1- مفهوم الاتباع

يأتى الاتباع بمعنى الاقتفاء والاقتداء واللحاق بشيء أو شخص والسير خلفه.

قال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

البقرة: ٣٨

2- كلمة الاتباع

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (اتبع) وصيغها في القرآن الكريم (١٦٩) مرة ، والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد 75 مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

القصص:٥٠

– الفعل المضارع

ورد  ٦٠مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾

البقرة:١٢٠

– فعل الأمر

ورد  ٢٤مرة

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾

آل عمران: ٣١

– المصدر 4

ورد  ٤مرات

قال الله تعالى:

﴿ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ﴾

النساء:١٥٧

– اسم الفاعل

ورد   ٣مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ﴾

البقرة:١٤٥

– اسم المفعول

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴾

الشعراء:٥٢

– اسم مشتق ١

ورد  مرة وا حدة

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ﴾

الإسراء:٦٩

وقد استعمل القرآن الكريم الاتباع بمعني

1- اقتفاء الأثر

أن يقفو المتبع أثر المتبع ؛ وهو

أ – تارة بالجسم

قال الله تعالى:

﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾

طه:٧٨

أي: فساروا في أثر موسى وبني إسرائيل

ب – وتارة بالامتثال

قال الله تعالى:

 ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

البقرة 38

يعني: في الدين

2- بمعنى الإلحاق

يقال تبعه واتبعه بمعنى لحقه و ألحقه،

قال الله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾

الصافات: 10

﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ﴾

يونس 90

بمعنى الالحاق.

3- أنواع الاتِّباع

      في

   القُرآن الكريم

يُمكِن حصْر الاتِّباع في القُرآن في نوعين جامعين:

الأول : اتِّباع الحق

الثاني : اتِّباع الباطل

قال الله تعالى :

﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾

محمد 3

ذلك الإضلال والهدى سببه أن الذين كفروا اتَّبَعوا الباطل – الشيطان -فأطاعوه، وأن الذين آمنوا اتَّبَعوا الحق – القرآن – وما جاء به من النور والهدى .

الأول – اتِّباع الحق

في

القرآن الكريم

اتِّباع الحق قد تحدَّث عن أنواعه القُرآنُ، وجمَع لنا بعضًا من صُوَرِه، وفيما يلي بيانُ ذلك

1-  اتِّباع الكتاب ﴿ القرآن الكريم ﴾

قال الله تعالى :

﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأنعام: 155

-2 اتِّباع الأنبياء والمرسلين

قال الله تعالى :

﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾

الأعراف: ١٥٨

﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

يس : 20 -21

3 – اتِّباع الدعاة العاملين

عن مؤمن آل فرعون

قال الله تعالى :

﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ . يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ . مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾

غافر: 38-41

4 – اتِّباع أهل السَّبق بالخيرات

قال الله تعالى :

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة: 100

5 – اتِّباع الآباء الصالحين

قال الله تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾

الطور: 21

﴿ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾

يوسف: 38

﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾

البقرة: 133

ثانيًا – اتِّباع الباطل

في

القرآن الكريم

وهو نوعين ؛ هما

الأول – اتِّباع النفس في الباطل

ورَد هذا النوع في القُرآن في ثلاث صور:

أ – اتباع الهوى

إن أعظم مظاهر الاتباع المذموم؛ اتباع الهوى؛ فكم صد أقومًا عن الحق، وكم صرف آخرين إلى الباطل،ومن مظاهر اتباع الهوى ما يأتي:

١ – اتباع الهوى في الشرك

إن اتباع الهوى في الشرك أعظم الأنواع، حيث يعبد المرء ما سوى الله سبحانه وتعالى تبعًا لهواه.

قال الله تعالى :

﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾

الفرقان 43

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾

الجاثية: ٢٣

انظر – أيها الرسول – متعجبًا إلى مَن أطاع هواه كطاعة الله، أفأنت تكون عليه حفيظًا حتى تردَّه إلى الإيمان؟

٢ – اتباع الهوى في الحكم والقضاء

القضاء والحكم بين المتخاصمين مظنة وقوع الميل لأحد الأطراف، مالم يعصم الله القاضي من ذلك، وقد يكون هذا الميل لأمر من أمور الدنيا أو لحظ من حظوظ النفس، ولأهمية ذلك.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾

المائدة: ٤٩

واحكم – أيها الرسول- بينهم بما أنزل الله إليك في القرآن، ولا تتبع أهواء الذين يحتكمون إليك، واحذرهم أن يصدُّوك عن بعض ما أنزل الله إليك فتترك العمل به .

