1-  معنى كلمة ويل

ويل هي كلمة وعيد وتهديد تدلّ على استحقاق الهلاك أو الخزي أو العذاب أو الحَسرة  , يدعى بها على من وقع في هلاك يستحقه .

2- كلمة وَيْل

        في

 القرآن الكريم 

تأتي كلمة وَيْل في القرآن الكريم بالمعانى الآتية :

أولا – التحذير و التهديد

وهي كلمة تحذير و تهديد من الله تعالى لبعض العصاة من البشر ، وكذلك هي كلمة تحذير من البشر للبشر .

أ- تحذير و تهديد من

الله تعالى للكافرين

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِن يَومِهِمُ الَّذي يوعَدونَ ﴾

الذاريات : ٦٠

﴿ اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَوَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديدٍ ﴾

إبراهيم : ٢

﴿ فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظيمٍ ﴾

مريم : ٣٧

﴿ قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ وَوَيلٌ لِلمُشرِكينَ ﴾

فصلت :٦

﴿ بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَى الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفونَ ﴾

الأنبياء: ١٨

﴿ وَما خَلَقنَا السَّماءَ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذينَ كَفَروا فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِنَ النّارِ ﴾

ص: ٢٧

﴿ فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذينَ ظَلَموا مِن عَذابِ يَومٍ أَليمٍ  ﴾

الزخرف: ٦٥

ب – من البشر للبشر

يأتي مقروناً بكاف الخطاب( ويلك) و (ويلكم)

قال موسى لفرعون و آله يحذرهم

قال الله تعالى:

﴿ قالَ لَهُم موسى وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى ﴾

طه: ٦١

في موكب قارون تمنى بعضهم أن يكون لهم مثل ما أوتى قارون فحذرهم العلماء المؤمنون

قال الله تعالى:

﴿ وَقالَ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوابُ اللَّهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا وَلا يُلَقّاها إِلَّا الصّابِرونَ ﴾

القصص: ٨٠

قال الوالدان المؤمنان لإبنهما الكافر

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذي قالَ لِوالِدَيهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِني أَن أُخرَجَ وَقَد خَلَتِ القُرونُ مِن قَبلي وَهُما يَستَغيثانِ اللَّهَ وَيلَكَ آمِن إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقولُ ما هذا إِلّا أَساطيرُ الأَوَّلينَ ﴾

الأحقاف: ١٧

ثانيا – التحَسر

و فيه  يتحَسر البشر على حالهم و يضاف الضمير المتكلم للفرد أو المجموع ( يا ويلتي) و ( يا ويلنا) و ( يا ويلتنا) و يأتي هذا عند عذاب الدنيا كما سيأتي الكافرين في الآخرة

أ – عند عذاب الدنيا :

فتية كانوا يملكون حديقة و اعتادوا إطعام المساكين من ثمارها ثم بخلوا فعوقبوا بتدمير المحصول. فندموا

قال الله تعالى:

﴿ فَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلى بَعضٍ يَتَلاوَمونَ . قالوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا طاغينَ ﴾

القلم: ٣٠-٣١

قالوا (يا ويلنا ) تحَسرا.

عند وقوع العذاب الدنيوي للطغاة يتحَسرون معترفين بأنهم كانوا ظالمين

قال الله تعالى:

﴿ وَلَئِن مَسَّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقولُنَّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمينَ ﴾

الأنبياء: ٤٦

﴿ وَكَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ كانَت ظالِمَةً وَأَنشَأنا بَعدَها قَومًا آخَرينَ. فَلَمّا أَحَسّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضونَ . لا تَركُضوا وَارجِعوا إِلى ما أُترِفتُم فيهِ وَمَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسأَلونَ . قالوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمينَ . فَما زالَت تِلكَ دَعواهُم حَتّى جَعَلناهُم حَصيدًا خامِدينَ ﴾

الأنبياء: ١١-١٥

عن يأجوج و مأجوج الذين يعيشون في باطن الأرض ثم سيخرجون منها قبيل الساعة عند قيام الساعة سيندم الكافرون من الجيل الأخير من البشر يتحَسرون بالويل معترفين بأنهم كانوا ظالمين

قال الله تعالى:

﴿ حَتّى إِذا فُتِحَت يَأجوجُ وَمَأجوجُ وَهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلونَ .  وَاقتَرَبَ الوَعدُ الحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبصارُ الَّذينَ كَفَروا يا وَيلَنا قَد كُنّا في غَفلَةٍ مِن هذا بَل كُنّا ظالِمينَ ﴾

