1- مفهوم الترادف 

يعرّف الترادف بأنه دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد ، مثل: (البر) و (القمح) و (الحنطة)، فهذه ألفاظ مختلفة لشيء واحد . و من علامة صحة الترادف إمكان حلول أحد اللفظين محل الآخر، لو حذفت أحدهما ، دون تأثر المعنى بذلك الإحلال ، والتبديل .

2- الترادف

   في

القرآن الكريم

يعدّ الترادف ظاهرة لُغويّة، من العلماء من قبلها ومنهم من لم يقبلها في اللغة، أما في القرآن الكريم فلا ترداف بين ألفاظه، فهو كتاب أُحكمت آياته، وفصلت معانيه، فكل لفظة من ألفاظه وضعت في مكانها لتدل على المعنى الدقيق من استعمالها فكل معنىً فيه بلغ ذروة الفصاحة والبلاغة .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

 ﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾

هود :1

وقد اعتنى مفسرو القرآن الكريم بتبيان الفروق بين الألفاظ المتشابهة في القرآن الكريم ، مما يدحض فكرة الترادف التي تمسك بها بعض اللغويين القدامى . وَمِنْ تلك الألفاظ التي يظن كثيرٌ من الناسِ أنها من المترادفِ وليست كذلك ..الألفاظ الأتية ..

1- النصيب والكفل

الكفل هو النصيب المساوي ومنها المِثل. أما النصيب فهو مُطلق وليس له شيء محدد .

قَال الله تعالى:

( مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا )

النساء: 85

استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة لأن السيئات تُجزى بقدرها ولا يزيد عليها

قَال الله تعالى:

( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا )

الأنعام: 160

أما الحسنة فتضاعف وقد تكون عشرة أضعاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات

قَال الله تعالى:

( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )

الأنعام: 160

2- الخلق والجعْل

أن الخلق يراد به الإنشاء والإيجاد

قال الله تعالى:

 ( خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ )

الأنعام: 2

 (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ )

لقمان :11

  ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )

التين: 4

الجعل هو خلقٌ لوظيفة الأشياء

قال الله تعالى:

 ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا )

نوح: 19

الله خلق الأرض ووظيفتها أنه جعلها بساطاً

قال الله تعالى:

 ( جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا )

يونس: 5

( جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا )

البقرة :22

( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا )

النحل: 80

3- أدبر و تولى

قَال الله تعالى:

( تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ )

المعارج :17

الآية توضح أن أدبر غير تولى  و أن هناك معنى لكل منهما .

أدبر معناه أنه قد ولاك دبره وذهب بعيداً عنك.

قَال الله تعالى:

( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ )

النمل 80

بينما تولى يدل على الإعراض عنك والابتعاد .

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

آل عمران 82

4- الفعل والعمل والصنع

العمل هو كل ما يقتضي وقتاً لإنجازه . وأيضًا العَمَلُ يشتمل على القولِ وَالفَعْلُ معًا .  فعن الجن

قَال الله تعالى:

( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ )

سبأ:13

وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً

أما الفعل فلا يقتضي وقتاً . فعن الملائكة

قَال الله تعالى:

 ( وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

النحل: 50

لأن فعل الملائكة في الحال .

وأما الصنع فإنه لا يقال إلا لما كان بإجادة

قال الله تعالى:

( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )

النمل  88

 ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا )

هود  37

5- سحاب والغمام

الغمام يراد به ما يحجب الشمس أو ما يشبه الظل دون الإشعار بنزول الماء

قال الله تعالى:

 ( وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ )

البقرة 57

( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا )

الفرقان 25

( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ )

البقرة 210

والغمام هنا من مشاهد يوم القيامة وهو أشبه بأن يكون ظللا على رؤوس الخلائق ولا إشعار بنزول الماء .

أما السحاب فهو بخار الماء المتكاثف في طبقات الجو العليا

قال الله تعالى:

( حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ )

الأعراف 57

 ( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ )

الروم 48

6- الرّيب و الشك

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾

هود110

الآية توضح أن الشكّ غير الرّيب و أن هناك معنى لكل منهما ،فالشيء لا يوصف بنفسه ولكن يوصف بوصف يقاربه معنى.

فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة الأمور

قَال الله تعالى:

 ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )

يونس94

أما الريب فهو التردد مع عدم تصديق الأدلة ودون طلب دليل يرجح أحد الاحتمالات على الآخر

قَال الله تعالى:

( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوابِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ )

البقرة23

وفيها يخاطب الله تعالى المشركين ويقول لهم: إن كنتم في ريب وعدم تصديق لما نزلنا على محمد، فهاتوا بدليل مثله

7- الجهاد والقتال

مع أنّ اللفظين متقاربين جداً في المعنى؛ إلّا أنّ الجهاد أوسع وأشمل من القتال، ولذلك استُعمل لفظ القتال للذي يُقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى

قال الله تعالى:

 ( يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ )

التوبة: 111

( وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ )

النساء: 74

أما الجهاد فبالإضافة إلي القتال في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ،جاء لفظ الجهاد للدّعوة في سبيل الله، ونشر الدّين الإسلاميّ فهو لفظ أشمل من القتال

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )

التحريم: 9

 ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا )

الفرقان: 52

8- بَلَى وَنَعَمْ

بَلَى هو حرف جواب يقع بعد النفي فيجعله إثباتًا

قَال الله تعالى:

﴿ أو لم تؤمن؟ قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي ﴾

البقرة، 260

فلو قال إبراهيم عليه السلام: نعم، لقال لنا- إنه لم يؤمن..

قال الله تعالى:

﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا بَلَى ﴾

الْأَعْرَافِ172

ولو قالوا: نعم ، لكفروا؛ إذ يكون المعنى: نعم، لستَ ربّنا!!

قال الله تعالى:

﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ؟ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ﴾

التغابن7

ولو قال لهم: نعم، لكان المعنى: نعم، وربّي لن يُبعثوا !!

أما نَعَمْ هي حرف جواب، يفيد الإثبات في الجواب عن السؤال المثبَت، والنفيَ في الجواب عن السؤال المنفي.

قال الله تعالى:

﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ ﴾

الْأَعْرَافِ44

فَإِذا قُلْت نَعَم فإقْرارٌ منْكَ .

9- الموت والوفاة

قال الله تعالى:

 ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا )

الزمر 42

الآية توضح أن هناك معنى لكلمة الموت ومعنى لكلمة الوفاة وهو ما يعني أن هناك اختلاف بين المعنيين

فالموت هو خروج روح الكائن الحي ، ويتوقف بخروجها عنصر الحياة فيه لينتهي الأجل . و الرُّوْح  هِيَ الطَّاقَةُ الَّتِيْ يَبُثُّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلا فِيْ المَخْلُوقْ فَتَبُثُّ معها الحياة والحركة و السمع والأبصار والأفئدة .

قال الله تعالى:

 ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي )

الحجر 29

( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ )

السجدة 9

أما الوفاة  هي انقطاع الصلة بين النَّفْس وهِيَ ذَاتُ الإِنْسَانِ وَ مَنَاطُ الإرَادَةِ وَالإدْرَاكِ وبين الجسد وبه روحه وذلك عند النوم وهي وفاة مؤقتة . و يتوقف عندها تحكم النَّفْس في الجسد من أوامروإراده وإدْرَاكِ.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ )

الأنعام 60

أما إِذَا خرجت روح الكائن الحي فسوف تنقطع الصلة بين النَّفْس وبين الجسد الذي ليس به روح الأن إِلي للأبد .

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا )

الزمر 42

وعندها سوف تدرك حَقيْقة الموت بفقد الإرَادَةِ وَالإدْرَاكِ

قال الله تعالى:

 ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ )

الأنبياء 35

10- النبي والرسول

الدليل على وجود فرق بين الكلمتين أنهما ذُكرتا منفصلتين في القرآن الكريم

قال الله تعالى:

 ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا )

مريم : 51

الآية توضح أن النبي غيرالرسول و أن هناك معنى لكل منهما

قال الله تعالى:

 ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ  )

الحج 52

تَدُلُّ الآية عَلَى أن كل مِنْهُمَا مُرْسَلٌ ، وَأَنَّهُمَا مَعَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا تَغَايُرٌ .