٣ – اتباع الهوى في الشهادة

بعد أن تحدثت عن اتباع الهوى في الحكم؛ آتي إلى أمر مقترن به وهو الشهادة، سواء أكان ذلك أمام القاضي أو الحاكم، أو في التعاملات الأخرى بعيدًا عن الحكم والقضاء من خلال ذم شخص أو جماعة أو مدحهما.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾

النساء: ١٣٥

٤ – اتباع الهوى في أمر الشريعة والعبادة

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

الجاثية: ١٨

ثم جعلناك – أيها الرسول – على منهاج واضح من أمر الدين، فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها، ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله الذين لا يعلمون الحق.

5- اتِّباع الهوى في التكذيب بالقُرآن الكريم

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

القصص: 50

6- اتِّباع الهوى في التَّكذيب بالساعة

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى . فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾

طه: 15- 16

ب – اتِّباع الظُّنون الفاسدة

قد أورد الله في القُرآن صُوَرًا للظنِّ في مورد الذَّمِّ والتقبيح؛ تنفيرًا من هذا الخلق الذَّميم، وصَرْفًا للناس عنه

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾

الحجرات: 12

﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾

يونس: ٣٦

ولقد عرض القرآن الكريم لمظاهر اتباع الظن من جوانبها المختلفة، ومنها اتباع الظن في ..

١ – الشرك

إن عبادة الله سبحانه وتعالى ينبغي أن تقوم على اليقين، وبخاصة في أمور العقائد، و ألا يتطرق إليها أدنى شك أو شبهة، لأنها متعلقة في الأصل بالقلب، فما بالك إذا بنيت على ظنون وأوهام وشبهات، وحين يتطرق الظن إلى العقائد؛ بطل كونها من عند الله تعالى، كما بطل الاحتجاج بها؛ لأنها أصبحت مدخلًا لكل طاعنٍ، ومرتعًا لكل مبطلٍ .

قال الله تعالى :

﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾

يونس: ٣٦

٢ – الإضلال عن سبيل الله

لم يكتف هؤلاء المشركون بضلالهم عن سبيل الله؛ بل أرادوا إضلال غيرهم، وهذا كما مر طبيعة كل امريء أن يدعو الناس إلى معتقده، وأن يصد الناس عن اتباع المعتقدات التي تشغب أو تشوش على معتقده، وهؤلاء هم غالبية الناس.

قال الله تعالى :

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾

الأنعام: ١١٦

٤- عدم التثبت في الأمور

إن من يتبع الظن في الأمور العظام وهي أمور العقيدة ولايبني عقيدة على مستمسك صحيحٍ وصريح من الوحي؛ فلا شك أن أعماله يغلب عليها عدم التثبت، وهي نتيجة طبيعية؛ لأنه لا يبحث عن الدليل والبرهان؛ بل مبنى عمله على الحدس والخرص، ويعظم الأمر حين يكون الظن في مسألة العقائد.

قال الله تعالى :

﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾

النساء: ١٥٧- ١٥٨

فالآية تنفي قتل المسيح أو صلبه، وتثبت أنهم في شبهة من ذلك على الرغم من تظاهرهم باليقين.

5- أحكام الحلال والحرام

قال الله تعالى :

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ  ﴾

الأنعام: 148

ج – اتباع الشهوات النفسيَّة

الشهوات عبارة عما يوافق الإنسان ويشتهيه، ويلائمه ولا يتقيه ، ومن المعلوم أن من ابتلي بأمر؛ فإنه يحب أن يكون الناس على شاكلته ومنهجه، ولذلك فإن من ابتلي بالشهوات يود أن يسير الناس كلهم في هذا الطريق، وأن يبتعدوا عن طريق الاستقامة.

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾

النساء: ٢٧

والله يريد أن يتوب عليكم، ويتجاوز عن خطاياكم، ويريد الذين ينقادون لشهواتهم وملذاتهم أن تنحرفوا عن الدين انحرافًا كبيرًا بارتكاب ما حُرم عليكم فتكونوا مثلهم.

قال الله تعالى:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾

آل عمران 14

حُسِّن ما تشتهيه النفس وتدعوا إليه زينها الله ابتلاءً أو الشيطانُ من النساء والبنين، والأموال الكثيرة من الذهب والفضة، والخيل الحسان، والأنعام من الإبل والبقر والغنم، والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة. ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب، وهو الجنَّة.