الأنبياء: ٩٦-٩٧

ب – في الآخرة

عند البعث و نفخ الصور يخرج البشر من القبور الذين لا يؤمنون باليوم الآخر يتحَسرون يقولون يا ولينا

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّما هِيَ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم يَنظُرونَ . وَقالوا يا وَيلَنا هذا يَومُ الدّينِ  .هذا يَومُ الفَصلِ الَّذي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبونَ ﴾

الصافات : ١٩-٢١

و النفخ في الصور

قال الله تعالى:

﴿  وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَإِذا هُم مِنَ الأَجداثِ إِلى رَبِّهِم يَنسِلونَ . قالوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ وَصَدَقَ المُرسَلونَ  ﴾

يس: ٥١-٥٢

يتم عرض كتاب الأعمال الجماعي لكل جيل أو أمة يرى المجرمون أعمالهم معروضة مفضوحة و كتاب الأعمال الجماعي ما غادر شيئاً إلا أحصاه يتحَسرون يقولون يا ويلتنا

قال الله تعالى:

﴿ وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمّا فيهِ وَيَقولونَ يا وَيلَتَنا مالِ هذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾

الكهف: ٤٩

و في عذاب الجحيم يندم الظالم و يتحسر

قال الله تعالى:

﴿ وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا . يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا . لَقَد أَضَلَّني عَنِ الذِّكرِ بَعدَ إِذ جاءَني وَكانَ الشَّيطانُ لِلإِنسانِ خَذولًا. وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا  ﴾

الفرقان: ٢٧-٣٠

3- من نزلت فيهم

    كلمة ويل

كلمة ويل وردت في القرآن الكريم في شأن أنواع شتي من البشر مثل..

أ – للمتطففين

قال الله تعالى:

 ﴿ وَيلٌ لِلمُطَفِّفينَ ﴾

المطففين: ١

عذابٌ شديد للذين يبخسون المكيال والميزان، الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم، وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونًا يُنْقصون في المكيال والميزان .

ب – للهمزة اللمزة

قال الله تعالى:

﴿ وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾

الهمزة: ١

شر وهلاك لكل مغتاب للناس، طعان فيهم.

ت – العصاة المصلين المرائين

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ . الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساَهون  ﴾

الماعون: ٤- 5

فعذاب شديد للمصلين الذين هم يسهون عن ما تدعوا إلية صلاتهم من البعد عن الفحشاء والمنكر .

ث – من كان يحرف كلام الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيلٌ لِلَّذينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأَيديهِم ثُمَّ يَقولونَ هذا مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشتَروا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيديهِم وَوَيلٌ لَهُم مِمّا يَكسِبونَ ﴾

البقرة: ٧٩

فهلاك ووعيد شديد للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله ؛ ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم، ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام، كالرشوة وغيرها.

ج – القاسية قلوبهم عن ذكر الله

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ ﴾

الزمر: ٢٢

فويل وهلاك للذين قَسَتْ قلوبهم، وأعرضت عن ذكر الله

ح – للمكذبين

1- للمكذبين بيوم الدين

قال الله تعالى:

﴿ فَوَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ . الَّذينَ هُم في خَوضٍ يَلعَبونَ ﴾

الطور: ١١- 12

فهلاك في هذا اليوم واقع بالمكذبين الذين هم في خوض بالباطل يلعبون به، ويتخذون دينهم هزوًا ولعبًا.

2- للمكذبين بالقرآن

قال الله تعالى:

﴿ وَيلٌ لِكُلِّ أَفّاكٍ أَثيمٍ . يَسمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتلى عَلَيهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُستَكبِرًا كَأَن لَم يَسمَعها ﴾

الجاثية :  7- 8

هلاك شديد ودمار لكل كذاب كثير الآثام . يسمع آيات كتاب الله تُقْرأ عليه، ثم يتمادى في كفره متعاليًا في نفسه عن الانقياد لله ، كأنه لم يسمع ما تُلي عليه من آيات الله .

خ – للظالمين

قال الله تعالى:

 ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ )

الزخرف :65

فهلاك ووعيد شديد للذين ظلموا أنفسهم و ظلموا غيرهم من البشر .

د – للكافرين

قال الله تعالى:

( وويل للكافرين )

إبراهيم  2

فهلاك ووعيد شديد للذين كفروا بالله ورسله وكتبه .

ذ – للطغاة

قال الله تعالى:

( قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ )

القلم 31

قالوا: يا ويلنا إنَّا كنا متجاوزين الحد مع الفقراء ومخالفة أمر الله .

Share This