبين الكفرة من هلاك وعذاب، وكيف أصبحوا عبرة للمعتبرين.

4 – النعيم والعذاب يوم القيامة

من كمال عدالة الله عز وجل أن يرى المؤمن ببصره الثاقب يومئذ النعيم الذي أعده الله له، كما يرى الكافر عذابه بذات الحاسة.

قال الله تعالى:

﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾

ق: ٢٢

ويؤكد رؤية العذاب يوم القيامة

قال الله تعالى:

﴿ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴾

القصص: ٦٤

أما أصحاب الجنة فيتلذذون بفضل الله ونعمه عيانًا،

قال الله تعالى:

﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

الزخرف: 71

5- آفات تصيب البصر

تصاب عين الإنسان بآفات مختلفة، منها ما هو متعلق بابتلاء دنيوي كالأمراض الجسدية المختلفة، ومنها ما هو متعلق بعقاب إلهي، أو أمر أخروي، ومن هذه الآفات ما يلي:

1- الغشاوة

في حق الكافرين

قال الله تعالى:

﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

البقرة : ٧

أن الله يصيب الكافرين بغشاوة فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به.

2- الطمس

في حق آل لوط

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾

القمر: ٣٧

وفي الطمس بيان للطريقة التي قدرها الله لمنع وصول الكفار إلى لوط وضيفه قبل إهلاكهم في اليوم التالي

3- البرق

عن أهوال يوم القيامة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ﴾

القيامة: ٧

فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة

4- الصرف

عن قصة أهل الأعراف

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾

الأعراف: ٤٧

وإذا حُوِّلَتْ أبصار رجال الأعراف جهة أهل النار قالوا: ربنا لا تُصيِّرنا مع القوم الظالمين بشركهم وكفرهم.

5- الطبع

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾

النحل: ١٠٨

أولئك هم الذين ختم الله على قلوبهم بالكفر وإيثار الدنيا على الآخرة، فلا يصل إليها نور الهداية، وأصم سمعهم عن آيات الله فلا يسمعونها سماع تدبُّر، وأعمى أبصارهم، فلا يرون البراهين الدالة على ألوهية الله، وأولئك هم الغافلون عمَّا أعدَّ الله لهم من العذاب.

6- الذهاب

قال الله تعالى:

 ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)

النور: ٤٣

وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره، يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.

7- العمى

وعن أصحاب القلوب المريضة

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴾

محمد: ٢٣

أولئك الذين أبعدهم الله من رحمته، فجعلهم لا يسمعون ما ينفعهم ولا يبصرونه، فلم يتبينوا حجج الله مع كثرتها.

6 – دلالة البصر على

    الحالة النفسية

جاءت الحالات المختلفة للبصر في القرآن الكريم للدلالة على بعض الحالات النفسية التي تصيب صاحبها، ومن تلك الحالات ما يلي:

1- الزيغ

في قصة غزوة الخندق

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾

الأحزاب: ٩-١١

فالعين في الوضع الطبيعي تنظر باتجاه الهدف، لكن هول الموقف وشدته جعلتها تنحرف عن مواجهة المشهد ذعرًا وفزعًا، وبلغت القلوب الحناجر كناية عن شدة الخوف والفزع .

2- الخشوع

قال الله تعالى:

﴿ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾

القمر: 7

فينتشرون لموقف العرض يوم يدع الداع، ذليلة أبصارهم خاضعة، مستسلمة لله تعالى ، لا تملك دفع العقاب عن نفسها، ولا إنكار ما كان منها، فهي منكسرة خاضعة لا تتجرأ على رفع بصرها .

3- الشخص

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾

إبراهيم: ٤٢

ولا تحسبن – أيها الرسول- أن الله غافل عما يعمله الظالمون ، من التكذيب بك وبغيرك من الرسل، وإيذاء المؤمنين وغير ذلك من المعاصي، إنما يؤخِّرُ عقابهم ليوم شديد تبقى عيونهم فيه  مفتوحةً لا تتحرك أجفانهم من هول ما يرونه .

4- التقليب

قال الله تعالى:

﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾

الأنعام: ١١٠

ونقلب أفئدتهم وأبصارهم، فنحول بينها وبين الانتفاع بآيات الله، فلا يؤمنون بها كما لم يؤمنوا بآيات القرآن عند نزولها أول مرة، ونتركهم في تمرُّدهم على الله متحيِّرين، لا يهتدون إلى الحق والصواب.

والتقليب هو تغيير الشيء من حال إلى حال، وتحويل الشيء عن وجهته.

6- السكر

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا ﴾

الحجر: ١٣-١٥

ولو فتحنا على كفار “مكة” بابًا من السماء فاستمروا صاعدين فيه حتى يشاهدوا ما في السماء من عجائب ملكوت الله، لما صدَّقوا، ولقالوا: سُحِرَتْ أبصارنا، حتى رأينا ما لم نرَ.

7- ما لا يدركه البصر

أراد الله تعالى بحكمته البالغة أن يغيب عن حواسنا أو علمنا بعض الأمور، فتكون في علمه عز وجل وحده، ومن تلك الأمور:

1- إدراك المولى عز وجل

قال الله تعالى:

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾

الأنعام: ١٠٣

لا ترى اللهَ الأبصارُ ، وهو سبحانه يدرك الأبصار ويحيط بها، ويعلمها على ما هي عليه، وهو اللطيف بأوليائه الذي يعلم دقائق الأشياء، الخبير الذي يعلم بواطنها.

2- المخلوقات الدقيقة

أقسم الله عز وجل بأمور نبصرها وأمور لم نبصرها

قال الله تعالى:

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ . إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾

الحاقة: ٣٨-٤٠

فالله جل وعلا أقسم على كل خلقه الذين نراهم والذين لا نراهم على صحة القرآن الكريم.

3- الشيطان

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾

الأعراف : 27

إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم.

Share This