الثاني – اتِّباع الغير في الباطل

كما أنكر القُرآن اتِّباع الإنسان لنفسه في الباطل في صُورة هَوى أو شَهوة أو ظنٍّ فاسد، كذلك أنكر القُرآن اتِّباع الإنسان لغيرِه في الباطل، أيًّا كان هذا الغير. ولقد سجَّل القُرآن الكريم اتِّباع الغير في الباطل في ثلاث صور، وهذه الصُّوَرِ كما وردت في القُرآن ، هي

أ – اتباع الشيطان

نهي القرآن الكريم الذين آمنوا عن أن يسلكوا طرق الشيطان التي يزينها لهم ، لإنه عدو للإنسان ظاهر العداوة .

قال الله تعالى :

﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

البقرة 168

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾

النور 21

أما أثر اتباع الشيطان؛ فيمكن إجماله في جملة من الآثار، ومنها:

1- الكفر والضلال

ولا نتوقع من الشيطان غير ذلك، كما لا نتوقع منه إلا كل ما هو مؤذٍ ومضرٍ بالإنسان.

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾

الحشر: ١٦

وكما هو واضح من الآية، يوسوس الشيطان للإنسان بأن يكفر، فإذا فعل؛ تركه وتبرأ منه .

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء: ٦٠

ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق، بعدًا شديدًا ، وحين يقع المرء في الضلال؛ فإنه واقعٌ في الكفر لا محالة ، فالكفر داخل ضمن الضلال.

2- الردة والانتكاس

وهذا يقع لكثيرٍ ممن عرف الحق وحاد عنه بداعي الهوى.

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴾

محمد: ٢٥

إن الذين ارتدُّوا عن الهدى والإيمان، ورجعوا على أعقابهم كفارًا بالله من بعد ما وَضَح لهم الحق، الشيطان زيَّن لهم خطاياهم، ومدَّ لهم في الأمل.

3- الصد عن سبيل الله

حين يقع المرء في الكفر والضلال والردة والانتكاس؛ يتطور أمره إلى أن يصد الناس عن اتباع الحق، ويسعى بكل ما أوتي إلى جعل الناس يسيرون في طريق الضلال والهوى، وهذا من تاثير الشيطان عليه، وتزيينه لسوء العمل .

قال الله تعالى :

﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾

العنكبوت 38

وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة، فصدَّهم عن سبيل الله وعن طريق الإيمان به وبرسله، وكانوا مستبصرين في كفرهم وضلالهم، معجبين به، يحسبون أنهم على هدى وصواب، بينما هم في الضلال غارقون.

4- الجدال بغير علم

وهي نتيجة أخرى للصد عن سبيل الله، حيث يبدأ المرء في الدفاع عن مبدئه الفاسد وضلاله المستحكم، وسبب هذا اتباعه الشيطان .

قال الله تعالى :

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾

الحج: ٣

تتحدث الآية عن قوم يجادلون في الله جدالًا مبنيًا على جهل، أي جدلًا ناشئًا عن سوء نظر وتفكير، فلا يعلم ما تقتضيه الألوهية من الصفات . وهؤلاء القوم تبعٌ لكل شيطان مريد، سواء أكان من شياطين الجن أو الإنس من أئمة الكفر والضلال؛ فإن هؤلاء هم الذين صدوهم عن الحق.

5- إيقاع العداوة والبغضاء

وهذه من أحب الصفات إلى الشيطان أن يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين .

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ  فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾

المائدة: ٩١

إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء، بسبب شرب الخمر ولعب الميسر، ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر، والاشتغال باللهو في لعب الميسر، فانتهوا عن ذلك.

6- تحريم ما أحلَّ الله

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

البقرة: 168

يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض، وهو الطاهر غير النجس، النافع غير الضار، ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم، والبدع والمعاصي. إنه عدو لكم ظاهر العداوة.

7- إرتكاب السيئات

– تعلّيَم الناس السحر

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ﴾

البقرة: 102

– اتِّباع الشياطين في قذْف المحصنات

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾

النور: 21

– التولي يوم الزحف

قال اللَّهِ تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾

آل عمران: ١٥٥

في الآية بيان سبب التولي يوم الزحف، وأنه إنما كان استزلال الشيطان لهم، بسبب بعض ذنوبهم السالفة، وكانت هذه الذنوب سببًا خفيًا وراء التولي .

