1- تعريفه

القيوم من أسماء الله الحسنى ، والقيوم هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره والباقي أزلاً وأبداً ، و هو القائم بتدبير أمور الخلق وتدبير العالم بجميع أحواله ، فهو القائم بأمور خلقه في إنشائهم وتولي أرزاقهم وتحديد آجالهم وأعمالهم وتربيتهم ومعالجتهم والاستجابة لهم ودفعهم إلى ما فيه خيرهم وتأديبهم ، هو العليم بمستقرهم ومستودعهم .

2- القيوم

   فى

 القرآن الكريم

ورد إسم اللَّهُ القيوم فى القرآن الكريم ثلاث مرات فقط في المواضع الأتية

قَال الله تعالى:

( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ  وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ  وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا  وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

البقرة : 255

 ( اللَّهُ لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )

آل عمران : 2

( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )

طه : 111

3- معني القيوم

   فى

 القرآن الكريم

فالقيوم هو كامل القيومية وله المعاني الاتية ..

– هوالقائم بذاته

قَال الله تعالى:

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾

الإخلاص: 1-3

هوالقائم بذاته .. والغير محتاج لشيء فى وجوده

-عظمت صفاته

قَال الله تعالى:

 (  فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾

يونس: 32

 ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾ 

الحج :6

هو الحق في ذاته وصفاته. فهو واجب الوجود وجوده من لوازم ذاته. ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به

– واستغنى عن جميع مخلوقاته

قَال الله تعالى:

( وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )

الحج: 64

( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )

العنكبوت: 6

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ  وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )

فاطر: 15

فهو الغني عن ما خلق من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه،

– قائم بتدبير أمور الخلق وتدبير العالم بجميع أحواله

قامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات ، فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها

قَال الله تعالى:

( ومن اياته ان تقوم السماء والارض بأمره )

الروم :25

( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا )

هود : 6

– وهو الذى يهيمن على السماوات والأرض ولا يتعب من حفظ سماواته وأرضه

قَال الله تعالى:

( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يئودُهُ حِفْظُهُمَا )

البقرة : 255

– وهو المقيم للعدل بين خلقه في الدنيا، والمقيم بالقسط بينهم في الآخرة حتى تُوزَن الأعمالُ بدِقَّة،

قَال الله تعالى:

( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

آل عمران: 18

– وهو الحى القيوم الذى لا ينام ولا يغفل عن عملنا

قَال الله تعالى:

( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )

البقرة :255

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ )

المؤمنون: 17

 ( وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) 

هود : 123

 ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )

ابراهيم : 42

– وهو المهيمن على يوم الدين أى تخضع له كل المخلوقات يوم الدين .

قَال الله تعالى:

 ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً .  وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً )

طه : 111-112

– وهو القائم على كل نفس بما كسبت من عمل ، خيرا كان أو شرا .

قَال الله تعالى:

( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )

الرعد :  33

– وهو القائم على كل شي بالحفظُ

قَال الله تعالى:

( وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ )

سبأ : 21

4- من الآثار الإيمانية

 لاسم الله  (القيوم )

–  التوكل علي الله تعالى

عندما يدرك الأنسان أن الله تعالى قيوم قائم بالقسط والتدبير، ومنفرد بالمشيئة والتقدير، عنده خزائن كل شيء، لا ينزله إلا بقدر معلوم، وأنه كفيل قائم بأمره ورزقه، أدى ذلك إلى اعتماده على ربه في كل شيء، ووثق به دون كل شيء، وقنع بكل ما جاءه من ربه، وصبر على ما ابتلاه به، فلا يطمع في سواه، ولا يرجو إلا إياه، ولا يشهد في العطاء إلا مشيئته ولا يرى في المنع إلا حكمته ، فيكثر من دعائه وذكره لاسيما إذا لحقه كرب أو هم .

– انقطاع رجاؤه عن الخلق

فأذا استيقن المؤمن أن الله تعالى قائم بتدبير أمور العباد وأرزاقهم وجميع أحوالهم، دعاه ذلك إلى التوكل على ربه وانقطع بالتالى رجاؤه عن الخلق إلى الله تعالى، واستغنى عما في أيديهم إلى ما في يدي الله تبارك وتعالى لأن العبد محتاج و مفتقر إلى خالقه في حياته وبعد مماته .

– التبرؤ من الحول والقوة والافتقار التام لله

فأذا استيقن المؤمن أن كل مخلوق له عابد، ولعزته خاضع , ولرحمته راج ، ولإحسانه محتاج أدي ذلك إلى الركون إليه، والتعلق به وحده والرضا بتدبيره و التبرؤ من الحول والقوة و وسؤال الله وحده عند جميع الحوائج .

فسبحان من كل شيء له عابد، ولعزته خاضع , ولرحمته راج ، ولإحسانه محتاج

قَال الله تعالى:

( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ )

آل عمران :  ٨٣

فارغب إلى الله بالقيام بحسن الطاعة، ودوام العبادة , تنال الأجر الكبير

قَال الله تعالى:

( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )

الأحزاب :٧١

واعلم أنك للبقاء خُلقت ولم تخلق للفناء ، وإنما تُنقل من دار إلى دار لتجزى بعملك، ثم تستقر في دار القرار حسب ما عملت في الجنة أو النار

قَال الله تعالى:

( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )

الروم :١٤-١٦

فاعمل له بكل جهد ، فقد أعد الله لك بقاءً كريماً لا فناء بعده

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) 

القمر: ٥٤-٥٥

واعلم أن الله تعالى لا يخلف وعده أبدا

قَال الله تعالى:

( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

الروم : 6

فأرضه بدوام ذكره وشكره وحسن عبادته , فسيرضيك

قَال الله تعالى:

( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ  )

الرحمن :٦٠

Share This