قال الله تعالى:

( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )

النساء163

أن النبي والرسول يشتركان جميعا في أن كليهما يُوحى إليه .

الرسول هو الذي يأتي بشريعة جديدة ويؤمَر بتبليغها لقوم كافرين ولم تأتهم رسالة سابقة .

قال الله تعالى:

( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ )

المائدة 99

أما النبي فهو الذي يحكم بين المؤمنين به بشريعتة أو بشريعة مَن قبله من الرسل .

قال الله تعالى:

 ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ )

المائدة 44

( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ )

النساء 105

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )

التحريم 9

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )

الطلاق 1

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )

الأحزاب 59

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ )

الأنفال 65

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )

الأحزاب 1

11- البحرواليم

البحر هو ما نعرفة و نستخدمه بكامل مواصفاته ومكوناته

قَال الله تعالى:

﴿ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ﴾

البقرة 164

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا ﴾

النحل 14

اليم هو ماء البحر أو ماء النهر بكل مواصفاته وإمكاناته والأثر الناتج منه.

قَال الله تعالى:

﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ﴾

الأعراف 136

ونتفهم من الآيات الكريمة أن الماء هو سبب الغرق.

قَال الله تعالى:

﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ﴾

طه 39

المقصود باليم هنا هو ماء البحر أو النهر وليس المقصود البحر أو النهر، وهو المأمور بإلقائه بالساحل.

قَال الله تعالى:

﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾

طه 78

والمعنى أن ماء البحر هو الذي غشيهم وليس البحر بأكمله، وإذا حذفنا كلمة اليم ووضعنا كلمة الماء لا يختلف المعنى كثيراً ولكن الحكمة الربانية هي التي فرقت بين اليم والماء من أجل الدقة والتفريق بين الماء العادي وما بين ماء البحر والنهر.

12- الإنصات والاستماع

قَال الله تعالى:

( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )

الأعراف 204

الآية توضح أن الاستماع غير الإنصات و أن هناك معنى لكل منهما . الاستماع هو أن يلقي سمعه, ويحضر قلبه, ويتدبر ما يستمع، والإنصات هو السكوت للاستماع .

13- اللعب واللهو

قَال الله تعالى:

  ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ )

الحديد 20

( وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ)

الأنعام 32

الآيات توضح أن اللعب غير اللهو و أن هناك معنى لكل منهما . فاللعب شيء للترويح ، لكن اللهو يكون وليد الرغبة والشهوة ، وقد يلهي عن ذكر الله

14- المولى والولي

المولى فهو من تركن إليه وتعتمد عليه وتحتمي به عند الشدة والرخاء، وفي السراء والضراء

قَال الله تعالى:

( أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )

البقرة: 386

( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا )

محمد 11

الولي هو من تولى أمرك وقام بتدبير حالك ولم يَكِلْك إِلَى غَيره

قَال الله تعالى:

( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ )

البقرة: 257

( وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ  )

الشورى 31

( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ  )

آل عمران 68

15- الجسد والجسم

الجسم ورد في موضعين

قال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ )

البقرة 247

 ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ )

المنافقون 4

واستعمال الجسم لما فيه روح ….

أما الجسد فيستعمل لما ليس له روح أو حياة

قال الله تعالى:

( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا )

الأعراف 148

( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ )

ص 34

( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )

الأنبياء 8

16- المطر والغيث

المطر لايستعمل في القرآن الكريم إلا في موضع عقاب وموطن أذى أما الغيث فلا يذكر إلا في حالة الخير.

قال الله تعالى:

 ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ )

الأعراف84.

( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ  )

هود82؛

فيها صورة العذاب

قال الله تعالى:

( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ )

الشعراء173

إذن استخدام كلمة مطر أما أن يكون عقاباً نتيجة جريمة أو نتيجة طبيعة ما كأن يكون معه ريح وعواصف. أما الغيث ففيه معنى الرقة والاطمئنان والأمان والخير والبركة والناس محتاجين إلى ماء ليس فيه أذى.

