العمل الصالح

1- معناه
هو أي عمل أو فعل أو قول يرضاه الله سبحانه وتعالى من عباده ويقوم به العبد بقصد التقرُّب به إلى الله سبحانه وتعالى
2- شروط العمل الصالح
– الاخلاص
أن يكون العبد مخلصاً لله سبحانه وتعالى، في عمله
قال الله تعالى:
﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
البينة5
– بما شرع الله
قَال الله تعالى:
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ﴾
الأنعام153
3-اهمية العمل الصالح
قَال الله تعالى:
( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )
هود7
( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )
الكهف7
( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )
الملك2
( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )
الاعراف129
( وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
التوبة105
يبين القرأن الكريم في الايات السابقه ان العمل الصالح هو علة الخلق ومادة الابتلاء والاختبار في الدنيا ومقياس النجاة في الاخرة ..فإذا لم يتحول الايمان الي قوة باعثة الي العمل الصالح فلا قيمة له.
4- الايمان وحدة بلا عمل
صالح لا ينفع
لقد كان ابليس يعلم ان الله واحد لا شريك له..وكان يعلم ان مصيرة اليه يوم يبعثون ..انه لما صدر اليه الامر ان اسجد.. فقال مستكبراً لا..عد كافراً ولم تشفع له معرفته بوحدانية الله .. لان المعرفه المجرده عن مبدأ الخضوع المطلق لرب العالمين لا وزن لها..
قَال الله تعالى:
( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
الحجر36
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
الحجر39
( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
ص:82
فتلك هي اقوال ابليس وتوضح مدى معرفته بربه ..ومدى عدم طاعته ومعارضته.
فلا يصحّ الإيمان بلا عملٍ صالحٍ، فهو البرهان الذي يدلّ على صحة الإيمان
5- العمل الصالح الخالي من
الايمان بالله لا يكون
عملاً صالحاً
قَال الله تعالى:
( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ )
إبراهيم18
( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
الأعراف:147
يؤكد القرأن الكريم ان العمل الصالح الخالي من الايمان بالله لا يكون عملاً صالحاً وان مثل هذه الاعمال من قلب يجحد خالقه مصيرها البوار.
6- العمل الصالح هو الذي
يحدد مصير الإنسان
في الأخرة
قَال الله تعالى:
( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )
الاحقاف19
( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا )
النور64
( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا )
الجاثية33
( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )
النساء:123
( وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ )
النحل:111
( ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا )
النجم:31
 ( قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ )
التغابن:7
وتبين الايات السابقة ان مصير الانسان ودرجتة في الأخرة متوقفة على ما عمله في الدنيا من عمل صالح.
7- مطلب من لم يعمل
صالحاً في الأخرة
قَال الله تعالى:

( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )
الاعراف:53
( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا )
السجده:12
( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )
فاطر:37
فهذا هو مطلب من لم يعمل صالحاً في الأخرة ..هو الرغبة في الرجوع الى الدنيا مرة أخرى للعمل صالحاً..ولكن يقولون هذا بعد فوات الأوان.
قَال الله تعالى:
( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
الانعام:28
8- الازمات والمحن في الدنيا
انذار لبعدنا
عن العمل الصالح
قَال الله تعالى:
(  لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
الروم:41
وكانت رحمة الله تعالى ان تكون الازمات والمحن في الدنيا انذار لنرجع عن بعدنا عن العمل الصالح ..قبل الاخره وعذابها..
9- الدعوه الي العمل
الصالح تشمل الجميع
قَال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )
المؤمنون:51
فلأهمية العمل الصالح دعا الله تعالى الجميع الي ادائها حتى الرسل.
10- طريقة تقدير
العمل الصالح
قَال الله تعالى:
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
الزلزلة:8-7
ويبين القرأن الكريم مدى دقة تقدير كل عمل يقوم به الانسان في الاخرة.
11- نتائج العمل الصالح
يبين لنا القرأن الكريم جزاء العمل الصالح في الدنيا والاخره..
-الحياة الطيبة
قَال الله تعالى:
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
النحل:97
-التكفير عن السيئات
قَال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ )
العنكبوت:7
( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ )
-الهداية
قَال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ )
يونس:9
-الود
قَال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا )
مريم:96
-الامن
قَال الله تعالى:
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )
طه:112
-اجر بغير حدود
قَال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
فصلت:8
-رحمة الله
قَال الله تعالى:
( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ )
الجاثية:30
-مغفرة من الله
قَال الله تعالى:
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
الفتح:29
-الجنة
قَال الله تعالى:
( إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار )
البروج:11
– الرزق الكريم
قَال الله تعالى:
( فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
الحج:50
-الدرجات الاعلي في الاخرة
قَال الله تعالى:
( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ )
طه:75
-هم خير البشرية
قَال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )
البينة:7

Share This