8- نسيان ذكر الله

وهذا أمر طبيعي، فإن من استولى عليه الشيطان؛ أنساه ذكر الله،

قال الله تعالى :

﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

المجادلة: ١٩

غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى أنساهم ذكر الله، فلم يعودوا يذكرونه بألسنتهم، ولم يعودوا يتذكرونه بأفعالهم ، أولئك حزب الشيطان وأتباعه. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.

9- التناجي المذموم

وهي إحدى الصفات المذمومة التي يزين فعلها لبني آدم حتى يعمق بينهم العداوة والبغضاء.

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾

المجادلة: ١٠

إنما التحدث خفية بالإثم والعدوان من وسوسة الشيطان، فهو المزيِّن لها، والحامل عليها؛ ليُدْخِل الحزن على قلوب المؤمنين، وليس ذلك بمؤذي المؤمنين شيئًا إلا بمشيئة الله تعالى وإرادته. وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون به.

10- التبذير

التبذير صفة مذمومة، منشؤها الشيطان، حتى عد المبذرون إخوان الشياطين، نتيجة ملازمتهم لهم واتباعهم إياهم .

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾

الإسراء: ٢٧

إن المسرفين والمنفقين أموالهم في معاصي الله هم أشباه الشياطين في الشر والفساد والمعصية، وكان الشيطان كثير الكفران شديدَ الجحود لنعمة ربه.

11- دخول النار

أن اتباع الشيطان يؤدي بالمرء إلى السعير.

قال الله تعالى :

﴿ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾

لقمان: ٢١

لنتأمل في الاستفهام الذي يظهر منه التعجب، ومعناه: أيتبعون الشيطان وهو يدعوهم إلى عذاب السعير؟ إن العاقل لا يفعل ذلك بلا شك، وهذا يدل على أن هؤلاء القوم ليست لهم عقولٌ، وهو في حد ذاته ذمٌ لهم، ولكن: أين عقولهم؟ لقد سيطرت عليها الشهوات واتباع الهوى، فتبعوا الشيطان مع علمهم بعداوته الشديدة لهم.

12- في ترْك بعض الدِّين

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

البقرة: 208

يا أيها الذين آمنوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا وبالإسلام دينًا، ادخلوا في جميع شرائع الإسلام، عاملين بجميع أحكامه، ولا تتركوا منها شيئًا، ولا تتبعوا طرق الشيطان فيما يدعوكم إليه من المعاصي. إنه لكم عدو ظاهر العداوة فاحذروه.

باتباع الآباء الضالين

لقد توسع القُرآن الكريم في الحديث عن ظاهرة اتباع الآباء و الانقِياد الأعمى لهم في الباطل، عارضًا أقوالهم ، ومن هذه المظاهر

1- اتباع الآباء في عِبادة غير الله

لقد كان اتباع الآباء سببًا رئيسًا في رد دعوات الأنبياء عليهم السلام إلى التوحيد.

عن رد قوم نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما  دعاهم إلى توحيد الله

قال الله تعالى:

﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ . قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾

الأنبياء: ٥2- 53

وعن رد قوم نبي الله هود عليه السلام عندما  دعاهم إلى توحيد الله

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾

الأعراف: ٧٠

ثم يبين لنا القرآن أن هذه المقولة هي مقولة جميع الأمم لرسلهم

قال الله تعالى:

﴿ وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾

الزخرف: ٢٣

2- اتباع الآباء في التحليل والتحريم

فاتباع الآباء في الشرك هو اتباع لهم في العقائد، وإذا كانوا قد اتبعوهم في العقائد؛ فمن باب الأولى أن يتبعوهم في الشرائع، وما يتعلق بها من التحليل والتحريم، والإخلال بالأحكام.

3- اتِّباع الآباء في تحريم ما أَحَلَّ الله

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾

البقرة : ١٧٠

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾

المائدة: 104

وبهذا نفهم أن هؤلاء القوم ليس لديهم أدنى استعداد للبحث في شيء خارج عما وجدوا عليه آباءهم ألبتة.

4- اتباع الآباء في المجادلة بغير علم

وهي صفة ناشئة عن محبة الابن لأبيه، فإنه سوف يدافع عما يراه حقًا، ودفاعه هذا دفاعٌ بغير علم، إذ كيف يتبع أباه في شيء فيه حتفه؟ ومعلومٌ أن اتباع الآباء لو كان في أمرٍ من أمور الدنيا، ورأوا بطلانه؛ لم يقبلوا به، فكيف بأمرٍ من أمور الدين؟!