قال الله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ )

الشورى28

بعد أن يئسوا أنزل الله تعالى عليهم الغيث وأنقذهم.

قال الله تعالى:

 ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ )

يوسف49

ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر، فيرفع الله تعالى عنهم الشدة

قال الله تعالى:

( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ )

الحديد 20

غيث أخرج الخيرات وخيرات الدنيا هذه تعجب الناس ثم تزول

إذن المطر للعقاب والغيث للرحمة.

17- الشُّحُّ وَالْبُخْلُ

أن الشح بخل مع حرص على منع الخير، ويكون بكل شيء ولو كان من الغير .

قال الله تعالى:

﴿ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ﴾

الأحزاب19

والبخل منع الحق فلا يؤدي البخيل حق غيره عليه ولا يكون إلا بالمال فحسب .

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾

التوبة 76

18- الْبُخْلُ وَالضَّنُّ

إنَّ الضَّنَّ أَصْلُهُ الْبخل، لكن لا يكون إلا بالذي إِذَا وَهَبَ لم يخَرَجَ عَنْ مِلْكِ الْبَخِيلٌ وَلِهَذَا يُقَالُ هُوَ ضَنِينٌ بِعِلْمِهِ وَلَا يُقَالُ بَخِيلٌ بِعِلْمِهِ

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾

التكوير 24

بِضنين في تبليغ الوحي  وَلَمْ يَقُلْ: بِبَخِيلٍ.

عَكِس البخل لا يكون إلا بالذي إِذَا وَهَبَ شَيْئًا خَرَجَ عَنْ مِلْكِهِ .

قال الله تعالى:

﴿ هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ﴾

محمد 38

19- الْعَامُ وَالسَّنَةُ

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )

العنكبوت: 14

الآية توضح أن السنة غيرالعام و أن هناك معنى لكل منهما .

أنّ السّنة عند العرب تُطلق على السّنوات الصعبة التي مرّت بالجدب والشدّة على النّاس،

قال الله تعالى:

( قالَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا )

يوسف47

قد جاء لفظ السنين مع الجدب والعمل المتواصل لمواجهته

والعام على أيّام الرّخاء والعطاء،

قال الله تعالى:

(عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ )

يوسف49

حيث قُرِن لفظ العام بالغيث .

إن الْعَامُ يطلق على الدعة والرخاء، وَالسَّنَةُ تطلق على الشدة والكرب والضيق .

20- الخشية و الخوف

قال الله تعالى:

 ﴿ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾

الرَّعْدِ21

الآية توضح أن الخشية غير الخوف و أن هناك معنى لكل منهما .

الخشية هي خوف يشوبه تعظيم، ولا تكون الا لله وحده دون اى مخلوق وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يُخشى منه،

قال الله تعالى:

 ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

فاطر 28

الخوف هو توقّع مكروه عن ظن أو علم

قال الله تعالى:

( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )

الإسراء 57

( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ )

هود 103

21- البصر والنظر

النظر هو الرؤيا الخاطفة من غير تركيز، ولا إدراك

قال الله تعالى:

( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون )

الأعراف 198

( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ . وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ . وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾

الواقعة 83-85

البصر فهو عكس النظر- تماما – فهو الرؤيا  بالعين مع التركيز والفحص،–وإيصال المعلومات إلى العقل للتحليل  وللإستجابة .

قال الله تعالى:

 ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ  فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِنْ فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾

الملك 3-4

22- الحزن و الغم

الحزن هو احد المشاعر الإنسانية، و هو شعور يصيب الإنسان بعد حدوث أمر غير سار له .

قال الله تعالى:

( فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾

القصص 13

فرددنا موسى إلى أمه؛ كي تقرَّ عينها به،  ولا تحزنَ على فراقه

قال الله تعالى:

( وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ﴾

يوسف 84

وأعرض يعقوب عنهم، وقد ضاق صدره بما قالوه، وقال: يا حسرتا على يوسف وابيضَّتْ عيناه، بذهاب سوادهما مِن شدة الحزن .

الغم هو أن تشهد أمرا يضايقك أو يثير قلقك في الوقت الحاضر فيصيبك الغم .

