1- مفهوم خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

كُلُّ مَعْصِيَةٍ لِلَّهِ فهي مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ لأنه يأمر بها، وينادي بها، ويدعو إليها .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾

النور : 21

2- ذكر خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ  

         في   

     القرآن الكريم 

جاء ذكر خطوات الشيطان في أربعة مواضع من كتاب الله تعالى كلها بصيغة النهي عن اتباعها

قال الله تعالى:

 ﴿ لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾

الأنعام: 241

وهذه المواضع الأربعة هي:

– في سياق ذكر الطعام

قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾

البقرة:168

﴿ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾

الأنعام: 241

– في سياق الأمر بأخذ شرائع الإسلام كلها

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾

البقرة:208

– في سياق النهي عن الفواحش

قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ﴾

النور:21

3- أسباب النهي عن

 اتباع خطوات الشيطان

نهى الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان

قال الله تعالى:

﴿ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾

البقرة:168

واتباع خطوات الشيطان تجعل متبعيه يأتوا بأربعة أمور كلها أسوأ من بعض .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة: 168-169

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾

النور: 21

وهي الأمر بالسوء، وإشاعة الفحشاء والأمر بالمنكر، والكذب على الله. و إن مقصده واحد، وهو إضَلالكم.

قال الله تعالى:

﴿ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾

النساء 60

ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق ، بعدًا شديدًا.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾

فاطر:6

إنما يدعو أتباعه إلى الضلال؛ ليكونوا معه في نار الجحيم ، هذا هو الهدف الذي يريد الوصول إليه .

4- الشيطان وعداوته للإنسان

العداوة بين الشيطان وبين بني الإنسان عداوة قديمة بقدم خلق آدم عليه السلام، وقد أظهر إبليس تلك العداوة وأعلن بها .

قال الله تعالي:

﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

ص:82

﴿ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا . وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴾

النساء:116-117

ولما كان بعض الناس قد تغيب عنه هذه الحقيقة ـ أعني عداوة إبليس لهم، وتربصه بهم ـ ذكّرنا الله بها في كتابه؛ قطعا للمعاذير، وإقامة للحجة على الخلق أجمعين،

قال الله تعالي:

( ان الشّيطان للانسان عدو مبين )

يوسف : 5

( ان الشّيطان كان للانسان عدوا مبينا )

الاسراء : 53

 ( و كان الشّيطان للانسان خذولا )

الفرقان : 29

والشيطان في تحقيق عداوته للإنسان، وفي سبيل غزوه إياه بخطواته ؛ يسلك كل طريقٍ للإغواء، ويأتي الإنسان من كل إتجاه .

قال الله تعالي:

( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ . ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )

الأعراف:16-17

ولذا كان واجباً على الإنسان أن يجعل الشيطان عدواً له؛ فلا يتبع خطواته، ولا يستسلم لوساوسه؛ لئلّا يقوده إلى المحرّمات والضلال ؛ ويكون من أصحاب النار الموقدة.

قال الله تعالي:

( إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير )

فاطر:6

5- مكايد الشيطان

قد بيَّن الله – تعـالى – في كتـابه الكريم مكايد الشيطان وطُرُق إغوائه للإنسان .

1- الوسوسة

وهي حديث النفس، والصوت الخفي، والوسوسة من أعظم مكائد الشيطان؛ إذ لا يزال بالإنسان يوسوس له ويشككه حتى يخرجه من عقيدة الإسلام

قال الله تعالي:

( فوسوس اليه الشّيطان قال يا آدم هل أدُلُّكَ علي شجرةِ الخلدِ و مُلْكٍ لايبلي )

طه 120

 ( فوسوس لهما الشّيطان ليُبدي لَهُما ما وُري عنهما من سوءاتهما )

الاعراف 20

2- النسيان

فينسي الإنسانَ ذكرَ ربه، والإقبال على طاعته ، وإتباع أوامره .

قال الله تعالي:

 ( وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ )

الأنعام: 68

فاحذر؛ فإن أولَ ناسٍ أَوَّلُ الناس

قال الله تعالي:

 ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )

طه: 115

3- إيقاع العداوة بين المسلمين

قال الله تعالي:

( إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ )

المائدة: 91

إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء، فتقع الشحناء بين المسلمين، وبين الإخوةِ والأصدقاء فيتفرقوا أحزاباً .

4- التخويف

قال الله تعالي:

( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ )

البقرة: 268

هذا البخل واختيار الرديء للصدقة من الشيطان الذي يخوفكم الفقر، ويغريكم بالبخل، ويأمركم بالمعاصي ومخالفة الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يعدكم على إنفاقكم غفرانًا لذنوبكم ورزقا واسعا. والله واسع الفضل، عليم بالأعمال والنيَّات.

قال الله تعالي:

( إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )

آل عمران: 175

إنَّما الشيطان جاءكم يخوِّفكم أنصاره، فلا تخافوا المشركين؛ لأنّهم ضعاف لا ناصر لهم، وخافوني بالإقبال على طاعتي إن كنتم مصدِّقين بي، ومتبعين رسولي.