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً  وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ . وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾

لقمان: ٢٠ ٢١

5- اتباع الآباء في فعل الفاحشة

وإذا كان هؤلاء القوم يتبعون آباءهم في التحيل والتحريم؛ فإنهم يتبعونهم فيما يتفرع عن ذلك، ألا وهو فعل الفواحش.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

الأعراف : ٢٨

وإذا أتى الكفار قبيحًا من الفعل اعتذروا عن فعله بأنه مما ورثوه عن آبائهم، وأنه مما أمر الله به. قل لهم -أيها الرسول-: إن الله تعالى لا يأمر عباده بقبائح الأفعال ومساوئها، أتقولون على الله -أيها المشركون- ما لا تعلمون كذبًا وافتراءً؟

6- اتباع الآباء في إنكار النبوَّة

تلك أسوأ صفة، وهي سببٌ لجميع الصفات الأخرى، حيث كان اتباع الآباء سببًا في رد دعوات الأنبياء، وحين يرد الإنسان دعوة النبي؛ فلاشك أنه سيقع في ضلال مبين .

حكايةً على لسان قوم نوحٍ عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾

المؤمنون: 24

وعن رد قوم نبي الله موسى عليه السلام حين جاءهم بالبينات

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾

القصص: ٣٦

وعن رد قريش علي النبي عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾

سبأ: ٤٣

ج – اتباع الطواغيت من السادة والكبراء

حين نأتي على دعوات الأنبياء عليهم السلام؛ نجد أن دور الملأ واضحًا في صد الناس عن دين الله، والملأ هم أشراف القوم وقادتهم ورؤساؤهم وسادتهم، وهم البارزون في المجتمع، وأصحاب النفوذ والسيادة، وهم أهل الزعامة والقيادة والرئاسة . لقد كان اتباع الطواغيت من الكبراء من أسباب الصدود عن الحق، والتمرد على الأنبياء وعصيانهم .

عن موسى عليه السلام

قالُ اللهُ تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ . إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾

هود: 96- 97

عن نوح عليه السلام

قالُ اللهُ تعالى:

 ( قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )

الأعراف60

عن هود عليه السلام

قالُ اللهُ تعالى:

 ( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )

الأعراف66

وعلى هذا سار الملأ من قوم كل نبي في إيذاء الأنبياء

قالُ اللهُ تعالى:

 ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ )

الذاريات52

4 – الأمر باتباع الحق و

النهي عن اتباع الباطل 

1- الأمر باتباع الحق

الأمر لمحمد صلى الله عليه وسلم بأن يلتزم الوحي ويتبعه

قال الله تعالى:

﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾  

الأنعام: ١٠٦

﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ  ﴾

يونس: ١٠٩

الأمر لمحمد صلى الله عليه وسلم باتباع الدين  بعد بيان أهميتة

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

الجاثية: ١٨

الأمر باتباع الكتاب، وجعل هذا كتاب مصدقًا لما بين يديه من الكتب ومهيمنًا عليها.

قال الله تعالى:

﴿ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأنعام: ١٥٥

هذا النوع من الاتباع يؤدي إلى الصراط المستقيم؛ فهو بالتأكيد يؤدي إلى محبة الله ومغفرته .

قال الله تعالى :

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾

آل عمران: ٣١

2- النهي عن اتباع الباطل

﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾

الأنعام 150

﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

الأنعام 142

﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾

الأعراف 3

5- عواقب الاتباع وآثاره

     في الدنيا والآخرة

إن من إتبع الحق وابتعد عن سبل الضلال ؛ فلاشك أنه سيجد جملة من الثمرات في الدنيا والآخرة. و من إتبع الضلال سيجدعقاب ذلك في الدنيا والآخرة . وهذه عادة القرآن أن يثيب الطائع ويعاقب العاصي، وألا يجعلهما في منزلة واحدة في الدنيا والآخرة.

أولًا – آثار إتباع الحق

في

القرآن الكريم

إن أي إنسان حين يعمل عملًا؛ فإنه ينتظر جزاءًا وأجرة دنيوية من البشر، أو أخروية من الله سبحانه وتعالى. فمن آثار إتباع الحق

١ – الهداية

تشمل الهداية تيسير الطريق الصحيح للمرء قولًا وفعلًا، وهذا في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى:

﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

المائدة: ١٥-١٦

وإذا هداهم الله سبحانه سبل السلام وأخرجهم من الظلمات إلى النور؛ فقد تكفل لهم بالسعادة والهداية في الدنيا والآخرة.

