الوَصِيَّةٍ
يناير 17, 2020
1- معناها
الوصية هي تبرعٌ من الإنسان في حالِ حياته إلى إنسان آخر أو جهةِ خيرٍ على أن ينفَّذَ بعد
موته .
ويكون تنفيذ الوصية على عاتق الورثة أو الدولة في حال عدم وجودهم .
2- الأمر بها
قال الله تعالى:
( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا
عَلَى الْمُتَّقِينَ )
البقرة180
شرح الكلمات:
كتب : فرض
خيراً: مالاً نقداً، أو عرضاً، أو عقاراً.
الوصية: ما يوصى به من مال وغيره.
الأقربون : وهم الورثة فالوصية للورثة فقط
المعروف: ما تعارف عليه الناس كثيراً أو قليلاً بحيث لا يزيد على الثلث.
3- عند تقسيم الميراث
عند تقسيم الميراث (التركة) يتم الأتي ..
أ – إذا حضرها ( أولو القربى ) أى الأقارب من غير الورثة واليتامى والمساكين فيجب
التصدق عليهم بشىء من التركة.
قال الله تعالى:
( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا )
النساء 8
الوالدان والزوج أو الزوجة يرثون فرضا والباقى للأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين. عند عدم
وجود الأولاد يكون الأخوة هم ( الأقربين ) ، بوجود الأبناء يكون الأخوة من أولى القربى الذين
لا يرثون. عند عدم وجود الأبناء والأخوة يكون الأقربون هم الأعمام . عند عدم وجود الجميع
يكون الأقربون هم أولاد العمومة.
ب – بعدها يتم إخراج وصية الميت في حدود الثلث و إخراج ما عليه من دَيْن من التركة
قال الله تعالى:
( مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ )
النساء 12
ج – ثم يتم تقسيم التركة على ( الأقربين ) كل بنصيبه المحدد ذكرا كان أو انثى
قال الله تعالى:
( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا
قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا )
النساء 7
4 – تغيير الوصية
إذَا تم تغيير الوصية بعد موت الموصّى .. فمن يغيّر الوصية يكون آثما ويتحمل الوزر.
قال الله تعالى:
( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
البقرة 181
5- شروط الوصية
أ – أن تكون مكتوبة
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ )
البقرة 282
يا أيها الذين آمنوا إذا تعاملتم بدَيْن إلى وقت معلوم فاكتبوه؛ حفظًا للمال ودفعًا للنزاع
ب – وجود الشهود (شاهدين علي الأقل)
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ
آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ )
المائدة 106
بيَّن الله تعالى مشروعية الإشهاد عليها، وعدد شهودها
ج – تكون عادلة
أوجب الله تعالى أن تكون الوصية بالمعروف
قال الله تعالى:
( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا
عَلَى الْمُتَّقِينَ )
البقرة 180
بمعنى أن تتسق مع العدل، فقد يكون هناك من الورثة ما يستحق أكثر من الآخرين بسبب
ظروف خاصة .
بدون هذا المعروف أو العدل يكون هناك ظلم فى الوصية ، كأن توصى لوارث لا يستحق.
عندها يكون التدخل لإحقاق الحق
قال الله تعالى:
( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
البقرة 182
6 – أعظم الوصايا
أعظم الوصايا وأعلاها وأهمها هي الوصية بالدِّين والإيمان والتقوى، وهي وصية الله للأولين
والآخرين ووصية الأنبياء لأبنائهم وأتباعهم إلى يوم الدين.
قال الله تعالى:
( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ )
النساء 131
قال الله تعالى:
( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم
مُّسْلِمُونَ )
البقرة 132
( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا )
الأحقاف 15
( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )
الشورى 13
هذا حديث رب العباد و حكمه على الوصية للوالدين والأقربين، التي فرضها الله بالمعروف فلا
يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرض الله تعالى فريضة في أحسن الحديث ( القرآن)، ثم يقضي
على حكم الله تعالى حديث بشر، أو ينسخ بمفهوم الدين الأرضي، ويعطل أمر الله وحكمه ..
أحدث التعليقات