1- مفهوم المحبة

المحبة انفعال نفسي يلزم منه ويعقبه الميل والانجذاب إلى المحبوب .

و الحب ضد الكره .

قال الله تعالى:

( وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

الحجرات : ٧

2- ورود كلمة المحبة  

    في

  القرآن الكريم

وردت مادة (حبب) في القرآن الكريم (٨٣) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

6  مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ﴾

الحجرات:٧

– الفعل المضارع

63 مرة

قال الله تعالى:

﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾

القيامة:٢٠

– المصدر

10  مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾

العاديات:٨

– اسم

مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾

المائدة:١٨

–  التفضيل

3 مرات

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾

يوسف:٣٣

وجاءت المحبة في الاستعمال القرآني على ثلاثة أوجه:

الأول : الإيثار

قال الله تعالى:

﴿ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِعَنْ ذِكْرِ رَبِّي ﴾

ص: ٣٢

يعني: آثرت حب الخير.

الثاني : المودة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾

آل عمران: ٣١

الثالث : القلة

قال الله تعالى:

﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾

الإنسان: ٨

يعني: على قلته.

3- الألفاظ ذات الصلة

– الشغف

احتراق القلب بالحب مع لذة يجدها.

– الخلة

الخلة مودة خاصة خالصة، وهي أعلى مراتب المحبة.

4- أنواع المحبة

         في

  القرآن الكريم

المحبة التي ذكرت في القرآن الكريم تنقسم إلي ثلاثة أقسام ، هما ..

أولًا: المحبة المباحة

هي تشمل كل الجوانب الفطرية أو الطبعية مثل حب الآباء والأبناء والأزواج وحب المال وسائر الشهوات الغيرمحرمة شرعا .

قال الله تعالى:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾

آل عمران: ١٤

﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾

الفجر: ٢٠

﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾

العاديات: ٨

﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾

القيامة: ٢٠

هذه هي المحبة الفطرية هي التي يحب فيها الإنسان الشيء بمقتضى فطرته، كمحبته للنوم، والطعام والشراب، والمال والولد، والوطن.

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ  قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

الأعراف: ٣٢

فى هذه الأية الإسلام يعترف بالواقع النفسي للإنسان، ويقره على هذا الواقع ، وأن الإنسان لديه نزعات فطرية نحو هذه الشهوات من مال وبنين وما شابه ولم يأت الإسلام ليستأصل هذه النزعات من كيان الإنسان، وإنما جاء ليهذبها، وليحول دون انفلاتها .

ثانيًا: المحبة المحمودة

وللمحبة المحمودة صور كثيرة، منها:

1- محبة العبد لله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾

البقرة : ١٦٥

إن حب العبد لله تعالى من مقتضيات أعلى درجات الإيمان .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

التوبة: ٢٤

إن حب الله ليس بالأمر الهين الذي يسهل ادعاؤه ؛ لأنه حب يقتضي أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

آل عمران: ٣١

حب الإنسان لله تعالى يقتضي منه الطاعة والاستجابة لأمره.

قال الله تعالى:

﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

إبراهيم 34

﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾

النحل 53

وحب الله تعالى يتحقق بمعرفتنا لله تعالى، فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له، وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربه؛ لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾

التوبة: ١١١

أما البينة على صحة دعوة محبة العبد لله تعالى هي معرفه إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم ، فالعبد وما يملك لله رب العالمين .

فالمحبة حقيقة العبودية، وإنما تمكن الأعمال الأخرى – من الحمد، والشكر، والخوف، والرجاء، والصبر، والزهد، والحياء، والفقر، والشوق، والإنابة- باستمرار المحبة في القلوب، وهي حقيقة الإخلاص، بل حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله.

2- محبة الله تعالى للعبد

حب الله لعباده جاء في القرآن الكريم في (١٣) آية ، وقد جمعت آية منها بين حب العبد وحب الله .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

المائدة : ٥٤

حب الله يأتي فعلًا لله عز وجل مثبتًا تارة ومنفيًا تارة، متعلقًا بفئات من العباد، أو بأنواع من الأفعال والصفات.

أ- ففي صيغة الإثبات

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

آل عمران: ١٣٤

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾

آل عمران: ٧٦

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾

البقرة: ٢٢٢

﴿ِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾

المائدة: ٤٢

﴿ِ  وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾

آل عمران: ١٤٦

﴿ِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾

آل عمران: ١٥٩

﴿ِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ﴾

الصف: ٤

وأشار الله سبحانه وتعالى إلى محبته لموسى عليه السلام.

