الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

1- تعريفها
هي مدة بقاء الأنواع الحية على الأرض وهي دار ابتلاء ومستقر ومتاع إلى حين.
2- حقيقتها
– قصيرة وسريعة الزوال
الدنيا سريعة الفَناء، قريبة الانقضاء، تعِدُ بالبقاء، ثم تخلفُ في الوفاء
قَال الله تعالى:
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا )
الحديد 20
مثلها كمثل مطر أعجب الزُّرَّاع نباته، ثم يهيج هذا النبات فييبس، فتراه مصفرًا بعد خضرته، ثم يكون فُتاتًا يابسًا متهشمًا
وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم
قَال الله تعالى:
( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ )
الروم 55
ويوم تجيء القيامة ويبعث الله الخلق من قبورهم يقسم المشركون ما مكثوا في الدنيا غير فترة قصيرة من الزمن
– داراللتفاخر والتكاثر
قَال الله تعالى:
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ )
الحديد 20
أنما الحياة الدنيا لعب ولهو، تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وزينة تتزينون بها، وتفاخر بينكم بمتاعها، وتكاثر بالعدد في الأموال والأولاد
-مزينة بالشهوات
قَال الله تعالى:
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾
آل عمران 14
حُبِّبَتِ الشهوات للناس، وحُسِّنَتْ في أعينهم وقلوبهم؛ حتى صارَ حُبُّها غريزة أو فِطرة عندهم، فمَن أحبَّ شيئًا ولَم يُزَيَّنْ له، يُوشك أن يَعدِلَ عنه يومًا ما، ومَن زُيِّن له حُبُّه، فلا يكاد يَعدل عنه
– دار ابتلاء واختبار
لقد خَلَق الله الدنيا في صورة جميلة ، تستميل الناس بجمالها، وتَغرُّهم بزينتها، وتَخدعهم بشهواتها؛ امتحانًا وابتلاءً
قَال الله تعالى:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
الكهف 7
قَال الله تعالى:
( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )
الملك 2
( إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
الإنسان 2
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ0 وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾
العنكبوت 2 – 3
3- متاعها
قَال الله تعالى:

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
النساء 77
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾
الأنعام 32
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
آل عمران 185
وما متاع الحياة الدنيا في غالب إلا الباطل يتمتع به قليلا ثم يفنى
4- صفات أهلها
– تفضيلهم إياها على الآخرة
قَال الله تعالى:
( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ)
النحل 107
– أنخدعوا بالحياة الدنيا
قَال الله تعالى:
( يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
فاطر 5
لذلك أمر الله جميع البشر ألا ينخدعوا بهذه الحياة الدنيا وأن يطيعوا أوامره
– غفلةعن حقيقتها
قَال الله تعالى:
( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ )
الروم 7
فمثل هؤلاء البشر الذين يعيشون في غفلة تامة لا يدركون حقيقة هذه الحياة، ولا ماهيتها حق الإدراك
– حبهم لها
قَال الله تعالى:
( إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا )
الإنسان 27
ويغيب عن بال معظم الناس الذين يلهثون وراء هذه الدنيا سر في غاية الأهمية, إلا وهو الانقضاء السريع لهذه الدنيا. وهذا موضوع ينساه الوالهون بالدنيا ولا يفكرون فيه ويحاولون تناسيه ما استطاعوه إليه سبيلا
– إِنكارمَابعدها
قَال الله تعالى:
( وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ )
الأنعام 29
5- مراحل الحياة الدنيا
قَال الله تعالى:
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً )
الروم 54
( يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى )
غافر67
(وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ)
النحل 70
والقرآن الكريم يتناول العجز والضعف الذي يلف الإنسان وهو يتقدم بخطوات إلى فترة الشيخوخة
وأخيرا00
قَال الله تعالى:
( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فإنه ملَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

الجمعة 8 
Share This