5- القول على الله بغير علمٍ

بأن تفتروا على الله الكذب من تحريم الحلال وغيره بدون علم.

قال الله تعالي:

 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ .  إنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )

البقرة : 168- 169

6- تزيين فعل المعصية

قال الله تعالي:

( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

الأنعام 43

وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصي، ويأتون من الشرك.

قال الله تعالي:

( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ )

النمل 24

وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها، فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده، فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.

6 –  كيفية تجنب

خطوات الشيطان

والسبيل لمدافعة هذه الخطوات وعدم الوقوع بشراكه يكون بما يلي:

1- الاستعاذة بالله

قال الله تعالي:

 ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

الأعراف:200

وإما يصيبنَّك من الشيطان غضب أو تُحِس منه بوسوسة وتثبيط عن الخير أو حث على الشرِّ، فالجأ إلى الله مستعيذًا به، إنه سميع لكل قول، عليم بكل فعل.

2- الأيمان والاعتصام بالله

قال الله تعالى:

( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )

النحل:99

إن الشيطان ليس له تسلُّطٌ على المؤمنين بالله ، وعلى ربهم وحده يعتمدون.

3- إخلاص العبادة كلها لله وحده

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ عبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَـٰنٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلغَاوِينَ )

الحجر:42

قال الله: إن عبادي الذين أخلصوا لي لا أجعل لك سلطانًا على قلوبهم تضلُّهم به عن الصراط المستقيم، لكن سلطانك على مَنِ اتبعك مِنَ الضالين المشركين الذين رضوا بولايتك وطاعتك بدلا من طاعتي.

4- المداومة على قراءة القرآن الكريم

لأن قراءته منفرة للشياطين

قال الله تعالى:

( فَإذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )

النحل: 98

5- إستحضار العدواة الأبدية

أن يظل المؤمن مستحضرا العدواة الأبدية وعدم فتور الشيطان عن الإيقاع به، وكيف لمؤمن يدرك أن من ناصبه العداء ويحيك له المؤامرات ويستنفر حزبه للإيقاع والنيل منه أن يأمن ولا يأخذ بأسباب هذه المعركة.

قال الله تعالى:

( و قل لعبادي يقولوا الّتي هي أحسن انَّ الشّيطانَ ينزغُ بينهم انَّ الشيطان كان للانسانِ عدوّا مبينا )

الاسراء 53

6- التسلح بالعلم والمعرفة

فيكون إيمان المرء عن بيّنة ويقين لا مجرد اتباع وتقليد، وبذلك يسد من منافذ الشيطان ووسوسته وتشكيكه .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾

الأعراف 201

إن الذين اتقوا الله مِن خلقه، فخافوا عقابه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه، إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكَّروا ما أوجب الله عليهم من طاعته، والتوبة إليه، فإذا هم منتهون عن معصية الله على بصيرة، آخذون بأمر الله، عاصون للشيطان.

8- عدم اليأس من رحمة الله

لا ييأس أحدنا من رحمة الله فباب التوبة على مصراعيه، فإن كان الذنب عظيماً فالرب جل شأنه رحيم وما علينا إلا صدق الأوبة والتوبة.

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾

غافر 7

﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾

الأعراف 156

9- الصحبة الطيبة

التي تشد من أزرك وتعين على أمرك فلا يستفرد فيك الشيطان.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ . أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ  ﴾

الصافات 51- 57

قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي. يقول: كيف تصدِّق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟ أإذا متنا وتمزقنا وصرنا ترابًا وعظامًا، نُبعث ونُحاسب ونُجازى بأعمالنا؟قال هذا المؤمن الذي أُدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مُطَّلعون لنرى مصير ذلك القرين؟ فاطلع فرأى قرينه في وسط النار. قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربت أن تهلكني بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك. ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي عليه، لكنت من المحضرين في العذاب معك.

7- الانسان مسؤول عن اعماله

ليس للشيطان أية سلطة عن النّاس ولا يتمكن من اكراههم علي المعاصي

قَال الله تعالى:

( وعدهم و ما يعدهم الشّيطانُ الّا غرورا . انَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان و كفي بربك و كيلا )

الاسراء 64 – 65

 ( انّه ليس له سلطان علي الذين آمنوا و علي ربهم يتوكلون )

النحل 99

 ( ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الّا من اتبعك من الغاوين )

الحجره 24

( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾

النساء 120

( إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾

النساء 76

وفي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب وأنه لا لوم عليه وإنما الملامة على من اتبعه فيندم كل من اتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ﴾

إبراهيم 22

8- مراحل تأثير الشّيطان

 علي النفس الانسانية

ان التأثير الشّيطاني يمر علي النفس الانسانية بعدّة مراحل ، و هذه المراحل ، هي

1- الوسوسة

الوسوسة هي إِغواء الشيطان ، وهي إِغراء بإِرتكاب الشر بعد أن يزَيَّنَة للإنسان ، وأن يدبرلَهُ ما يفعلَهُ لتنفيذ المعصية ، و قد تحدثت عن هذه المرحله آيات كثيرة في القرآن الكريم ، منها.