قال الله تعالى:

( وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ ﴾

طه 40

وقتلت الرجل خطأ فنجيناك من غَمِّ فِعْلك وخوف القتل .

الغم شعور إنساني يشبه الحزن بفارق أن الحزن قد يستمر لفترة طويلة بينما الغم يكون وقتيا فقط حين يحدث امر سيء.

23- الرؤيا والحلم

وردت كلمة الأحلام في القرآن ثلاث مرات و الحلم يقصد به الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي لا تفسير لها و لا تصدق فليس كل حلم يفسّر ونجد هذا في القرآن بصيغة الجمع دلالة على الخلط

( قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ )

يوسف 44

يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما يكون حقا وصدقا. يتجلى لنا ذلك بوضوح تام في رؤيا الملك في سورة يوسف .

قال الله تعالى:

( إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ ﴾

يوسف 43

24- آنس وأبصر

وردت كلمة أبصر في القرآن الكريم عدة مرات وكلّها بمعنى الإبصار سواء أكان الإبصار رؤية عينية

قال الله تعالى:

( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾

مريم 42

أو كان بصيرة قلبية

قال الله تعالى:

( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ﴾

الأنعام 104

كلمة “آنس” وردت أربع مرات في قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما أبصر النار على جانب الطور، وهو عائد من مدين إلى مصر

قال الله تعالى:

( إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾

طه 10

( إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾

النمل 7

إن موسى -عليه السلام- لم يبصر النار بعينيه مجرد إبصار، فقد كان إبصارًا وزيادة، عيناه أبصرت النار واطمأن قلبه بها وانشرحت نفسه له واستأنست مشاعره وأحاسيسه بها، فكان مع الأنس استبشار وطمأنينة وسكينة ورجاء، وكل هذه المعاني لا توجد في أبصر من جانب الطور نارًا، وإنما توجد في آنس من جانب الطور نارًا.

25- أتى وجاء وحضر وأقبل

– أتى

اذا كان الامر لم يتحقق او كان فيه ريبة او شك كان بلفظ اتى .

قال الله تعالى:

( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾

النحل 1

( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾

الذاريات 52

– جاء

هو تمام الاتيان وكماله وتحققه فالامر اذا كان متحققا كان بلفظ جاء

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ﴾

القمر 41

( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾

النصر 1

– حضر

يكون الحضور لأمر معيّن وغير معروف مسبقا

قال الله تعالى:

( حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ﴾

النساء 18

( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ﴾

النساء 8

– اقبل

الإقبال يكون لقصد وبينهم شيء مشترك يريدون بحثه .

قال الله تعالى:

( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴾

الصافات 27

( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴾

القلم 30

من العرض المتقدم تبين لنا صحة رأي القائلين أن لا ترادف في القرآن الكريم، ويظهرالدقة القرآنية التي تشكل وجها مشرقا من وجوه الإعجاز القرآني حيث الكلمة درة نادرة بل فريدة لا يحل غيرها محلها أبدا على سعة قاموس العربية .

و القرآن صريحاً في التفريق بين الألفاظ من حيث استخدامها في المواضع المختلفة ؛ وذلك لِمَا بين كل لفظة وأخرى من دلالة ومعنى تتميز به دون غيرها ؛  فالقرآن لا يكتفي بانتقاء الألفاظ وتخيُّرِها، بل يشرع في ذلك صراحة، يُنبِّه إلى خطأ وضع استعمال اللفظ في غير موضعه، ويُرشد إلى بديله

 ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )

الحجرات : 14

فهكذا نراه يفرق بين لفظة وأخرى، يفرق بين الإيمان والإسلام؛ وذلك أن كل كلمة منهما لها دلالة ما ليس في الأخرى .

ومن هنا نستطيع ان نستقريء آيات القرآن ونعرف ان اللفظ في القرأن الكريم له دلالته الخاصة بحسب السياق القرآني فالقرآن استخدم المعنى وفق مقصد خاص لا يمكن ان نعبر عنه بمعاني كلمات تعطي نفس المعنى وانما يختلف استخدام اللفظ بحسب السياق .

 

 

Share This