﴿ِ  وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾

طه: ٣٩

ب – في صيغة النفي

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾

آل عمران: ٣٢

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾

المائدة: ٨٧

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾

آل عمران: ٥٧

﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾

الأنعام: ١٤١

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال: ٥٨

﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾

النحل: ٢٣

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾

القصص: ٧٦

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾

النساء: ١٠٧

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾

لقمان: ١٨

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾

البقرة: ٢٠٥

﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾

النساء: ١٤٨

والمتأمل في هذه الأفعال المحبوبة: (الإحسان، التقوى، التوبة، التطهر، الصبر، التوكل، القسط)، يجد أنها تجمع أهم ما يحمد في الإنسان الاتصاف به، وما يجعله محبوبًا مقبولًا عند الله وعند الناس، وفي المقابل تمثل الصفات غير المحبوبة: (الكفر، الظلم، العدوان، الخيانة، الإسراف، الاستكبار) نموذجا لكل ما تنفر منه النفس وتأباه الفطر السليمة.

3- محبة النبي صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

التوبة: ٢٤

وليس للخلق محبة أعظم ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم، وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى، وكل ما يحب سواه فمحبته تبع لحبه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحب لأجل الله، ويطاع لأجل الله، ويتبع لأجل الله .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

آل عمران: ٣١

وعلى ذلك فلا تنفك إحدى المحبتين عن الأخرى، فمن أحب الله أحب رسوله، وكذلك سائر رسله، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تبع لمحبة من أرسله. ولأجل هذا جاء حب الرسول صلى الله عليه وسلم مقترنًا بحب الله عز وجل في أكثر النصوص الشرعية.

4- حب الآخرين

وحب الآخرين إيثار لهم على الذات وتقديم ما يسعدهم في حياتهم. وهي من أعمال القلوب العظيمة الثواب والجليلة الجزاء .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

البقرة 195

﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾

النساء 36

﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾

الإنسان 8 -9

ثالثًا: المحبة المذمومة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ  ﴾

البقرة: ١٦٥

يتخذ فريق من الناس أولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى، ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة، ما لا يليق إلا بالله وحده ، ويصبح ذلك من المحبة المذمومة .

قال الله تعالى:

﴿ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة 216

وقد يحب الناس شيئًا لما فيه من الراحة أو اللذة العاجلة ، رغم مخالفة ذلك لما أمرنا الله تعالى به ، ويصبح ذلك من المحبة المذمومة .

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ﴾

التوبة 23

﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾

المجادلة 22

﴿ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾

النساء 140

وقد يحب الناس بعض أهل الكفر و الفسق و الفساد رغم بغض الله تعالى لهم ، ويصبح ذلك من المحبة المذمومة .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾

النحل: ٣٦

ولذلك أرسل الله جميع رسله وأنزل جميع كتبه، لمعادة ومحاربه هذا الشرك الذي لا يغفره الله .

5- في الآخرة أنت 

     مع من تحب

إن المتأمل في الآيات التي جاء فيها وصف مصير البشر في الآخرة   يدرك أنها جاءت لتؤكد الحشر والجمع بين كل إنسان مع من كان يحب أو يعبد في الدنيا .

قال الله تعالى:

﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾

الصافات 22

ويقال للملائكة: اجمَعُوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، فسوقوهم سوقًا عنيفًا إلى جهنم.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾

التكوير 7

وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها

قال الله تعالى:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ  وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ  ﴾

الرعد 23

تلك العاقبة هي جنات عدن يقيمون فيها لا يزولون عنها، ومعهم الصالحون من الآباء والزوجات والذريات من الذكور والإنات، وتدخل الملائكة عليهم من كل باب؛ لتهنئتهم بدخول الجنة.

قال الله تعالى:

﴿ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾

الفرقان 28

ويتحسَّر قائلا يا ليتني لم أتخذ الكافر فلانًا صديقًا أتبعه وأوده.

قال الله تعالى:

﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾

الزخرف 67

الأصدقاء على معاصي الله في الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة، لكن الذين تصادقوا على تقوى الله، فإن صداقتهم دائمة في الدنيا والآخرة.

 

 

Share This