قال الله تعالي:

( فوسوس اليه الشّيطان قال يا آدم هل أدُلُّكَ علي شجرةِ الخلدِ و مُلْكٍ لايبلي )

طه 120

 ( فوسوس لهما الشّيطان ليُبدي لَهُما ما وُري عنهما من سوءاتهما )

الاعراف 20

( من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس )

النّاس 4- 5

2– المس

قَال الله تعالى:

﴿ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ﴾

الأعراف 201

﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾

البقرة 275

( و اذكر عبدنا أيوب اذ نادي ربه أني مسني الشّيطان بنصب و عذاب )

ص 14

إن الشيطان قد مس التكوين الإنساني ، مما أفسد إستقامة ملكاتة ، مما يسمي بِالأمراض النفسية ..

ومثِال علي ذلك النزغ .. والنزغ من الشيطان هو أن يدخَل خَاَطَرا مهيجا إلَي نفسك فيثِيرفيها الغضَب ويجعَلكِ الغضَب تَتَصرف تَصرفا احمق،َّ لايتَفق معِ العِقل أوالدين

قال الله تعالي:

 ( و اما يَنزغنَّكَ من الشيطان نَزْغُ فاستعذ باللّه انّه سميع عليم )

الاعراف 200

( من بعد ان نزغ الشيطان بيني و بين اخوتي )

يوسف 100

( و قل لعبادي يقولوا الّتي هي أحسن انَّ الشّيطانَ ينزغُ بينهم انَّ الشيطان كان للانسانِ عدوّا مبينا )

الاسراء 53

 ( و اما ينزغنك من الشيطان نزغُ فاستعذ باللّه انّهُ هو السّميع العليم )

فصلت 63

3- تتبع خطوات الشيطان أو

تلقي الاوامر الشيطانية

و هذه المرحلة تتجسد أو تظهر في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، منها

قال اللّه تعالي:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )

النور: 21

 ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ )

البقرة : 268

 ( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا )

النساء : 119

يصبح الانسان في هذه المرحلة أمام الهاوية و الهلاك حيث يمتثل لأوامر الشيطان و معني ذلك انّه يحتجب عن طاعة اللّه تعالي ، بل يعمل علي معصيتة فيصبح مأمورا للشيطان .

قال اللّه تعالي :

( الشيطان يَعدُكُمُ الفَقَر و يأمُرُكُم بالفحشاء و للّه يَعِدُكُم مغفرةً منه و فضلاً و اللّه ُ واسعٌ عليمٌ )

البقرة : 268

اذن طريق العودة الي اللّه عزّوجلّ مفتوح، و انه تعالي شأنُهُ وَعَدَ عبادَهُ الخاطئين مغفرة منه و فضلاً و هو الرّؤوف الرّحيم بعبادهِ الذين أضلهم الشيطان و أمرهم بالفحشاء و المنكر.

4 – مرحلة اطاعة الشّيطان و تنفيذ أوامره

قال اللّه تعالي:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾

الحج 3

وبعض الناس يخاصمون ويشككون في قدرة الله ؛ جهلا منهم بحقيقة هذه القدرة، واتباعً الشيطان متمرد على الله ورسله.و هذه المرحلة أشد خطرا من الّتي سبقتها حيث تكون مهمة الشيطان ناجحة،

قال اللّه تعالي:

 ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ )

المجادلة 19

غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته، أولئك حزب الشيطان وأتباعه.

5- مرحلة التسلط و السّلطان

وهذه الرّتبة أقرب الي الهلاك و الإنصياع التام للشيطان

قال اللّه تعالي:

﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾

النحل 99 – 100

( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )

الحجر 42

أي ينحصر سلطان الشّيطان في الذين يتخذونه وليّا لهم يدبّر امورهم كما يريد، و هم يطيعونه، و في الذين يشركون به اذ يتخذونه وليا من دون اللّه و ربا مطاعا غيره .

6 – بلوغ مرحلة ولاية الشّيطان

و تعتبر هذه المرحلة آخر المراحل و نهاية مطاف عمل الشّيطان مع الانسان، اذ يستسلم الانسان فيها الي الشّيطان و يدخل ولايته و يكون من أوليائه و من جنده و حزبه ، و قد أورد القرآن الكريم ذكر هذه المرحلة في العديد من الآيات ، منها

قال اللّه تعالي:

( فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

النحل 63

( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )

الأعراف 30

( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ )

النحل 99- 100

﴿ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

آل عمران  175

هذه هي رتبة الفناء الكامل في الشيطان، فيكون كلّ سلوكهم شيطانيا حيث وصل الشّيطان في هذه المرحلة الي رتبة الولاية الكاملة علي ذلك الانسان، فيكون منقادا اليه تماما ولا يتردد عن تنفيذ أي فعل أو قول أو تفكير يطرحه بل يأمره الشيطان به .

 

Share This