٢-  الفلاح

إن من إتبع الوحي والرسول صلى الله عليه وسلم فقد ضمن القرآن الكريم له الفلاح، وهي عامةٌ في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

الأعراف: ١٥٧

3 – النصرة

إن من كان الله وليه فحسبك بهذه الولاية، حيث سيجد النصرة والغلبة على أعدائه، سواء أكان هؤلاء الأعداء الشيطان أم غيره.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾

القصص: ٣٥

أن الله تعالى ناصرٌ عباده المؤمنين لامحالة.

4 – ولاية الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

آل عمران: ٦٨

5- عدم الخوف والحزن

كل هذه المقدمات السابقة تؤدي إلى نتيجة مثمرة لمتبعي الوحي، وهي عدم الخوف والحزن، وهي عبارة عن علاج نفسي للإنسان، فالخوف هو من شيء قد يقع، والحزن هو من شيء وقع، والمرء في حياته يعيش بين هذين الأمرين، فإذا ضمن له أحدٌ عدم حصول ذلك؛ حاز السعادة،

قال الله تعالى:

﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

البقرة: ٣٨

ففي الآية إخبار بأن من اتبع هدى الله؛ فلاخوف عليه ولن يحزن.

6 – التوبة والمغفرة

هي نتيجة لكل من ألزم نفسه السير في طريق الاتباع الحق، والبعد عما سواه من طرق الغواية والضلال، حيث يرضى الله عنه، ويرزقه التوبة والمغفرة، ولأهمية ذلك؛ هاهم الملائكة يطلبون المغفرة من الله تعالى لمن اتبع الهدى وآمن به.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾

غافر: ٧

وقد استجاب الله دعاء الملائكة، فغفر لمتبعي الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى:

﴿َ  لقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ  إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾

التوبة: ١١٧

7- رضا الله تعالى عنهم

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة: 100

ثانيًا: آثار إتباع الباطل

في

القرآن الكريم

إذا كان لاتباع الحق ثمرات كثيرة، كما مر بنا؛ فإن عدم اتباع الحق يؤدي إلى عقوبات ومفاسد كثيرة في الدنيا والآخرة، ومن هذه العواقب:

١-  الفساد

لاشك أن اتباع غير الحق يؤدي إلى معصية الله، وحين يكثر أتباع الباطل، تكثر المعاصي ويعم الفساد الأرض.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾

المؤمنون: ٧١

ولو شرع الله لهم ما يوافق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومَن فيهن،

٢ – الضلال

إن من عواقب اتباع غير الحق الضلال لا محالة؛ لأن المرء حين يكذب الحق فسوف يضل بلاشك.

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ  قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾

الأنعام: ٥٦

قل – أيها الرسول – لهؤلاء المشركين: إن الله عز وجل نهاني أن أعبد الأوثان التي تعبدونها من دونه، وقل لهم: لا أتبع أهواءكم في عبادتها  قد ضللت عن الصراط المستقيم إن اتبعت أهواءَكم، وما أنا من المهتدين.

٣-  الحرمان من ولاية الله

إن الله تعالى نزع ولايته سبحانه وسلطانه عن متبعي أهواء المبطلين، ومتبعي غير الحق.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾

البقرة: ١٢٠

2- سُوء حالهم يوم القيامة

قال اللهُ تعالى:

﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ . إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾

البقرة: 165 – 167

6- أحبط أعمالهم

أن نتيجة اتباع طرق الباطل والهوى، والبعد عن طريق الحق والهدى ، هى سخط الله تعالى، و أحباط الأعمال

قال الله تعالى:

﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾

محمد: ٢٨

٨ – الحسرة والندم

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي  وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾

الفرقان: ٢٧ – ٢٩

لقد وصل التحسر والندم بهذا الرجل الظالم درجة بلغت أن يعض على يديه من شدة ندمه على مافات، حين ترك اتباع طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبع بعض قرناء السوء من شياطين الإنس والجن الذين أضلوه وصدوه عن ذكر الله.

9- سُوء العاقبة في الدار الآخِرة

في حواره مع الشيطان

قال اللهُ تعالى:

﴿ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ﴾

الإسراء: 63

﴿ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

الأعراف: 18

 

Share This